اتسع مضيق البوسفور اكثر مما يجب على ليفربول الانكليزي بعد خسارته امام بشيكتاش التركي 1-2 في الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري ابطال اوروبا وكأن السبل انقطعت برجال انفيلد بعد الرحلة الى تركيا، وبات على الفريق العريق البحث عن 3 انتصارات متتالية ليضمن تأهله الى الدور الثاني بعد ان استطاع في السنوات الأربع الأخيرة تخطي دور المجموعات بنجاح والفوز باللقب موسم 2004 2005 ونيل الوصافة الموسم الماضي. يقال ان مدرب ليفربول الراحل بيل شانكلي حضر مباراة ليفربول وايفرتون في نصف نهائي كأس الاتحاد الانكليزي عام 1971 رغم مرضه الشديد وسأله الصحافيون عن سبب حضوره اللقاء فأجاب: «المرض لن يجبرني على البقاء بعيدا عن هذا الفريق حتى اذا كنت ميتا، أود ان تحملوا كفني وتحضروه الى أرض الملعب وحبذا ان تفتحوا ثقبا فيه». وضع اسطورة ليفربول شانكلي مدربي الفريق من بعده في مأزق فهو لم يكن مجرد مدرب بل كان يشعر ان روحه وعقله وجسمه جزء من كيان النادي، وزرع في اللاعبين والأجهزة الادارية والفنية الانتماء ذاته في صدورهم لـ «انفيلد»، فضلا عن انه كان مدربا قديرا من الناحية الفنية غير انه اتسم ايضا بروح قائد عسكري متعصب لكتيبته. ويبدي المدرب الاسباني رافايل بنيتيز دائما اعجابه بشانكلي وتمنى ذات مرة ان يكون احد اساطير النادي على طريقة المدرب الاسطورة، الا ان بنيتيز الذي حقق نجاحا باهرا في اول موسم مع النادي بدأ في رسم علامات الاستفهام حول ادائه مع النادي الانكليزي في هذا الموسم بالذات وظهر انه اقل ثقة من الموسم الماضي الذي لم يحقق فيه شيئا يذكر سوى الوصول الى نهائي دوري الابطال. في لقاء ليفربول وبشيكتاش، استمر بنيتيز في تنفيذ وجهة نظره رغم الانتقادات الموجهة اليه منذ الخسارة امام مرسيليا في «انفيلد» حيث واصل سياسة المداورة وعدم تثبيت التشكيلة رغم انه اضطر اليها اخيرا في بعض المراكز بعد سلسلة من الاصابات داهمت صفوف فريقه واثرت في نتائجه، عدا اصراره على اشراك الفنلندي سامي هيبيا الذي فقد الذاكرة وظن انه اصبح مهاجما حيث سجل في مرمى فريقه للمرة الثانية على التوالي. لكن الأمر لم يكن صعبا على المتابعين ليشاهدوا في المباراة ضد الفريق التركي الا ان بنيتيز احتفظ بالمهاجم فارع الطول بيتر كراوتش حتى الدقيقة 85 على مقاعد الاحتياط في الوقت الذي سيطر مدافعو بشيكتاش على الكرات العالية التي اعتمد ليفربول عليها في تشكيل خطورته على الحارس اركان، بل ان سوء حالة المهاجم اندري فورونين منذ لقاء ايفرتون كانت واضحة للجميع باستثناء المدرب الاسباني الذي أصر على اشراكه طوال الدقائق التسعين. وظهرت في مباريات ليفربول الاخيرة اخطاء بنيتيز بشكل واضح، وبعد ان طالب مالكي النادي الاميركيين بدفع الاموال لتدعيم صفوف الفريق، لاحظ نقاد انكلترا ان الاسباني تورط بكثرة النجوم بعد ان كان النادي يضم نجما واحدا هو ستيفن جيرارد، وذهب البعض منهم ليؤكد ان بنيتيز لا يمكنه ادارة فريق يعج بالنجوم فكيف يعاني الفريق أزمة هجومية بينما يضم في صفوفه الهولندي ديرك كويت والاسباني فرناندو توريس وبيتر كراوتش والهولندي ريان بابل .
وكاد الاسبوع الحالي ان يكون سيئا على ليفربول منذ بدايته لولا ركلتي جزاء فاز بهما الفريق على ايفرتون في «دربي» المدينة السبت الماضي كما لعب النقص العددي دورا كبيرا في خسارة ايفرتون الا ما لفت الانتباه في اللقاء، التبديل الذي اجراه في الشوط الثاني حيث اخرج جيرارد وادخل البرازيلي الشاب لوكاس لييفا بدلا منه في وقت كان جيرارد يشعل المستطيل الاخضر بنشاطه الكبير. وعندما سئل بنيتيز عن قراره، أجاب :«كنا بحاجة للعب بالعقل أكثر من القلب». اما جيرارد فاعرب عن خيبة امله لاستبداله لانه «أحق لاعب في خوض دربي المدينة فاللقاء يعني له الكثير».في ليفربول يشتهر جيرارد بانه القلب الشجاع لان كابتن الـ «انفيلد» يظهر كانه يلعب بقلبه ويحرث الارض بشجاعة تحت اقدام المنافسين .
ربما لا يتميز جيرارد بمهارة توازي نجوم العالم الكبار الا ان روحه مضرب مثل دائم للمدربين ويبرهن الهدف الذي سجله في مرمى اركان برأسه بعد ان استبسل في الكرة العائدة من دفاع بشيكتاش على انه قلب شجاع كما يدل الهدف على عقل رزين لانه وضع الكرة في زاوية يستحيل على الحارس الوصول اليها .
وربما أصبح وضع ليفربول صعبا في التأهل، لكن هدف القلب الشجاع سيشكل الفارق لان الفوز على بشيكتاش 1- صفر في 6 نوفمبر المقبل في «انفيلد» يعني ان آماله ستكون أكبر من الفريق التركي.
منقول :
*جريده النهار
المفضلات