أصيبت الزوجة بمرض سرطان الثدي وسافر معها زوجها إلى الخارج واستمر العلاج أياماً وشهوراً وبدأت نفسية الزوجة في انحدار حتى كاد القلق والخوف يقتلها، وكان زوجها يبتكر لها أساليب التجديد ويبث الأمل فيها ولكن دون فائدة، حتى رفع يديه مسلما بأنه لا يستطيع أن يقدم لها شيئا لأنه لا يفهم مشاعرها وهمومها إلا من عاش مرضها، وهو يرجو الله تعالى أن يقيض له من يساعده في الخروج من هذه المشكلة النفسية التي تعاني منها زوجته، حتى اد المرض يسري إليه من شدة قلقه عليها.
وبينما هو كذلك وإذا به يتعرف على شاب مهتم بالانترنت ويتحدث معه الزوج في مشكلته التي يعاني منها وقد أغلقت الأبواب في وجهه، فقال له الشاب وهو يبتسم: مشكلتك الزوجية يسيرة وسهلة، والأمر الذي تبحث عنه موجود بالانترنت، فنظر إليه الزوج بازدراء، وهو يقول: علاج زوجتي بالانترنت!! هل تضحك علي؟! قال: لا وإنما ببساطة هناك خدمة بالانترنت اسمها (Messenger services ) يمكن لزوجتك أن تدخل بالانترنت وتضع وصفا لحالتها المرضية، ثم يعرف عليها من هم مصابون بمثل مرضها فيتحاورون بعضم مع بعض، ويبثون همومهم بعضهم لبعض، والإنسان إذا رأى غيره مصابا بمثل مصيبته هانت عليه مصيبته.
قال الرجل: كنت أستمع إلى كلام هذا الشاب وأقول في نفسي: هل هذا الكلام معقول؟ ثم تعلمت على الانترنت وعلمت زوجتي فتعرفت على نساء من العالم مصابين بمثل مرضها، وبدأت تجلس معهم بالساعات كل يوم تحاورهم ويحاورونها حتى عادت نفسيتها أفضل مما كانت عليه، وأصبحت سعيدا جدا بهذا الإنجاز، وقد ساعد تحسن صحتها على ذهاب المرض وشفائها والحمد لله أولاً، ثم الحمد لله على نعمة الانترنت، ثم قال الزوج: لم أتخيل هذا في الانترنت.\n
وأقول أنا بعد ذكر هذه القصة الحمد لله على نعمة الانترنت، إن الشبكة العنكبوتية في الانترنت فيها نعم كثيرة يستطيع الإنسان من خلالها أن ينمي عقله ويطور شخصيته ويتعلم دينه ويصل رحمه ويعالج مشاكله ويبلغ دعوة الله تعالى، فكم من إنسان أسلم عن طريق الانترنت، ففيه أكثر من ثلاثمائة مليار موقع بكافة اللغات والعلوم.
فيستطيع الداخل في هذه الخدمة أن يسبح في بحر علوم الدنيا، ولا شك أن فيه أفكارا شيطانية ومواقع مخلة بالحياء، ولكنها لا تتجاوز 1% من نسبة المواقع النافعة، فأتمنى من كل زوجين أن يحسنا التعامل م هذه الخدمة، ويستفيد منها في تحقيق سعادتهما الزوجية والعائلية، ويعالجا من خلالها مشاكلهما، وكما بدأنا المقال بقصة نختم بقصة أخرى استفادت من الانترنت.
يقول صاحب القصة: إن أبي كبير بالسن، ومقيم في ايرلندا وليس عنده أحد سوى ثلاثة أبناء ذكور، الأول في استراليا والثاني في أمريكا والثالث في الإمارات، ونزور والدنا كل صيف، ولكنه بدأ ينطوي على نفسه بسبب الوحدة ففكرنا أن نعلمه على الانترنت حتى يتصل بنا يومياً ونعقد اجتماعاً عائلياً وكل واحد منا في بلد، وبدأنا بذلك من العام الماضي، وقد تحسنت حالة أبي كثيراً وفوجئت عندما ذهبنا في الصيف لنزوره أنه قد تعرف على كبار السن مثله، يحدثهم كل يوم عبر شبكة الانترنت، فنحن سعداء بتحسن حالة والدنا الصحية.
مع احترامي
اختكم
ريف
المفضلات