[align=center]الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...
نشرت جريدةُ " الجزيرة " اليوم قراراً ارتجالياً يمثل - في نظري - ارتجالية كغيره من القرارات الارتجالية التي لا تُدرس بعمق ، وبروية ، إنه قرار يعتبر كارثة حقيقية ، فالناس لم تفق من ضربة تسوماني الأسهم ، وصفعة وزارة التجارة بارتفاع أسعار الرز ، والتحويل إلى أنواع أخرى كما زعم وزير التجارة ، تأتي كارثة جديدة لتحول الناس من مجال النقل الجوي إلى العودة بهم في السفر على الجمال من بلد إلى آخر !
القرار هو : تبدأ الخطوط الجوية العربية السعودية الانسحاب تدريجياً من خمسة مدن وهي : الدمام، تبوك، أبها، القصيم، وحائل ابتداء من الأسبوع المقبل لتنتقل إلى طيران ناس وسما، بحيث تتوقف السعودية عن تسيير رحلاتها لهذه الوجهات تماماً وذلك بناء على اتفاقية مشتركة تم إبرامها تحت إشراف الهيئة العامة للطيران المدني (gaca) بهدف تنظيم عمليات النقل الجوي في المملكة.
وبموجب هذا التنظيم منحت الهيئة العامة للطيران المدني تراخيص الطيران الاقتصادي لشركتي ناس وسما من القطاع الخاص، وتم كذلك تحديد الوجهات الإلزامية لكل شركة من الشركات العالمة داخل المملكة، وبالتالي فإن جزء من الوجهات الداخلية التي تخدمها .
تأملوا في القرار الارتجالي جيدًا ... وإليكم الوقفات التالية :
الأولى : تعاني الخطوط السعودية نفسها ، وتقع في " حيص بيص " عند مواسم الأعياد والحج وغيرها من المناسبات من قصور حاد في خدمة المسافرين من جهة الحجوز ، وتوفير المقاعد لهم ، والأخلاق التي عند بعض العاملين فيها معهم ، إذا أخذنا في الاعتبار أنها تملكُ أسطولاً من الطائرات ، وبجميع الأحجام ، فكيف تحال الخدمة إلى شركتين ( سما وناس ) لا تملك عُشر معشار ما تملكه الخطوط السعودية ؟!
ثانيًا : هل ستغطي الشركتان ( سما وناس ) بطائراتها التي تعد على أصابع اليد الواحدة الأعداد الهائلة من المسافرين في غير ( تأملوا : في غير ) الأعياد والحج والمناسبات المختلفة ؟! فماذا ستعمل في الأعياد والحج ؟!
ثالثًا : سمعتُ قصصًا عن المعاناة التي لحقت بعض المسافرين مع شركتي سما وناس لا يصدقها عقل من إلغاء الرحلات قبل الإقلاع ، والذهاب إلى غير مكان المسافر عليها ، فهل سنسمع بأهوال بعد أن تحال إليهما كامل الخدمات ؟!
رابعًا : لماذا لا يكون هناك استفتاء عن خدمات شركتي سما وناس ليكون قرار التحويل إليها عن دراسة لأصحاب الشأن أنفسهم وهم المسافرون بدلا من إجبارهم على السفر على خطوط لا يرتضونها ، وحصول كارثة في وسائل النقل في بلادنا ؟!
خامسًا : إذا فُتح المجال للشركتين ( سما وناس ) فلا بد من فتح المجال للشركات الأخرى لتغطية خدمة النقل لسكان المملكة ، فالشركتان المذكورتان لم ولن تغطي بلد تجاوز عدد سكانها 24 مليون نسمة .
سادسًا : نداء للمدير العام للخطوط السعودية المهندس خالد الملحم لإعادة النظر في القرار ، وتأخيره إلى حين دراسته الدراسة الوافية ، وتوفير الشركتان سما وناس الأسطول الكافي لاستيعاب أعداد المسافرين .
سابعًا : ماذا عن موظفي الخطوط السعودية والذين يقدر عددهم بالآلاف ؟! هل سيكون مصيرهم الطرد ؟! ، وإذا كان كذلك ستكون المصيبة أعظم .
منقول [/align]
المفضلات