[align=center]
مضى رمضان ،،، وهذا حال الدنيا ،، نأسف جداً إن قصرنا و نستغفر الله جداً لذنوبنا ... و سيئات أعمالنا
لا أحد معصوم عن الخطأ و خير الخطأئين التوابين الذين هم بالاسحار مستغفرين و لرحمة الله طالبين
فما أرحمك يا إله الكون أنك فتحت باب الرحمة للعالمين .. و ما أقزمك يا مخلوق العزيز الجبار .. عندما
تحمل في نفسك السيئة و تربيها كما يربي الراعي إبله و تستولد منها الاحفاد و الأجيال و تغدو أضخم
من جبل أحد في نفس كل لئيم حاقد متكبر ...
و من المؤكد أننا مهما كنا نعاني من شذرات التقصير إلا أنه كان لنا وقفة مع كتاب ارحم الراحمين ..
القرآن الكريم ،،، فمن منا لم تستوقفه قصة يوسف عليه السلام و كيف استعصم من امرأة العزيز ..
ومن منا لم يتدبر قصة نوح عليه السلام و كيف حدث الطوفان .. ولم يتلمس مراد الله تعالى من خلال
تلك القصة القرأنية العظيمة التي وردت كذلك في الأسفار .
فــ من الحري بنا كمسلمين أن نتدبر معنى الآيات لنرى من خلالها المستقبل و ما هو آت ..
قصة نوح عليه السلام مع قومه لم تك قصة فقط لتمر مرور الكرام ,, إنها قصة البشرية و الإنسانية
في كل زمان و مكان ..
(وقيل يا ارض ابلعي ماءك و يا سماء أقلعي و غيض الماء و قضي الأمر واستوت على الجودي و قيل بعدا للقوم الظالمين ) هود الأية44
القوم الظالمين هم من رفض بكل اصرار ركوب السفينة التي صنعت بأمر الله و تكليفه ، سفينة الانقاذ
و جواز العبور من جهنم الى الجنة ، و من سخط الله تعالى إلى رضا ورضوان .
مابين أمس و اليوم لا فارق كبير ، مع كل اشراقة هناك قوم مؤمنين و هناك قوم ظالمين ..
لست بصدد النقاش عما سيؤول اليه حال المؤمنين فهو معروف ،، و لست كذلك بصدد نقاش
حول مصير القوم الظالمين لأنه كذلك بات معلوماً ..
إني بصدد استخلاص عبرة و عظة من قصة نوح عليه السلام و قصة الطوفان .. التي حصدت الاخضر
و اليابس حينما هطلت السماء بماء اغرق الأرض بمن بقي فيها فكان الهالكون هي زمرة من الكارهين
لدين الله و ما اتبع المؤمنين ، هم زمرة كل حاقد أثيم ، معتد عتل ذمبم ..
ونحن في الالفية الثالثة وبعد ظهور كافة الحقائق و العبر المستخلصة من الكتاب و السنة إلا أن العالم نراه
راتعاً في أمواج الحقد و الكراهية و الإعراض عن الحق ، تمر سفينة الخلاص و الإنقاذ مرور كرام أمام اعينهم
ولا يرونها فهم في ظلماتهم غارقون ..
ونحن عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة :
هل نرغب بالاسهام في إنقاذ العالم من ذاك الطوفان الذي لا بد آت ،، إذن كل المطلوب في هذه المرحلة
الخطرة أن نتخلى قليلاً عما نختزنه من الحقد و الكراهية فــ لعلنا نكون من الناجين في سفينة السلام
و سيغدو العالم أقل سوءاً مما هو عليه الآن ... [/align]
المفضلات