[align=center]لربما نسينا تسمية الحارة و ما فيها من مداخل و مخارج و بيوت قريبة من بعضها

و اصوات البحرات المتسللة غدراً من بين شقوق الجدران و اغاريد العصافير المنزلية التي احتبسها قفص

فصارت اشبه بساكني الدار فلا هي منها خارجة ولا ترغب بالخروج من قفصها .

باب الحارة مسلسل تلفزيوني يعرض على اكثر من محطة فضائية و يلاقي اقبالاً منقطع النظير

مادته الدرامية تراث شعوب عربية ليست بائدة ، و السيناريو حكاية شعبية صالحة لكل الازمنة و الأمكنة

احداث تطل على الماضي الجميل و ذكرياته العليلة ...

مبنى ومغزى يحمله المسلسل في جزءه الثاني على التوالي للسنة الثانية وفي شهر رمضان المبارك

بعدما ترك ذاك الأثر الكبير في العام الماضي هاهو هذا العام يعود لنا حاملاً من مسك التاريخ اطيبه

و أجمله ..

ينثر كل ليلة بتلات النخوة و اساطير المروءة وكأنه بشكل أو آخر يدعونا للعودة إلى التراث .

في آونة قد تكون أقرب الى الجحيم و جهنم التي أعدت للكافرين .. نتساقط فيها كأوراق الخريف

و نلتسع من هجيرها بسياط اللهب و نحترق بصمت قاتل ..

من نوافذ الظلام التي اصبحت بيوتنا و منازلنا يسترق النظر الينا بارق يسكن في الأعماق و كأنه فعلاً

مهاجر و آفل عنا ...

باب الحارة ليس حكاية حارة أو منطقة في احدى مدننا العريقة بل هو قصة كل الشعب العربي من

المحيط الى الخليج ..

مرايا تعكس لنا صورة الماضي الجميل و ذلك العبق من رياحين و ياسمين في أجمل مهرجانات التاريخ

كما يحاكي المسلسل فترة لا شك فيها من السلبيات الكثير و لكن بالمقابل نلحظ عن بعد الشاشة

كم كانت القيم متأصلة و كم كانت الجذور دافئة ..

وسؤال يراود كل متابعي العمل الكبير الحالي ( باب الحارة )

هل يحمل لنا فقط عبق الماضي أم هو رسالة موجهة من باب الحارة في الماضي إلى باب الملاهي

التي أنشأت على أنقاض بيوت الحارة و على حساب الماء و الياسمين و شجرة الليمون ...
[/align]