[align=center]
لــــ ندع الموتى يدفنون موتاهم
لا نملك كمجموعات تحيا في مجتعمات مختلفة سوى أن نرسم حروف في باطن متصفح الكتروني
لن ينطق المتصفح و يشكرك على ما سطرته في سالف الأزمان ولن يقدم لك رصيداً في أحد
البنوك التي تتعامل مع الجنيه الاسترليني أو الين الياباني ...
ولن يزداد في رزقك و في عمرك كمثل العبادة التي نؤديها في شهر رمضان المبارك ..
إن أنت كتبت أو استشعرت أو دافعت أو انهزمت وراء آمعات الكلمة و مستغبي العقول و قاهري الوجدان
قد تغريك بعض المفردات و التراكيب التي يتشدق بها بعض الجهابذة و قد لا تفهم معانيها إلا من خلال
القواميس المختلفة ...
و قد تجد نفسك محشوراً ضمن زمرة مستهجني الدين و المتهجمين على الانبياء و العلماء ولا تستطيع
أن تتفوه بــ بنات الشفاه .
و قد يناطحك البعض لدى امتثالك لأوامر الله تعالى في شؤون المرأة و تخرج من حلقة الحرية الفكرية و تدخل
قارورة الاحكام العرفية .
قد تعترض على مايحدث في دارفور و السودان و العراق و لبنان و غزة و الباكستان فلا تجد لصوتك صدى
سوى المعتقل .
وقد تحتج على ارتفاع الاسعار الجنوني و ارتفاع سوق الاسهم و التضخم الاقتصادي و العولمة و قد تتهم
بالمجون و بالتفلسف الغبي .
وقد تنجرف مع التيار القائل ( خير الحياء ما قل ودل ) و تتهاوى في جحيم الابتذال و الانفتاح ..
وقد تسوقك فكرة ماوراء الطبيعة فترفض الغيبيات و يغامرك شك بالرسالات و الوصايا العشر و المسلمات ..
ولعلك قد تناطح أصحاب الأفكار الغريبة فترمي عود الثقاب في غابات الأشجار فيصفق لك الجميع ويقولون
لك ( حرية رأي و تعبير و فكر )
و من ثم إلى أين ...
فإن كنت من اصحاب العقيدة المتينة فستدع كل زخرف ماسبق و تنقذ مابقي من المتبقي
لديك وتهجع إلى سرب الزمرة المنزوية فلعلك قد تنجو من عقوبة الموات ،،،
وتدع أولئك الموتى يدفنون موتاهم [/align]
المفضلات