من مظاهر الكذب
من مظاهر الكذب المنتشرة بين الناس ما يلي:
1- الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: كحال من يفتي بغير علم، ويقول على الله ورسوله الكذب، فَيَضِل، ويُضِل، ويَهْلِك، ويُهلكِ.
قال ـ تعالى ـ: ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) [النحل: 116].
وكحال من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجد من يكذب عليه؛ للترغيب أو للترهيب، أو لترويج بدعة أو ضلالة، أو غير ذلك.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث المتواتر: " من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ".
2- الكذب في البيع والشراء: كحال من ينفق سلعته بالأيمان الكاذبة، ومن يغش المشتري بجودة بضاعته.
فما أكثر ما يقع هذا بين الناس، مع عظم خطورته وشدة الوعيد فيه.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للكسب ".
وقال: " من غشنا فليس منا ".
وقال: " من غشَّ فليس مني ".
3- الكذب لإفساد ذات البين: فبعض الناس ـ عياذًا بالله ـ لا يهدأ له بال، ولا يقرّ له قرار ـ حتى يفسد ذات البين، ويفرق شمل المتحابين، فتراه يختلق الأقاويل، وينسج الأباطيل تلو الأباطيل؛ ليفسد بذلك ذات البين، ويحل محلها القطيعة والبين.
فهذا العمل بلية عظيمة، ورزية جسيمة؛ فكم تقطعت لأجله من شواجر، وكم تَفَصَّمَتْ من روابط، وكم تحاصَّت من أرحام.
ولا يقوم بهذا الصنيع إلا دنيء النفس حقيرها، فإصلاحه عزيز، والحيلة معه قليلة، وصدق من قال:
لي حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيلة
منكان يخلق ما يقو ل فحيلتي فيه قليلة
4- الكذب لإضحاك السامعين وتشويقهم: فتجد من يكذب في مجامع الناس ومجالسهم؛ حتى يُصَدَّر في المجلس، ولأجل أن يستظرفه الناس، ويستطرفوا حديثه، ويستعذبوه؛ فتراه يأتي بالغرائب، ويغرب في العجائب، ويسوق ما لا يخطر ببال، ولا يدور حول ما يشبهه خيال.
5- الكذب للمفاخرة في إظهار الفضل: فهناك من يكذب؛ ليفاخر أقرانه، ويظهر فضله عليهم، فتراه يدَّعي العلم، ويظهر الفضل، ويتشدق بكثرة الأعمال والإحسان إلى الناس، وهو عاطل من ذلك كله؛ فلا فضل لديه، ولا علم عنده، ولا إحسان يصدر منه، وإنما يكذب في ذلك كله؛ ليظهر فضله، ويفاخر أقرانه.
ومنهم من يكون صاحب فضل وإحسان، ولكنه يبالغ في وصف أعماله، وأفضاله، وإحسانه إلى الناس، مما يدخله في باب الكذب، ويجعل الآذان تَمُجُّه، والقلوب تنفر منه.
6- الكذب على المخالفين؛ تشفِّياً منهم ونكايةً بهم: فهناك من إذا خالفه أحد، أو كان بينه وبين أحد عداوة ـ بدأ يبحث عمّا يشفي غليله من هذا المخالف أو المعادي، فتراه يكذب عليه، ويلصق التهم به، ويغري به عند أصحاب المناصب وأرباب الولايات؛ رغبة في إلحاق الأذى بهذا المخالف أو المعادي.
7- الكذب المقرون بالحسد: فهناك من إذا رأى أحدًا من الناس متفوقاً في العلم، أو مترقياً في الفضائل، أو غير ذلك ـ يحسده على ذلك، فيقلل من شأنه، ويرميه بكل نقيصة، ويتهمه بما ليس فيه؛ حتى يصرف الناس عنه، ويشككهم في إخلاصه وصدقه وجدارته.
8- الكذب في المطالبات والخصومات: فقلَّ من يصدق حال المطالبات أو الخصومات، وهذا ما يشاهد مرارًا وتكرارًا عند الخصومات في المحاكم وغيرها، وعند حوادث السيارات، فقل أن تجد من ينصف من نفسه، ويقر بخطئه، بل تجد من يكذب؛ كي لا يكون الحق عليه؛ فيتحمل تبعته.
9- الكذب للتخلص من المواقف المحرجة: كحال من يكذب على والديه، أو مدرسيه، أو مسؤوليه؛ خوفاً من العقاب أو العتاب.
10- المبالغة في القول: كحال من يبالغ في تصوير حدث أو قضية مبالغة تجعل السامع يفهم منه أكثر من الحقيقة.
11- حذف بعض الحقيقة: كحال من يحذف من الكلام ما لا يروقه، ولا يوافق هواه؛ لأجل أن يصل إلى غاية تهواها نفسه.
أما من حذف من الكلام ما لا يخدم مصلحة عامة، أو جمْعَ كلمةٍ أو نحو ذلك ـ فلا يدخل في قبيل الكذابين، بل هو مصلح محسن.
12- الكذب على النفس: كمن يحاول أن يقنع نفسه بأنه بذل ما في وسعه، واستنفذ كل طاقته، لأداء ما يجب عليه؛ ليسلم من عتاب النفس وتوبيخها، وهو في الحقيقة لم يفعل شيئاً من ذلك.
بقلم الشيخ محمد إبراهيم الحمد
المرجع موقع دعوة الإسلام
http://www.toislam.net/files.asp?order=2&num=671&kkk=
المفضلات