توقيت الصلوات غير دقيق في الامساكيّات
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله مؤيد الحق و ناصره و داحض الباطل و كاسره و معز الطائع و جابره مذل الباغي
و داثره..
و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و
سلم و على آله و اصحابه و اتباعه..
واسأل الله العون و التوفيق و السداد بمنّه و فضله..
اما بعد:
فان موضوع البدعة من الامور الهامة جدا و لقد دأب علمائنا و اسلافنا منذ الصدر الاول
على محاربتها و التحذير منها عملا بمقتضى الايات القرآنية و الاحاديث النبويّة..
فقاموا عليها بسيوف قاطعة فكسروا شوكتها فانقشعت همومها و طهّروا منها البلاد و انقذوا
منها العباد..
الا انها عادت و نمت و ظهرت و انتشرت و عزى خطرها البوادي و الامصار و اختلط أمرها على
كثير من الاخيار فأصبحوا لا يميّزون بينها و بين سنة سيد الابرار.
و لما رأيت الامر هكذا..سلكت طريق الدغاع و التحذير و البحث و التجديد لبعض السنن التي
اميتت من قبل المبتدعين...
أسأل الله ان يهديهم فهو ولي التوفيق..
فبدعة الاذان على توقيت المؤقتين ليست بجديدة..
اهملت السنن و اعملت البدع..فأين الرؤية البصرية و السنة النبوية..
تركوا التيسير و أقبلوا على التعسير و اصبح توقيت الصلوات يمتص أصوله و جذوره من حسابات
المنجّمين..
وأصبح المؤذن انسان على شكل صنم و في أحسن أحواله يسخّر صوته في سبيل الله و يؤذن و الاّ احلّ
مكانه الشريط المسجّل..
و عف بصره و طرفه عن ارساله الى عنان السماء حيث مطلع الفجر الصادق و أرسله الى ورقة
مملوءة بالبدع و استبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير..
واعلموا اخواني الكرام ان الفجر ينقسم الى قسمين
فجر صادق وفجر كاذب وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
الفجر فجران فجر يقال عنه ذنب السرحان وهوالكاذب يذهب طولا" ولا يذهب عرضا" والفج الآخر
يذهب عرضا" ولا يذهب طولا".
اذا الفجر فجران فجر صادق والآخر كاذب
وقال صاحب النهاية :
السرحان : أي ذنب الذئب وقيل الأسد.
وعن سمرة رضي الله عنه :
قال : قال رسول الله : لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير.
وعن طلق بن علي رضي الله عنه قال:
ان النبي عليه الصلاة والسلام قال : كلوا واشربوا ولا يغرنكم الساطع المصعّد وكلوا واشربوا
حتى يعترض لكم الأحمر.
قلت : يستطير:أي ينتشر بياض الأفق معترضا"
والساطع المصعّد يعني الصبح الأول المستطيل يقال سطع الصبح يسطع فهو ساطع,أول ما
ينشق مستطيلا" وهذا ما بينه علمائنا رحمهم الله تعالى
حتى يعترض لكم الأحمر قال الخطابي رحمه الله معنى الأحمر ها هنا أن يستبطن البياض
المعترض أوائل حمرة وذلك أن البياض اذا تتام طلوعه ظهرت أوائل الحمرة.
وقال صاحب تاج العروس:
قد يطلق الأحمر على الأبيض ...ومعنى قول حتى يعترض لكم الأحمر أي الأبيض وهو بياض النهار
من سواد الليل يعني الصبح الصادق.
وقال الألباني رحمه الله وجمعا" بين الأدلة:
واعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق بالأحمر ووصفه تعالى
اياه بقوله الخيط الأبيض لأن المراد والله أعلم بياض مشوب بحمرة أو تارة يكون أبيض وتارة
يكون أحمر يختلف ذلك باختلاف الفصول والمطالع.
وقال النووي رحمه الله فالفجر الكاذب يطلع مستطيلا" نحو السماء كذنب السرحان و هو الذئب ثم يغيب ذلك ثم يطلع
الفجر الصادق مستطيرا" أي منتشرا" عرضا في الافق...
و سمّي الفجر الاول كاذبا لانه يضيء ثم يسود و يذهب.
و بعد النظر في الاحاديث المذكورة و غيرها تبين لي ان الفجر الصادق هو:
الاحمر أو الابيض أو كلاهما , المستطير المعترض على رؤوس الشعاب و الجبال المنتشر في الطرق
و السكك و البيوت و هذا هو الذي تتعلق به أحكام الصيام و الصلاة.
و اعلموا ايها الاخوة الكرام ان لكل بلد فجره و غروبه..
فال النووي رحمه الله:
قد يطلع الفجر في بعض البلاد و يتبين قبل ان يطلع في بلد آخر فيعتبر في كل بلد طلوع فجره.
أخي القارىء,اختي القارئة:
و بعد المراقبة المستمرة اتضح لي ان الفجر الصادق يطلع بعد 25 دقيقة من اذان الفجر و ذلك
حسب الامساكيات و 47 دقيقة من أذان الامساك و هو يتغير و لا بد...
و من المحزن المبكي ان اكثر المساجد ان لم اقل كلها اصبحت تصلي الفجر قبل الوقت و الله
المستعان.
كما انبه الاخوة الى ان غروب الشمس يعتمد على المشاهدة و يتححق بمغيب جميع القرص( اي قرص
الشمس )
قال صلى الله عليه وسلم
لا تزال امتي بخير ما أخروا السحور و عجلوا الفطر
و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كان علقمة عند رسول الله عليه السلام فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال له الرسول:
رويدا يا بلال ! يتسّحر علقمة .
اهدي هذا الحديث لمن احتاط لآذان الفجر و أذّن قبل الوقت و الاحتياط كل الاحتياط في اتباع
سنة خير الانبياء _ فقد حجرتم واسعا" _
الرسالة الثانية ( تابع للموضوع السابق )
تصحيح و تصريح...
المفضلات