[align=center]تحديد هلال رمضان بين الرؤية والحساب الفلكي
يشهد العالم الإسلامي في كل سنة تباينا واختلافا في تحديد أول أيام رمضان لكون بعض البلدان تعتمد على الرؤية بالعين المجردة عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته...".
وتعتمد دول أخرى على الحساب الفلكي، في حين يجمع بعض الدول بين الرؤية والحساب. وبسبب هذا التباين تفضل أحيانا عامة الناس اتباع ما يحدده البيت الحرام.
ويطرح هذا الخلاف إشكالية تحديد الطريقة الأمثل لتوحيد الأمة الإسلامية، وتساؤلات عما إذا كان يجب العمل بالرؤية المجردة للأهلة أم يجب الاعتماد على الحساب الفلكي؟
وقد أوجد العالم الفلكي الجزائري لوط بوناطيرو تصورا لحل هذه المعضلة وجمع شمل الأمة الإسلامية باستعمال الحساب الفلكي.
واقترح العالم الشهير تسمية ليلة الشك بليلة تحري رؤية الهلال. ويكون التحري حسب بوناطيرو وفقا للحساب الفلكي وذلك استنادا لقوله تعالى "الرحمن، علّم القرآن خلق الإنسان، علّمه البيان، الشمس والقمر بحسبان" (سورة الرحمن)، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "... فإن غمٌ عليكم فاقدروا له".
وذكر بوناطيرو أن لحظة اقتران الشمس بالقمر، أي بداية الشهر الفلكي الجديد عالميا، تكون يوم الثلاثاء 29 شعبان الموافق 11 سبتمبر/أيلول الحالي الساعة 12:45 بالتوقيت العالمي، وعليه فسيكون 30 شعبان موافقا ليوم الأربعاء الـ12 من سبتمبر.
وبهذا خلص بوناطيرو باعتماده على الحسابات الفلكية إلى أن الأول من شهر رمضان سيكون موافقا ليوم الخميس الـ13 من سبتمبر/أيلول.
ووفقا لحسابات بوناطيرو فإن شهر رمضان لعام 1428 سيكون 29 يوما.
وأكد أنه ستتعذر رؤية هلال رمضان لهذه السنة في مكة المكرمة وكذلك الجزائر لأن القمر سيكون منغمسا في ضوء الشمس لحظة الغروب، علما بأن دخول الشهر الفلكي يكون قد تم بعد الخط الزمني المعلمي الصفر لمكة-المدينة أي زوالهما.
وإذا كانت بعض الدول قد تراجعت عن استعمال الحساب الفلكي المتماشي مع الرؤية العالمية للهلال بسبب حدوث تناقض بين الحسابات الفلكية ورؤية الهلال فقد أرجع بوناطيرو هذا الخلل لكون التنبؤات الحسابية كانت مبنية على معلومات غير صحيحة من أشخاص غير مؤهلين.
وأضاف قائلا "لم نصل بعد إلى النضج الفكري الكافي لإلزامية وضع حساب المزمنة القمرية والعمل بها طيلة السنة".
واستدل عالم الفلك الجزائري للتأكيد على صحة كلامه بقوله تعالى "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان الشمس والقمر بحسبان"، وقوله تعالى أيضا في محكم تنزيله "فالقُ الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم " (سورة الأنعام).
والمقصود هنا أن الشمس والقمر مضبوطان بدقة الحساب، والتقدير أيضا معناه الحساب.
وخلص بوناطيرو إلى أن الرؤية المجردة تأخذ محل الحساب عند انعدام آليات الحساب الفلكي كما كان الشأن منذ القديم، غير أن تطور الحساب الفلكي يجعل الحساب يأخذ مكانه الأصلي وفقا لما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف.
وحتى تكون الحسابات دقيقة أكد بوناطيرو على ضرورة تبني الخط الزمني المعلمي لمكة-المدينة للإقرار ببداية الأشهر القمرية وبالتالي تحديد التقويم العالمي الجديد، والذي يتميز بالدقة العلمية والانفرادية، حيث تصبح الأشهر الهجرية تتناوب بانتظام وبصفة تلقائية ما بين 29 و30 يوما. وكذلك الشأن بالنسبة للتناوب ما بين السنوات العادية والمزدوجة.
وأشار الفلكي الجزائري إلى أن زمن الاقتران على البقاع المقدسة يسمح للتقويم الهجري بجمع شمل كل مسلمي الأمة، وبهذا يكون تحري رؤية الهلال عالميا بعد التأكد من دخول الشهر فلكيا.
المصدر : الجزيرة [/align]
المفضلات