بينما الخليفة العباسي ( هرون الرشيد ) ذات يوم ممتطي صهوة جواده ومعه بعض القواد وقسم من رجال الحاشية وكعادته كلما ذهب الى الصيد ........ جلس قليلا ليستريح بعد أن أضناه التعب فسمع أصواتا نسائية على مقربة منه وأستحسن صوت واحدة منهن , فأقترب قليلا ولوحده فاطلقت لسانها الفتاة وقالت :
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام
كي أستريح وتنطفي نار تتأجج في العظام
دنف تقبله الاكف على بساط من سقام
أما أنا فكمت علمت فهل لوصلك من دوام
****************************
فقال لها هل الابيات من مقولك أم من منقولك , قالت بل من مقولي
فقال لها أن كان من مقولك فأمسكي المعنى وغيري القافية , قالت سمعا وطاعة وأنشدت :
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الوسن
كي أستريح وتنطفي نار تأجج في البدن
دنف تقلبه الاكف على بساط من شجن
أما هي فكما علمت فهل لوصلك من ثمن
**************************
فأعاد عليها القول مرة أخرى ( من مقولك أم من منقولك ) قالت لا بل من مقولي , فطلب منها كرة أخرى أن أمسكي المعنى وغيري القافية , فأنشدت :
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريح وتنطفي نار تأجج في الفؤاد
دنف تقلبه الاكف على بساط من سهاد
أما انا فكما غلمت فهل لوصلك من سداد
************************
فأعاد القول عليها مرة أخرى وطلب منها كما طلبه في المرة قبلها فأنشدت :
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الهجوع
كي أستريح وتنطفي نار تأجج فب الضلوع
دنف تقلبه الاكف على بساط من دموع
أم أنا ( هي ) فكما علمت فهل لوصلك من رجوع
****************************فقال لها من أي الحي أنت , قالت من أعلاها وأينعها شجرة ....
فعلم أنها بنت سيد القوم .... وأنت من أي رعاة الخيل
قال من أشدهم عودا وأرفعهم قدرا وعلية , فعلمت أنه أمير المؤمنين لا شك ........
فأعتذرت أليه وقبلت الأ رض بين يديه معتذرة مؤتسفة , فقال لها لا عليك طاب مسمعك وصح لسانك فأذكريني عند أبيك , فما كان ألا فترة وجيزة حتى خطبها أليه وتزوجها
المفضلات