ولا أبخل على نفسه من الإنسان { مابالنا نعلم ولانعمل } لماذا الإنسان يبخل على نفسه بالخير
والحسنات مع شدة حاجته إليها أعجز الناس الذي لايدعو لنفسه ولغيره بالخير وابخل الناس من ذكر
عنده الرسول{ صلى الله عليه وسلم ولم يصلي عليه } والذي يسمع المؤذن ولايردد معه أن ذلك من
الجفاء والجفاء في النار { ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته
وفقره إليه إنما العجب من مالك (هو الله الكبير المتعال) يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد إليه
بأنواع إحسانه مع غناه عنه ! فسبحانك يالله ما أعظمك وأحلمك...
ولوشاء الله ماذكرتموه فهو الذي أذن لكم بذكره سبحانه وتعالى عما يشركون علواً كبيراً لايطاع إلا
بأمره ولايعصى إلا بأذنه
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات17
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21
أن أحسن ألإنسان فمن الله ومن منته عليه وأن كان
كل خيرأصله من الله ومفتاحه الدعاء فلنلزم عتبة العبودية فوالله الذي لاإله إلاهو ماعمل أحد خيراً قط
إلابفضل الله ورحمته ومنه وفضله ولانعجز في الدعاء فإنه لايهلك معه أحد والله عزوجل قال {ادعوني
استجب لكم } ومن أصدق من الله قيلاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لاأحمل هم الإجابه ولكن
احمل هم الدعاء فإن الهمت الدعاء أعطيت الإجابه فالله هو الذي يلقي هذه الكلمات في قلب الإنسان
ويجريها على لسانه وما أذن له و أعطاه ذلك إلا ليستجب له ويعطيه {فالله جلا جلاله وتقدست أسماؤه
لايرد من يقصده ولا يخيب من يرجوه} فهو الكريم الذي لايبخل والحليم الذي لايعجل بالعقوبة
وأعلم أيها الإنسان أن ماأصابك من نفسك فألقي اللوم عليها فمارأيت أشد منها
ظلماً وجوراً {وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } {وماظلمهم الله ولكن كانوا
أنفسهم يظلمون }
ياربي اغفر لنا زلاتنا وأخطائنا برحمتك ياأرحم الرحمين ,,,
المفضلات