إن المعاني الصادقة لا تحتاج إلى مقدمات.. لأنها تدلف إلى القلب بلا استئذان.. وتكون الصورة أكثر تأثيراً إذا نبعت من معاناة, عندها لا يملك من به ذرة من رحمة وإيمان إلا أن تهتز مشاعره وتخنقه العبرة.. بل تغرق عيناه بالدموع عندما يسمع الشعر الحقيقي.. ومن لم يصدقني عليه أن يقرأ هذا البوح الموجع لشاعر سجين يقبع منذ ست سنوات بسجن لا يمون.. بولاية كلورادو الأمريكية وقد كتب هذه القصيدة المبكية يصف حاله وشوقه ولهفته على والدته المكلومة والتي تنتظر عودته في رمضان الماضي عام 1427 هـ.
سادس سنة في ديرة الغرب مسجون
سجن الغثى.. والبهذله.. والأذيّه
سجّانهم قلبه من الكره مشحون
عنده حياتي.. أو مماتي سويّه
هذا رمضان اقبل وأنا فيه محزون
يا رب هوّن مشكلاتي عليّه
وسط السجن ما به معي من يصومون
مسلم.. ومن حولي وجيه أجنبيّه
دايم حزين.. وضايق الصدر مغبون
مليّت من جو السجن والأسيّه
يمّه كفايه.. وقت الإفطار تبكون
تبكون (نايف) مالكم مقدريّه
ودّي يا يمه بينكم بس وشلون؟
ودّي بتمره من يدينك هنيّه
يمّه فطوري خالي الطعم واللون
مشتاق (للمرقوق) والمحلبيّه
مشتاق للمسجد مع اللّي يصلون
اصلي الأوقات صبح وعشيّه
ودّي معي في ليلة القدر تدعون
ينفك قيد اللّي حياته شقيه
يا الله يا رحمن يا خالق الكون
تغفر لعبدك كل ذنب وخطيّه
وصيتي تكفون لا مت مدفون
في دار أبومتعب ديار الحميّه
نسأل الله الذي رد يوسف لأبيه وموسى لأمه وهم من أنبيائه أن يرد (نايف) إلى وطنه ويسعد قلب والدته برجوعه.
منقول
المفضلات