[ALIGN=CENTER]
[ALIGN=CENTER]
كِلِمَاْتِيْ تَحْتوِيْ عَلَى نِسْبَة مــُـفـْـرِطَة مِنْ "الكُحول "
ولاْ يَعْنِيْ هَذاْ بأنِيْ كَاْتِبَة " مُتَرَنِحَه :xsmile: "
من خبرتي في ساحات الحوارات الساخنة الطويلة .. والمريرة .. والسلبية .. والمُثيرة ..
والتي طلعتُ معها بنتيجة واحدة .. وهي فن الإستقراء .. وقد أنتهجته أسلوباً لحياتي حتى تتكشف الأقنعة .. حتى وإن عرضتُ نفسي للمجازفة بـ قلمي المهمـ البلوغ للهدف .. فمن لا يقرأني جيداً لا يهمني رأيه بي ..
خصوصاً أننا لا نعرف مع من نتحاور .. ربما كان من المطبلين .. أو المستهجنين بالعلمـ .. أوالمتصيدين للأخطاء .. أو سريعي الحكمـ على الأشخاص .. بجرةِ قلمـ .. أو كان ممن يبتغي في حوارهـ جذب نظر الآخرين ولا سيما شخصاً معيناً .. واللبيبُ بالإشارةِ يفهمـُ .. فهنا أرى أن بعضاً من المارة لمـ يستجذي غير لفت الأنظار .. وليس لإثبات الحق ..
الله أسأل أن يُنير بصيرتنا بالحق المبين ..
وأكرر للجميع الإستهزاء في جوانب الحوار هنا كثيرة .. وهذا الحوار ينشد من ورائهـ إحقاق الحق
الواضح الجلي .. ولكن ليستقر بال السائلين .. أكثر .. وأكثر ..
وكثرةُ الإستهزاء .. تُضعف الحجة .. وتقلل من شأن الأقوياء ..
فالأشراف لا تعتدي على الأشراف
«إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة» .
فالتقتبسوا المعنى كيفما شئتمـ .. فأنتمـ أعلمـ مابدواخلكمـ ..
ولا نستجذي من ورائكمـ غير النفع بإذن الله ..
والله من وراء القصد ..
أنتظر الأستاذ محمد الشمري .. ليفينا بالتعقيب .. الجلي لتنكشف معه الحقائق للجميع ..
ودمــتــمــ بسلامـ
تقديري وإحترامي لكلمة الحق
التعديل الأخير تم بواسطة مـنــــــاااال ; 02-08-2007 الساعة 07:06
مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل
[align=center]
مايغيض الشخص والله مايغيض ...غير تجريح الوفا له وطعنه
ياوجودي وجد من طاح بغيض ...غصب جابه له زمانه ورهنه
او وجود الي بالمعارك له كضيض ....طاح رمحه وانقطع حبل رسنه
شلونكم عساكم بخير ..[/align]
مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل
الاخت سيدة القلم
انا غاضب يااختي لما ارى من مقالك في تهوين قدر الصحابة رضوان الله عليهم والتشكيك فب قدر علمائنا والتهوين من كتاب صحيح البخاري الذي هو اصح الكتب بعد كتاب الله عند اهل السنة التي تدعين انك منهم واسال الله ان نكون انا وانتي منهمأسْتَحْلِفُك بِـ خَاْلِقُك لِمَ أنْتَ غَاْضِبْ
ومُسْتَاءاً مِنِيْ ..؟!!
عَاْدَة الرَجَال العُقَلاء لاْ تَتَمَلص مِنْهُمْ أعْصَاْبِهمْ عَلَى النِسَاء إلاّ لِـ أمْرٍ جَلَل
أخْبِرْنِيْ مَاْهُوَ هَذاْ الامر الجَلَل ..
لِئن كُنْتُ انَاْ سَبَباً فِيْ العَصْفِِ بِـ أعْصَاْبِك سأعْتَذِر
وأقَدِمْ إعْتِذَاْرِيْ ..
أنْتَ فَقَط حَدِد لِيْ مُوْضِع السَبْ والشَتِمْ الَذِِيْ تَعَرَضْتُ بِه عَلِيك
وأنَاْ سأعْتَذِر وأتَأسّف
ولِئن كَاْنَ غَضبُك مِنْ شَخْصٍ آخَر ايْضَاً أخْبِرْنِيْ حتّى أتَلْتِلُه تَلْتَلَه
الذَلِيل مَعْ تَلاْبِيْبِه ..
المُهم ان تُخْبِرْنِيْ مَاْسَبَب غَضبِك هَذاْ..؟!!
ولِئن كَاْنَ سَبِيْ وشَتْمِيْ والإسْتِهْزَاءُ بِيْ يُرِيحُ أعْصَاْبَك ويُسكِنْ جأشِك
فأكْثِر مَنْ شَتْمِيْ فَـ وللهِ يُسْعدْنِيْ أن آرَاْكَ مُرْتَاح البَال
فَمَنْ لا يَتَشَيّمُ عَنْ إذَاْئِيْ انَاْ " أتَشَيّمُ " عَنه
وقَدْ غَفَرْتُ لَك إسْتِهْزَاْئِك بِيْ
وسَاْمَحَكَ الله فِيْ الدَاْرِينْ
وهذا ليس بعيب فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب ويحمر وجهه اذا انتهكت حرمة من محارم الله وما قلتيه انت لا يعدو كونه انتهاك لحرمة من حرمات الله .
وانا اعتذر واستغفر الله عن ما وصفتك به ويعلم الله ان هذا ليس ديدني في النقاش وانا اكرر اعتذاري مرة اخرى
الامر لايحتاج الى شجاعة انا قصدت المثل العامي الذي يقول اللي على راسه بطحة .عَلَى رأسَِيْ مَاْذاَ..؟!!
لِمَ لاْ تَكُنْ شُجَاعاً وتُكْمِل ..؟!!
من هم اهل الفقه ؟! سميهم لناسَبَقَنِيْ إلِيه أهْلُ الفِقه
تقرر في علم اصول الفقه ان قول الصحابي حجة اذا لم يعارضه قول صحابي آخرهَلْ أقْوَال الصَحَاْبِه حجّة..؟!!
لِيْسَ بِِـ حجّه ان شئنَا أخَذْنَاْ بِه.. وأن لَمْ نَشَأ أعْرَضْنَاْ عَنه
وكيف تردينه الى الله ياسيدةوالدَلِيل عَلَى ان الإخْتِلاف فِيْ القرآن يُرد إلَى اللهِ وحدَة
لا إلى العُلَمَاء هُوَ
هل ياتيك الوحي
ام انك تردينه الى العلماء الذين فهموا مراد الله عز وجل وفهموا كلام نبيه ؟!
واين قول الله (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) ؟؟
ولماذا نفهمها اذا كنا لانتحاجج بهذا الفهم ؟! عجبا لآرائكلِـ نَفْهَمَهَاْ
في اي كتاب واي طبعة ؟؟؟بَسِيْطَه جداً أنْظُر لِـ صَفْحَه [ 328 ]
اذا كنت لاتعتدين باقوالهم فاي سوء بعد هذا السوء ؟!وََهَلْ قُلْتُ انَاْ إنَهُم سِيؤون ..؟!!
سبحان الله ياسيدةيََاْ آخِيْ هَذاْ قُول " قَبيْصَه" ولِيْسَ قُول النَبِيْ
إي إنَهُ تَعْلِيق مِنْ الصَحَاْبَه عَلَى الحَدِيث الشَرِيف
ولِيْسَ تَتِمّه للحَدِيث ..
فَـ الحَدِيث لَمْ يُبْتَر بَل آتِيْتُ بِهِ كَاْمِلاً مَاْبُتِر هُوَ
تَعْلِيق الصَحَاْبَه عَلِيه
وهل تفهمين كلام النبي صلى الله عليه وسلم خير من قبيصة ؟؟
ياسيدة نحن اهل السنة نتبع الكتاب والسنة على فهم سلف الامة
ولايوجد فرقة من الفرق لا تقول على فهم سلف الامة
فالاشاعرة يتبعون الكتاب والسنة على فهم اسلافهم
والمعتزلة كذلك والرافضة وغيرهم
اذ كيف نتبع الكتاب والسنة ؟ هل كل واحد على فهمه ياسيدة
ام يجب ان يكون لنا سلف نتبع اقوالهم ونعرف فهمهم فهم خير القرون
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
انتبهي ياسيدة بو حكم كل انسان عقله في كتاب الله وسنة نبيه تاه وضل
قال علي رضي الله عنه : لو كان الدين بالراي لكان مسح باطن الخف اولى من مسح ظاهره)
لو حكمنا عقلنا لقلنا بمسح باطن الخف لانه يلامس التراب ولكنه الدين والاتباع ياسيدة
ومن الذين نقلوا لنا احاديث المصطفى اليسوا هم الصحابةلِمَ لا تُفَرِق بِيْنَ قبيصَه وبِيْنَ مُحمّد ( ص ) ..؟!!
سبحان الله الناقل لايفهم كلام النبي على مراد النبي وانت تفهمينه ؟!
حاشا لله ان اكفر مسلما وانا قصدت انك شابهت الرافضة في التهوين من قدر الصحابة رضوان الله عليهمأيَاكَ وَدِيْنِيْ فَـ وللهِ لَسْتُ أخِْشَى عَلَى نَفْسِيْ
بَلْ آخْشَى عَلِيك مِنْ عَاْقِبَه قُوْلِك أصْلَحَكَ الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"كفوا عن أهل لا إله الا الله لا تكفروهم
بذنب من أكفر أهل لا إله الا الله فهو إلى الكفر أقرب"
وعن اي دين تتحدثين ياسيدة
دينك الذي تشكين فيه
دينك الذي شككت في الواسطة التي نقلت لك الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحابة ومن بعدهم من العلماء
اللَهُمَّ إغْفِر لِـ أخِيْ مَنْصُور وسَاْمِحه وَتَجَاْوَز عَنه
إنّكّ غَفُوْراً رَحِيمْ
آمين يارب العالمين
واغفر لاختي سيدة القلم والهمها رشدها
سيدة نقطة الخلاف بيننا
انك ترين انك مؤهلة لفهم الكتاب والسنة على ظاهرهما دون الرجوع الى احد
وهذا شئ غريب
وانا اكتفي بهذا القدر لاننا ندور في حلقة مفرغة ولم نتطرق الى اي نقطة جديدة
ونقطة الالتقاء بيننا بعيدة
اغفريلي خطاي
واسالي الله ان يهديك
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
واسمحيلي ان انسحب من النقاش
الذي ارجو ان لايكون قد افسد للود قضية
[align=center]الرجاء كل الرجاء من الزملاء الحرص على الحوار في دائرة المقالة موضوع هذا الحوار ، كما ارجوكم والاخت سيدة القلم عدم التفرع للهوامش في حتى لاندخل في حوار آخر من شأنه ان يخرجنا من صلب الموضوع .
الى الاخت سيدة القلم
لقد كتبت تعقيبي هذا لقناعتي بان ما كتبتيه به مخالفة لعقيدتنا ، ولو كان ما كتبتيه متعلق بامور اخرى لكنت قد احترمت وجهة نظرك بها ، ولاني لا املك ادانتك بالتعمد في التطرق لمثل هذا الموضوع ، ولكونك كاتبة متمكنه من كتاباتك وقناعاتك الامر الذي استوجب مني او من اي زميل لنا التعقيب عليك .
ليكن حوارنا حول مقالتك فانت غير ملزمه بالرد خارج مضمون المقالة .
الى جميع الزملاء
ارجو منكم احبتي بيان مخالفة الاخت سيدة القلم فيما ذهبت اليه بمقالتها لكي تتضح الصورة لنا ولها وكم اتمنى ممن لديه المعرفة والعلم ان يشاركنا هنا .
تحيتي للجميع واحترامي لكل الآراء وتعقيبي ليس الا توضيح لما فهمته من المقاله . [/align]
شاكرةٌ لك أستاذي الجليل
محمد الشمري
ذلك الرأي السديد ..
وبرغم من أني اعتزلت تلك .. المصادمات في الآراء .. ودخولنها في الجدل العقيم .. غالباً .. إلا أني
اتمنى من سعادتكم فسح المجال لي لمحاورة الأخت الغالية .. سيدة القلم
لما لمسته من صدقٍ في ذكر ضالتها .. وتشتيت فِكرها .. بما هو منصوص في مقالتها ..
وبما لمسته من خلال مداخلاتها .. هنا ..
وربما الأسلوب كان ينقصه شيئاً من التخصيص بدلاً من التعميم
..
سيدة القلم ..
أما بعد :
فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى ، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ، يحاسب المرء منا في ذلك اليوم العصيب على لسانه وعلى جوارحه وعلى فرجه وعلى قلبه ، يحاسب على كل ما عمل وعلى كل ما نطق به وعلى كل ما عقده قلبه ، وكلُ شيء في ذلك اليوم سيعرض عليك من عمل إن كان خيرًا وإن كان شراً فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره
[الزلزلة : 7-8] .
نحن لم نختلف على الثوابت أُخيتي .. والحمد لله ..
إختلافنا كان من خلال شككِ بجدية النقل .. مِن مَن بالتحديد ..
حتى يتسنى لنا طمأنتكِ أُخيتي
وربما نفع الله بنا وتحققتِ من بلوغِ ضالتك ..
في الإنتظار ..
تقديري وإحترامي
مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل
[align=center]عودة لنقاشنا
اختي الفاضله لاحظي انك بردك علي اخرجتينا من مضمون الموضوع بشكك باني اتهمتك واني اتساءل عن حقيقة دينك وغيرها من الامور التي لن نستفيد منها في حوارنا ، ولكوني ما زلت اريد التوضيح فانا ادعوك للعودة الى مقالك والاختلاف بيننا حوله .
بدايةً عنونتي مقالتك [ صَلاة الرَبْ .. شَك .. كَشْ ] وما افهمه ان هناك شكٌ ونفور من الصلاة الامر الذي يحيرني كقاريء لكتاباتك ولكونك ممن يتبعون نهج السنة والجماعة ، فالعنوان يوحي بمخالفة خطيرة تمنيت لو انك فسرتي لنا مفهوم هذا العنوان وقصدك منه .
ثانياً :
اتهمتي علماء المسلمين قاطبة دون استثناء بانهم يغيبون الحقيقة عن الناس باستدلالك على مثال استوحيتيه من مخيلتك ولم نجد له واقعاً بيننا بل انه افتراء ومناقض لواقع العلماء اللذين لهم الفضل بعد الله
بتنويرنا لامور عقيدتنا واليك ماقلتيه :
واتمنى منك مراجعة ما اقتبسته بهدوء لتعرفي ما قد يفهمه اي قاريء من معنى سيصل اليه !!الأحْقَاب تَلْتَ الأحْقَاب والحَقِِْيْقَه غَاْئبّه
او بِـ الاحْرَى مُغيّبَه عَنْ النَاٍس
ولِئن سألْتَ عَْاْلِمْ سُؤالاً بَسِيْطَاْ وقُلتْ
يَاْ عَاْلِمُنَاْ النِحْرِيرْ
كِيْفَ اللهُ يُصلِيْ عَلَى النَبِيْ..؟!!
وهَلَ اللهُ يُصَلِيْ ..؟!!
لِـ قَاْلَ لَكَ :
يَاْبُنِيْ لا تُكَفّر فَـ التَفْكِيْرُ يؤدِيْ بِكَ إلَى الشَك
والشَكّ يَرْمِيْ بِكَ فِيْ قَبر الإلْحَاد
ثالثا :
جلبتي لنا حديث نبوي شريف لتدعمي به مقالك وقمتي بتفسيره دون الرجوع للتفسير الصحيح والذي الاحظ بانك ناقضتي نفسك فيما اتهمتي علمائنا به من تغييب للحقائق ، حيث انك لم تكلفي نفسك بالرجوع اليهم لتفسير حديث نبوي شريف ، الامر الذي يجعل من القاريء يستغرب من هذا التناقض البيّن في مقالك .
رابعا :
جلبتي آية من القرآن الكريم لتدعمي مقالك وقمتي بتفسيرها ايضا دون علم فقط لتجعلي من مقالك مدعم بآيات واحاديث ليتقبله القاريء وهنا اجد ما وجدته في ثانياً ، كما انك تعلمين بان الله سبحانه وتعالى يخاطب البشرية على لسان رسله الذي عصمهم من الخطأ والشك ، وادعائك بان الرسول صلى الله عليه وسلم شك في نبوته قد نفاه الله سبحانه وتعالى وفسر ما ذكرتي علمائنا الثقاة وسارد لك في الصفحة القادمة مايدل على هذا النفي .
خامسا :
اتهمتي علماء المسلمين بتغييب الحقائق عن المسلمين الامر الذي بسببه انحرف الناس عن جوهر الدين الاسلامي ، وهنا اراك قد افتريت على علمائنا الاجلاء واخرجتي نفسك والناس من الانحراف لتحملينه لعلمائنا دون وجه حق او دليل ، فها انت تكتبين عن جهل في جوهر الدين الاسلامي دون ان تكلفي نفسك في البحث عن الحقيقة او حتى سؤال العلماء عنها ، كما انك اتهمتيهم بانهم يمنعوننا حتى من التفكير وهذا
اتهام باطل ولو كان كذلك لمنعتي انت منه ولما وصلتي بشكك هذا الى هذه المخالفة الكبيرة .
سادسا :
ناقضتي نفسك فبعد ان جمعتي كل العصور استثنيتي مؤخرا عصرنا هذا الذي منحتي الفضل لوجود المعلومة
للعقل البشري وكان العلماء ليسوا ببشر ولا فضل لهم بهذه المعلومات ، بل اتهمتيهم بالنكبة الفكرية ، ولم تأتينا بدليل على انهم لم يستطيعوا مجابهة العقلاء من الناس والباحثين عن اليقين ، وكم تمنيت ان تذكرين لنا من هم العقلاء ومن هم العلماء الذين لم يجابهونهم ؟؟
سابعا :
ذكرتي بان العلماء يخوفون الناس من مذهب مخالف ودين مضاد واعتقد بان هذا من واجبهم بل وواجب كل مسلم ينتهج سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولولا ذلك لانتشرت البدع والمعاصي .
ثامنا :
حملتي العلماء صعوبة التعايش السلمي بين الطوائف والملل وهذا مردود عليه فكل الاحقبة تدل على التعايش السلمي حتى مع الكفار ، وكم كنت اتمنى لو انك حملتي اهل الساسة والاطماع تلك المسئولية
لكنا قد اتفقنا معك .
تاسعا :
ختمتي مقالتك بدعوة العلماء بالكف عن ترهيب الناس عن كل ما يعجزون عنه ، ولم تذكري لنا اين عجزهم ولم تبينيه فهم علماء شريعة ودين وطلاب آخرة وليسوا من الباحثين عن سلطان او ملك ليسلكوا هذا المسلك ، ايضا هم لايملكون سوى علمهم واجتهادهم وليس لهم من سلطان على الناس .
كما ختمتي بالتصريح وتوجيه التهمة لهم بتغييب العقل الاسلامي وعزل المسلمين دينيا وفكريا عن بقية الشعوب وهو الاتهام الذي بدأتي به ايضا الامر الذي يجعلنا نفهم مقالك بانه قد جانب الصواب ودخل في نفق
الاتهام لشخوص علماء الامة دون دليل او برهان ، بل مخالف للواقع والحقائق وهو ما جعلنا نكتب هذا التعقيب .
اخيرا :
تعقيبنا جاء اثر فهمنا لما كتبتي فان كنت تقصدين غير ذلك اتمنى منك التوضيح بشكل لاغبش او لبس فيه ، وما كان تعقيبنا هذا الا لاتاحة الفرصة لك لتوضحي مضمون مقالك .
تقبلي تحياتي [/align]
ملاحظة : ردود العلماء على شك الرسول صلى الله عليه وسلم بنبوته سيكون في الصفحة القادمة .
*قال الله تعالى
﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [ يونس : 94]
أشكل فهم هذه الآية على طوائف من الناس ، وقالوا : كيف يقع الشك من النبي r ؟ وكيف يؤمر بسؤال الذين يقرأون الكتاب من قبله ؟ . وقد أشار ابن القيّم رحمه الله إلى هذا الإشكال ، وبيّن معنى الآية ، وذكر ما قيل في تفسيرها من جوابات لهذا الإشكال ، وما الصحيح من تلك الأقوال ، فقال :
( وقال تعالى : ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ ، وقد أشكلت هذه الآية على كثير من الناس ، وأورد اليهود والنصارى على المسلمين فيها إيراداً وقالوا : "كان في شك ، فأمر أن يسألنا" . وليس فيها بحمد الله إشكال ، وإنما أتي أشباه الأنعام من سوء قصدهم وقلة فهمهم ، وإلا فالآية من أعلام نبوته r ، وليس في الآية ما يدل على وقوع الشك ، ولا السؤال أصلاً ؛ فإن الشرط لا يدل على وقوع المشروط ، بل ولا على إمكانه ، كما قال تعالى : ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ (الانبياء: من الآية22) ، وقوله : ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ﴾ (الاسراء:42) ، وقوله : ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ (الزخرف:81) ، وقوله : ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾(الزمر: من الآية65) ، ونظائره ؛ فرسول الله r لم يشك ولم يسأل .
وفي تفسير سعيد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن رسول الله قال : لا أشك ولا أسأل .([1])
وقد ذكر ابن جريج ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : فإن كنت في شك أنك مكتوب عندهم فاسألهم .([2])
وهذا اختيار ابن جرير ؛ قال : ( يقول تعالى لنبيه : فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك ، وأنزلنا إليك - من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن أبعثك رسولاً إلى خلقي ؛ لأنهم يجدونك مكتوباً عندهم ، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتبهم - فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ، كعبدالله بن سلام ، ونحوه من أهل الصدق والإيمان بك منهم ، دون أهل الكذب والكفر بك .) ([3])
وكذلك قال ابن زيد ؛ قال : هو عبدالله بن سلام ، كان من أهل الكتاب فآمن برسول الله .([4])
وقال الضحاك : سل أهل التقوى والإيمان من مؤمني أهل الكتاب ممن أدرك نبي الله .([5])
ولم يقع هؤلاء ولا هؤلاء على معنى الآية ومقصودها ، وأين كان عبدالله بن سلام وقت نزول هذه الآية ؟! ؛ فإن السورة مكية ، وابن سلام إذ ذاك على دين قومه . وكيف يؤمر رسول الله أن يستشهد على منكري نبوته بأتباعه ؟!.
وقال كثير من المفسرين : هذا الخطاب للنبي ، والمراد غيره ؛ لأن القرآن نزل عليه بلغة العرب ، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره ، كما يقول متمثلهم : "إياك أعني واسمعي يا جارة"([6]) ، وكقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾ (الأحزاب: من الآية1) ، والمراد أتباعه بهذا الخطاب .
قال أبو إسحاق : إن الله تعالى يخاطب النبي ، والخطاب شامل للخلق . والمعنى : وإن كنتم في شك . والدليل على ذلك قوله تعالى في آخر السورة : ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ (يونس : من الآية104) .([7])
وقال ابن قتيبة : كان الناس في عصر النبي أصنافاً : منهم كافر به مكذب ، وآخر مؤمن به مصدق ، وآخر شاك في الأمر لا يدري كيف هو ، فهو يقدم رجلاً ويؤخر رجلاً ؛ فخاطب الله تعالى هذا الصنف من الناس ، وقال : فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد فسل . قال : ووحّد وهو يريد الجمع ، كما قال : ﴿ يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ (الانفطار:6) ، و : ﴿ يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ﴾ (الانشقاق:6) ، و : ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ﴾(الزمر: من الآية8) . ([8])
وهذا - وإن كان له وجه - ؛ فسياق الكلام يأباه ؛ فتأمله ، وتأمل قوله تعالى : ﴿ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ ، وقوله : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ (يونس:96) ، وقوله : ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ (يونس:99) ، وهذا كله خطاب واحد متصل بعضه ببعض .
ولما عرف أرباب هذا القول أن الخطاب لا يتوجه إلا على النبي قالوا : الخطاب له والمراد به هذا الصنف الشاك . وكل هذا فرار من توهم ما ليس بموهوم ، وهو وقوع الشك منه والسؤال . وقد بيّنا أنه لا يلزم إمكان ذلك ، فصلاً عن وقوعه
فإن قيل : فإذا لم يكن واقعاً ، ولا ممكناً فما مقصود الخطاب والمراد به ؟
قيل : المقصود به إقامة الحجة على منكري النبوات والتوحيد ، وأنهم مقرون بذلك لا يجحدونه ولا ينكرونه ، وأن الله سبحانه أرسل إليهم رسله ، وأنزل عليهم كتبه بذلك وأرسل ملائكته إلى أنبيائه بوحيه وكلامه ؛ فمن شك في ذلك فليسأل أهل الكتاب . فأخرج هذا المعنى في أوجز عبارة ، وأدلها على المقصود ، بأن جعل الخطاب لرسوله الذي لم يشك قط ، ولم يسأل قط ، ولا عرض له ما يقتضي ذلك
وأنت إذا تأملت هذا الخطاب بدا لك على صفحاته : من شك فليسأل ؛ فرسولي لم يشك ولم يسأل . ) ([9])
الدراسة :
تضمن كلام ابن القيم السابق مسألتين :
المسألة الأولى : في المخاطب بهذه الآية :
هذه المسألة فيها عدة أقوال ذكرها المفسرون ، وقد ذكر ابن القيّم منها ثلاثة :
القول الأول : أن الخطاب على ظاهره للنبي r ، وليس فيه دلالة على وقوع الشك ، ولا السؤال ؛ لأن الشرط لا يدل على وقوع المشروط ، بل ولا على إمكانه . فالنبي r لم يشك ، ولم يسأل . وهذا ما رجحه ابن القيم رحمه الله .
القول الثاني : أن الخطاب للنبي r ، والمراد غيره ؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب ، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره .
القول الثالث : أن الخطاب ليس للنبي r ، وإنما هو للشاكين من الناس ، خاطبهم الله تعالى في هذه الآية ، وقال : فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد r فسل . وهذا القول – وإن كان له وجه - يأباه سياق الآية – كما ذكر ابن القيّم - ؛ لأن الخطابات السابقة ، واللاحقة كلها موجهة للنبي r .
المسألة الثانية : في المراد بالذين يقرأون الكتاب من قبل النبي r :
ردّ ابن القيم على قول من قال : : إن كنت في شك من كونك مكتوباً عند أهل الكتاب في كتبهم فاسأل المؤمنين منهم كعبدالله بن سلام وغيره . ونص على أنه لا يتوافق مع معنى الآية ومقصودها ، وأنه لا يقبل من الناحية التاريخية ؛ لأن إسلام ابن سلام إنما كان في المدينة بعد الهجرة ، وهذه السورة مكية . وأيضاً ؛ كيف يؤمر رسول الله r أن يستشهد على منكري نبوته بأتباعه ؟!.
هذا ما ذكره ابن القيم في هاتين المسألتين ، وأما أقوال أئمة التفسير ؛ فتظهر من خلال هذا العرض :
قرّر ابن جرير في أول تفسيره للآية ما نقله عنه ابن القيّم في كلامه السابق ، وذكر بعد ذلك أن النبي r لم يشك ، وأن هذه الخطاب جار على أسلوب العرب في الخطاب حيث يقول القائل منهم لمملوكه : "إن كنت مملوكي فانته إلى أمري" ، والعبدُ المأمور بذلك لا يشكّ سيده القائل له ذلك أنه عبده . كذلك قول الرجل منهم لابنه : "إن كنت ابني فبرَّني" ، وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه . قال ابن جرير : ( وهذا من ذلك ، لم يكن r شاكاً في حقيقة خبر الله وصحته ، والله تعالى بذلك من أمره كان عالماً ، ولكنه جلّ ثناؤه خاطبه خطاب قومه بعضهم بعضاً ؛ إذ كان القرآن بلسانهم نزل . )
ثم ختم تفسيره للآية بالتنبيه على أنه لو قال قائل : ( إن هذه الآية خوطب بها النبيّ r ، والمراد بها بعض من لم يكن صحت بصيرته بنبوّته r ممن كان قد أظهر الإيمان بلسانه ، تنبيهاً له على موضع تعرُّف حقيقة أمره الذي يزيل اللبس عن قلبه ..... كان قولاً غير مدفوعة صحته . ) ([10])
وبهذا يعلم أن قول ابن جرير موافق لما قرره ابن القيّم من نفي الشك عن النبي r ، وأن هذا الأسلوب لا يدل على وقوع الشك ، ويتبين كذلك أنه يصحح القول الثاني .
وأما المسألة الثانية ؛ فقد اختار غير ما رجحه ابن القيم ، وذكر أن المراد : المؤمنون من أهل الكتاب
وبدأ ابن عطية بذكر قول قاله بعض المتأولين ، وهو أن "إن" هنا بمعنى ما النافية ، ثم ذكر أنّ هذا خلاف ما عليه الجمهور ، وهو أنها شرطية على بابها ، ثم قال مرجحاً : ( والصواب في معنى الآية أنها مخاطبة للنبي r والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض )
وقرّر ابن عطية كذلك : أنّ الذين يقرأون الكتاب من قبل هم من أسلم من بني إسرائيل ، كعبد الله بن سلام وغيره .([11])
وأشبع الرازي المسألة الأولى بحثاً ، وفصّل القول فيها تفصيلاً حسناً ، وسأذكر أهم ما أورده عند تفسيره لهذه الآية :
بيّن أن في الآية احتمالين : الأول : أن يكون الخطاب فيها للنبي r . والثاني : أن يكون الخطاب لغيره .
وعلى الاحتمال الأول تحتمل الآية وجوهاً عدة ، هي أقوال للمفسرين . وقد ذكر سبعة وجوه ، أهمها وجهان :
الوجه الأول : أن الخطاب مع النبي عليه الصلاة والسلام في الظاهر ، والمراد غيره . ويدل على صحة هذه الوجه أمور :
الأول : قوله تعالى في آخر السورة : ﴿ قُلْ يأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِي ﴾ (يونس: 104) ؛ فبين أن المذكور في أول الآية على سبيل الرمز هم المذكورون في هذه الآية على سبيل التصريح .
الثاني : أن الرسول r لو كان شاكاً في نبوة نفسه لكان شك غيره في نبوته أولى ، وهذا يوجب سقوط الشريعة بالكلية .
والثالث : أنه بتقدير أن يكون شاكاً في نبوة نفسه ، فكيف يزول ذلك الشك بإخبار أهل الكتاب عن نبوته ، مع أنهم في الأكثر كفار ، وإن حصل فيهم من كان مؤمناً إلا أن قوله ليس بحجة ، لا سيما وقد تقرر أن ما في أيديهم من التوراة والإنجيل محرف .
فثبت أن الحق هو أن الخطاب ، وإن كان في الظاهر مع الرسول r ، إلا أن المراد هو الأمة ، ومثل هذا معتاد ؛ فإن السلطان الكبير إذا كان له أمير ، وكان تحت راية ذلك الأمير رعية ؛ فإذا أراد أن يأمر الرعية بأمر مخصوص ، فإنه لا يوجه خطابه عليهم ، بل يوجه الخطاب إلى ذلك الأمير ، ليكون ذلك أقوى تأثيراً في قلوبهم .
الوجه الثاني : أن قوله : " فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ فافعل كذا وكذا " قضية شرطية والقضية الشرطية لا إشعار فيها البتة بأن الشرط وقع أو لم يقع ، ولا بأن الجزاء وقع أو لم يقع ، بل ليس فيها إلا بيان أن ماهية ذلك الشرط مستلزمة لماهية ذلك الجزاء فقط . والدليل عليه أنك إذا قلت إن كانت الخمسة زوجاً كانت منقسمة بمتساويين ، فهو كلام حق ؛ لأن معناه أن كون الخمسة زوجاً يستلزم كونها منقسمة بمتساويين ، ثم لا يدل هذا الكلام على أن الخمسة زوج ولا على أنها منقسمة بمتساويين ؛ فكذا ههنا ؛ هذه الآية تدل على أنه لو حصل هذا الشك لكان الواجب فيه هو فعل كذا وكذا ، فأما إن هذا الشك وقع أو لم يقع ؛ فليس في الآية دلالة عليه . وفائدة إنزال هذه الآية على الرسول r هي تكثير الدلائل وتقويتها ، مما يزيد في قوة اليقين وطمأنينة النفس وسكون الصدر . ولهذا السبب أكثر الله في كتابه من تقرير دلائل التوحيد والنبوة .
وعلى الاحتمال الثاني : يكون المراد بالخطاب الصنف الشاك من الناس . وقد ذكر الرازي هنا ما ذكره ابن قتيبة في قوله الذي نقله ابن القيم
ومع هذا التفصيل لم يصرح الرازي بترجيح أحد هذه الاحتمالات ، إلا أن سياق كلامه يدل على ميله للوجهين المذكورين تحت الاحتمال الأول .
وفي المسألة الثانية ذكر الرازي أن المحققين قالوا : هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبدالله بن سلام ، وعبدالله بن صوريا ، وتميم الداري ، وكعب الأحبار ؛ لأنهم هم الذين يوثق بخبرهم .
ثم قال : ( ومنهم من قال : الكل سواء كانوا من المسلمين أو من الكفار ؛ لأنهم إذا بلغوا عدد التواتر ، ثم قرؤا آية من التوراة والإنجيل ، وتلك الآية دالة على البشارة بمقدم محمد r فقد حصل الغرض. ) ([12])
وبدأ القرطبي تفسيره لهذه الآية بقوله : ( الخطاب للنبيّ r والمراد غيره ، أي : لست في شك ، ولكنّ غيرك شك ) ثم ذكر الأقوال الأخرى في تفسير الآية ، ومن الأقوال التي ذكرها : ( الشك ضيق الصدر ؛ أي : إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر ، وٱسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك صَبْرَ الأنبياءِ من قبلك على أذى قومهم ، وكيف عاقبة أمرهم . والشك في اللغة أصله الضيق ..)([13]) ولم يصرح بترجيح أيٍّ من الأقوال التي ذكرها ، أو اختياره له ، غير أنه يفهم من طريقته في عرض الأقوال أن القول الذي بدأ به هو المعتمد عنده ، ويؤكد ذلك أنه ختم تفسيره لهذه الآية والتي بعدها بقوله : ( والخطاب في هاتين الآيتين للنبي r ، والمراد غيره ) ([14])
ومما نص عليه أبوحيان هنا :
· الظاهر أن "إن" في الآية شرطية ، خلافاً لمن جعلها نافية .([15])
· ( الذي أقوله : إنّ "إنْ" الشرطية تقتضي تعليق شيء على شيء ، ولا تستلزم تحتم وقوعه ولا إمكانه ، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلاً كقوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ (الزخرف:81)
· ومستحيل أن يكون له ولد ؛ فكذلك هنا : مستحيل أن يكون في شك )
وقرّر أن هذا الوجه لما خفي على أكثر الناس اختلفوا في توجيه الآية ، ثم ذكر ما ذكره المفسرون قبله من أقوال في معنى هذه الآية ([16])
واقتصر ابن كثير على ذكر قول من قال : إن رسول الله r لم يشك ، ولم يسأل مبتدئاً بقول قتادة بن دعامة : بلغنا أن رسول الله r قال : « لا أشك ولا أسأل »([17]) ثم قال : ( وهذا فيه تثبيت للأمة ، وإعلام لهم أن صفة نبيهم r موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب ... ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ، ويحرفونه ويبدلونه ، ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم ؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأٌّلِيمَ ﴾( يونس :96-97))([18])
وأما ابن عاشور فذكر أنه لا يستقيم من الاحتمالات في معنى الآية إلا اثنان :
الأول : أن تبقى الظرفية التي دلت عليها " في" على حقيقتها ، ويكون الشك قد أطلق وأريد به أصحابه ؛ أي : فإن كنت في قوم أهل شك مما أنزلنا إليك ، أي : يشكون في وقوع هذه القصص ، كما يقال : دخل في الفتنة ، أي في أهلها . ويكون معنى ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ : فاسأل أهل الكتاب سؤال تقرير وإشهاد عن صفة تلك الأخبار يخبروا بمثل ما أخبرتهم به ، فيزول الشك من نفوس أهل الشك ؛ إذ لا يحتمل تواطؤك مع أهل الكتاب على صفة واحدة لتلك الأخبار . فالمقصود من الآية إقامة الحجة على المشركين بشهادة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قطعاً لمعذرتهم .
والاحتمال الثاني : أن تكون "في" للظرفية المجازية كالتي في قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاءِ ﴾ (هود: 109) ، ويكون سوق هذه المحاورة إلى النبي r على طريقة التعريض ، لقصد أن يسمع ذلك المشركون فيكون استقرار حاصل المحاورة في نفوسهم أمكن مما لو ألقي إليهم مواجهة . وهذه طريقةٌ في الإلقاء التعريضي يسلكها الحكماء وأصحاب الأخلاق متى كان توجيه الكلام إلى الذي يقصد به مظنة نفور كما في قوله تعالى : ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (الزمر: 65) . أو كان في ذلك الإلقاء رفق بالذي يقصد سوق الكلام إليه .
قال ابن عاشور : ( وكلا الاحتمالين يلاقي قوله: ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ ؛ فإنه يقتضي أن المسؤول عنه مما لا يكتمه أهل الكتاب ، وأنهم يشهدون به ، وإنما يستقيم ذلك في القصص الموافقة لما في كتبهم ؛ فإنهم لا يتحرجون من إعلانها والشهادة بها . )
ثم بيّن أن غير هذين الاحتمالين يعكر عليه بعض ما في الآية ، وأن المخاطب النبي r لمكان قوله : ﴿ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ ، وليس المراد بضمائر الخطاب كل من يصح أن يخاطب ؛ لأن قوله : ﴿ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ﴾ يناكد ذلك إلا بتعسف . ([19])
وما قرره ابن عاشور يدل على أن المسؤولين هم عموم أهل الكتاب ؛ وأن السؤول عنه مما لا يكتمونه ، وهو القصص الموافقة لما في كتبهم ، التي لا يتحرجون من إعلانها ، والشهادة بها .
وقد سبق ابنَ عاشور إلى هذا التقرير الألوسي ، حيث قال : ( والمراد بالموصول القصص، أي : إن كنت في شك من القصص المنزلة إليك - التي من جملتها قصة فرعون وقومه وأخبار بني إسرائيل - ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ ؛ فإن ذلك محقق عندهم ، ثابت في كتبهم حسبما أنزلناه إليك . وخصت القصص بالذكر لأن الأحكام المنزلة إليه عليه الصلاة والسلام ناسخة لأحكامهم مخالفة لها ؛ فلا يتصور سؤالهم عنها .)([20])
النتيجة :
لا خلاف بين المفسرين في نفي وقوع الشك من النبي r ، وأنه لا يحتاج لسؤال أهل الكتاب حتى يتبين له صدق ما أنزله الله U إليه .
وأما الموازنة بين أقوال في المفسرين في توجيه هذا الخطاب ؛ فلا شك أن ما اعتمده ابن القيم ، وقاله أبوحيان وجيه ، وهو أن الخطاب للنبي r . وليس في ذلك ما يدل على وقوع الشك منه ؛ لأن الجملة الشرطية لا تستلزم وقوع الشرط ولا الجواب ، ولا إمكان ذلك . وهذا الأسلوب يقصد منه تقرير أمور مهمة ، أهمها أمران :
الأول : تثبيت الأمة المسلمة ، وإعلامهم أن صفة نبيهم r موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب . كما قال ابن كثير .
الثاني : إقامة الحجة على من كذب النبي r ، وكفر بما جاء به ، سواء كان من كفار العرب ، أم من أهل الكتاب .
كما أن القول الذي رجحه ابن عطية ، وقرّر الرزاي صحته وجيه كذلك ، وهو أن الخطاب للنبي r والمراد غيره ممن يمكن أن يقع منه الشك . وهذا قول أكثر المفسرين([21]) ، والشواهد على صحته كثيرة ([22]). وما ذكره بعض المفسرين من كون هذا القول لا يلتئم مع قول الله U في الآية : ﴿ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ﴾ يجاب عنه بأن هذا كقول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ﴾ (النساء:174) ([23]) ، وكقوله سبحانه : ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (النحل:44) .
وأما المسألة الثانية ؛ فما رجحه ابن القيّم وجيه ، وهو موافق لعموم اللفظ . وقد بيّن الألوسي ، وابن عاشور وجه هذا القول ، وأنهم إنما يسألون فيما لا يكتمونه . وهذه الآية شبيهة بقول الله تعالى في الآية الأخرى : ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ (الأنعام:114)
تنبيهات وفوائد :
التنبيه الأول : نوع الخلاف وثمرته :
الخلاف بين الأقوال السابقة في تفسير هذه الآية منه ما هو خلاف تنوع ، ومنه ما هو خلاف تضاد . فالخلاف بين القولين الأول والثالث خلاف تضاد ، والخلاف بين بقية الأقوال خلاف تنوع ؛ لأنه لا تعارض بينها في الجملة
وثمرة هذا الخلاف : التوكيد على رفع توهم وقوع الشك من النبي r ، وتكثير الوجوه الدالة على ذلك .
التنبيه الثاني : سبب الخلاف :
سبب الخلاف في المسألة الأولى هو توهم البعض أن ظاهر الآية يدل على وقوع الشك من النبي r ؛ ولما كان الواقع خلاف هذا التوهم تنوعت أقوال المفسرين في توجيه الخطاب ، وحصل الخلاف بينهم في ذلك .
وفي المسألة الثانية ؛ سبب الخلاف هو احتمال اللفظ للقولين من جهة العموم والخصوص ، كما أنّ من أسباب ذلك اختلافهم في زمن نزول الآية ؛ هل هي مكية أو مدنية . وبيان ذلك في التنبيه الثالث
التنبيه الثالث : لمّا كان قول من قال : "إن المراد بالذين يقرأون الكتاب في الآية المؤمنون منهم" لا يتفق مع كون هذه السورة مكية ؛ ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية مدنية ، وهي مما استثني من آيات هذه السورة . ولا شك أنّ هذا لا يقبل إلا بحجة بيّنة ، واستثناء بعض الآيات من سورة مكية خلاف الأصل ([24]). قال ابن عاشور تعليقاً على أقوال من استثنى بعض الآيات من سورة يونس المكية : ( وأحسب أن هذه الأقوال ناشئة عن ظن أن ما في القرآن من مجادلة مع أهل الكتاب لم ينزل إلا بالمدينة ، فإن كان كذلك فظن هؤلاء مخطىء .)([25])
--------------------------------------------------------------------------------
([1] ) أخرجه ابن جرير 15/202 ، وسبق الحكم على الإسناد إلى قتادة ، والحديث مرسل كما هو ظاهر .
([2] ) أخرجه ابن جرير 15/201 .
([3] ) جامع البيان 15/200-201 ، وبين النصين اختلاف في بعض مفردات .
([4] ) أخرجه ابن جرير 15/201 .
([5] ) أخرجه ابن جرير كذلك 15/201 . وفي إسناده الحسين بن الفرج : شيخ لا يعبأ بروايته ، قال فيه ابن معين : "كذاب ، صاحب سكر ، شاطر " . والطبري يروي عنه كثيراً بإسناد مجهل : " حدثت عن الحسين بن الفرج" . انظر تعليق شاكر على الأثر رقم 2719 في تفسير الطبري 3/408
([6] ) مثل مشهور ، يضرب لمن يتكل بكلام ويريد به شيئاً غيره . انظر قصة هذا المثل والأبيات التي جاء فيها في مجمع الأمثال للميداني 1/69-70 .
([7] ) معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج 3/32 .
([8] ) تأويل مشكل القرآن ص272-274 وقد علق ابن قتيبة على هذا التأويل بقوله : ( وهذا ، وإن كان جائزاً حسناً ، فإن المذهب الأول أعجب إلي ؛ لأن الكلام اتصل حتى قال : ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ . وهذا لا يجوز أن يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه ) . ويقصد بالمذهب الأول : أن تكون المخاطبة لرسول الله r ، والمراد غيره من الشكاك . وهو ما اعتمده في تفسير غريب القرآن ص199 .
([9] ) أحكام أهل الذمة 1/12-15 ، وبدائع التفسير 2/410-414 .
([10] ) انظر جامع البيان 15/200-
([11] ) انظر المحرر الوجيز 7/217-218 .
([12] ) انظر التفسير الكبير 17/128-130 .
([13] ) ضعف الألوسي تفسير الشك بالضيق ، وحكم عليه بأنه بعيد جداً . انظر روح المعاني 11/190 .
([14] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 8/382-383 .
([15] ) ووافقه الألوسي على هذا الحكم . انظر روح المعاني 11/190 .
([16] ) انظر البحر المحيط 6/105-106 .
([17] ) سبق تخريجه قريباً .
([18] ) تفسير القرآن العظيم 4/1772 .
([19] ) انظر التحرير والتنوير 11/284-285 .
([20] ) روح المعاني 11/190 .
([21] ) انظر الوسيط للواحدي 2/559 .
([22] ) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/32-33 ، وقد نص على أن هذا القول أحسن الأقوال .
([23] ) انظر الكشاف للزمخشري 2/203 .
([24] ) وهذا من الأصول المهمة في هذا الباب ؛ فالسورة التي يثبت نزولها بمكة تكون جميع آياتها مكية ، ولا يقبل الادعاء بأن شيئاً من آياتها نزل بالمدينة إلا بدليل يجب الرجوع إليه . والأمر كذلك السور المدنية . انظر قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/77-78
([25] ) التحرير والتنوير 11/78
[align=center]
السلام عليكم
جزيل الشكر لكل ذي غيرة على دين الله
الأخت الكريمة/سيدة القلم
سأكتفي بمناقشك بالأدلة العقلية حول مقالتك وسأبتعد قدر الامكان عن الاستدلال بشروحات الآيات والأحاديث وفتاوي العلماء .
أختي الكريمة امتدحتي بمقالتك الشك وعبتي على من يذمونه واستشهدتي بأبو الانبياء سيدنا ابراهيم وبخاتم النبيين سيدنا محمد عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم
فهل الشك ممدوح على الاطلاق أم لأنه يدفع للبحث الموصل لليقين؟
سأجيب وأظنك توافقيني بأنه ممدوح لأنه يدفع للبحث عن الحقيقة ليتم اليقين والاطمئنان.
فالشك على اطلاقه مرض بثقافة جميع الشعوب فبالشك لا تستمر أي حياة مشتركة ولا يهنأ شكاك بعيش وسيظل بدوامة سوداوية حتى ينقشع ذلك الشك بنور اليقين وإلا ستنتهي حياة الشاك بالجنون أو الموت!
والآن لو رجعنا لما أطلقتي عليه شك من الأنبياء عليهم السلام سأجيبك بالتالي دون تفصيل ولا بحث حول حصول الشك من عدمه:
سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم قطع شكه الوحي الالهي فاطمئن قلبه وأيقن بعد شكه.
ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليه الوحي بتأكيد أن ما جاءه هو الحق من ربه فأزال شكه واطمئن قلبه.
وبعد أن انقطع الوحي من السماء بموت خاتم الرسل والأنبياء بقي أمر الغيبيات التي لاتراها أعين البشر ولا تدركها عقولهم ولم يرد عن النبي شرح لها غامضة وغير مدركة ولا يزيد التفكير التفصيلي بها الا لتفريخ الشكوك وتكاثر الأوهام بالنفوس لأنها خارج القدرة الاستيعابية للعقول .
فأنا وأنت لو فكرنا بتفاصيل أي أمر غيبي وشككنا فيه هل نصل الى يقين في هذا الأمر؟
وهل سيتنزل علينا وحي ليخرجنا من ضيق شكنا الى سعة اليقين؟
أم سنبقى كحال ذلك الفيلسوف الذي قال بعد أن صرف سنين عمره بتتبع الشكوك :-
نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالميـن ضـلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذي ووبــــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوي أن جمعنا فيه قيل وقال
صدق والله فقل أن تجد شكاك مطمئن القلب هذا بالأمور العادية الممكن معرفتها فكيف بالشك بأمر غيبي وقد انقطع الوحي من السماء
فالشك في أمر لا مجال للوصول الى معرفة تفاصيله هو مما يزيد الحيرة ويوهن القلب والبصيرة !!!
هذه مداخة حول نقطة الشك فقط ولعلي أعود للنقاط الأخرى لاحقاً
تحياتي[/align]
التعديل الأخير تم بواسطة الاصمعي ; 02-08-2007 الساعة 16:29
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
المفضلات