قصيدة الشاعر سلاف في رثاء فقيد الامة خطاب
أفضى لباريه في الشيشان خطّابُ
.................ففُـتِّحت من جنان الخلدِ أبوابُ
في سدرة المنتهى عرسٌ له حضرت
...................مع الملائك أصحابٌ وأحبابُ
ربّاه عوناً على البلوى فقد عظمت
....................وكم ينوء بها قلبٌ وأعصابُ
يا فارسا في سبيل الله ما وهنت
.........................يوما عزيمته والله غلابُ
رمت به أمَّة الإسلام شانئَها
....................فكانَ منه لقَرْحٍ فيه إسهابُ
وجاس فيه فلم تمنعه قاصفةٌ
.....................ولم تحلْ دونه والثأرَ دبّابُ
فصانَ عرضاً وأعلى رايةً طويتْ
....................وكانَ آلـتَه عزمٌ وقرضابُ
لا (لَغْوصاتٌ) كما في قمّةٍ برعوا
....................و(لا بديلَ) لها عارٌ وإتبابُ
ولا الذي فعل الثوّارُ إذ شطبوا
...............أوطانهم وبشبرٍ -ويلهم - طابوا
وما تحوّل عن سوداء كعبتهِ
..................شأنَ الأُلى لهم الرومانُ أربابُ
بيضاءُ كعتهم سوداءُ نيّتهم
................فهم مع الخصمِ ضدّ الله أحزابُ
يهدون للبيت شاةً ثم هديُهُم
................مالٌ إلى الرومِ يجري فهو صبّابُ
يضمّهم باطلاً كأسٌ وعربدةٌ
.....................وضمّه في ظلام الليلِ محرابُ
يا ليت عشرين من حكامنا نفقوا
...................ولم تُشَكْ قدمٌ أو ضاع قُبْقابُ
لهم فلسطين لحن القول تعرفه
...................ومنه بالحقّ في الشيشان إعرابُ
أزرى ببوتينَ والجرارِ جحفلُهُ
........................فغاله لهم بالسمّ أوشابُ
والغدر طبع لى الأنذال متصلٌ
...................به قديما قضى سعدٌ وخبّابُ
أزرى بحشد جيوشٍ عندَ أمّته
...............إذ يحتمي بجيوش العُربِ غُصّابُ
بئس الجيوش فكم نجمٍ على كتفٍ
.........على الرجالِ -بلا خَصْيٍ - هي العابُ
لو أنصفوا تَخِذوا الأقراطَ حليتهم
..................طلى وجوهَهُم والظّفرَ عُنّابُ
فذي جنينٌ وذي آياتُ تلعنهم
..................فكلّهم في سبيل العيش هيّابُ
باعوا كرامتهم من أجل راتبهم
.....................يقتاد أكلابَهُ بالخبزِ كَلّابُ
خطّابُ ما حاز معشارالذي لهم
.................هيهاتَ يبلغ ربَّ البيت بوّابُ
لولا مقامٌ لخطابٍ أوقّره
..................لجاء في وصفهم بالحقّ ألقابُ
خطّابُ علّمتَ عُرباً طال نومُهم
..................فهم قرونٌ عن التاريخِ غُيّابُ
نسوا رؤوساً لهم من فرط ما ألِفوا
...............وضعاً همُ فيه للسكسونِ أذنابُ
علّمتهم أنّ فيهم لم يزلْ شرفاً
.................ففي بنيهم لهذا الدين أقطابُ
يخشاهم الكفر يستعدي نواطره
..................فكلّهم ضدهم ظفرٌ وأنيابُ
لكنّما وعدهم بالنصر قد حفلت
...............به البشارات تترى فهي أسرابُ
ببيعةٍ قد أنى ميعادُها ولها
...............مع الخوافقِ أحسابٌ وأنسابُ
إنّ الإمام لدرعٌ يستجنّ به
..................حقيقةٌ ولها بالشرع أسبابُ
هي الخلافة نهجٌ من عقيدتنا
...................به الظلام بعون الله ينجابُ
المفضلات