[frame="9 80"][align=justify]يحرص العراقيون على المحافظة على تقاليدهم برغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد. ويعد العقال العربي واحداً من التقاليد المهمة لديهم، لأنه يمثل رمزاً مهماً من رموز الانسان العربي. ويصر العراقيون على ارتداء العقال العربي الذي ازدهرت صناعته في العامين الاخيرين.
وقد تجولنا في عدد من المحلات التي تصنع وتبيع العقال العربي والتقت مع اصحابها فضلاً عن عدد ممن يرتدون العقال العربي.
علي الكاظمي يعمل في صناعة العقال يقول: صناعة العقال العربي من الصناعات التراثية التي حافظت على وجودها بالرغم من مرور مئات السنين على تأسيسها في العراق، واختلف نوع العقال الذي يلبس في المنطقتين الغربية والشمالية من العراق عن العقال الذي يلبس في الشرق والوسط والجنوب، وهذا الاختلاف يعود الى نوع البيئة والطقس الجوي لهذه المناطق.
أما صناعته فتغيرت عن السابق بسبب تدخل التطور الصناعي في صناعة الخيوط المستخدمة في صناعة العقال.
ويضيف: كنا نعتمد على مربي الاغنام والمواشي في تهيئة المواد الاولية لصناعة العقال، إذ نشتري منهم الصوف الخالص ثم يغزل باليد حتى يكون جاهزاً لعملنا، ونهيئ الجسر وهو القاعدة التي يرتكز عليها العقال وهو مصنوع من مجموعة من الخيوط “السميكة” ثم نغلفه بالخيوط التي حصلنا عليها من الاغنام والماعز. وعملية التغليف “هي حياكة العقال بصورته النهائية”، إذ يصبح جاهزاً للاستخدام، ويشير الى ان العقال المصنوع في المناطق “الشرقية” والذي يسمى ب “العمامة الشرجية” يتميز بأنه مصنوع من خيوط الغنم ويكون ذا سمك اكبر من المصنوع في المناطق الغربية، ويكون ايضا ذات شعرورة كثيفة ويرتديه سكان جنوب العراق وشرقه الذين لا يستغنون عنه ابدا لانه مكمل للباس العربي الاصيل وهم يفتخرون بذلك.
وعن العقال في المناطق الغربية يقول انه يكون اقل سمكاً من الذي يستخدمه سكان الجنوب ولا يوجد فيه شعر ظاهر، وهناك انواع من العقال الذي يلبسه الشيوخ والاعيان من سكان هذه المناطق ويحرصون على طلب صناعته بدقة وتأن واستخدام افخر ما هو موجود من الخيوط المستخدمة فيه وهذا يشمل شيوخ الجنوب العراقي والمناطق الغربية ايضا، ونتيجة التطور الذي اصاب صناعة المنسوجات والخيوط اتجه اكثر صناع العقال العربي الى الاعتماد على هذه الخيوط المستوردة التي صنعت بدقة ومتانة جيدة خاصة الخيوط الانجليزية.
ويشير الى انواع خاصة من العقال تكون اسعارها اعلى ويرتديها الشيوخ ورجال الدين وبعض الوجهاء، وخاصة ان اللباس العربي التقليدي المتكون من العباءة “البشت” والعقال عاد من جديد بشكل كبير جدا فنجد ان نائب رئيس الجمهورية الشيخ غازي عجيل الياور يحرص على ارتداء اللباس العربي اضافة الى التجمعات العشائرية التي ظهرت بعد سقوط النظام السابق، كما ان العراقيين في الجنوب والغرب والشمال ما زالوا محافظين على لباسهم العربي الذي يزينه العقال بأنواعه المختلفة.
ويقول زهير عبد الذي يعمل في صناعة العقال العربي منذ اكثر من ثلاثين عاماً: لا يستغني عدد كبير جدا من ابناء الشعب العراقي عن العقال، ولأن هذه المهنة متوارثة فإن العاملين فيها ليسوا كثيرين وتحتكرها بعض العائلات التي امتهنت هذه المهنة. كما اننا الوحيدون الذين نعمل في هذه الصناعة في مدينة بغداد، وهذه المهنة التي نحرص على تطويرها وصناعة الجيد منها ولذلك اضطررنا الى الاعتماد على الخيوط المستوردة وهي قليلة الثمن ونوعيتها جيدة تضاهي الانتاج العراقي السابق الذي توقف بسبب الظروف الامنية المتدهورة التي نعيشها، وهذا العامل سبب رئيسي في انخفاض الانتاج الى النصف، لأن الزبائن من المحافظات الذين كنا نزودهم يتعذر عليهم الوصول الى العاصمة بغداد. ويؤكد ان هذه المهنة لا تزال رائجة ومربحة وان بعض انواع العقال يصنع على طريقة المربع الذي تزين كل ركن فيه قاعدة مصنوعة من خيط البريسم الاصفر الذي يعطيه شكلا جميلا وهذا النوع قليل الاستخدام في العراق. ويصدر الى الدول المجاورة، وقسم آخر يصنع للأطفال، اذ يحرص كل اب على تعليم ولده لبس العقال منذ الصغر، ويشير الى ان اقتناء العقال ازداد بعد سقوط النظام السابق بسبب اصرار العراقيين على ارتداء الزي العربي الرسمي حتى يثبتوا انهم لم يتخلوا عن هويتهم العربية.
عبد الرضا جاسم الذي يمتلك محلاً لبيع العقال العربي بانواعه يقول: لم تتأثر مبيعات العقال العربي نتيجة الاقبال على ارتدائه الملابس الجديدة، فما زال هناك كثيرون يحرصون على ارتدائه بشكل دائم، فضلا عن ازدهار السياحة الدينية في العراق في الفترة التي تلت سقوط النظام السابق ولمدة اكثر من عام أدت الى زيادة الطلب على العقال بالإضافة الى أن الجنود الامريكيين يشترون منا عندما يقومون بدوريات داخل السوق وأحيانا يرسلون أحد المترجمين لشراء العقال ولا يلبسونه، ولكن يحتفظون به للذكرى 0ويصل سعر العقال بعض الأحيان إلى سبعون ألف دينار عراقي مايعادل خمسين دولار و إزداد الأقبال على الزي العربي أكثر بعد سقوط بغداد ليثبت العراقيين حرصهم على أصالتهم قلباً وقالباً 0
ويرى ابراهيم حسين ان العقال لباس العقلاء، وهو يعطي للإنسان هيبة ووقاراً، ويقول: أحرص على ارتداء هذا العقال منذ صغري، اذ كان والدي يشجع على ذلك، ورغم محاولات عديدة من النظام السابق لطمس هذا اللباس العربي احتفظنا به خاصة في الجنوب والمنطقة الغربية.
عبد الحسين الدراجي يقول: لا يمكنني الاستغناء عنه فهو يزيدني هيبة ووقاراً، كما انه رمز لكرامة العربي وإسقاط اي شخص إياه من على رأس غيره متعمدا يسبب مشاكل كبيرة تصل احيانا الى القتل.
المصدر صحيفة المؤتمر العراقية[/align] [/frame]
المفضلات