[align=center]حديث شجي كان هذا الليلة اختصرنا به كل الآلام و الجراح
و عبرنا من خلاله الى مسافات لا تحد بحدود ولا ترتسم بأقلام الرصاص
ودائماً تخطر الخواطر و المقالات من وراء ابداعات الاخرين
فمن اري كاتو الى القبح
ذكرني موضوع القبح للكاتبة القديرة لوليتا بقصة احدب نوتردام
التي تلقيناها خلال الفترة الدراسية الجامعية .. وكانت فرضاً علينا أن نحفظها و أن نكتب العديد من
الانطباعات و الآراء .
لن اسرد الرواية التي كتبها لنا الكاتب الشهير فيكتور هيغو الذي اتخذ موقفاً ضد الظلم وغياب العدل وأنصت
لصوت الضعفاء والمحرومين و لكن سأستخلص العبرة منها .
نوتردام رجل احدب قبيح الشكل معاق وقع في حب امرأة غاية في الجمال حرك جمال تلك المرأة
مكامن الجمال المدفونة في اعماق نفسه وهي بالمقابل لم تسخر منه و لم تهمش دوره بل أشعرته
بالحنان كونه كان دائماً يضحي من اجلها .
و كان أحدب نوتردام منعزلاً داخل كاتدرائية منتظراً المنية التي ستقضي على شكل جسده القبيح و اعاقته
التي يرفضها الناس و المجتمع و النظم و العادات و التقاليد و غيرهم كثير .
ولكن اشراقة الجمال المتمثل بتلك المرأة و كلنا يعلم انها ترميز للجمال الإنساني جعل من الاحدب
القبيح رجلاً قوياً و افضل من الجميع ...
فالجمال يمنح القوة على المتابعة و المسير و الانهزام يقصي الصخر عن تصديه ...
دائماً الجمال يدفعنا نحو الاسمى و الانقى و ليس نحو الضعف و الاستكانة ...
و الجمال الذي يقال عنه نقمة لا يزال بألف نعمة ..
لقد استطاع هيغو تصوير لنا مشاهد إنسانية بانسيابية رائعة ضمن روايته العالمية Notre-Dame de Paris
أو كاتدرائية نوتردام أو كما شئنا أن نسميها أحدب نوتردام
فلقد جسد لنا معنى الجمال و القوة بالجزء الاخير من الرواية ، بعدما سيطر الظلم و الضعف على بطل الرواية
و الذي هو بالتالي ترميز إنساني واقعي لمجتمع ما ممكن جداً أن ينهار و أن يضعف إذا ما شاهد فقط
مشاهد القبح و التنكير و الاستبعاد و الرفض .
[/align]
المفضلات