[align=center]خرجت من منزلنا ذات صباح كعادتي رافعا راسي اتنفس الهواء النقي بكل ما اوتيت من قوة أنشد وبصوت عالٍ
كنا جبال في الجبال وربما *** صرنا على موج البحار بحارا
اترنم بها مستذكرا بطولات اجدادنا وفتوحاتهم التي ملأت الكون مشرقا ومغربا
وفجأة لفت انتباهي رجل منكس راسه ويمشي بسكينة ووقار شديد وكأنه خائف من شئ اقتربت منه وكانت المفاجأة عندما تبين لي أنه جارنا الاستاذ (عربي) !
اتيت نحوه مسرعا ،،،
وسلمت عليه ،،،،
رد علي بصوت خافت وكانه يخشى أن يسمعه أحد !
أنا : ما بالك يا استاذ عربي ؟ لم أنت تعطيني ظهرك ؟ ولم أنت منكس رأسك ؟!
عربي : لا شئ لا شئ ، اذهب عني اذهب !
أنا : (وبفضول العرب المعروف) لن أذهب حتى تدير لي وجهك وترفع راسك فانت عربي وابن عربي .
هل نسيت امجاد آبائك ...
هل نسيت انتصاراتنا على فارس ،، والروم ،، واسرائيل
هل نسيت فتوحاتنا في الاندلس والصين وأقاصي آسيا .
عربي : لا لا لم انس ، ولكن اذهب عني اذهب .
وفجأة استطعت أن أغافله واصبح أمام وجهه وارفع راسه تجاهي
فكانت المفاجأة ،،،،
يا الهي ما هذا ،،،
انه منظر مفزع ،،،
منظر مرعب ،،،
ماهذا الجرح الغائر في جبهتك يا استاذ عربي ؟!
عربي : هههه انه لاشي جرح بسيط جرحته على اثر رصاصة طائشة أصابتني في الضفة .
أنا : وما بال انفك ؟ ماالذي جدعه ؟!
عربي : اصبت في انفجار في بغداد قبل أيام .
أنا : ومال الذي قطع أذنك اليمنى ؟!
عربي : اختطفتني جماعة ارهابية في البصرة لأنني لا لنتمي لمذهبها .
أنا : طيب ... واذنك اليسرى ؟!
عربي : قذيفة سقطت بجانبي في لبنان ، لا شئ لاشئ يذكر هههه .
أنا : وهذا الجرح في خدك ؟!
عربي : اصابة لحقتني في دار فور .........
أنا : يا الهي ما هذا ؟!
لقد عرفت الآن لماذا انت منكس راسك يا (عربي) ،،،، ولست وحدك ، فهذا هو حال العرب في كل مكان .
عندها نكست راسي وبدات امشي بسكينة ووقار وانا لا أزال أنشد :
(كنا) جبالا في الجبال وربما *** (صرنا) على موج البحار بحارا
كتبه منصور الغايب
في 27/6/2007[/align]
المفضلات