[frame="3 80"][align=justify]الهورمون الحمداني ...وأثره في التبعية العربية
نقلا عن منتدى مضايف شمر:ذكر احد الشعراء التكسبيين (المنافقين) في مدحه لأحد الأمراء العرب ، واسمه [حمدان]ان لهذا الأمير هورمون متطوريختلف عن غيره من الهورمونات العربية التي اصابها الوهن،واقترح الشاعر(من خلال مضمون القصيدة) على العرب ان يستخدموا هذا الهورمون لتحسين النسل العربي ليظهر جيل من الابطال (السوبرمانات). ورغم الانحطاط الخلقي ،وتفاهة الموضوع فانه اثار انتباهي لقضية خطيرة في الفكر العربي او لنقل في النفسية او الشخصية العربية ، الا وهي مسألة التبعية العربية للداخل والخارج على حد سواء وبمعظم الفترات التاريخية.
على المستوى الخارجي استكان العرب للاجنبي في العصر الجاهلي ،ثم اعزهم الله بالاسلام.وما كادت الدولة العربية ان يصيبها الوهن بسبب الدورة التاريخية حتى عادوا للخضوع لاقوام اخرى مسلمة وغير مسلمة من ترك وفرس وتتار وفرنجة وغيرهم.ولا زالوا حتى يومنا هذا، وهو ما لا يحتاج للتوضيح لوضوحه الفاضح.
اما على المستوى الداخلي فالامر لايقل خطورة فكل مستأثر بالسلطة ملكا او اميرا او رئيسا اوشيخا وحتى المخاتير،يحاولون ان يكرسوا تبعية الاخرين لهم والويل الويل لكل من تسول له نفسه الخروج عن هذا الطوق .وسيرمى بأشد الاوصاف سوءا من الخيانة او التآمر او العمالة للاجنبي وغير ذلك كثير .ولكن الاشد والادهى ان يرمى بالكفر والزندقة والخروج من الملة.فالمنافقون هم ليسوا بعض الشعراءفقط ولكن بعض من اعطوا لانفسهم او اعطاهم صاحب السلطة صفة الفقهاء والفقه منهم براء.
ان كثير من المصائب التاريخية التي حلت بالعالمين العربي والاسلامي مرده في معظم الاحوال الى هذين العنصرين(اصحاب السلطة الزمنية ومناصروهم من اصحاب السلطة الدينية).وانا هنا لا اتخذ موقفا عدائيا منهما ،بل على العكس من ذلك ارى ان وجودهما ضرورة شرعية وعقلية ،وبدونهما تتعرض البلاد للفوضى والضياع.
ان وجود هذين العنصرين له تأثير حاسم سلبا او ايجابا،فعندما يكونان في حالة صحية يكون المجتمع في تقدم ،وعندما يكونان في حالة مرضية فاقرأوا على المجتمع السلام.
مثال الحالة الصحية عصور الاسلام الاولى ، ومثل الحالة المرضية عصور الانحطاط،
فسقوط الاندلس في احد جوانبة نتج عن تحالف الحكام الظلمة الضعفاء مع من ادعوا الفقة وسعوا لتحقيق مصالحهم الذاتية.وتحالف هؤلاء الحكام وفقهاؤهم يتجلى في عصر شيخ الاسلام ابن تيمية وتحالف الطرفين ضده.
واخيرا فان الهورمون الحمداني ينبيء بسوء، فرضى الحاكم بذلك وقبول الشاعر لدوره التافه وسكوت الناس الخاصة والعامة عن ذلك دليل على هذا الرأي.
فالى متى يبقى العربي لاهم له الا التزلف للاقوى والتمسح به ومسح اكتافه وغير ذلك.وهل ذلك صفة ملازمة للشخصية العربية والفكر العربي ، ام انها حالة طارئة.ان طول فترة التبعية الداخلية والخارجية تعطي انطباعا بأنها طبع عربي بأمتياز.ولكن قول الاعرابي لعمر بن الخطاب (رض): لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ،تجعلنا ننظر الى المستقبل بنوع من التفاؤل.
اننا نحتاج الى روح محمدية ،وعدالة عمرية...........لا الى هورمونات حمدانية[/align][/frame]
المفضلات