[align=center]كتب لنا الكاتب الذهبي محمد الشمري مقالة اقتبست منها هذه السطور
ارانب الامة العربية غريبة الاطوار وتختلف عن بقية فصائلها من ارانب الارض ، فرغم طبيعتها وتكويناتها المشابه
لبقية ارانب الارض الا انها تختلف عنهم في اكلها وشربها ، حيث تاكل اللحم وتشرب الدماء .
و لا يمكن لأي امرء مهما اعتلى أن يقف مكتوف الايدي أمام اي سطر يخط بحق فالحق بيّن و الباطل بيّن
ولكن ماذا نفعل فيما بينهما
مابين الحق و الباطل
و الحب و الواجب
و الابيض و الاسود
و أشياء كثيرة ...
وليست فقط أرانب الامة غريبة الطوار بل أفراد هذه الأمة غرباء الاطوار و الأمزجة .. فما نمسي عليه
لا نصبح عليه ولا تلامسه شمس النهار .
وما يخطط له في النهار يمحوه الليل
و إن يتساقط الثلج على العشب حتى يسارع بالذوبان
وكأن النقائض هي من تدفع بعجلة الحياة الكسيحة الى الزحف على اربعة ...
وليست فقط اخي الكريم هي ارانب الامة من تأكل اللحم و تشرب الدماء بل نحن نفعل ببعضنا هذا
بمجرد فرصة اقتناص
نحن لا نقتنص فقط الطير بل و الجحر و الغصن و الشجرة و الورقة و حشرة المني
ولا نشرب نخب الحتف بكؤوس من زجاج بل بكؤوس من حجر
لا تهضم معدتنا سوى الصخور ولا تبتلع أمعائنا سوى الحمم
نسعى لاهثين و بمجرد الانقضاض على وبرة من الطير نغتال الطير و الصغار و الأفنان
وقد نقتلع عش الطير و الشجرة كي نبني مكانها مساكن من اسمنت مسلح
يحرقنا ولا يحترق ،، يبيد المشاعر من غير فيض للمشاعر
ويعلمنا معنى القسوة كيف تكون لنمارسها على بعضنا ...
أرانب و ياليت نملك مسالمة الأرانب و براءة عيناها
ووبرها الابيض الناعم .
كل شيء من حولنا أشواك ... أشواك ...
نحن نقتل كل الضعفاء لكي يخلد موتنا ولا نضيف سوى صدى الصرخات في كافة الفراغات
ولازلنا نفترس الضحية و نشرب الدماء
فلندع الموتى يدفنون موتاهم و لنمضي ..... [/align]
المفضلات