[align=center]
المُسَاْبَقَه الفِكْريّه\الإنْخِراف
ج2
هَلْ سَبَق وَان رأيْتَ " تِيساً " مُنْحَرِف..؟!!
بِـ الطَبعِ .. لا..
إذاً فَـ الإنْحِرَاف الفِكْرِيْ والسُلُوْكِيْ او العَقَاْئِدِيْ سِمَه بَشَرِيّه إخْتَصَ بِهَاْ الإنْسَان دُوْنَ غِيْرِة ..
وكُوْنِناْ نَعْجَب او نُنْكِر عَلَى قُومٍ مَا إنْحِرافِهم عَبْرَ تَسَلْسُل زَمَنِيْ مُعِيّن .. فأننَا بِـ ذَلِك نُنْكِر عَلِيْهم بَشَرِيتهم .. وأدَمِيتَهُم ..
فَلا يَظَلُ سُلُوْكِه وعَقْلِه جَاْمِد لا " يَتَحَلْحَلْ " عَنْ مَكَاْنِه إلاّ " البَهَاْئِم "
او جَلامِيد الصَخر ..
وحتّى جلامِيد الصُخُور فأنهَاْ مَعْ العُوَاْمِل البِيئيّه وعُوَاْمِلْ التَعْريّه ..تتأثّر وتتغِير سِمَاْتُهاْ ..
.
.
.
قَبْلَ " كُل شيء " و " اي شيء " و " لاشيء "
أرِيدُ ان أعَرِّف مَعْنَى الإنْحِرَاف ..
إرتِبَط مَفْهُوم الإنْحِراف لِدِينَاْ بِـ الخَطِيْئَه والرَذِيْلَه ..
والإنْحِراف عَنْ الطَرِيق القُوِيمْ إلَى الطَرِيقْ المُنْحدِر الخَاْطِيء ..
وهَذاْ إرْتِبَاط وتَعْرِيف خَاْطِيء .. حيثنَاْ آحَادِيّي التَفْكِير والمَنْطِق..
كُل مَنْ حَاْد عنّا وعَنْ مَاْ نؤمِنْ بِه أعْتَبرنَاهُ مُنْحَرِف وسيء ..
فِيْ حِين ان التَعْرِيف السَلِيمْ والعَقْلانِيْ للإنْحِرَاف لِيْسَ الرَذِيْلَه او الخَطِيْئه..
بَل كُل مَنْ مَاْل وغِيّر مَسَاْرَةُ عَنْ الطَرِيق المُسَارُ عَلِيه.. يُسمّى إنْحِرَاف..
سُواءاً هَذاْ الإنْحِراف بِـ إتِجَاه القِمّه ..
او بِـ إتِجَاه المُنْحَدَر ..
يَمِيْنَاً . . او شِمَاْلاً ..
يُعْتَبَر إنْحِرَاْفاً ..
ولَكِنْ بِمَا أنَنا بِِـ مُسَاْبَقَه فِكْرِيّه..
لَنْ أنْحَرِف عَنْ المَنْطِق المُرَاد مِنِيْ التَطَرُق إلِيه ..
سأتَحَدّث عَنْ الإنْحِرَاف مِنْ زَاْوِيه آحاْدِيّه ضِيّقه وظَاْلِمَه .. حتّى لا أنْعَتْ بِـ " المُنْحَرِفَه "
عَنْ بَقِيّه المُتَسَاْبِقِينْ ..
الإنْحِرَاف = الرَذِيْلَه والخَطِيْئه
طَبِيْعَتِنَاْ البَشَرِيّه تَفْرُض عَلِيْنَاْ التَغِيُر والإنْحِرَاف عمّا هُوَ مُتَعَاْرَف عَلِيـه ..
لِيْسَ بِـ عَسِيرٍ عَلَى الله ان يَخْلُقنَاْ " اي العَاْلَم العَرَبِيْ "
هُدَاه مُهْتَدِين.. لا ضَاْلِيْنَ ولا مُضلِين .. كَـ مَلائكِهٍ تَسْكُن الأرض
ولُوْ شَاْء لَجَعَلَنَاْ بِـ سُلُوكِيّات مُوحدة
وعَقْلِيَه مُتَنَاْسِخَه بَعْضِهَاْ مِنْ بَعَض ..
لَكِنْ حِكْمَتَه سُبْحَاْنَه وتَعَاْلَى فُوقَ مَاْلا نَتَصُوّر ..
قَاْلَ تَعَاْلَىَ " ولا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين إلاّ مَنْ رَحِمَ ربّك ولِـ ذَلِك خَلَقَهُمْ "
خُلقنا الإلَه ومعنا قابلية الإنحراف...
.. وبِمَاْ يَتُوَاْفَق مَعْ فِطْرَتنَاْ وأنفُسنا..
هَذِة الأنْفُس التِيْ أُلِهِمَت " الفُجُور " و " التَقّوى "
لِيْسَ العَرَب المُسْلِمِين وحْدَهُمْ اللَذِْيْنَ يَنْحَرِفُون عَبْرَ تَسَلْسُل الزَمَنْ ..
بَلْ مِنْذُ الخَلِيْقَه إلَى يُوْمِنَاْ هَذاْ ..
والتَغِيير والإنْحِرَاف سُنّه الحِيَاة الإنْسَاْنِيّه والحَقَاْئِق الكُوْنِيّه ..
خَاْصَه وانّنا الآن نَمُر بِـ تَغَيرُات سَرِيْعَه ومُذْهِلَه .. تَغِيرات فِكْرِيه وثَقَاْفِيّه ودِيْنِيّه ..
وتَخْتَلِف تَمَسُك الفَرد بِـ موروثاْتِه الفِكريه والدِينِيّه والثَقَاْفِيّه والحِفَاْظُ عَلِيْهَاْ
فَـ لَسْنَاْ عَلى وَتِيْرَة واْحِدَة مِنْ التَعَصُب والتَطَرُفْ ..
والإنْحِرَاف الفِكْرِيْ والسُلُوْكِيْ كَـ العُنف لِيْسَ طَارئاً ودَخِيْلاً عَلَى العَرَب المُسْلِمِِينْ كَمَاْ يَزْعُمْ " البَعض "
بَلْ هُو مُلَاْزِم للعَرَب مُذ خٌلِقُواْ ..
وكُتُبْ التَاْرِيخ تَشْهَدُ بِـ عُنف " هِند بِنتُ عُتبه " قَبْلَ إسْلامِها ..
هَذِة الهند التِيْ شَقّت صَدْر حَمْزَة بِن عَبدُالمُطَلِبْ لِـ تَقْطَعْ مِنْ كَبدة قِطْعَه وتُلوكُها ..ثُمّ تَبصُقهَاْ ..
وتَقْطَعْ أنوف وآذان المُجَاْهِدِين المُسْلِمِينْ وتَصْنَعُ مِنْهَاْ خُلْخَاْلاً وقِلاده مِنْهاْ ..
هِذا أحَد الأمْثِلَه التِيْ تؤكِد ان الإنْحِراف لِيْسَ دَخِيْلاً ولا طَاْرِئاً عَلِيْنَاْ
امّا عَنْ الإنْحِرَاف الفِكْرِيْ والعَقَاْئِدِيْ فَـ " الجعد بن درهم "
خِيرُ مِثَال .. والذِي ضَحّى بِه خَالد القَسْرِيْ كَمَاْ ضُحِيَ بِـ صَدَام حُسِين بِيُوم عِيد المُسْلِمِينْ
وذَلِكَ لأنه فَكّر بِبَعض الإيات القَرآنِيه .. وأنْكَر صِحتهَاْ ..
فَـ كُفِر وقُتِل بِيُوم الأضْحَى ..
امّا عَنْ الإنْحِرَاف الإخْلاقِيْ فَهِيَ فِيْ كُتُب التَاْرِيخ لا تُعد ولا تُحْصَى ..
ويَكْفِينِيْ هُنَاْ .. ان أذْكُر او ألْمَح إلّى قُصَه ام " الجَعْفَر " .. التِيْ أرْسَلت جَاْريتُهاْ لِـ " تُقّبّل "
أحد الِرجَال العَاْمِلِين لَدِيْهَاْ ..
لِـ يَهِيْمَ الرَجُل ويُنْشد هَذاْ البِيت
[poem=font="Simplified Arabic,5,tomato,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قَد وجدنَاْ طَعم الحرام لذيذاً=فأذيقي مولاكِ طَعمَ الحَلالِ [/poem]
فَكَتَبَت أم جَعْفَر فِيْ أسفل رٌقعتِه :
[poem=font="Simplified Arabic,5,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ليس فيها مَطمعُ لِـمحبٍّ=إنما نَقْتَنِيْ لغيْر رجَـالِ [/poem]
هَذِة أمْثِلَه .. مِنْ عِدّة أمْثِلَه كَثِيْرَة ..
فَالْعَقل البَشَرِيْ مِنْ خَصَاْئِصَه " الإنْحِرَاف "
فَـلا يُبَرْمَجْ وِرَاثِياً كَمَاْ يُريدُ مِنّا أسلافنَاْ ويَرِث تَصَرُفاْته وإستِجَاْبَاته دُوْنَ تَعْدِيلٍ او تَبْدِيل
انَاْ أرَى ان وَضع العَرَب والعَاْلَم لإسْلامِيْ اليُوم ..
وضْعاً طَبِيْعِياً جداً ..
لِـ ذَلِك لَسْتُ مَضْطَرّة للبَحث عَنْ عِلاج للمُشْكِلَه ( اي مُشْكِلَه الإنْحِرَاف )
كَمَاْ هُو مَطْلُوب منِيْ فِيْ المُسَاْبَقَه ..
لآنِيْ لا أرى الإنْحِراف مُشْكِلَه ..
ومَنْ يُنْكِر عَلِيهم تَغِيرهم وإنْحرافهم .. فأنَهُ يُنْكِر عَلِيهم بَشريتهم وآدَمِيتهُم
[align=left]كُوْنُواْ بِخِير[/align]
.
.
.[/align]
المفضلات