[align=center]القمر ...
يرتبط القمر بحياتنا ارتباطاً وثيقاً ... فقديماً كان القمر رفيق الشعراء و امسيات السهارى ..
و لا يزال للقمر اقتران تام بالحياة على الأرض فهو يعد اساس التقويم الإسلامي و ارتباطه بشكل وثيق
مع ظواهر الخسوف و الكسوف و المد و الجزر و غيرهم ...
مع اقتراب شهر رمضان كل عام، ينقسم الناس إلى فريق مؤيد لإثبات بداية هذا الشهر عن طريق رؤية
الهلال حفاظاً على التقاليد، بينما يؤيد فريق آخر إثبات الشهر المذكور استناداً إلى حسابات فلكية تؤكد دور
العقل.
ويعتمد الفريق الثاني في طرحه على نظرية علمية موجودة ومتماسكة، وهي النظرية التي تمكّن البشر من
حساب مواقيت القمر الرئيسة على امتداد 12 ألف عام. وهي بالتحديد، بدءاً من عام 4000 قبل الميلاد،
وصولاً إلى عام 8000 بعده. وتسمح هذه النظرية المتكاملة بحساب مواقيت الكسوفات الشمسية،
والخسوفات القمرية، وكذلك تحديد نسبة السطح المُنار من قرص القمر كما يراه الراصد الأرضي، إضافة إلى
حساب تواريخ ومواقيت عبور القمر لنقطتي أوج مداره حول الأرض وحضيض هذا المدار.
احدات مرتبطة بالقمر لهذا العام :
لقد اعتاد الناس في حياتهم اليومية على القول إن القمر سيكون بدراً هذا اليوم، أو في هذه الليلة، لكن
التعبير الأكثر دقة من الناحية العلمية هو أن كل طور رئيس من أطوار القمر يتحقق في لحظة محددة
بالساعة والدقيقة. وبالتالي، فإنه ليس كذلك قبل هذه اللحظة، كما أنه غير ذلك أيضاً بعدها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لما كان الشهر القمري أقصر طولاً من الشهر الشمسي، باستثناء شهر شباط،
فقد اقتضى هذا الأمر حدوث الطور نفسه مرتين خلال الشهر ذاته في بعض الأحوال، فنحن سنرى القمر بدراً
في الساعة الواحدة من فجر اليوم الأول من حزيران المقبل، وسنراه بدراً مرة ثانية نحو الساعة الرابعة
عشرة من آخر أيام شهر حزيران المقبل، وسيمر القمر بطور التربيع الأخير نحو الساعة الواحدة من بعد ظهر
أول أيام كانون الأول المقبل، كما سيمر ثانية بهذا الطور نحو الساعة الثامنة من صباح آخر أيام شهر كانون
الأول المذكور.
الخسوفات القمرية الكلية عام 2007
الخسوف الأول و قد شوهد في ليلة الثالث من شهر آذار ( مارس ) الماضي حيث بدأت لحظة التماس
لقرص القمر مع دائرة ظليل الأرض، وهذا الطور من الخسوف غير ملحوظ عادة.
ثم دخل طور الظل أي الطور الذي يمكننا فيه ملاحظة ظهور التغير اللوني عند الحافة الشرقية من قرص القمر.
و بعد خمس و أربعين دفيقة من منتصف الليل دخل قرص القمر بكامله إلى داخل دائرة الظل، مكتسباً لوناً
برتقالياً ضارباً إلى الحمرة. و استمر هذا الطور من الخسوف مدة ساعة وربع، ليخرج بعدها من من دائرة الظل
مما يجعل بالإمكان ملاحظة تراجع تلون قرص القمر عند حافته الشرقية. وفي الحقيقة، فإن هذا الطور من
الخسوف هو الطور الجدير بالملاحظة، وهو يشكل فرصة طيبة لهواة الفلك الراغبين في التقاط صور فوتوغرافية
باستخدام آلات التصوير التقليدية أو الرقمية الحديثة.
وبعد انتهاء الطور الكلي من الخسوف، بدأ طور ظليلي ثاني مقابلاً للطور الظليلي الأول، وقد استمر إلى نحو
الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الأحد الموافق للرابع من آذار.
وفي ذلك اليوم الذي وقع فيه الخسوف، كان القمر في اتجاه كوكبة الأسد، وبالتحديد في اتجاه المجرة M96.
سيحدث خسوف آخر بعد نحو نصف عام من الخسوف الأول، وتحديداً في الساعة 10,37 حسب التوقيت
العالمي من قبل ظهر يوم 28 آب، لكن هذا الخسوف لن يكون مرئياً في البلاد العربية، لأنها ستكون في
النصف النهاري من الكرة الأرضية لحظة حدوثه.
تحديد موعد شهر رمضان المبارك:
باعتماد نتائج الحساب الفلكي لمواقيت أطوار القمر يتبيَّن أن القمر الجديد سيولد عند الساعة 15,43 من
يوم الثلاثاء الواقع في 11 أيلول، أما مغيب شمس ذلك اليوم فسيحدث في الساعة 18,48، أي أن الفترة
الزمنية بين لحظتي ولادة القمر (طور المحاق) ومغيب الشمس تبلغ ثلاث ساعات. ولما كانت السرعة الزاوية
للقمر في مداره حول الأرض تبلغ نحو 0.5 درجة/ ساعة، فإن القمر سيكون قد ابتعد عن اتجاه الشمس وقت
مغيبها بأقل من درجتين، وهو الأمر الذي سيجعل من رؤية الهلال المستدق غير ممكنة. وبناءً على ذلك،
يجب انتظار مغيب شمس اليوم التالي للتمكن من رؤية الهلال، الذي سيكون قد ابتعد عن الاتجاه الزاوي
للشمس بنحو 14 درجة، وهكذا سيكون يوم الخميس الموافق لـ13 أيلول أول أيام شهر رمضان المبارك .
من ناحية أخرى، سيولد القمر الجديد اللاحق في الساعة 07,00 من صباح يوم الخميس الموافق لـ10
تشرين الأول، بينما سيحل موعد غياب الشمس في الساعة 17,07 من اليوم ذاته، أي بعد نحو عشر
ساعات من لحظة اقتران القمر مع الشمس، وهي فترة زمنية كافية له للابتعاد عن اتجاه الشمس وقت
المغيب بمقدار خمس درجات. لكن هذا الانفراج الزاوي بين اتجاهي القمر والشمس لن يكون كافياً لرؤية
الهلال إلا في حال كان الجو صافياً والسماء خالية من الملوثات والأدخنة التي تساهم في انتثار أشعة
الشمس في الغلاف الجوي، مما يسبب تقليصاً ملموساً لفرص رؤية الهلال. وإذا توخينا الدقة، فإنه ينبغي
انتظار مغيب شمس اليوم التالي لرؤية الهلال، الذي سيكون قد ابتعد عن اتجاه الشمس بنحو 17 درجة،
وبالتالي فإن أول أيام عيد الفطر السعيد سيكون يوم السبت الموافق لـ13 تشرين الأول القادم، وإذا تحقق
هذا الأمر، فإن شهر رمضان المبارك سيكون مؤلفاً من ثلاثين يوماً.
أما يوم العاشر من شهر ذي الحجة، أي أول أيام عيد الأضحى المبارك، فإنه سيوافق يوم الخميس الواقع
في 20 كانون الأول، وهذا يتفق مع أطوار القمر ومع (يوم صومكم يوم نحركم).
أنواع الأشهر القمرية :
هناك في الواقع ثلاثة أنواع من الأشهر قمرية، ولكل منها مدته الزمنية الخاصة به، وهي:
- الشهر الاقتراني Synodic month، وهو الفترة الزمنية الفاصلة بين اقتران القمر مع الشمس والاقتران
اللاحق له مباشرة، ومتوسط طول مدته نحو 29,5 يوماً. ويكون القمر لدى وقوع حادثة الاقتران غير مرئي من
الراصد الأرضي لوقوعه باتجاه الشمس مباشرة، ويكون في طور المحاق أثناء هذا الوقت. ولرؤية الهلال عادة
لا بد من انقضاء يوم واحد أو يومين بعد حدوث الاقتران، وذلك تبعاً لتوقيت وضعية الاقتران، مع أنه من الجائز
في بعض الأحوال أن تتحقق رؤية الهلال في اليوم نفسه الذي حدث فيه الاقتران.
وهذا النوع من الأشهر هو الأكثر أهمية، لأنه ارتبط على الدوام بالتقاويم القمرية، وكان أساساً لها، أما
الشهران الأخيران فيكتسبان أهميتهما من خلال تطبيقاتهما الفلكية.
- الشهر التنيني Draconic month.
- الشهر الحضيضي، أو الشهر الاختلافي Anomalistic Month، وهو الفترة الزمنية الفاصلة بين مرورين
متتاليين للقمر عبر نقطة حضيض مداره، الذي يبلغ متوسط طوله نحو 27,5 يوماً، وهو ينشأ لأن مدار القمر
حول الأرض ليس دائري الشكل تماماً، بل هو إهليلجي على غرار كل المدارات في النظام الشمسي، لذا
يكون القمر قريباً من الأرض أثناء مروره عبر نقطة الحضيض، وبعيداً عنها لدى مروره عبر نقطة أوج المدار.
ويُبيِّن الجدول القِيَم الدنيا والعظمى لأوج المدار القمري وحضيضه، ومنها تتوضح قيم المسافة الفاصلة بين
مركزي كتلتي الأرض والقمر عام 2007 معبراً عنها بالكيلومترات.
الفرق (كم) --------- القيمة العظمى (كم)--------- القيمة الدنيا (كم)
الحضيض Perigee 356753 --------- 368891 --------- 12138
الأوج Apogee 404150--------- 406671 --------- 2521
التباين (كم) 47397 --------- 37780
وسيكون بُعْد القمر عن الأرض يوم حدوث الخسوف نحو 405730 كيلومتراً، أي أنه سيكون قريباً من نقطة
الأوج، ومتجهاً في الوقت ذاته نحو العقدة الهابطة من مداره حول الأرض، لينتقل من فوق المستوي
الكسوفي إلى تحته.
تم الإعداد بتصرف
المصدر ( صحف محلية ) [/align]
المفضلات