[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم
سيدنا يوسف عليه السلام
هو أحد الرسل من غير أولي العزم، أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن إسحاق بن إبراهيم" رواه البخاري.
- ولد في أرض كنعان وكان له أخ شقيق يدعى بنيامين وله عشرة أخوة غير أشقاء، توفيت والدته فتعلق والدهما يعقوب بهما كثيراً، مما أثار إخوته الباقين حتى دبروا له خطة جاءت تفاصيلها في سورة يوسف، قال تعالى: { اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } يوسف 9..
- قام الإخوة بإقناع والدهم بالسماح ليوسف بالخروج معهم للعب خارج المدينة، وهناك قاموا بإلقائه في بئر مهجورة قال تعالى: { قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ * وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }.
- حزن نبي الله يعقوب على ذلك حتى ابيضت عيناه من شدة الحزن، وكانت القافلة التجارية قد ذهبت به إلى أرض مصر ثم باعته بأسواق الرقيق فاشتراه عزيز مصر ووهبه لزوجته التي لم ترزق بأولاد، ولما بلغ أشده آتاه الله الحكم والعلم في أرض مصر واشتهر بتفسير الأحلام والعفة في محنته مع امرأة العزيز.
- وفي أحدى المرات أرسل يعقوب أبناءه باستثناء بنيامين لشراء الغلال من وزير مصر يوسف عليه السلام الذي طلب منهم إحضار أخيهم بنيامين في المرة القادمة بعد أن وضع بضاعتهم في رحالهم، ثم عادوا على مصر مرة ثانية ومعهم أخوهم الذي عرفه يوسف بنفسه سراً وأمر الغلمان بأن يضعوا المكيال في رحل أخيه الذي قام باحتجازه، وحاول الإخوة تخليصه دون جدوى فرجعوا من دونه فازداد يعقوب عليه السلام حزناً على ابنيه وفي المرة الثالثة طلب يعقوب من أبنائه الذهاب إلى مصر لإحضار بنيامين وحينما تقابلوا مع يوسف أخبرهم بحقيقة الأمر بقوله: { أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا } ..
- فوقعوا في حرج شديد ومأزق كبير! فعفا عنهم وأعطاهم قميصه ليسلموه إلى والده إشعاراً بوجوده، وبعد أن وصل الإخوة إلى أبيهم الذي اشتم رائحة يوسف، فارتد إليه بصره { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي }.
* دراهم معدودة:
- جاء في الآية 20 من سورة يوسف { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } يقول الأستاذ/بسام **** في هذا الصدد أن الآية الكريمة إشارة إلى المستوى الحضاري للمجتمع المصري آنذاك فقد كانوا يستخدمون الدراهم، أي أنهم يسكّون العملة الفضية كوحدة للتبادل التجاري في حين نجد أن إخوة يوسف القادمين من البدو يعرضون بضاعة ليشتروا المواد التموينية..
- انظر قوله تعالى: { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ }، وانظر قوله تعالى: { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ.. }.
* إعجاز علمي من سورة يوسف:
- قام الأستاذ الدكتور عبد المجيد بلعابد (من جامعة وجدة بالمغرب العربي) بتجربة علمية للتأكد من ترك بذور القمح في سنابلها لمدة عامين تحت ظروف عادية لم يراع فيها أية شروط من شروط تخزين الحبوب. وجرد بعض البذور من سنابلها وتركها أيضاً تحت نفس الظروف ولنفس المدة الزمنية..
- فلاحظ أن الحبوب في السنابل لم يطرأ عليها أي تغيير لا في محتواها من المواد الغذائية ولا في قدرتها على الإنبات سوى فقدها لجزء من محتواها المائي مما جعلها أكثر جفافاً وأصلح للحفظ وللإنبات لأن وجود الماء يسهل من تعفن القمح، خاصة أن نسبة الماء في بذوره تصل إلى 20,3% في الوقت نفسه لاحظ الباحث أن حبوب القمح التي جردت من سنابلها فقدت 20% من محتواها من المواد البروتينية بعد سنة من خزنها، وفقدت 32% من هذا المحتوى بعد سنتين، وكذلك فقدت نسبة كبيرة من قدرتها على الإنبات والنمو والإثمار.
- وبذلك ثبت بالتجربة أن أفضل طريقة لتخزين المحاصيل النباتية التي تنتج في سنابل كالقمح والشعير والأرز هو حفظها في سنابلها التي خلقها الله تعالى فيها.
- وهذا هو من الوحي الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه يوسف عليه السلام وذكره مع قصته كاملة في القرآن الكريم مما يشهد لهذا الكتاب الخالد أنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية. بل هو كلام الخالق العليم الحكيم سبحانه وتعالى ويشهد لكل من يوسف ابن يعقوب عليهما السلام ولخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة.
- لأن المصريين القدماء ما كانوا يعرفون طريقة لحفظ الغلال وخزنها إلا معزولة عن سنابلها. والأمر الإلهي بحفظها في سنابلها لم يدرك إلا بعد مشورة هذا النبي سلسل بيت النبوة. ولا يزال القمح يخزن في أيامنا هذه مفروطاً من سنابله مما يعرضه لفساد كبير عند خزنه على الرغم من الاحتياطات الكثيرة التي تتخذ في صوامع ومخازن الغلال.. بتصرف عن مقال للدكتور العلامة/زغلول النجار.
- قال تعالى: { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } يوسف99.
- من صور الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم أن يذكر لقب فرعون لحكام مصر في حوالي ستين آية قرآنية إلا في سورة يوسف فقد جاء ذكر القرآن الكريم بلقب ملك، وهنا نتوقف قليلاً لنتعرف على الدقة المتناهية للقرآن الكريم حينما خاطب هذه الفترة بالملك وهي الفترة التي تعرضت لها مصر لغزو البدو الرعاة الذين عاشوا في الشرق من مصر وأطلق المصريون عليهم اسم الهكسوس أي الملوك الرعاة..
- ومن خلال الاكتشافات الأثرية لحجر رشيد ومن ثم التعرف على أسرار اللغة المصرية القديمة اتضح لنا من خلال المعطيات الأثرية السابقة أن مصر قد تعرضت لغزو خارجي وهو غزو الهكسوس وكان ذلك خلال حكم المملكة الوسطى حيث سيطروا خلالها على مقدرات البلاد زهاء قرنين من الزمن، وقد بعث إبّان نفوذهم السياسي على مصر نبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام، والذي أصبح وزيراً للمالية في هذه المملكة.[/align]
[align=center]منقووووول[/align]
المفضلات