[align=right]بسم الله الرحمن الرحيم
الزهرة هي الكوكب الثاني في المجموعة الشمسية من حيث قربها الى الشمس ، وهي كوكب ترابي وليس غازي ، شبيهة بكوكب الارض من حيث الحجم والتركيب العام .
و بما أن الزهرة اقرب الى الشمس من الارض فانها ترى في نفس الناحية التي تكون بها الشمس عادة ، ولذلك فان رؤيتها من على سطح الارض ممكن فقط قبل الشروق و بعد الغروب ، ولذلك يطلق عليهااحيانا تسمية نجمة الصبح او نجمة المساء ، والزهرة اسطع جسم مضيء في السماء بعد الشمس والقمر.
على سطح الزهرة توجد جبال معدنية مغطاة بطبقة من الرصاص تذوب وتتبخر في الارتفاعات الحرارية.
على سطح الزهرة رياح شديدة ومرتفع الحرارة . وحجم كوكب الزهرة في مثل حجم الأرض لهذا يطلق عليه إسم أخت الأرض وتغطي سطحه سحابة كثيفة من الغيوم على علو يتراوح بين 50 و70 كلم. تخفيه عن الرؤية وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس . ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية . وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة و الجبال والوديان. والخلاف الأساسي بينهما أن جوه حار جدا كما أنه لايوجد له قمر تابع مثل الأرض. - متوسط حرارته 449 درجة مئوية .
ويدور كوكب الزهرة حول نفسه في الاتجاه المعاكس لاتجاه معظم الكواكب الاخرى وببطء شديد: فيوم الزهرة يساوي 243 يوما ارضيا. وسنة الزهرة توازي 225 يوما ارضيا. وابعد مسافة تفصله عن الارض تبلغ 258 الف كلم واقرب مسافة 41 الف كلم.
وقشرة سطح هذا الكوكب حديثة نسبيا فهي تعود الى حوالى 500 مليون سنة فيما تشكل الكوكب قبل 4 مليارات سنة.وعلى سطحه يكون الضغط الجوي اكبر ب92 مرة عما هو على سطح الارض .
واعلى نقطة في كوكب الزهرة هي جبل ماكسويل الذي يبلغ علوه 11800 متر.
اقتربت مركبات فضائية عديدة من كوكب الزهرة في فجر عصر الفضاء، إلا أن ما يهمنا هي النظرة الأولى التي ألقيت على هذا الكوكب عن كثب، كانت المحاولة الناجحة الأولى في هذا السياق هي إنزال المركبة فينيرا-4 عبر الغلاف الجوي للكوكب في غضون 94 دقيقة، وصلت المركبة حتى ارتفاع 25 كم من سطح الكوكب، وسجلت درجة حرارة قدرها 271 مئوية لغلاف الكوكب عند ذلك الارتفاع وحوالي 20 ضغطاً جوياً، كما بينت الحساسات المركبة عليها أن الغاز الغالب في الغلاف الجوي للزهرة هو غاز الفحم. قامت المركبتان فينيرا-5 وفينيرا-6 بعد ذلك بسبر ذلك الغلاف الجوي دون الوصول إلى سطح الكوكب وذلك في العام 1969، أما المركبة التي استطاعت أن تصل سطح الكوكب وأن تلامسه مجتازة كل الظروف بالغة الصعوبة السائدة في كوكب الزهرة فكانت المركبة فينيرا-7 التي أطلقت عام 1970، وسجلت آنذاك درجة حرارة عند سطح الكوكب قدرها 500 درجة مئوية، وضغطاً بحدود 90 ضغط جوي، يساوي هذا الضغط الضغط السائد عند عمق حوالي كيلومتر تحت سطح المحيطات على كوكب الأرض، بينما تكفي درجة الحرارة المذكورة كما أشرنا إلى صهر الرصاص والتوتياء. استطاعت المركبة فينيرا-8 عام 1972 تحقيق هبوط هادئ آخر على سطح الكوكب، وأرسلت من وجهه المضيء معلومات هامة عن كثافة التربة وشدة إضاءة الشمس، تتالت مركبات فينيرا بعد ذلك، وشهد العام 1975 إطلاق المركبتين فينيرا-9 وفينيرا-10 صوب كوكب الزهرة أيضاً، تميزت كتلة كل من المركبتين بأنها كانت أكبر من كتل فينيرا السابقة، عند اقتراب كل من المركبتين من الكوكب حرفت مسارها بما يضعها على بعد 1600 كم عن سطح الكوكب ثم أطلقت دفعات نفاثة اوصلتها إلى مدار بيضوي حول الكوكب يستغرقها قطعه مدة يومين أرضيين، انفصل عن كل من المركبتين في الفترة التالية مسبر خاص دلف داخل الغلاف الجوي للكوكب وهبط بهدوء على سطحه في القسم المضيء الذي لم يكن مرئياً من الأرض آنذاك، عمل المسبران الهابطان والتابعان المتخلفان في مداريهما حول الكوكب بشكل متناغم بهدف إيصال المعلومات إلى الأرض، قدم التابعان معلومات خاصة بهما عن المجالات والجسيمات بالقرب من كوكب الزهرة، وكذلك عن الخصائص الطيفية والضوئية والحرارية لأعالي الغلاف الجوي للكوكب، لقد وضع كل من المسبرين اللذين هبطا هبوطاً ناعماً على سطح الكوكب ضن كرة مقاومة للحرارة قطرها 2.4 متراً، استطاعت حمايته حتى ارتفاع 65 كم عن سطح الكوكب، حيث بلغت سرعة الهبوط إذ ذاك 250 م/ثا، انفصلت الكرة الواقية بعد ذلك واستخدمت مظلات خاصة لإنجاز عملية الهبوط عبر 50 كم تالية، أخيراً سقطت المظلات وتابع المسبر هبوطاً حراً حط بعده بهدوء في مكان يبلغ الضغط فيه 90 ضغطاً جوياً، ودرجة الحرارة 500 درجة مئوية، عمل كل مسبر بعد ذلك مدة 53 دقيقة قبل أن يسحقه الضغط الهائل وتعصره الحرارة اللاهبة!! حمل المسبران معهما آلات تصوير تلفزيونية، وعلى الرغم من الكثافة الكبيرة للغلاف الجوي لكوكب الزهرة فقد بينت الصور المرسلة إضاءة على سطح الكوكب تكافئ إضاءة يوم غائم على الأرض، وبدت تفاصيل سطح الكوكب واضحة حتى بعد مئة متر عن موقع الهبوط، كانت منطقة الهبوط أشبه بصحراء صخرية مغطاة بصخور من أقطار مختلفة وصل بعضها إلى عشرة أمتار.
كان برنامج عمل المركبتين فينيرا-11 وفينيرا-12 اللتين أطلقتا عام 1978 مشابهاً لعمل المركبتين السابقتين، لكن المركبتين الجديدتين قامتا بدراسة الرعود والصواعق التي تحدث هناك بتواتر 25 مرة في الثانية، وأحصت فينيرا-12 ألف حادث مماثل، لقد حلقت غيمة شديدة الكثافة فوق المركبة فينيرا-12 لمدة 15 دقيقة، بينت الدراسات المتأنية لفينيرا-11 وفينيرا-12 ندرة الماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة ووفرة حمض الكبريت الذي كان لوجوده الدور الأكبر في إحداث العواصف الكهرومغناطيسية المذكورة.
شهد العام 1983 إطلاق المركبتين فينيرا-13 وفينيرا-14 حيث انفصل عن كل منهما منطاد كبير بقطر تسعة أمتار وحمولة من الأجهزة زنتها 30 كغ، حلق كل منطاد في الغلاف الجوي للكوكب مجتازاً معظم أجواء الكوكب في ستة أيام، درس كل منطاد الخصائص المميزة للغلاف الجوي المذكور، وكان موقعه يحدد بشكل مستمر من سطح الأرض وبخطأ لا يتجاوز خمسة أمتار.
نذكر أيضاً أن المركبة ماجلان التي أطلقت من مكوك الفضاء عام 1989 والتي حلقت حول كوكب الزهرة ودرسته من ارتفاعات متباينة باستخدام تقنيات مختلفة كالأمواج الرادارية وسواها، انتهت المركبة بعد دراسة شاملة للكوكب إلى الاحتراق والتحطم في غلافه الجوي وعلى سطحه الحار. [/align]
المفضلات