السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد،،،
دائما ما يصيبني الإحباط ويدفعني الحماس الشديد للإستنكار والسخط والشتم والسب كلما رأيت واقعنا المعاصر ورأيت إتفاقيات ومعاهدات جائرة بين دولنا العربية وبين أعدائنا من دول الغرب وإسرائيل. خصوصا، أنه عند النظر الي تلكم الإتفاقيات للوهلة الأولي، يتبين لي مدى الجور والظلم فيها وأنها عموما من مصلحة الأعداء.
ولكن،
بعد التفكير بعمق بيني وبين نفسي في ساعة صفاء، تعود بي الذاكرة ثلاثة عشر قرنا خلت وأستحظر قصة صلح الحديبية الذي تعاهد به الرسول صلي الله عليه وسلم مع كفار قريش واليكم بنود المعاهدة والتي عندما ننظر لها مجردة من سياقها التاريخي اللاحق يتبين لنا مدي الجور والظلم الواقع علي المسلمين فيها:
بنود صلح الحديبيه
1) وقف المعارك بين الكفار والمسلمين لمدة عشر سنين.
2) عندما يسلم أحد الكفار ويريد الهجرة الي المدينة، فإن المسلمين ملتزمون بإعادته فورا الي الكفار في مكه.
3) عندما يرتد أحد المسلمين ويهاجر الي مكه، فإن الكفار سوف يوفرون له الحمايه وهم غير ملزمين بإعادته للمسلمين.
كثير من الصحابة رضوان الله عليهم غضبوا غضبا شديدا بعد معرفتهم ببنود المعاهدة وعلي رأسهم الفاروق رضي الله عنه ولقد قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ألسنا علي الحق وهم علي الباطل فقال الصديق بلي وقال الفاروق ولماذا نعطي الدنية في ديننا؟!
وبعد الهدنه بين لنا التاريخ مقدار الفائدة والمكاسب التي حصل عليها المسلمون من صلح الحديبيه وهي نشر الدعوة وتوسع الإسلام وتقوية شوكتة.
طبعا، لنا في رسول الله أسوة حسنة كما أمرنا الله سبحانة وتعالي وبالتالي يجب النظر الي واقعنا المعاصر ومدي ضعفنا وهواننا علي الناس قبل التفكير بالمواجهة ويجب أن نركز كذلك علي بعد النظر والمكاسب غير المرئية التي ممكن الحصول عليها ومنفعة المسلمين عامه والحماس الغير محسوب لا يؤدي الي نتيجة ابدا بل بالعكس قد يؤدي الي امور عكسيه أحيانا.
أتمنى أن لايفسر كلامي علي أنه وثيقة أستسلام وتبرير للخيانه ولكن هي جانب مهم من السيرة النبويه للنظر الي الأمور ينبغي الأخذ بها في مكانها المناسب.
تحياتي للجميع ودمتم بخير
المفضلات