.
[align=center][align=center]من يقرأ التاريخ الإسلامي وخصوصا في الفترة
ما بين الخلافة العباسية لغاية عصر دولة المماليك, يجد إن
الحاشية المقربة من الأمراء والسلاطين, عاشت فتره مزدهرة مليئة بذخ وظلم..
وعاثت بالبلاد والاوطان فساد وجور .
وتم استغلال الفئة المستضعفه والمتبقية من الناس..أبشع استغلال !
لقد استغل هؤلاء ثقة الملوك بهم, والصلاحيات التي تُعطي لهم ؟
فعندما كانت تتعرض بلادهم لغزو أو كارثة طبيعية او تهديد, يأخذون العطايا من الناس
و يأمر الملك تلك الحاشية لاستخراجها منهم, ومن كافة شرائح المجتمع ..
من التجار و من أصحاب المهن الزراعية, والصناعية وحتي الفلاحين.
كانت النسبة التي تأخذها الحاشية من أصحاب المهن_ مبالغ فيها
,و أكثر من المستحقة عليهم ..
وعند عصيان احدهم لهذا الأمر.. تتم معاقبته بشدة وبأساليب وحشية !
لا يقوي علي تحملها ..
وحتي يكون عبره للاخرين ..كانوا يصلبونه ويضربونه !!!
وحتي لا يعترض اخر أو يشتكي من الظلم الذي وقع عليه !
البعض منهم فعلا لا يملك المبلغ المستحق عليه ؟!
ووسيلة الضرب لن تجدي نفعا , لذلك ابتكروا شيئا افضل ؟
لقروض الربويه ؟!
وهذه احدي الأفكار الشيطانية التي هيئتها الحاشية .
بالفعل عندمالا يجد هذا المضطر اي وسيلة او مفر لدفع (جزيته)
والخشية من معاقبته أو ربما قتله .
حينئذِ يلجأ الي القروض الربوية !
وهذا ما توفره لهم الحاشية لفترة معينه وبشروط قاسيه ولئيمة !
وفي حالة عدم الوفاء والسداد للقرض ..
تتم مصادرة أرضه و بضاعته أو بيته..وهذه احدي الخطط الفاحشة جعلتهم اغنياء
يملكون أراضي وأموال تفوق, ما يملكه السلطان..
حسنا..
الآن عرفنا إن الاغلبيه من الأموال كانت تذهب لجيوب هؤلاء ظلما وجورا..
والأسباب كانت: حسب زعمهم أمنيه لحفظ أمن البلاد
لكن نسي هؤلاء ان درء الاخطار الخارجيه لا تقل خطوره عن الاخطار الداخليه ..
وعليك أن تقيس في زمننا هذا وقبله وبعده , ما يفعله البعض بالفقراء !!؟
وما آلت اليه حالتنا المهددة بالتقسيم العرقي والطائفي !!؟
كلنا نعرف..هذه الحالة >> اقصد حالة الملوك
حين يصلون لمبتغاهم بالحكم وبسط سلطتهم علي البلد, لا يسعون لأمر آخر..
إلا..... للبقاء بسدة الحكم والمحافظة عليه..
فهذه الفترة الرئاسية للملك تسمي فتره ( زهو ) لايسعي فيها لظلم أو لقتل
أو لسرقه اموال الناس الناس.
انه يبحث عن الأمن لعرشه....والأمان منهم فقط
ولكن للاسف بقت فجوة قائمه للان بين الملوك والرعية.. تفصلها الحاشية ..
واستغلها الحاشية لمصالحها الدنيئة
ومنها حجبت الخطر الداخلي عن الملك واهمية مراعاته!!
وان قوة اي بلد لن تصمد امام فقاعه , الا بولاء الشعب لحاكمها .
الخلاصة.,.
هذه احدي المنافذ الخطيرة والحساسة التي دخل منها الأعداء وشتتوا شمل الامه
فمنها احتل الاجانب أوطاننا جوا وبحرا وأرضا _وسرحوا ومرحوا بها..حسب أهواءهم..
لفقدان الثقة بين المجتمعات وانظمتها ..
.
تبقي لي كلمة اخيره و صغيره..
الحقيقة هي غير ذلك بالطبع وخصوصا لو تمعن بها المنصفين العقلاء !!
وإن بيننا جبناء وخونه أو عملاء والعديد من الاسباب الغير واقعية علي الارض ..
وكما يدعي البعض والمخالفين فكريا لرأيهم ..
فالاغلبيه من الناس بسطاء تبحث عن لقمة عيش أو نشر محبه بين الشعوب ..
لكن وللأسف استطاعت أحزاب ومافيات ( دينيه وعلمانية)
أن تحجب الثقة بين المسلمين وجعلتهميتنابزون بالألقاب> رافضي وهابي صوفي كردي سني علماني.. الخ و لمصالح ذاتية ضيقة
جعلتهم يتقاتلون فيما بينهم وينسون عدوهم الخارجي ..
تحياتي
[/align][/align]
المفضلات