سؤال أصبح يتردد بين الكثيرين من الأطباء والناس العاديين، هل تعد جراحة التجميل وسيلة علاجية أم تكميلية لا ضرورة
لها؟ لقد اختلف مفهوم هذه الجراحة الآن عما كان عليه في السابق، ففي العقود السابقة كانت تعتبر من الأساليب العلاجية
التي تستعمل في إصلاح التشوهات الولادية، مثل الشفة المشقوقة «شفة الأرنب» والأصابع الزائدة، والتصاق أصابع القدم،
واستئصال الأورام الجلدية. أما الآن فقد دخل هذا النوع من الجراحة مرحلة أخرى تتمثل في إصلاح التشوهات الجلدية
والحروق وإصلاح الثدي وتكبيره وغير ذلك الكثير من الجراحات التجميلية التي صاحبها أيضاً تطور في التقنية العلمية
كاستعمال مشارط الليزر وإنتاج إبر وخيوط رقيقة جداً لا ترى بالعين المجردة
تنافس وسياحة
ونتيجة لهذا التطور في جراحة التجميل أصبح بالإمكان إجراء عمليات دقيقة هدفها التجميل كفن وعلم فقط،
وبدأ التنافس في هذا المجال وأصبح التجميل سلعة تجارية رابحة في أيدي الجراحين والشركات الاستثمارية،
ثم دخلت شركات الليزر والتجميل في سباق محموم في الابتكارات الجراحية التجميلية.
يقول الدكتور إسماعيل الخطيب من جامعة كمبريدج في بريطانيا إن الإحصاءات البريطانية بينت أن هناك 1700
امرأة يجرين عملية تكبير الثدي سنوياً، كما أن هناك عدة جراحات تجميلية أصبحت شائعة مثل تصغير الأنف وشد الوجه
وشفط الشحوم الجلدية وتصغير الثدي وإزالة التجاعيد بالليزر، وإزالة الشعر.
ويشرح الدكتور الخطيب بعض عمليات التجميل الشائعة فيقول عن عملية تكبير الثدي مثلاً إن التكبير
يتم بإجراء شق جلدي صغير على جدار الثدي السفلي، وإدخال شرائح صناعية مركبة من مادة سيليكونية
هلامية رخوة محاطة بمحفظة صلبة، أومن مادة السالين، أو من المادتين معاً خلف نسيج الثدي الشحمي
وفوق العضلات الصدرية، وتجرى العملية تحت التخدير العام.
أما الجراحة التجميلية للأنف فهي تحتل الدرجة الثانية من حيث الشيوع حيث يمكن إجراء تبدلات عديدة
على الأنف مثل التضييق أو التقصير، أو تطويل الذروة، أو تكبيرها. وهناك أنواع عديدة للأنوف مثل
الأنف الفرنسي والأنف الأمريكي، والأنف الأفريقي.
وتتم هذه العملية من خلال الجوف الأنفي الداخلي، لذلك لا يبقى أثر للندب أو الجروح.
وهناك أيضاً عمليات شد الوجه التي تتلخص في إجراء شق جلدي دائري خلف مستوى خط الشعر الموجود
في الرأس، ويمتد الشق إلى خلف الأذنين إذا استلزم الأمر، كما يمكن إجراء هذه العملية من خلال ثقب صغير
باستخدام جراحة المناظير. وبعد إجراء الشق الجراحي يقوم الجراح بسلخ الجلد عن عضلات الرأس لكي يكون
حراً ثم يتم شد الجلد وسحبه إلى الخلف حسب الحاجة.
ومن ضمن العمليات المطلوبة «شفط الشحوم» وهذه العمليات تتم من خلال شق صغير في جلد المنطقة
المطلوب شفط شحومها مثل البطن أو الفخذين، ثم يتم إدخال جهاز خاص لهرس الطبقة الشحمية داخل الجلد
وتدميرها، ثم تسحب الشحوم المهروسة بوساطة شفاط خاص.
الطريقة الأحدث في تجميل الشفة
وفي دراسة علمية حول تجميل التشوهات الخلقية في الشفة قال الدكتور ضيائي دياب (استشاري جراحة التجميل
في مستشفى فقيه بجده )إنه تم استحداث طريقة جديدة لتجميل الشفة على الجهتين وهي الأحدث على المستوى
العالمي تتلخص في إجراء العملية على مرحلة واحدة دون أي مضاعفات وليس على مرحلتين أو ثلاث كما كانت
تجرى في السابق، وتتلخص هذه العملية في قفل الشفة المشوهة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي بطريقة لائقة مع
إعادة الأنف الأفطس كما يجب أن يكون، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي علاقة بين زواج الأقارب وحدوث مثل هذه
التشوهات الخلقية.
وحول عمليات زراعة الشعر قال الدكتور دياب: تتم هذه العملية بوساطة البالونات وتتلخص بزرع بلونة تحت الجلد
ثم حقنها بمحلول ملحي كي يزيد حجمها تدريجياً، وخلال عدة أسابيع تتمدد فروة الرأس إلى أقصى درجة، فيتم إخراج
البلونة ليصار إلى استغلال الجلد المتمدد بالشعر الذي عليه لتغطية الجزء الخالي من الشعر، وذلك بعد استئصال الجزء
التالف من فروة الرأس.
مضاعفات عمليات التجميل
ويذكر الدكتور إسماعيل الخطيب أن عمليات التجميل لا تخلو من المضاعفات والأخطار، فعملية تكبير الثدي يمكن
أن تحدث صلابة في الثدي بنسبة 10% الأمر الذي ينتج عنه تكاثر النسج الخلوية حول شرائح السيليكون وتليفها،
وتتشكل بالتالي ندبة صلبة تمنع حركة الثديين. كما يمكن أن يحدث نزفاً داخل الثدي بسبب تمزق بعض الشرايين الدموية
نتيجة الشرائح الصناعية، وفي هذه الحالة قد تحتاج المرأة إلى إعادة العملية لربط الشرايين النازفة وتفريغ الثدي من الدم
النازف. وقد تصبح هناك حساسية في حلمة الثدي، كما قد تمزق المحفظة السيليكونية داخل الثدي وتحدث الالتصاقات النسيجية
والالتهابات.
وفي عمليات الأنف التجميلية قد تحدث التهابات بعد إجراء العملية، أو نزف شديد خلال الأيام العشرة الأولى
من العملية، وقد يصاب المريض بضيق في التنفس وصعوبة في استنشاق الهواء من الأنف بعد العملية.
أما أخطار عمليات شد الوجهة فتكمن في حدوث نزف من الشرايين المرضوضة، الأمر الذي يستدعي إجراء تصريف
خارجي للدم، كما قد يتأثر العصب الوجهي ولكن في حالات نادرة، وهذا يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه، وحدوث
الخدر وعدم الحس، ومن أخطارها في بعض الأحيان موت الخلايا الجلدية نتيجة تأذي الشرايين الدموية أو سحب
الجلد بشكل عنيف، وإذا ما شفيت فقد تخلف ندبة جلدية مكان المنطقة الميتة.
وفي عمليات شفط الدهون قد يحدث تجرثم للدم والتهابات جلدية بالإضافة إلى عدم توازن المنطقة الجلدية بعد العملية.
المفضلات