جاء اعرابي الى دواود المهلبي وهذا الرجل قد ولاه الرشيد افريقيه ثم ولاه بعد ذلك بلاد السند ، فدخل الرجل قصر الامير وكان من عادة المهلبي هذا انه اذا حضر الطعام امر الحرس والبوابين بالانصراف حتى لايمنع احداً من الوصول الى الطعام فدخل الرجل فلما فرغوا من الطعام وقف امام الامير فأوما اليه وقال من انت ؟ قال جئتُ بابياتٍ من الشعر فأخذ قوساً فاوترها وجعل فيها السهم قال ان احسنت اجزناك واحسنا اليك وان اسأت رميتُكَ بهذا السهم حيثُ يقع قال نعم قال فهات
قــــــال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
امنتُ بداوود وجودِ يمينهِ=من الحدث المرهوب والبؤس والفقرِ
واصبحت لا اخشى بداوود نبوةً=ولاحدثاناً ما شددتُ به أزري
له حكمُ لقمانٍ وصورةُ يوسفٍ=وملكُ سليمانٍ وصدق ابي ذرِ
فتىً تهرب الاموالُ من جود كفهِ=كما يهرب الشيطان من ليلة القدرِ
فقوسك قوس الجودِ والوَتَرُ النّدى=وسهمكَ فيه الموت فاقتل به فقري [/poem]فقال احسنت! اسألك بالله هل كان ذكر القوس في القصيده ؟ قال لاوالله قال هل تريد ان اعطيك على قدرك ام على قدري قال بل على قدري قال كم قدرك؟ قال مائة الف درهم فدفعها اليه ؛ قال ما منعك ان تقول على قدري انا ؟ قال : اردت ان اقول على قدرك فتذكرت ان الارض لاتساوي قدر الامير فقلت على قدري ؛ قال لله درك من اعرابي والله لا ادري نظمك احسن ام شعرك فاعطاه مائة الف درهم اخرى
والى اللقاء
المفضلات