السلام عليكم ورحة الله وبركاته
قال تعالى ((قل ان كنتم تحبون الله ورسوله فاتبعوني يحببكم الله ورسوله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم))
قال حسن البصري ((فكان علامه حبهم اياه اتباع سنه رسوله))
ونريد احياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في واقع المسلمين في حياتهم اليوميه
في عبداتهم اليوميه وفي اكلهم وشربهم وفي تعاملهم مع الناس وفي دخولهم وخروجهم
ولباسهم وسا ئر حركاتهم وسكناتهم
وقد وجدت ان بامكان كل شخص لو حرص على السنن اليوميه ان يطبق مالا يقل عن الف
سنه في جميع شؤون حياته كلها
@وان الالتزام بالسنه له فوائد منها
1الوصول الى درجه (المحبه)محبه الله عز وجل لعبده المؤمن
2جبر النقص الحاصل في الفرائض
3العصمه من الوقوع في البدعه
4انه من تعظيم شعائر الله
والسنن المهجوره هي الف سنه في اليوم والليله
سنن الاستيقاظ من النوم
1مسح اثر النوم عن الوجه باليد :وقد نص على استجابه النووي وابن حجر لحديث
((فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده))
2الدعاء وهو (الحمد لله الذي احيانا بعدماأماتنا واليه النشور )
3السواك (كان صلى الله عليه وسلم اذا استيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك )
4الاستنثار :قال صلى الله عليه وسلم (اذا استيقظ احدكم من منامه فليسنثر ثلاثا
فان الشيطان يبيت على خيشومه )
5 غسل اليدين ثلاثا :قال صلى الله عليه وسلم (اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يغمس
يده في الاناء حتى يغسلها ثلاثا)
السواك
قال صلى الله عليه وسلم (لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسوال عند كل صلاه ) رواه البخاري ومسلم
ومجموع ما يتسوك به المسلم في يومه وليله لا يقل عن(20)مره
فهو يتسوك للصلوات الخمس وللسنن الرواتب ولصلاه الضحى والوتر وعند دخول البيت لانه
اول ما يبدا به الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخوله البيت هو السواك كما اخبرت بذلك
عائشه رضي الله عنها كما في صحيح مسلم فكلما دخلت البيت فابدأ بالسواك حتى تصيب
السنه وعند قراءة القرآن وعند تغير رائحه الفم وعند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء
وقد قال صلى الله عليه وسلم (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) رواه أحمد
ثمرة تطبيق هذه السنه:
أ) رضاء الرب سبحانه وتعالى عن العبد
ب) مطهرة للفم
سنن لقاء الناس
1_السلام " سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟
قال(تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.
(دخل رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال
صلى الله عليه وسلم : عشر ، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمه الله فرد عليه ثم جلس
فقال صلى الله عليه وسلم : عشرون ،ثم جاء آخر فقال :السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فرد عليه فجلس فقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثون) رواه أبو داود وحسنه الترمذي.
2_ الأبتسامه: فقد قال صلى الله عليه وسلم (لاتحقرن من المعروف شيئا ولو
أن تلق أخاك بوجه طلق) رواه مسلم.
3_المصافحه: فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلمين يلتقيان
فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أ، يتفرقا) رواه داود والترمذي وابن ماجه.
4_الكلمه الطيبه: قالى تعالى ( وقل لعبادى يقولوا التي هي أحسن إن
الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) الإسراء :53
قال صلى الله عليه وسلم (والكامه الطيبه صدقه) رواه البخاري ومسلم
صفات النبي صلي الله عليه وسلم الخَلقية
1 – جسده صلي الله عليه وسلم :
" كان أحسن الناس وجها , وأحسنهم خلقا , ليس بالطويل البائن , ولا
بالقصير " (البخاري)
2 – " كان مربوعا , بعيد مابين المنكبين , له شعر يبلغ أذنيه " (البخاري)
" كان ضخم الرأس واليدين والقدمين "(البخاري)
3 – " كان وجهه مثل الشمس والقمر , وكان مستديراً " (مسلم)
4 – " كان ضليع الفم , أشكل العينين , منهوش العقب "(مسلم) (ضليع
الفم : كبيره – أشكل العينين : في بياض عينيه حمره – منهوش العقب :
قليل اللحم ) .
5 – " كان ربعه من القوم , ليس بالطويل البائن , ولا بالقصير , أزهر اللون ,
ليس بالأبيض الأمهق , ولا بلآدم , وليس بالجعد َ القطط , ولا السبط "
(متفق عليه)
( ربعه : معتدل – ازهر : ابيض مشرق – الأمهق : البالغ البياض – آدم :
اسود – الجعد القطط : البالغ الجعودة – السبط : المعتدل ) .
6- " كان شديد سواد الشعر , اكحل العينين , أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه
وطئ بكلها , ليس له أخمص , إذا وضع رداءه عن منكبيه , فكأنه سبيكة
فضة " (البيهقي وحسنه الألباني ) .
( اكحل العينين :أسود جفونهما خلقه – أهدب الأشفار : طويل الأشفار -
الأخمص : باطن القدم ) .
7 – " كان اذا سرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر " (متفق عليه) .
8 – " كان أبيض مليح الوجه " (مسلم)
2 - شعره صلي الله عليه وسلم :
1 – " كان شعره دون الجمه , وفوق الوفرة " (الترمذي وصححه الألباني )
( الجمة ما ترامي من شعر الرأس علي المنكبين – الوفرة : ماجاوز
شحمة الأذن ) .
2 – " كان شعره يضرب منكبيه " ( الترمذي في الشمائل وصححه الألباني )
3 - " كان كثير شعر اللحية " (مسلم)
4 – " كان شيبه نحو عشرين شعرة " (الترمذي في الشمائل وصححه
الألباني )
5 - " كان يصفر لحيته بالورْس " (متفق عليه ) (الورْس : نبات يستعمل في
في تلوين الملابس )
3- طيبه صلي الله عليه وسلم :
1- " كان يعجبه الريح الطيبة " (ابو داود وصححه الألباني )
2- " لايردّ الطيب " (البخاري)
3- " كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل " (ابي سعد وصححه الألباني)
4- " كان يشتد عليه ان يوجد منه الريح " (متفق عليه)
4- كلامه صلي الله عليه وسلم وصمته :
1- "كان طويل الصمت قليل الضحك " (أحمد وحسنه الألباني)
2- " كان لايضحك إلا تبسماً " (احمد والترمذي وصححه الألباني)
3- " كان اذا تكلم بكلمه اعادها ثلاثاً حتي تفهم عنه , وإذا أتي علي قوم فسلم عليهم , سلم عليهم ثلاثاً ) (البخاري)
4- " كان كلامه يفهمه كل من سمعه " (ابو داود وحسنه الألباني)
5- " كان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه " (متفق عليه)
5- صفات أخري :
1- " كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان " (ابي عساكر وحسنه الألباني)
2- " كان إذا مشي لم يلتفت " (الحاكم وصححه الألباني)
3- " كان يتختم بالفضه " (البخاري)
4- " كان يجعل فصه مما يلي كفه " (متفق عليه)
5- " كان إذا أعتم سدل عمامته بين كتفيه " (الترمذي وصححه الألباني)
قيام الليل
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش ا****ئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم:
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]
قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ
قيام الليل في السنة
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام:
{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى،
ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }
[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }
فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام،
وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ } [متفق عليه].
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وعن حذيفة قال: { صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ).
قيام الليل في حياة السلف
قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!
وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : { أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه } [متفق عليه].
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }.
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.
قيام رمضان
قيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر.قال الحافظ ابن رجب:
( واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب ).
وقال الشيخ ابن عثيمين: ( وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، لقول النبي : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه]
وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ).
وتشرع صلاة التراويح جماعة في المساجد، وكان النبي أول من سنّ الجماعة
في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خشية أن تُفرض على أمته، فلما لحق رسول الله بجوار ربه، واستقرت الشريعة؛ زالت الخشية، وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة.
وعلى المسلمين الاهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عز وجل.
قال الشيخ ابن عثيمين: ( ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله ).
ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن. ولكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً ولا مبدية زينة.
والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال، وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: { كان النبي إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم. قالت: نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال } [رواه البخاري].
المفضلات