[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
0
0
0
تجتاح احياناً سماء هذا الأفق طقوس العجاج
فتحجب الرؤية و تصبح أشبه ما تكون بضبابية
ومن رحمة الله بنا .. أن هذه الفترات من العجاج لا تدوم
فسرعان ما تشرق الشمس و ينجلي العجاج و تتضح الرؤية
فكما هذا الكون الواسع بحاجة لأشعة الشمس
نحن كذلك بحاجة للعقيدة الحقيقية التي تخرجنا من الظلمات الى النور
كيف من الممكن أن تغطي اشعة الشمس كتلة العجاج تلك
و بالتالي كيف للشريعة أن تتعرض للتغييب ..
كلنا طالعنا و قرأنا الكتب و المؤلفات لذلك نعرف مالذي فعلته المعتزلة المولودة سفاحاً من رحم التاريخ
لتقيم حاضرة و دولة للعقل البشري المخلوق بأمر من الله سبحانه وتعالى
هدفها تبديل الحق وهو الشريعة الى الباطل وهو الظلام و المساهمة في عدم وضوح الرؤيا
وكانت شعاراتها ومبادئها النظرية تنص على تحكيم العقل فقط و طبيعي هذا مرفوض جملة و تفصيلاً
فالعقل يقتضي أن يتبع الأكثر علماً .
وهنا يظهر لنا جلياً وواضحاً مغزى قوله تعالى عندما خاطب النبي عليه الصلاة و السلام أن ما أوحي اليه هو
العلم وهو النور فمن جادلك فيه فاعلم أنهم يتبعون أهواءهم وليس عقولهم .. فالعقل يقتضي تحكيم من
يعلم الأسرار و ما تخفيه الصدور والنفوس و نحن ماضون خلف شرعه، ونتبع نهجه ووصاياه، ومن يطلب
منا غير ذلك فإنه يقودنا إلى طريق الضلال.
ومن ثم ظهرت لنا العلمانية بكل ما تحمله من ضلال مساتدة بالوقت نفسه للمعتزلة اختها من نفس الرحم
تبث في الأرجاء ديناً جديداً دين موضوع بفعل الإنسان وهو من يحدد شرائعه و مبادئ عقيدته
وتقدم كذلك العقل على ما نزل من الله تعالى من شرائع و السؤال هل العقل البشري بهذه الإمكانيات
يستطيع أن يقدم شرائع افضل من شرع الله ..
كلنا يعلم أن الحواس كلها هي التي تقدم للعقل منظومة المعلومات ومن ثم يستجمعها ويحللها ليستخدمها
في النتائج بعد ذلك .
وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يمكن للأعمى أن يعرف الألوان و لن يكون بمقدروه تمييز بعضها من بعض
وهذا ما أوضحه القرآن الكريم في قوله:
﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ﴾ (النحل: من الآية 78)،
وهذا المثال البسيط يمنحنا مفهوماً أن الكون فيه من الأشياء الكثيرة و لكن لا نستطيع رؤيتها كلها و عدم
إدراكنا لها هذا لا يعني أنها غير موجودة .
يقول عز وجل في آياته : ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيْدٌ﴾ (ق: من الآية 22) هذا يعني للمتدبر أن يفهم
أن حاسة البصر سوف يكشف عنها الحجاب يوم القيامة ...
أما الديمقراطية ذلك المصطلح المعولم حسب المصالح و الأطماع فتطابقت مع أخواتها السابقات من حيث المبدأ .. و المنهج
ففي ظلال الديمقراطية القادمة الينا من الغرب تم مصادرة كثير من المفاهيم تحت شعارات الحرية و حرية
التعبير ، وهانحن اليوم نشهد أسواء صورها في الاساءة للإسلام و المسلمين ولعلماء المسلمين و
التشكيك بهم ـ فخلق لدينا جيل اقرب ما يكون الى الفساد يحمل افكاراً معولمة مستعدة لهدم كل رمز
للإسلام .
لذا ...
نستخلص مما ورد اعلاه أن قدرات العقل قاصرة عن ادراك كل شيء في هذا الكون فهل سيكون بمقدوره
وضع الشرائع السليمة التي تنظم الحياة على كافة مستوياتها ..
يقول بيير بيل فيلسوف فرنسي :
إن العقل مثل الحواس التي يعتمد عليها قد يخدعنا لأنه غالبًا ما يتغشاه الانفعال، فالرغبة والهوى
( لا العقل) هما اللذان يحددان سلوكنا، فالعقل يمكن أن يعلمنا أن نشك، ولكنه قليلاًَ ما يحركنا للعمل أن
أسباب الشك هي الأخرى مشكوك فيها، ومن ثم يجب على الإنسان أن يشك فيما إذا كان ينبغي له أن
يشك.. أية فوضى وأي عذاب للذهن!! إن عقلنا يؤدي بنا إلى أن نتيه ونهيم على وجوهنا على غير هدى
لأنه حين يكشف عن أكبر قدر من حدة الذهن والدقة يلقي بنا في الهاوية..
إن العقل أداة هدم لا أداة بناء ...
فرغم الحاده ذاك الفيلسوف إلا أنه كان له هذا الرأي في العقل وهذا ما تأثر به فولتير بعد ذلك ..
وختاماً :
لقد قدم لنا الله تعالى الشريعة السمحاء ليبين لنا كل شيء دون الحاجة أن نتعب أذهاننا
فكل شيء جلي واضح وسهل ومفهوم ...
الشريعة الوحيدة التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ..
هي القادرة على قيادة البشرية .. نحو طرقات النور ..
[/align]
المفضلات