قطرة مطر واحدة غير كافية لكي تبني عمقاً في الأرض
هطول غيمة غير كافي ليحفر أخدوداً في الصخر
اذا ما فكرنا في ايجاد وسيلة لترسيخ الابداع و تنصيبه شاهداً على حضارة أمة
لا بد لنا من الارتقاء به نحو القمم
معروف في الاوساط كافة لا تظهر أعمال المبدعين أو يلقى الضوء عليها الا بعد وفاتهم
فمن منا عرف طه حسين ؟
و من منا قد عرف العقاد ؟
و من سمع بالمازني ؟
وغيرهم الكثير و الكثير ...
لم نعرفهم الا بعد وفاتهم !
بعد الوفاة يصار الى تكريم المبدعين ومنحهم بعض الجوائز
و كأن تلك الجوائز سوف تساق الى القبور !
تلغى شوارع من اسمها و تلقب بأسماء مبدعين رحلوا
ومدارس كان اسمها كذا صارت لكذا .. و كل هذا
تكريماً لذاك المبدع الذي خط في صدر التاريخ كلمة أو حفر أساساً لنهضة
مثل عبد الرحمن الكواكبي و غيره
نحن لسنا في حالة عرض و استعراض لأسماء .. فهي في الكتب محفوظة
و في بعض العقول محفورة
لا نريد خلق قائمة اسمية ولا نريد أن نعود للوراء في استذكار لما مضى
من أدمغة و اقلام كان لها في الحياة رحلة و عبر التاريخ محطة
نحن نريد أن نعرف لماذا يحفر قبر الابداع
بمعنى ..
المبدع إنسان يعيش بيننا يلقي لنا بشتى أنواع الابداع و النتاج
الذي يسهم في بناء ما و في تاريخ ما لأمة ما
ربما يعيش ذاك المبدع ربع قرن أو نصف قرن و من ثم يرحل الى الدار الآخرة .
خلال فترة وجوده وحياته نعتمد تهميش ذاك المبدع و إلقاء المزيد من ستائر الظلام عليه
أو يكون فقط نجماً في مهرجان أو احتفالية في إحدى عواصم الثقافة التي كثرت
ومن ثم يرحل ليضمه لحد ليغيب عن الذاكرة وربما تطوى صفحاته
ومن ثم وفي احتفال تأبيني لذاك المبدع المتوفى تظهر أعماله
ويسلط الضوء على نتاجه
و يكرم في قبره !
و هو عن الحياة الدنيا قد رحل و ارتحل
لماذا تنتهج بعض الجهات المسئولة و الغير المسئولة ذاك النهج ؟!
و إلى متى يبقى وأد الإبداع في عالمنا مهنة و امتهان ؟!
أما حفر القبور و تجهيزها للإبداعيين فهي مهنة بعض المرتزقة
و يأتينا في افتتاحية صباحية إعلان عن تكريم لمبدع قد مات
بعد أن أمضى جل حياته يكاد لا يعرف إلا من ذويه أو معجبيه
قبور الإبداع .... كثيرة ...
شاركوناااا
المفضلات