بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــــــــــــم
ها انا اصبح هذا اليوم لاشن حرباً على من خطف درتي ... واتكأ على طاولتي وحدي كالقديس على ضفاف نهر وانفث في العراء سقمي ...
اخواني اخواتي ... صباحكم بالحب يرفل ... اسمحو لي في هذا اليوم ان اتطاول قليلا على مشاعركم واحاسيسكم وليس ذلك الا من باب حبي لكم ...
كــان هناك صيـاد يدعى " سالم " فقير يعاني الفاقه والقهر ... يستودع كل يوم حياته مكامن الالم ... نصف قلبه يرتوي بالدم والنصف الآخر ارتوى بدمع العنادل ...
دائما ما كان يردد " كيف يا فقر استوطنتي وانقلبت علي ... ويحك ... كيف استبحت حدود داري "
وكان لديه عائله مؤلفه من خمسة اشخاص زوجته " فاطمه " وبناته الاربع ( ليلى 24 سنه و هند 22 سنه و سعاد 20 سنه ومريم 16 سنه ) ...
كانت ابنته ليلى كالفرس العصي على الركوب ... يسكن بها جمال السماء والارض ...
وكانو جميعاً يقطنون في كوخ صغير جدا ... ينتظرون ان تحل البشاره من السماء ... بعيدين عن البشر اشبه ان يكونو في عزله يطل كوخهم على احد الانهار ... مصدر رزقهم الوحيد ...
فقد كان " سالم " يصطاد السمك لزوجته ولبناته ... واحيانا لا يجد ما يصطاده ... فيبيتون ليلتهـم وهم يتضورون جوعا .. بين شباك الليل الدامس ومشكاة الجوع العابس ...
وفي احدى ليالي الشتاء البارده ذهب صديقنا الصياد ليبحث عن ما يطعم به بناته ... يركض حافي القدمين هنا وهناك ... يجلده سوط التعب ... ينادي اليمام والقمر ... ويناجي الرب والقدر .. ولكن دون جدوى ... عاد الى البيــت ويداه فارغتان ... وعندما رأى اعين بناته تنظر اليه حاول ان يخفـي دموعه وان يتوارى خلف الباب قليلا .. اقبلت ابنته ليلى وهي تبكي عندما رأت عيناه تفيض دمعاً فاحتضنته وقالت هـوٌن عليك يا ابي فنحن بخير ما دمت انت وامي في هذه الحياه ..
حان وقت النوم ... لم يستطع الصياد ان ينام لما احسه من الجوع في اعين بناته وزوجته فقام للرب مناجياً وداعياً ...
وفي الصباح الباكر حمل سنارته واخذ قاربه الصغير وراح الى اخر النهر .... وبينما هو على هذا الحال في انتظار فرج الرب ... علقت سنارته بشيء اخذ يسحبها فاذا بسمكه كبيره فرح بها وبرزق الله له وبقي في النهر حتى قارب وقت رحيله اخر النهار ... فعلقت سنارته بسمكه ... شدها اليه بقوة فاذا بسمكه عجيبه لونها غريب وشكلها غريب وحجمها كبير ....
واسرع ليبشر زوجته وبناته بهذا الصيد وهو يركض بسعاده ....
فرحن البنات الاربع واحتضن ابيهن .... وبدأت العائلة بأكملها تنظر الى تلك السمكه الغريبه ... اخذت الزوجه السمكتين لكي تحضر الاكل للصياد ولبناته ... وبينما هي تنظف السمكه العجيبه وفتحت بطنها فإذا بنور قوي يشع من بطنها ...
واذا فيه دره كبيـــــــــــره يكاد نورها ان يضيء المكان فصرخت لزوجها وبناتها ان اسرعو اسرعو فجاءو يركضون ... واذا بالمنظر المدهش ... دره لا يكاد العقل ان يصدق ما امامه من جمال ومن روعة فصرخ الاب واحتضن ابنته الصغيره وهو يردد افرحو يا بناتي زال الفقر والهم ها قد حلت البشاره وعوضنا الله بصبرنا خيرا .... فرح الاب وبناته وبينما هم على هذه الحال اذا بباب الكوخ يفتح بقوه واذا باربعة لصوص يحملون بايديهم السلاح .... صرخو في الصياد وفي بناته وزوجته .... وبدأن البنات يختبأن خلف ظهر ابيهن متمسكات في اطراف ثوبه ...
اخذو الصياد وظربوه والقو به على الارض امام بناته وزوجته ... وربدوه بالحبال وهمو ان ياخذو البنات معهم ... فصاح الصياد والدمع يتدفق من عينينه ... ارجوكم هؤلاء بناتي دعوهن وخذوني بدلا عنهم ... فصاح كبيرهم وماذا نريد بك انت ايها الغبي ؟؟
وقبل ان يخرجو بالبنات من الكوخ قال لهم الصياد اسمعو انا لدي كنز سوف يغنيكم طول حياتكم .... بشرط ان تتركو بناتي وتغادرو ... تعجب اللصوص وبدأت علامات العجب والدهشه ترتسم على وجوههم وهم يرددون ... من اين لك الكنز ايها الصياد الفقير ؟؟؟ !!!!
قال الصياد اتركو بناتي اولاً ... واعطيكم الكنز فوافقو ... وتركو ابناته طمعا في الكنز ... فاخرج الدره الثمينه من جيبه ....
دهش اللصوص عندما رأو المنظر الذي امامهم !!!!! فنزعو الدره الثمينه من يد الصياد المسكين وخرجو مسرعين بهاااا........ وصرخت ليلى " الدره ... الدره يا ابي "
الان اصـــــــــــرخو معي انتم ايضـــــــا ( اعيدو لنا محمد الــــــــــــــــــــدره )
اصرخــــــــــــــــــــو معي اعيدو الينـــا ( القـــــــــــــــــــــــدس )
ابكو معي اخواني واندبو حضنا فهذا قدرنا ان خلقنا الرب جبناء اذله ... ضعفاء ...
ابكو معي ضياع قدسنا الشريف ... ابكو معي انتهاك اعراض اخواتنا المسلمات ... ابكو معي فليس لنا الا البكاء ....
همسه في اذن التاريخ الاسلامي العظيم :
أين انت يا تاريخ الاسلام والمسلمين ؟! اين انت يا تاريخ امتي العظيم ... نعلم ان سجلك حافل بالبطوله
والقوه والجبروت ... واليوم نجد الكثير من ابناءك يعملون على تحطيم ما بناه الاولون ... فهنيئا لنا
بأبناء سوبر اكاديمي وهنيئا ً لنا بأبناء سوبر ستار ... وهنيئاً لنا بقنوات المجن والفحش ... سيدي التاريخ العظيم لقد اصبحنا اضحوكه لجميع الامم .... فلن ننسـاك ايها التاريخ ويكفينا منك ان
اصبح لنا وجود على خارطة العالم " شبة الجزيرة العربية " ،،، ويكفينا ان خاتم الانبياء عربي ،،،
وابو بكر الصديق ،،، وعمر بن الخطاب ،،، و سيف الله المسلول ،،، وابن خلدون ،،، وابن سيناء ،،،
والفارابي ،،، والرازي ،،،
عموما يا سيدي التاريخ العظيم لا اريد ان ازيد من احزانك ،،، وسأحاول الصمت قليلا ً ،،،
وفي النهاية اتقدم لمقامك العظيم ان تعذر خوفنا وجبننا ،،، واتقدم اليك بان توافق على ان ننحيك جانبا ً ،،، وان ندعك حبيس الارفف والمكتبات ،،، بعيدا ً عن مناهج التعليم ،،، وعن الخطب الدينيه
والسياسيه ،،، وعن التشدق بـك ،،، حفاظا على كرامتـك ،،، ومنعا لاستخدامك اداة لتبرير الخزي الذي
نعيشه الآن ،،، اعلم يا سيدي انك تحمل في قلبك غيضا ً وحزنـا ً وذلا ً على ما وصلنا اليه ،،، ولكن
ماذا تريد من امه هذا حال ابناؤها ،،،
وداعاً ...
فيصل ...
المفضلات