منذ عدة قرون والعالم العربي والاسلامي لا يعرف معنى للطائفية أو أنه لايعير لها أهتمام ، ولم تكن في قاموسه الاجتماعي ، فكنا في الخليج وبقية الدول العربية والاسلامية الأخرى نختلف في السياسية وفي الاقتصاد وفي غيرها من الامور التي لم تكن في يوماً من الايام عقائدية ، وكنا نعيش سوية لا خلاف بيننا سوى وجهات النظر المختلفة دون أن نمس عقيدة بعينها .
كان عدونا واحد نقاتله متحدين ، وكانت منازلنا متجاوره ، وأولادنا متصاحبه ، ونساؤنا متآلفه ، كان أبو كاظم حريص على قهوة أبو عمر ، وكذلك أبو عمر حريص على زيارة أبو كاظم ، وكان عمر وكاظم يتغنون بالوطن وبمستقبل أكثر أشراقاً .
كانت قضيتنا واحدة ، وعدونا واحد ، ومأساتنا واحدة ، وفرحتنا واحدة ، وحزننا واحد ، تعلمنا بأن عدونا
المستعمر وعلينا أن نتكاتف في وجهه ، وتعلمنا بأن ندافع عن أوطاننا ونفتديها .
ماذا حصل لنا ؟؟؟
نسينا عدونا المشترك لنلهوا بأنفسنا ، وتركنا قتالنا المشترك لنتقاتل فيما بيننا ، حذفنا قضيتنا المشتركة خلف ظهورنا ، وقذفنا بجيرتنا وأخوتنا في أحضان العدو ، لنتلقى الاوامر منه في تناحرنا ،
قمنا بتهجير بعضنا البعض ، وتقسيم ثرواتنا وأرضنا ، وبعنا اوطاننا واهلنا ، واصبحت ولاءاتنا لشخوص
هم أقرب ما يقال عنهم مرتزقة وخونة وسماسرة شعارات وفتنة .
أصبحنا طوائف بعد أن كنا طائفة واحدة ، وأصبح العدو يتفرج علينا بدلاً من أن يجابهنا مجتمعين ، ترك
عناء قتالنا لنا فيما بيننا ، لنلتهي بقتل بعضنا البعض ، ويلتهي بتنفيذ مخططاته دون خسائر تذكر .
الكل منا أصبح يتهم الآخر بالطائفية ، ويقذف الآخر بالعنصرية ، وضاعت بين هذا وذاك القضية ، وأنتزعت من بين أيدينا الهوية ، وأصبحنا طائفيون أكثر من الطائفية .
يقول أحمد مطر :
طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .
نَرتدي أقنعةَ الإنسِ
وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .
وَنُساقي بعضَنا بعضاً
دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)
فإن مَرّتْ على آفاقِنا
ضاقَ عليها الإتّساعْ !
فهل نحن فعلاً طائفيون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي
محمد الشمري
المفضلات