في جمعية الخريجين الكويتية حضرت محاضرة لأحد المثقفين العراقيين النازحين من جحيم العراق
يقول كنت معارضاً لنظام صدام فهربت من بلدي كبقية العراقيين الذين سمحت لهم ظروفهم فهربوا ، وعدت اليها بعد سقوط النظام البعثي مستبشراً بحياةٍ أفضل بين أهلي وعلى أرضي .
طبعاً شعوره متزن وواقعي حيث كل مهجّر وهارب من بلده عنوةً يخالجه هذا الشعور ، ولكن مالذي غير هذا الشعور ؟؟
يقول :
دخلت بلدي عام 2003م فوجدت العراق مرتعاً للصوص والمنافقين والقتلة وموقضين الفتنة ، وجدتها
علبة حلوى يتقاتل من أجل أبتلاعها من كان يبتلع العلقم والمر ، وجدتها صندوق من ذهب يتآمر على سرقتها اللصوص والمرتزقه ، ووجدتها قطعة أرضٍ يتقاسمها المجرمون والاقطاعيون .
يقول :
كنا وكانوا أغلب العراقيين في المنفى نتذمر من حكم الاستبداد والتفرد ، ونتشدق ويتشدقون بشعارات الحرية والمساواة ، فعدنا لنطبق أبشع ما كان مطبق في عهد صدام ، ونتسابق على سرقة أرضنا وأملاكنا فنبيع ما نغتنمه من فوضى الاحتلال .
فمنا من باع أسلحة جيشنا لايران ومن من باعها لتنظيم القاعدة ومنا من باعها للبشمرقة ، ومنا من باعها للصوص والمرتزقة .
وهناك من باع نفطنا لاعدائنا ، وهناك من باع هويتنا العربية للفرس والاكراد وهناك من باع عرضنا للاحتلال وهناك من باع أرضنا لتصفية حسابات أقليمية .
هناك من باع ثقافتنا وأدبنا وعروبتنا وأسلامنا وتاريخنا ، وهناك من باع شعبنا ، وهناك من باع بلدنا .
أصبحت العراق للبيع بأكملها ، أرضاً وشعباً ومقدرات ، فهل من مشتري ؟؟؟
الحقيقة أن ماقاله هذا العراقي هو الحقيقة التي نراها ونتلمسها هناك ، ونتمنى من زعمائنا العرب الاسراع لدخول المزاد وشراء ما تبقى من العراق ، لا ليتكسبوا منه بل ليحافظوا على هوية العراق وتقديم ما لم يقدموه للشعب العراقي طوال تلك الفترة المنكوبة .
محمد الشمري
المفضلات