أولا وقبل كل شيء ، الحمد لله على هذا الارتداد القوي والذي جاء بعد مراحل متعددة من الهبوط منذ فبراير 2006 . لا يوجد لدي أدنى شك أن كل ما يحصل في أسواق المال في جميع أنحاء العالم هو طبيعي ومتوقع ويكون السيناريو غالباً واحد ، والاختلاف فقط في الأدوار والممثلين والمخرج فقط. فما حدث في السوق الأمريكي عام 2000 وأسواق جنوب شرق أسيا في التسعينات وما يحدث حالياً في أسواق المنطقة المجاورة مثل دبي وقطر وغيرها هو في الحقيقة مشابهة لما يحدث في السوق السعودية مع اختلافات بسيطة جداُ.


لا نريد أن نخرج عن الموضوع ، وهو الارتداد القوي والذي سبق ولله الحمد أن ذكرناه في المقالات السابقة وقلنا أن الارتداد سيكون قوي وعمودي وحدث كما توقعنا ولله الحمد ، فنحن كما نخطئ تارة ها نحن نوفق هذه المرة ونتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع إن شاء الله.


كيف نعرف أن هذا الارتداد حقيقي ، بل ومستمر أيضا ؟

نقول وبالله التوفيق ، أن عالم الأسهم مليء بالغرائب والعجائب والتناقضات أحيانا ، فمثلاً استقبل السوق خلال الأيام القليلة الماضية بعض الأخبار السلبية مثل: رفع سعر الفائدة ، التصريحات من قبل مسئولي أوبك بعدم الحاجة لخفض الإنتاج في الاجتماع القادم في مارس والذي بدورة ضغط على أسعار النفط نحو مزيد من الهبوط ، تقرير سامبا والذي يشير إلى أن فائض الميزانية في 2007 سينخفض بمقدار 23 مليار دولار بالإضافة إلى تباطؤ النمو في إجمالي الناتج المحلي ، جميع تلك الأخبار لم تؤثر في السوق سلباً وهي بالمناسبة أشارة واضحة أن نمط السوق في ارتفاع ولا يكترث للأخبار السلبية.

وهناك قاعدة معروفة في سوق الأسهم وهي:

عندما يكون نمط السوق في ارتفاع فأن جميع الأخبار السلبية غالباً لا تؤثر في السوق ، وفي المقابل عندما يكون نمط السوق في انخفاض فأن جميع الأخبار الايجابية لا تؤثر أيضا وهكذا.

والدليل على ذلك ، على سبيل المثال :

هل يوجد خبر سلبي أقوى من أن سابك تدفع غرامة بمليار وستمائة مليون ريال في القضية المشهورة مع الشركة الأمريكية في نهاية 2004 ومع ذلك هبط السهم قليلاً ثم انطلق من 800 ريال وحتى 2200 ريال ، هل يوجد خبر سلبي أيضا أقوى من الاستمرار في رفع الفائدة منذ عام 2004 إلى أن وصلت الفائدة 5.25 % بداية 2006 ومع ذلك لم يكترث السوق بشكل عام وواصل الارتفاع الجنوني ، التصريحات المتعاقبة من بعض المسئولين والخبراء أن السوق بداء يشكل فقاعة في 2005 ولم يكترث السوق لكل ما ذكر. أتعرف لماذا ؟ لآن نمط السوق باختصار في صعود.

أخبار ايجابية كثيرة سمعناها في المقابل بعد انهيار فبراير مثل ، السماح للمقيمين الأجانب بالدخول للسوق ، التجزئة ، زيادة رأس مال الكثير من الشركات ، الأرباح الكبيرة للكثير من الشركات وخاصة القطاع المصرفي في الربع الأول والثاني من 2006 ، التصريحات الايجابية من قبل المسئولين والخبراء أن السوق سوق جيد واستثماري وأن جميع العوامل المحيطة ايجابية وهكذا ومع ذلك استمر السوق في الهبوط ولم يهتم لآي خبر من تلك الأخبار. . أتعرف أيضا لماذا ؟ لآن نمط السوق باختصار في هبوط.

إذن ، هذا الارتداد الحاصل في السوق حقيقي إن شاء الله ومستمر أيضا والدليل ما سبق وأن ذكرناه بأن الأخبار السلبية لم تعد تؤثر في السوق لأن السوق تشبع من البيع ومن الهبوط بالإضافة إلى أن السوق فعلاً كان في أسعار جيدة للشراء بشهادة الكثير من المؤسسات المالية المحلية والدولية.

قلنا سابقاً لا تنتظر القاع ، فلا أحد يستطيع أن يعرف القاع ولكن أنظر إلى العائد على الاستثمار ،

هل تعلم على سبيل المثال أن سابك حققت 23% خلال أسبوعين والبعض ينتظر القاع
هل تعلم أن اتحاد الاتصالات حققت 40% خلال أسبوعين والبعض لا زال ينتظر القاع
هل تعلم أن الراجحي حقق 24 % خلال أسبوعين وهناك من يبحث عن القاع

وغيرها من الشركات الكثير

الخلاصة ، الفرص لا تزال موجودة فلا تندم وتقول لم أوفق في الدخول قبل أسبوعين ، تأكد أن الفرص القادمة أكثر من الفرص السابقة ، تحتاج فقط للتركيز والاستفادة من الدروس السابقة والجراءة وتحكيم العقل والمنطق ونسيان الماضي ، ومعرفة أن السيناريو الجديد مختلف عن 2004 و 2005 وأن لكل زمن أسلوب وطريقة للتعامل .

ولكن أتعرف ما الميزة في أن تشتري قبل الصعود وعندما يعم التشاؤم وان هبط السعر قليل ، الميزة تكمن في انك لا تستطيع أن تلحق بالسهم وهو يصعد ففي كل يوم تقول غدا سيهبط والسهم يرتفع وهكذا ، وهذا ما يسمى Prices Shocking الصدمة في الأسعار. فترى السهم يصعد كل يوم وأنت لا تستطيع اللحاق به ، لأنك كنت تراه بالأمس بأقل وهكذا.

ملاحظة: قد يحدث جني أرباح في الأسبوع القادم وهو مطلوب بالمناسبة لمواصلة مشوار الصعود وهي فرصة لمن أراد الدخول ولكن عليك بانتقاء الأسهم الأفضل

هذا ما اجتهدنا به فإن صواب فمن الله وحدة وإن خطاء فمني ومن الشيطان ،

لا تنسى دعوة في ظهر الغيب

د. محمد العجلان


منقول