الصدق و الصراحة مفاهيم درجت لدى الأفراد وهي من أساسيات الدين و العلاقات الإنسانية
لا بل استمرارية الإنسانية و مضمون كينونتها ..
و الصراحة بصراحة صفة تكلل الملتصق بها بوشاح الرقي و الحضارة
و للصراحة أسس ذات منشأ بيئي و تربوي و كما أسلفت ديني محض في درجاته الأولى و العليا
أن تكون صريحاً ... هذا يعني أن تكون أحد شخصين أو فردين
صريح وصادق ... محبوباً .. ذو نظرة ايجابية تعالج السلبيات بمهارة و لا تخشى في الحق لومة لائم
أو أن تكون ... منبوذاً عصياً على الآخر قبولك .. فأنت نغمة شاذة في سيمفونية اللف و الدوران
و الكذب و التلوين ..
و الصراحة سيف ذو حدين .. إما قاطع أو قاطع !!
قاطع باتجاه الفضيلة ... وقاطع باتجاه اليأس
و مؤكد كلاهما محورين ينتميان لذات الكينونة وهي الصراحة
في عصر عولمة المبادئ تم عولمة الصراحة ايضاً ..
فأكسوها كذا ملبس و كذا ثوب و ربما بعض الجينزات المستوردة من دول العم سام أو حام الله أعلم
فصارت الصراحة ... مذهباً لاكتساب المكتسبات من مادية و معنوية و غيرهما
و ممارستها شرع قانوني .. في حدود يا منفعتي و يا مصالحي
نعاني كلنا .. من ازمة مصداقية و صراحة ..
ففي المنزل تتلون الصراحة حسب مزاجية الأولاد و الآباء و ربما الأمهات
وفي المدارس و الجامعات يتم تشكيل مبدأ صريح على مبنى مبهم غير مفهوم
وفي العلاقات الاجتماعية صارت الصراحة المصرحة المتداولة كعملة النقد و سيلة عبور
لتمرير يوم وبضع ساعات ..
و أخيراً أزمة الصراحة بين الحكومة و المواطن ازمة عصية الحلول فتحت شعارات معينة حقوق
مهضومة و حريات مستلبة .. و الشعار ( أخي كن صريحاً ولا تبالي ) ولكن بالمفهوم المعولم و
المتوافق مع ألفية احتوت كل أنواع التلوين حتى الصراحة خضعت للألوان الأرجوانية .. و القرمزية
و ربما البنفسجية ...
ويبقى لدينا .... هل صار للصراحة مفهوم آخر ...
من يدري ...؟؟؟؟!!!
ربما أنت تدري و هي و تلك وهو ...
المفضلات