....حزيناً يُمعن النظر في ثياب زاهية ترتدي أُناساً مقبلين-باندفاع- على المجهول.. يشعر أن هؤلاء لا يقومون بأكثر من محاوله مضنيه لمقاومة الواقع/الألم..بعضهم يعود من منتصف الطريق.. وبعضهم يعود قبل أن يغادر أصلاً.!
يشعر أن لا رغبة لأحد في الضحك او الموسيقى او السهر.. ويخرج بعد
أن أعاد ترتيب هندام قلقه،.يصعد بأعلى ارتفاعه/ارتباكه يتمتم:هنا تبدو المدينة أكثر حزناً..!
يعيد تحسس جسده.. يدان.. رجلان.. ورأس واحدة كطاولة حوار عربي..!
يُنصت لأصوات تزأر بداخله ليست من الشعر في شيء لكنها تخترقه كنصل"ابن عباد".. يتحسس ناصية رأسه يسأل:هل يمكن لأي مفكر "سياسي" او حتى "عبيط" أن يبرر لِمَ هذا الليل حزين؟
وينفث من رئتيه مع دخان التبغ الذي ينعش رئتيه ويزيدهما ضيقاً ليُخرج السؤال: لِمَ هذا الليل أسود..أسود بكل المقاييس؟!
تحتدم حشرجة رئتيه يسعل تساؤلاً: ما يدور حولي لا يوحي إلا بالقلق وربما التعاطف التام مع شرودي رغم ما يقال عن طبيعة المدينة العاطفية!
يدحرج روحه خارج "النيون" يحاول أن يتجاوز شوارعها الطويلة وعماراتها المنمقة .. ينظر للخلف .. يتمتم لها: لم أراك حزينة قلقه متأهبة لشيءٍ مجهول.. صامته.. أنا أيضاً صامت عينيّ وحدهما اللتان تتكلما كـأنها تقول أشياء مذهلة/موجعة..
وحدها حكايات الصمت أبلغ وبكثير من ألسن الضوضاء وتصريحات وزراء الإعلام وشعراء عكاظ.. أليس الحزن نوع من معالجة الحقيقة؟
ويمضي به الحديث الصامت ليرى صورة النبتة وهي تريد أن تحيا رغم سلطان الإسفلت.. يُنصت لحشرجة وريقاتها..كم تشبهني؟
برفق يأتي صوت المُنبه يتموسق حزناً أيضاً.. يحاول أن يتشبث بهذا الصوت رغم إزعاجه.. كضوء يتسلل من آخر نفق بالمنفى المعتوه..
يرتدي قناعه اليومي الباسم وتمتمات أشبه بالدعاء..
وما أن غادر غرفته حتى أحس بعطش شديد للحزن!!
أنه يستدرجه نحوه في شوق وذهول.. يشعر انه بحاجه مُلحّه للاستزادة من ثقافة "الحنين"!
المفضلات