صدر كتاب
(سليمان بن صالح الدخيل.. صحافياً ومفكراً ومؤرخاً)
لمؤلفه الباحث السعودي محمد عبد الرزاق القشعمي،
عن النادي الأدبي في الرياض،
ويتناول الكتاب سيرة أول صحافي نجدي هو
(سليمان بن صالح الدخيل)
الذي أصدر جريدة الرياض في العاصمة العراقية بغداد عام 1910
وأسس في العراق داراً للنشر مقرها بغداد وأصدر مجلة الحياة
وجريدة (جزيرة العرب) الاسبوعية. يقع الكتاب في 400 صفحة من القطع الكبير.
ويتحدث هنا الكاتب عن قصة تأليفه كتابه:
حينما كنت أقرأ قبل أربعين عاماً في مجلة «العرب» (ج5 س1 ذي القعدة 1376هـ شباط 1967م) التي يصدرها ويرأس تحريرها الشيخ حمد الجاسر، لفت نظري فيها سؤال موجه إلى محررها من أحد القراء، يتضمن رغبته الكتابة عن تاريخ الصحافة في البلاد السعودية، ويأمل من الشيخ حمد الجاسر تزويده بمعلومات مفصلة عن حياته وعن عمله في المجال الصحافي، كونه أول من أنشأ مجلة ودار طباعة ثم صحيفة أسبوعية ثم يومية، إلا أن الشيخ حمد الجاسر قد رد على السائل الكريم بقوله: «يا سيدي لستُ أول من زاول مهنة الصحافة، فقد سبقني إلى ذلك كثيرون من أهل بلادنا، ومن أقدمهم الأستاذ سليمان الدخيل»، وبقدر ما أعجبني هذا الرد من الشيخ حمد، بما فيه من تجرد وإنكار ذات واعتراف بجهود من سبقه، فقد قادني إلى محاولة جمع ما كتب عن سليمان الدخيل، لا سيما أن الشيخ حمد الجاسر قد كتب عنه ذات مرة بأنه أديب نجدي اشتغل بالأدب والتاريخ والصحافة، وله فيها كلها آثار لا يسع الباحث في تاريخ نجد إهمالها، فاستغربت من أن يكون لدينا مثل هذا العلَمْ بما لـه من آثار ومآثر ولا يوجد عنه دراسة موسعة تشمل حياته وتلقي الضوء على مآثره وآثاره العلمية، وكان الاستغراب أكثر عندما اطلعت على كتابات من أرخوا للصحافة في المملكة كالأساتذة محمد الشامخ وحمود البدر وعثمان حافظ ومحمد ابن عباس وغيرهم دون أن يشيروا إليه.
صحيح أن هؤلاء الأساتذة تناولوا تاريخ الصحافة في البلاد السعودية، إلا أنه من الواجب عليهم أن يأتوا على ذكره وذكر غيره، ويشيروا إليه على أنه أحد أبناء نجد الذين كانت لهم اسهاماتهم الصحافية حتى وإن كانت خارج البلاد، ثم إن العديد من أعماله وبحوثه كانت عن الجزيرة العربية وفيها إشادة بالقائد المظفر السلطان عبد العزيز آل سعود منذ دخوله الرياض في عام 1319هـ، إلا أنني وجدت أن أكثر من كتب عنه وتناول تجربته الصحافية بالتقدير والإشادة هم أبناء العراق الشقيق، سواءً بكتب مستقلة أو مقالات ودراسات نشرت في صحف ومجلات عراقية ومصرية وغيرها، بل وأشاد الكثيرون منهم بدوره وحماسه في الدفاع عن الوحدة العربية والاستقلال عن التبعية التركية.
ثم مرت على هذه البلاد مناسبتان مهمتان هما مناسبة ذكرى مرور مائة عام على تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ثم مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 وقد طُرح في هاتين المناسبتين الكثير من الدراسات والأبحاث التي تناولت تاريخ ورجالات هذه البلاد، فاستغربت أن تمر هاتان المناسبتان دون أن يكتب عنه ما يليق بقامته وهامته نظير ما قدم من دراسات وأبحاث عن الجزيرة العربية وقادتها قبل أن يتم توحيدها وقبل أن تعرف الطباعة والنشر!.
لذلك عقدت العزم على إصدار هذه الدراسة التي آمل أن تسهم في إلقاء الضوء على تلك الجهود وذلك الدور الذي قام به الدَّخيل، رجوعاً إلى عدد من الدراسات والبحوث التي تناولت الدَّخيل أو شيئاً من مؤلفاته، وكان من أهمها تلك الدراسة التي نشرها الدكتور محسن غياض عجيل بعنوان «الصحافي السياسي المؤرخ النجدي : سليمان بن صالح الدَّخيل، والدراسة الأخرى للدكتور عبد الله الجبوري والمعنونة بـ «سليمان بن صالح الدَّخيل الدوسري».
اتصلت بالدكتور يحيى بن جنيد أمين عام مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية لأخذ رأيه فشجعني على المضي في جمع كل ما يتعلق به والحرص على المراجع الصحافية العراقية بالذات .. ومع الأيام تجمع لدي ما يقرب من 150 مرجعاً من كتب ودوريات ومقابلات شخصية كلها تذكر وتشيد بالدور الذي قام به الدخيل.
اتصلت بالدكتور عبد اللطيف الناصر الحميدان أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الملك سعود بحكم تخصصه ونشأته ودراسته الجامعية بكلية الآداب بجامعة بغداد الذي تفضل بقراءة ما كتبته عن الموضوع، وأبدى بعض الملاحظات التي استفدت منها كثيراً عند الصياغة النهائية للكتاب. وقد حصلت على بعض الوثائق والمخطوطات الخاصة بالدخيل من بعض المهتمين مثل:
ـ صورة للجزء الأول من كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) لابن
بشر، الذي عني بتصحيحه محمد بن مانع وسليمان الدخيل والمطبوع
سنة 1328هـ في مطبعة الشابندر في بغداد. زودني بها الباحث الأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان صاحب مكتبة قيس.
ـ نسخة مصورة لمخطوطة (البحث عن أعراب نجد وما يتعلق بهم) بخط سليمان الدخيل من الزميل الأستاذ عبد الله بن محمد المنيف.
ـ وثيقة طلب إغلاق جريدة الرياض المرفوعة من ولاية بغداد إلى وزارة الداخلية التركية من الباحث حمد بن عبد الله الحماد.
ـ نشرة الحرب العربية ـ الوثائق السرية لمركز قيادة اللواء
(جرترودبيل) ـ أو (الخاتون) كما يطلق عليها بالعراق-، النشرة
العربية _24 يوليو 1917هـ . من الدكتور عبد اللطيف الحميدان.
واطلعت كذلك على الكثير من المراجع والمصادر المهتمة بالصحافة العراقية وغيرها وبالذات ما يتعلق بصاحب مجلة (لغة العرب) الأب أنستاس ماري الكرملي، و«الأعلام» للزركلي، و«تاريخ الصحافة العراقية» لفيليب دي طرازي و«جمهرة المراجع البغدادية» لكوركيس عواد، و«بغداد في العشرينات» لعباس بغدادي. و«دليل الصحافة العربية» لناجي نعمان، و«الذخائر الشرقية» لكوركيس عواد، و«معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية» لعلي جواد الطاهر، وجميع مؤلفات الدخيل، وجميع أعداد مجلة لغة العرب وغيرها من الدوريات المعنية، وقابلت شخصيات مثل يعقوب الرشيد أحد من عاش بالعراق وناصر السليمان العمري، وحفيد أخيه ـ عبد الرحمن ـ سليمان بن عبد الله بن عبد الرحمن الدخيل وابن خاله ناصر البراهيم العلي الرشودي، وأحد رجال العقيلات المشهورين ورجل الأعمال عثمان بن عبد الله الدبيخي وإبراهيم بن عبد العزيز المعارك ومحمد بن عبد الله بن عبيد الرشيد. وقبيل انجاز الكتاب حرصت على العثور على صورته الشخصية أو صورة لجريدة الرياض للاستفادة منها وضمها إلى القسم الأخير منه (الوثائق) فكتبت إلى الملحق الثقافي السعودي ببريطانيا عبد الله الناصر عله يجد شيئاً في المكتبة الوطنية، وكذا الملحق الثقافي السعودي بدولة الإمارات العربية الدكتور صالح الجميل للبحث في المجمع الثقافي أو بمركز سلطان العويس أو مركز جمعة الماجد أو مقابلة عدنان الباججي الذي كان مستشاراً للأمير رئيس الدولة، كذلك ذكر محسن غياض عجيل أن والده مزاحم الباججي لديه بالعراق مكتبة كبيرة، أن جميع أعداد جريدة الرياض متوفرة لديه.
وطلبت أيضاً من الدكتور ناصر بن عقيل الطيار عند توجهه ضمن وفد تجاري سعودي للعراق قبل سنتين البحث والسؤال عمن يمكنه تزويدي بشيء من الجريدة وصاحبها، وبالذات صورة المعني أو صورة إحدى صحفه وبالذات الرياض، وللأسف لم أجد شيئاً يمكن إضافته . قدمت مسودة الكتاب إلى النادي الأدبي بالرياض والذي رحب به وأحاله إلى الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي بصفته مختصاً بالإعلام وبالذات الإعلام في عهد الملك عبد العزيز. وأوصى بطباعته وأشاد به إلا أن له ملاحظة وهي أن أسرتي الزهير والثنيان قد عملتا في مجال الصحافة ببغداد قبل ظهور الرياض مثل:
ـ أحمد باشا الزهير الذي أسس جريدة (الدستور) في مدينة إسطنبول (القسطنطينية) في تركيا بتاريخ 9/9/1326هـ الموافق 14/10/1908م.
ـ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن إسماعيل آل ثنيان، الذي أصدر جريدة (الرقيب) ببغداد في 28/1/1909م . ورأيت أن يبقى سليمان بن صالح الدخيل أول نجدي يمتهن العمل الصحافي ويصدر جريدة (الرياض) ببغداد عام 1910، إذ ان الزهير والثنيان قد غادرا حريملاء في نجد قبل أكثر من 200 عام واستوطنت عائلتهما العراق. وولد أبناؤهم هناك. بينما سليمان الدخيل لم يغادر ـ بريدة ـ نجد إلا بعد أن اشتد عوده وبلغ رشده وتعلم في كتابها. واتفقت مع الدكتور محمد الربيع رئيس النادي الأدبي بالرياض على أن نستبدل كلمة أول صحافي إلى أول من عمل في المجال الصحافي من أبناء نجد.
سيرة ذاتية :
عرف العلامة انستاس الكرملي سليمان الدخيل في (لغة العرب / تموز 1914) بأنه (شاب في مقتبل الشباب عمره نحو 27 سنة، عصبي المزاج، بدوي الأخلاق، ولد في القصيم (من ديار نجد) وهو من بيت كبير شهير في بلاد العرب باسم (الدخيل) وله صلة نسب بأمراء نجد ابن الرشيد وأمراء ابن السعود، وقد جاب كثيراً من بلاد جزيرة العرب والهند وديار العراق. وله اطلاع عجيب على تاريخ العرب وعوائدهم وأخلاقهم وأيامهم وحروبهم. وقد قرأ العربية على الإمام الكبير استاذنا السيد محمود شكري أفندي الألوسي وعلى غيره من العلماء والأدباء. ولما خُلع السلطان عبد الحميد وأعلن الدستور هبط بغداد وأنشأ فيها جريدة الرياض وهي لا تزال تصدر الى يومنا هذا ثم أنشأ مجلة (الحياة). وخلف الاسم المسمى فلم تعش سوى أربعة أشهر. وقد ألف عدة كتب كلها عن بلاد العرب، منها: العقد المتلالئ في حساب اللالئ. وتحفة الألباء في تاريخ الأحساء.
منقول عن جريدة الشرق الأوسط
الاربعـاء 17 رمضـان 1426 هـ 19 اكتوبر 2005 العدد 9822
لكم التحية ،،،
والسلام ...
المفضلات