لم أنقل لكم هذا التحليل هذا الصباح لأنه وافق شيئا في نفسي ، فثلاثة أرباع المحللين السياسيين في العالم الذين حرصت على قراءة تحليلاتهم هم قالوا تقريبا ما قاله نير روسين وهم أمثال : مارينا اوتواي ، مايكل اوهلنان ، وهيلاري سينوت وكلهم ( وشانطه ) يعني من واشنطن أو يعملون بواشنطون
وأرجوا ملاحظة كلامه عن : الجهاد وعن : إيران ودورها ، وعن : ما ينبغي على أمريكا
وعن : الإسلام السياسي وأيديولوجية الجهاد وإقليم كردستان ( الصامت )
قال هذا المحلل
نير روسين Nir Rosen زميل الدراسات الخارجية بالمؤسسة الأمريكية الجديدة ... يعمل كصحفي مستقل وغطى الكثير من الأحداث الهامة في العراق
قال إن : إدارة بوش خسرت الحرب في العراق بعدما انتصرت على الجيش العراقي بسهولة، وتمثلت الخسارة عندما سمحت الولايات المتحدة بوجود فراغ سياسي تم ملئه بالعصابات المسلحة، والميليشيات والمتمردين ورجال الدين المتطرفين.
ومنذ شهر إبريل 2003 ذهبت الولايات المتحدة من فشل إلى فشل أخر. ومنذ مرحلة ما قبل الحرب، كان الخطاب السياسي الأمريكي والحسابات الإستراتيجية إما غير محسوبة في أحسن الأحوال أو كاذبة ومضللة في أحيان أخرى مما أضر حتى بالديمقراطية داخل أمريكا.
ونتج عن ذلك أن تبرير مقولات وأهداف الحرب مثل نشر الديمقراطية فشلت أيضا. ولم يعد العراق جنة الجهاديين فحسب، بل أصبح الجهاد هو عقيدة العراق، ومنه انتشر أكثر وأكثر للمنطقة ولم تنتشر الديمقراطية كما توقعت الإدارة الأمريكية.
العراقيون اندفعوا إلى ما يشبه حرب أهلية على مستوى بسيط منذ 2004، وهي الحرب التي تتسع وتنتشر أكثر واكثر ويزداد لهيبها يوم بعد يوم خاصة مع دعم الدول المجاورة لقوى عراقية مختلفة. مستوى معيشة الكثير من العراقيين انخفض، المتمردون لم يضعفوا، الطائفية أصبحت المحدد الأهم لهويات المواطنين العراقيين، وإيران أصبحت تستطيع أن تعمل بحرية كبيرة داخل العراق بدون حرج.
إقليم كردستان فقط يعتبر حالة ناجحة وسيصبح مستقل في المستقبل القريب.
إدارة بوش يجب أن تبدأ وتبادر بالانسحاب من العراق فورا، ويجب أن يكتمل هذا الانسحاب في فترة لا تتجاوز الستة أشهر. الاحتلال الأمريكي تسبب في حرب أهلية وأدى إلى تسميم العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي الآن وفي المستقبل القريب. الجنود الأمريكيون لم يمنعوا الحرب الأهلية، ولم يوفروا الحماية للشعب العراقي ولم يدعموا الوضع الأمني داخل العراق، إضافة إلى فشلهم في كسب عقول أو قلوب العراقيين.
الاحتلال الأمريكي لم يتسبب فقط في تدمير الدولة العراقية، بل تسبب في انهيار مؤسساتها، وبسبب الاحتلال سال الدم العراقي، ومنطقة الشرق الوسط أصبحت على مقربة من منزلق خطير ارتبطت به ظواهر مثل تغيير الأنظمة والدعوة للديمقراطية مما جعلها ترتبط بسمعة وتجربة مريرة عند العرب.
الإسلام السياسي أصبح أقوى مما كان عليه في السابق، وأيديولوجية الجهاد أصبحت أكثر قوة الآن. ومرت فترة طويلة قبل أن تعترف الولايات المتحدة بأخطائها في العراق، ولن تستطيع الولايات المتحدة تحسين الأوضاع في العراق، وان كانت فقط تستطيع أن تمنع استمرار تدهور الأوضاع هناك. ولا يستطيع الرئيس جورج بوش ولا صانعو السياسة الأمريكيين فعل أي شيء الآن، فقط الشعب العراقي يستطيع أن يقرر ماذا يريد.
عطارد
المفضلات