أشكر أختي الكاتبة القديرة
سيدة القلم
أشكرك على موضوعك ( وسائد السيدة حكومة )
أشكرك على هذه الرسالة الفلسفية
التي أراك أبدعت فيها
أراك من خلالها مشفقة على بلدك ووطنك
لكي لا يصيبه ما أصاب غيره
ونحن والله مثلك مشفقون
فأشكر لك حرقتك
وقد اتخذت من هذه العبارة التالية متكئا
حَبلَ المِشْنَقَه المَمْسُود بِينَ طِيَاَتِه " رِسَاَلَه " لَكِ
واسمحي لي أختي سيدة القلم
أن أشاطرك الإتكاء على هذه العبارة
فأقول :
لما لا تكون هذه الرسالة التي بين طيات حبل المشنقة
موجهة إلى
بوووش
وبلييير
ومن تلفع في بردهم
وارتدى رداءهم
من صفويين وفرس وروافض
وجميع الخونة والعملاء
بأن الهامة العربية الأصيلة
والرقبة الممتشقة بـ لاإله إلا الله محمد رسول الله
لن تطأطيء للإمبريالية الحاقدة وأعوانها
ولن تنحني للهازم الغطرسة والإبتزاز
ولن تهن ولن تستكين لأمريكا ولا لغير امريكا
أما سمعت أبا عدي وهو يقول لقاضي المحكمة :
( ماهميتني لو بلير هنيه بكرسيه ما همني على قولة المصريين
طووز عليه وعلى حكومته الهزيله
ما همني لو بوش هنيه على كرسيه ما همني طووز عليه وعلى أبوه طووزين )
لم يترجاهم ولم يسترحمهم طيل محاكمته
حتى في اللحظات الأخيرة من حياته
وهو شجاع جلد لم يتزعزع ولم يستسلم
لم يفرط في الشجاعة العربية الأصيله
لم يفرط في الثبات على مبادئه
هل تعلم أن صدام عرض عليه مقابل إعفائه
أن يبعث برسالة لوقف المقاومة
وأن يعترف بالحكومة الموالية للإحتلال
فقال لهم لو أردت ذلك
لخرجت أنا وعائلتي وأولادي وبناتي
إلى أحدى الدول التي عرضت علي الإقامة فيها
ليش أنطركم حتى تساوموني
أبى في عزة وشموخ
إن رسالة حبل المشنقة الممسود
هي رسالة لكل هؤلاء المعتوهين
أن الطريق إلى إذلال العرب والمسلمين
طريق موصد و مسدود
وما كانت اللحظات الأخيرة من حياته
إلا سفرا فسر أشياء غامضة من حياته
أي رجل في هذا الزمان وفي هذا الموقف العصيب
يكون آخر كتاب يحمله بيمينه ( كتاب الله ) ( القرآن )
وآخر كلمة يقولها هي كلمة التوحيد
قالها بنفسه لم يلقن إياها
أتدرون أنها رسالة
موجهة إلى الصليبيين والصهاينة والفرس والمشركين
يقول فيها هذا كتابنا
وهذه عقيدتنا
ونحن معكم لن تلين لنا قناة حتى الموت
شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
من ظن أن صدام لم يزل بعثيا
فليتأكد من ذلك
صدام - والله أعلم - نبذ عقائد البعثيين
فلو كان على بعثيته لما كانت هكذا نهايته
ومن يعرف عقائد حزب البعث جيدا
يعلم أن صدام آخر حياته ليس منهم
أعلن ذلك بثباته على الحق
الذي كان به يقطع الاستماع لمحاكمته ليؤدي الصلاة المكتوبة
تمسك بكتاب الله بقية حياته
ونطق بالشهادتين عند موته
نحسبه كذلك والله حسيبه
فمن ذا يحول بينه وبين عفو ربه
في الحديث القدسي : ( يابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر مذنب، فجعل المجتهد يقول: أقصر عما أنت فيه، فيقول: خلني وربي، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال: أقصر، فقال: خلني وربي؛ أبعثت علي رقيبا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك أبدا، ولا يدخلك الجنة، فبعث الله إليهما ملكا، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي؟! فقال: لا، يا رب! قال: اذهبوا به إلى النار ] والحديث حسنه الألباني رحمه الله تعالى .
النطق بالشهادة ليس هينا عند الله عز وجل
وإليك هذين الحديثين
حضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب ، وقال له : أَيْ عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) رواه البخاري ومسلم).
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني )
أما أولائك الحاقدون والمحتلون
فوالله لكأني أراهم يتحسرون ويستحسرون
فأي شيء سلبوه من صدام
غير هذا الإعدام
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
حتى عند إعدامه
رافع الرأس
مكشوف الوجه
إمتنع عن تغطية وجهه
أتدرون لماذا
( لقد حرص أن يرى أعداؤه تعابير وجهه في أخر لحظاته )
ليعلموا أنهم لم يحركوا فيه شعرة من وجل أو خوف
قل موتوا بغيظكم
ليتمزقوا حسرة وندامة
وقد شهد له برباطة جأشه
وصلابة عناده
كل من قرأت لهم من كتابهم ومحلليهم
حتى بوش وبلير والصهاينة والفرس
ومن يستطيع أن يقول بغير ذلك !
وقف بينهم كالهزبر
منصوب القامة
عالي الهامة
يشعر بالزعامة
وبالعزة والكرامة
وهم
مقتدى
ومن به إقتدى
مثل الخفافيش يحومون حوله بأقنعتهم
حتى هذا الصباح وهم يحققون
ويتقصون من فضحهم بكمرة جواله على رؤوس الأشهاد
هل هذه رسالة لنا أم لهم
قد تفهم أنها لنا
وربما هم أرادوا بها ذلك
أرادوا أن يبعثوها لنا
فكانت كالبرق الخلّب
صفعها هذا الغضنفر في وجوههم
وبعث لهم رسولا من أنفسهم
بجوالاتهم المحمولة
وجوالات عملائهم
أن هذا هو صدام
وفي الساحة صدامون
هذا هو القائد العربي الأبي
وفي الطريق قادة عرب أباة
هذا هو المسلم الشديد
وفي الوغى مسلمون أشداء
هذا هو الشعب العراقي الأبي
قد جرعكم حمائم الموت
وغصص الردى
وفي الشعوب العربية والإسلامية
أسود تتمنى لقائكم لتفوز بإحدى الحسنيين
ها أنتم أمسكتم بالقائد والرئيس
فقادكم للذلة
وأرساكم في الصغار
وها أنتم في الميدان
الجو لكم ولمروحياتكم
والذخيرة والآلية بين أيديكم
ولكم أكثر من ثلاث سنوات
قتلتم أكثر من ستمائة ألف عراقي
أكثرهم أبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال
وأهلكتم الحرث والنسل
وأتلفتم البنى التحتية
واعتديتم على بلد مجتمع
بدعاوى كاذبه
وذرائع واهية
فأين ما أتيتم تبحثون عنه
وأين ما زعمتم أنكم تحققونه
لا ديموقراطية ولا بيروقراطية ، ولا حتى دكتاتورية ولا دولة ولا أمن ولا يحزنون
فمن أولى بالشنق
أهو صدام ؟
أم بوش وبلير ؟
وأما أنت يا رأس الفتن
ويا أم القلاقل والمحن
فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
ستعودين أيتها العجوز الشمطاء
تجرين أذيال الهزيمة وانسكاب ماء الوجه
إن كان قد بقي لوجهك ماء
وفي تجاعيد حاجبيك حياء
ستعودين أيتها العجوز الجعداء
كما عدت من فيتنام
ستسقط هيبتك المزعومة
وهيمنتك الفاشية
وستمنين بنهاية مؤلمة
وما ذلك على الله بعزيز
المفضلات