مجلة "شاعر المليون" تصدر عددها الأول
محمد المزروعي: مهمتنا تنظيف الساحة وتقديم الكفاءات
أبوظبي - فاطمة النزوري:
ينطلق مشروع شاعر المليون في ثلاثة اتجاهات ليصل للجمهور عبر كافة الوسائل والفعاليات عبر الانترنت وعبر التلفزيون وعبر الصحافة من خلال إصدار مجلة “شاعر المليون” وهي أول مجلة متخصصة في الشعر النبطي تصدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن مشروع شاعر المليون وفي إطار تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي وتهدف المجلة الشهرية التي تعنى بالأدب والموروث.
صرح بذلك محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في المجمع الثقافي في أبوظبي بحضور نشوة الرويني المدير التنفيذي لشركة بيراميديا والمشرف على مشروع شاعر المليون وعلي المسعودي رئيس تحرير مجلة شاعر المليون وعدد من أعضاء لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون.
وذكر المزروعي ان هذا المشروع المهم استطاع خلال فترة وجيزة ان يستقطب مئات الآلاف من متذوقي الشعر النبطي الأصيل في المنطقة. وان اهتمام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالشعر النبطي يأتي انطلاقاً من كون هذا النوع من الشعر يجسد الذاكرة الجماعية التي تدعم الشعر العربي قديمه وحديثه بالكثير من المزايا والدعائم الفاعلة وان من أولى غايات هذا المشروع تأكيدنا على التشبث بالماضي والأصالة التي تتجذر في عمق الحاضر لإغناء آفاق المستقبل.
وأضاف المزروعي: يعتبر الشعر النبطي أكثر أنواع الشعر الشعبي العربي انتشاراً سواء على مستوى انتاجه أو تلقيه لأسباب كثيرة بعضها يعود الى التاريخ والجغرافيا وبعضها الآخر يرتد الى خصوصية بنيته الشعرية ذاتها، ومن هنا يأتي إصدارنا اليوم لمجلة “شاعر المليون” كمجلة شعرية متخصصة بهذا النوع من الشعر الذي ظل وما يزال يعبر عن دواخل النفس ومكامن الشعور في لغة سهلة ممتعة تحمل من الجمال والروعة الكثير من المعاني التي توثق الحياة القديمة بمختلف جوانبها وتفاصيلها ولعل ذلك كله مجتمعاً هو ما أعطاه سحره وانتشاره الواسع في مختلف الأوساط الشعبية وجعل كافة الأجيال تتفاعل معه على مر الأزمان.
وأوضح ان المطبوعة الوليدة تهدف الى تعميق الدراسة والبحث في الشعر النبطي الأصيل واستيعاب وتأصيل فكرة المشروع من الناحيتين التراثية والثقافية فضلاً عن تقديم قراءة متأنية تحليلية للمواضيع المطروحة بعيداً عن العرض الخبري المجرد بالتعاون مع عدد من أهم الشعراء وخبراء الشعر النبطي في المنطقة.
كما ألقت الإعلامية نشوة الرويني كلمة قالت فيها: من هذا المكان تم الإعلان عن مشروع شاعر المليون كفكرة وبعد سبعة أشهر من العمل المتواصل من دون توقف نعلن عن اكتمال مراحل المشروع الثلاثة الأولى برنامج تلفزيوني وموقع انترنت ومجلة ولكن ما هي إلا بداية.
واليوم نتشارك حفل إصدار العدد الأول من مجلة شاعر المليون وهي أول مجلة إماراتية متخصصة تعنى بالموروث والشعر النبطي تصدرها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خططها الغزيرة لنشر الثقافة والتراث ليس فقط في أنحاء الإمارات بل في أنحاء الدول العربية.
وأضافت الشعر النبطي أوشك ان يصبح أدباً خاصاً بذاته إن لم يكن كذلك فعلاً خاصة بما يتميز به من شعبية وجماهيرية كبيرة بين عشاقه من مختلف دول الخليج والدول العربية كذلك وتأتي أهمية هذا النوع من الشعر لسهولة تداوله ومقدرة أي فرد من أفراد البيئة التخاطب به تغنياً أو إنشاداً وفي مختلف المجالات.
وتأتي هذه المجلة في خط مواز لمراحل مشروع شاعر المليون الذي رسمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خط سيره بعناية ودراسة مشكلة مع سائر الأنشطة والفعاليات الثقافية الأخرى منظومة ثقافية وفكرية تجعل من إمارة أبوظبي الأرض الخصبة والمناخ الأنسب الذي يؤهلها دائماً وأبداً كي تكون عاصمة الثقافة العربية.
واستهل علي المسعودي كلمته بطرح ثلاثة اسئلة وهي: ماذا تضيف مجلة شاعر المليون لأسطول المجلات الموجودة في سوق العرض والطلب؟ في ظل استفحال الشعر الشعبي.. وما الجديد الذي ستقدمه مجلة شاعر المليون؟ هل تستطيع مجلة شاعر المليون الوصول الى بقعة اكبر من تلك التي وصلت إليه المطبوعات الأخرى.. ام سيكون قارئها هو كاتبها؟ ومن ثم اجاب عنها قائلا: آمل ان تترجم هذه الاجابة فعلا وهي أولاً: ان العمل الثقافي هو مهنة المثقف ووسيلته للتغيير الى الأفضل لا تزييف الواقع ولا تحريف الحقائق ومن أولويات مجلة شاعر المليون ان تلعب خارج منطقة المتاح الى ما هو غير متاح وستربط الشاعر الشعبي بالمثقف العربي وتحول العمل الثقافي الى صيغة مشتركة لا انفصال فيها بين الثقافة الشعبية وثقافة الفصحى.
ثانيا: نعم الشعر الشعبي استفحل اكثر لكن الشعر هو الندرة وإذا كثر الشعراء قل الشعر لذلك سنتواصل مع الصفوة ونفتح قلوبنا لمن ينشد الابداع والتميز.
ثالثا: لا نريد ان يبحث عنا الجمهور فنحن الاولى بهذا البحث نرحل الى القارئ اينما كان ونتلمس حاجاته الثقافية وهمومه وطموحاته. الشعر للجميع لمن هنا ومن هناك ونحلم بتوسيع القاعدة ونحلم بأطفال يحبون لغتهم ويتواصلون مع لهجتهم ونحلم بكبار يستثمرون تراثهم ونحلم بأوطان جميلة تحب الشعر، لأنها تحب الانسان. وهل من حقنا ان نحلم ونشرع في تحقيق هذه الأحلام؟
وفي ختام المؤتمر فتح باب الاسئلة امام الاعلاميين واجاب المزروعي عن الاستفسارات حول المجلة قائلا: تقدم المجلة المختصر المفيد في 60 صفحة بناء على الدراسة التي اجريت على مجلات عالمية فنحن نوفر على القارئ الوقت لكي يستطيع ان يتصفح المجلة والتي ستقرأ اكثر من خمس مرات في اليوم إذ سيبحث القارئ في كل مرة عن تفاصيل اكثر.
ورداً على الاستفسار حول اختيار المسعودي رئيس تحرير للمجلة أوضح ان المجلة استقطبت رئيس تحرير ناجحاً لديه خبرة واسعة ويعد الشخص المناسب في المكان المناسب وأكد المزروعي ان المجلة ستنطلق للشعر الفصيح والحديث بعد ارساء القواعد للشعر النبطي مشيراً إلى ان مهمة المشروع تنظيف الساحة وتقديم الكفاءات بالاضافة الى جميع كل القصيد المجاز لاصدار أول موسوعة للشعر النبطي.
وأجاب المسعودي عن الاستفسارات الموجهة إليه حول حوارات المجلة ومنصبه الجديد قائلا: لن تمنع الشاعرات من المشاركة في المسابقة، ولقد احدث البرنامج نوعاً من الحس النقدي وحركة لتأسيس ناقد شعبي والذي يعد هو اساس تكوين القصيدة، ونحاول بقدر الامكان ان نقدم حوارات وقصائد لأغلب الشعراء الموجودين من دون التفريق بين شاعر وآخر، وان رصيده الاعلامي السابق يدعم عمله الحالي ويدفعه للتميز في الجديد وليس التقليد.
وحول ما سيقدمه المشروع للشباب الموهوبين أوضح الدكتور غسان الحسن عضو لجنة تحكيم متابعة شاعر المليون ان هناك مشروع ناد أو مدرسة للشعر النبطي مهمتها العمل على تعويض ما فقدته البيئة من فطرة في قول الشعر والمدرسة لا تعلم الشعر النبطي ولكن توفر الأسس التي فقدتها الساحة وذلك بوسائط المعلومات الحديثة السمعية والشفاهية وعبر التعليم وتصويب والتبادل بين الشعراء. ومن بين الشباب الصغار هناك من يملك الفكرة والموهبة ولا يملك الأدوات.
مثل مايقولون ( ياما راح نشوف ) وتفرج ياشِعر
المفضلات