المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان قويدر
مرحبا بك اختي الفاضلة , سعيد ان الفصل قد اعجبكي لانني احبه ايضا , فهو محبوك جيدا , اتمنى ان التالي يعجبكي
الساحر.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان قويدر
مرحبا بك اختي الفاضلة , سعيد ان الفصل قد اعجبكي لانني احبه ايضا , فهو محبوك جيدا , اتمنى ان التالي يعجبكي
الساحر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثامن
قريه اليوشيكومو
تتعالي صوت وقع أقدام شخص يمشي في طرقة خالية, لا يظهر من الشخص سوى خياله الطويل الذي يكاد يغطي الطرقة بأكملها ...
-هل انتهيت من مهمتك؟
توقف الشخص الذي كان يمشي عندما صدر هذا الكلام من شخص آخر يجلس بغرفة جانبية تفتح على تلك الطرقة , ولكنه لم ينظر إلى محدثه بل تكلم قائلا :
-حدث كل شيء كما توقعته , ولكن الفتاة كانت هناك.
-أوه , إن هذا لجميل , شكرا لك على خدماتك كايتو , أرجو أن تستريح قليلا.
صمت الشخصان قليلا ثم تابع (كايتو) سيره حتى وصل إلى نهاية الطرقة و صعد سلما بآخرها حتى وصل للدور العلوي ,ثم ذهب إلى غرفة خاصة به , و فتح بابها و دخل فيها و أوصد الباب خلفه , وعندما استدار و أضاء الغرفة وقع بصره على صورة لثلاثة أشخاص كان هو أحدهم , فذهب إلى تلك الصورة , و أمسك بالإطار و تفحص الصورة قليلا , فجأة اشتعلت الصورة و كأنه قد ألقى تعويذة عليها , فتحولت إلى رماد , و هنا استلقى على الفراش و قال مخاطبا نفسه :
((-إنني لا أكن لك بغضا يا صاحبي و لكن بالفعل الوقت قد تغير! ))
*************************
مشت (ساكورا) بجانب (رانمارو) وهي صامتة حتى أنهوا الطريق المؤدي إلى مقبرة والديه , ثم خرجوا من البوابة الرئيسية , عندها تكلمت (ساكورا) لأول مرة قائلة :
-ممم , رانمارو!
توقف (رانمارو) و التفت اليها وقال لها:
-ماذا هناك؟!!
صمتت قليلا و هي تنظر نحو الأرض حول قدميها و هي تشبك يديها معا , ثم قالت و هي تلتفت إلى جانبها خشية اصطدام عينها بعينه :
-ألديك أي فكرة عما سوف نفعله الآن؟!
نظر إليها ثم ابتسم ابتسامة خفيفة , و ذهب إليها و أمسك يدها بيديه , و هنا احمرت وجنتاها خجلا , واتسعت عيناها و هي تنظر نحوه , فقال لها :
-ساكورا , لا تحملي هم أي شيء مادمتي معي , فلقد ساعدتيني وأنا وحدي , و حمتيني وأنا ضعيف , فلا تحملي هم أي شيء من الآن , فأنا سأصبح أقوى من أي شخص آخر , أقوى و أقوى و أقوى حتى لا يستطيع أي شخص أن يتفوق علي , و حتى أستطيع أن أظهر برائتي.
نظرت إليه و هي غير مدركة لأي كلمة قالها , ففي داخلها كان قلبها يقوم بثورة عليها , كانت دقاته سريعة جدا , هي لم تعرف هذا من قبل , كانت تشعر أن العالم كله لو وقف أمامها في هذه اللحظة لما حملت أي هم على الإطلاق , لقد أدركت هنا حقيقة واحدة ...إنها تحب رانمارو.
-انظري ساكورا , لا نستطيع أن ندخل على أي فرد الآن هكذا , لابد و أن تحدث بعض التغييرات , اسمعي و احفظي جيدا ما سأقوله لك ...
تكلم (رانمارو) قليلا , ثم فتحت (ساكورا) فمها و هي مندهشة و تقول له :
-كلا , لا يمكنني , هذا خداع!!
-نحن لا يمكن أن ندخل على أي شخص و نقول له حقيقتنا , و إلا ماذا تعتقدين؟!
نظرت إليه للحظة , ثم نظرت إلى الأرض و قالت:
-أنا آسفة , هذا هو الصواب فعلا , إن عرف الناس حقيقتنا فمن الممكن أن ندخل في مشاكل لا حصر لها .
رفعت رأسها و كأنها تذكرت شيئا هاما وقالت :
-صحيح , ماذا سنفعل الآن؟ لم تجاوبني رانمارو.
-حسنا , أولا و قبل أي شيء لابد و أن نرمي ماضينا خلفنا إلى الأبد , نحن لم نعد أطفال مدارس بعد اليوم , لابد لنا أن نعمل و نحصل على قوت يومنا , ثم بعدها نفكر في التدريب وأي شيء آخر.
-ولكن كيف لنا أن نحصل على ذلك ؟!
-انجدوووووووونـــــــي...لص , لص!!
نظر (رانمارو) و(ساكورا) إلى الطريق المقابل فوجدوا شخصا يجري و معه حقيبة سوداء و خلفه سيارة حديثة الطراز و إمرأه تصرخ و هي خارجها :
-انجدووووووونـــــــي ...لص ...لص !!
فجأه و بدون مقدمات جرى (رانمارو) بأقصى سرعته , كان لا يعرف لماذا جرى , نعم إنه يكره السارقين , لكنه ليس من هذا النوع الذي يعرض حياته للخطر من أجل شخص آخر لا يعرفه , و لكنه جرى , و جرى , و جرى , حتى وصل إلى اللص , و هنا كان بجانبه , نظر إلى اللص , و نظر اللص إليه , و هنا فعل شيئا لم يتخيل أنه قد يفعله , لقد قفز إلى أعلى , و لف حول نفسه , و مد رجله اليسرى و هو يلف فاصطدمت برأس السارق فطار إلى الخلف في الهواء قليلا ثم تدحرج على الأرض حتى وصل إلى الحائط الفاصل بين الإتجاهين, كانت ركلة قوية و غير متوقعة , (رانمارو) نفسه لم يكن مصدق كم الثقة و القوة التي كانت به , وقف اللص و هو ينهج من شدة الضربة و يمسك برأسه بيده اليسرى , و الحقيبة بيده اليمنى , عندها جرى ناحيته (رانمارو) , فقذف اللص بالحقيبة ثم قفز فوق السور الحاجز بين الطريقين ثم اندفع في الظلام , قفز (رانمارو) خلفه محاولا اللحاق به .
-رانمارو !!
صاحت (ساكورا) عليه , فوقف فجأة , فمال جسمه إلى الأمام , و حاول أن ينقذ نفسه من السقوط بتحريك يديه في الهواء , نجح في ذلك , فالتفت نحوها و صاح فيها غاضبا:
-ماذا تريدين مني الآن؟! لقد جعلتيه يهرب.
-لقد رمى الحقيبة , فلا شأن لنا معه الآن , هيا فلنعد الحقيبة لصاحبتها .
هدأ (رانمارو) هو ينظر إليها , ثم أخذ نفسا عميقا و أغمض عينيه ونظر نحو (ساكورا) و قال:
-حسنا .
تحرك إلى الحقيبة و التقطتها , ثم سار هو و (ساكورا) حتى وصلا إلى السيارة التي كانت واقفة , فهرولت صاحبة الحقيبة إليهما , و اختطفت الحقيبة منهما , و ضمتها إلى صدرها و تنهدت بارتياح , ثم نظرت إليهما و قالت لهما :
-شكرا جزيلا , هذه الحقيبة ميراثا غاليا لأمي , أنا لا أتصور أن أفقدها أبدا !
نظر (رانمارو) إليها بشك , ثم قال :
-حسنا , لقد اطمئننا على أن حقيبتك قد عادت لصاحبتها , هيا بنا ساكورا.
قالها و استدار مستعدا ليمشي بعيدا , فاستوقفته السيدة قائلة :
-إلى أين ستذهبون؟! أستطيع أن أوصلكم إلى أي مكان تريدونه , و اعتبروه كرد للجميل , فأنا الآن أدين لكما بشيء ثمين.
نظرت (ساكورا) إلى (رانمارو) ثم قالت بحزن:
-للأسف نحن لا نملك مكانا نذهب إليه , لقد مات أبوانا و لا يوجد لدينا أي فرد من أقاربنا على قيد الحياة , فنحن الآن وحيدان !
قالتها (ساكورا) و نظرت تجاه (رانمارو) , كانت بعينيها ابتسامة خفيفة , ابتسامة انتصار , حيث اندفعت المرأة و قالت :
-حسنا إذا , أنا عندي مكانا للعمل و المبيت , أنا اسكن في قرية (اليوشيكومو) , أمتلك مزرعة و أحتاج إلى نجارين و طباخات , هل يمكنكما أن تعملا عندي.
قالت الجمله الأخيرة و هي تبتسم , نظر (رانمارو) و(ساكورا) إليها , ثم قال (رانمارو) :
-كلا , نحن لا نقبل شفقة من أحد , لقد ساعدناكي لأنكي كنتي تحتاجي مساعدة فقط , نحن...
-لا تكمل , أنتما ستعملان عندي , وسوف تأخذان أجوركما , و طعامكما و إقامتكما متوفرة عندي في المزرعة , و أهل القرية عندي طيبين , و سوف تتعودان على المعيشة هناك , فلتأتيا معي هناك , و إذا لم تستريحا فأنتما ستظلان تحت رعايتي حتى تجدان عمل جديد.
نظر (رانمارو) و (ساكورا) لبعضهما , ثم قال (رانمارو) :
-حسنا إذا , لقد سوي الأمر , لكن هلا تخبريننا باسمك على الأقل ؟!
-حسنا , تفضلا اركبا معي , و اسمي هو كاجومي , وأنت رانمارو , أليس كذلك ؟!
نظر إليها (رانمارو) ثم قال لها :
-نعم , و هذه هي ساكورا !
ابتسمت السيدة ل(ساكورا) و قالت لها :
-مرحبا بكي عزيزتي !
ردت (ساكورا) الابتسامة بابتسامة أخرى , ثم ركبوا السيارة جميعا ,استغرقت الرحلة حوالي الساعة , تحدثا فيها كثيرا , أفهماها أنهما أخ و أخت ,و أن أبواهما قد توفيا , وصلا إلى قرية هادئة بعيدة عن المدينة , كانت (كاجومي) هي التي تقود السيارة , كانت سيدة تبلغ من العمر حوالي ثلاثون عاما , كانت جميلة , شعرها أسود داكن و ناعم و لكنه متوسط الطول , كان يبدو عليها عدم الاهتمام بأي تسريحة أو موضة , كانت ثيابها عادية , أما عينيها فكان لون بؤبؤها أزرق صافي.
-تفضلا هنا , يا ساشيو.
هنا خرج كهل عجوز يبلغ عمره حوالي السبعين عاما , كان شعره قد تطاير معظمه و الباقي تلون باللون الأبيض , كان يتوكز على عصاته , جاءها , وقال لها :
-نعم يا سيدتي , كل شيء على ما يرام.
-حسنا فعلت ساشيو , و الآن أرِ ضيوفي مقر نومهم الجديد , فرانمارو و ساكورا سوف يقيمان هنا معنا و يعملان كنجار و كطابخه , هيا ساشيو و لا تضع الوقت , أرهم المكان ثم عد إلي سريعا .
قالت ذلك ثم استدارت لتواجه (رانمارو) و (ساكورا) , ثم أردفت :
-و الآن أستاذنكما , فإنني متعبة جدا , و سأترككما في رعاية ساشيو , و هو سيريكما مكان إقامتكما , استريحا الآن فمن الغد سوف تعملان .
-حسنا يا سيدة كاجومي.
قالها (رانمارو) , فارتسمت شبه ابتسامة رضا على وجهها , ثم اتجهت نحو سلم القصر الموجود بالقرية و صعدت إليه , فقال (ساشيو) لهما في حدة :
-هيا أيها الكسالى , لا وقت لدي لأرى صعود السيدة إلى آخر السلم , هيا فلدي أعمال كثيرة .
قالها و هو يدير ظهره إليهما و يعتمد على عكازه في السير , فتابعوه و هما ينظران إلى بعضهما و ينظران إليه دون أن يتفوها بأي كلمة , ظلا هكذا حتى وصلا إلى منزل خشبي من طابق واحد و كبير نسبيا , يحتوي على حجرتين للنوم و صالة على الأقل , و به حديقة صغيرة تحيط به من الخارج , كان يبدو أن منظره سيكون بديعا في الصباح .
-خذا , هذا هو مفتاح البيت , البيت به كل شيء تقريبا , إذا احتجتما إلى شيء نادياني , و لكن لا تتجولا في الليل بمفردكما , هذا ممنوع منعا باتا هنا و له عواقب وخيمة إذا فعلتما ذلك , أنتما ستتحملان عواقب ذلك من السيدة كاجومي , نظر كل منهما إلى الآخر بشك , ثم تكلم (رانمارو) قائلا :
-حسنا , نحن لا نحب المشاكل , و لن نضع أنفسنا فيها أبدا , هيا بنا ساكورا فإني متعب أريد النوم.
تحركت (ساكورا) بسرعة إلى داخل البيت تتبع (رانمارو) الذي قد دخله , في نفس الوقت الذي رحل فيه (ساشيو) , و لكن (رانمارو) لم يغلق الباب فورا , بل واربه و هو يراقب (ساشيو) , كان يشك بشيء ما , و فجأة وجد ضالته في سلوك (ساشيو) الغريب , ثم أقفل الباب , و دخل إلى داخل البيت مع (ساكورا).
يتبـــــــــــــــــــــع........
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التاسع
المـــــــــــــــــــــــــــــأزق
استدار (رانمارو) بعد أن أغلق الباب خلف (ساشيرو) , ونظر في عيني (ساكورا) و قال :
-إن هذا لا يبدو لي سليما.
اتجه إلى حجرة النوم المقابلة للباب بعد أن مر بالردهة , و تبعته (ساكورا) , و عندما دخلت الغرفة كان (رانمارو) بالفعل قد أوقد الإضاءة فيها و جلس على الفراش و هو يسند رأسه على ذراعيه و ينظر إلى الأرض , اقتربت منه (ساكورا) و جلست بجانبه و بادرت بالتساؤل قائلة:
-هلا شرحت لي ما تفكر فيه ؟
-أوه , حسنا!
قالها و اتجه إلى مقدمة الفراش , و عدل من وضع وسائده حتى يستطيع أن يركن ظهره مستقيما عليها و هو يريح جسده , و شبك يديه خلف رأسه و استراح على الوسائد و أغلق عينيه و قال:
-أولا أنا أشك في كايتو !
بدت الدهشة واضحة على (ساكورا) , التي رفعت يدها اليمنى إلى أعلى أمام فمها و عينيها متسعة , ثم قالت :
-كلا , لا يمكن !
قالتها و هي تهز رأسها في قوة و ساعديها مضمومين بجانب بعضهما بالطول على صدرها ثم تابعت :
-لو ...لو كان كايتو عدو لقتلنا على الفور , أليس كذلك؟!!
-نعم , هذا صحيح , و هذا ما يؤرقني , فلم أجد له تفسيرا إلى الآن.
-و لكن ....و لكن لماذا تشك في كايتو ؟ لقد كان لطيفا معنا , و لم أشك به لحظة واحدة !
-ممممممم , نعم , حتي أنا لم أشك فيه طوال فترة جلوسي معه , و لكنه قال شيئا انتبهت إلى خطورته و زرع الشك في نفسي من ناحيته.
-ماذا قال؟!!
-ألم يقل أنه تعرف عليكي بأنكي بشرية عادية بعدم وجود الطوق على رأسك؟! كما أنه لم يتعرف علي إلا كإنسان عادي نظرا لأني لست ساحرا بعد , و الأجناس الأخرى خلاف البشر العاديين يمكنهم رؤية الأطواق هذه و التعرف على بعضهم البعض.
شبكت (ساكورا) ساعديها أمام صدرها , و همهمت و هي ترفع رأسها إلى أعلى مغمضة العينين , و كأنها تفكر فيما قاله (رانمارو) , ثم فتحتهما و قالت :
-أنا لا أرى فيه أي شيء يدعو للريبة .
-أوه , ساكورا , ركزي معي من فضلك , الآن أنا ساحر متهم بقتل والداي , و أنا آخر فرد في عائلتي , و هذا يعني كوني مستهدف لكي أشارك أي شخص قواي , و بالطبع هذا لأنني ضعيف جدا و لا أعلم شيئا , لكن المعضلة الكبرى هي كيف سيجدني من يريد قتلي ؟! هل فهمتي ما أعنيه , كوني إنسان بشري عادي يعني أنني في أمان , و لن يجدني أي شخص إلا بصعوبة بالغة و بعد زمن مثل ما حدث معي مع الساحر الذي قتلتيه , و لكن إذا نشطت قواي الآن , و استخدمت أول تعويذة في حياتي , فسوف يتكون طوق مميز خاص بعائلتي معروف جيدا لأعدائي حول رأسي , هذا يعني أنني سوف أواجه الكثير و الكثير , و هذا طبعا في الوقت الذي لن أستطيع فيه التدريب بشكل كاف , كايتو لم ينبهني إلى تلك النقطة على الرغم من بساطتها و أهميتها , لكنه أغفل ذكرها لي , و هذا ما يقلقني , لقد علمني كل شيء عن حياتي ,و عن التدريب , بل و أعطاني موعدا و مكانا لألقاه إذا احتجته , أعطاني موعدا بدون أن يفكر أو يتردد , و كأنه كان مستعدا لسؤالي هذا , لو كان كايتو فعلا صديق لوالدي , فكان اتخذ أحد طريقين , أن يساعدني في طريقي , أو يبتعد عن طريقي للأبد , و لكنه اختار طريق وسطا , طريق المراقب من بعيد , إنني لأشعر أنه يدبر لي شيئا , و أن كل ما حدث إلى الآن لم يكن مجرد صدفة , و لكن هذا احساسي فقط , و لا أملك عليه الدليل.
شردت (ساكورا) و هي تنظر تجاه الحائط المقابل , و صمت (رانمارو) قليلا , ثم أكمل قائلا:
-و الآن نحن موضوعون في مأزق كبير , فأنا أظن أن القرية التي نحن فيها ليست عادية , أهلها أحس و كأنهم ليسوا بشرا عاديين , هذا المدعو (ساشيرو) كان به شيئا يحيرني منذ أن رأيته أول مرة , و عندما استدار ليسير بعيدا راجعا إلى سيدته , رأيت يديه , كانت يديه تبدو ناعمة و طرية , في حين أن أي شخص كبير في السن لابد وأن يكون جلده مجعد , هذا إضافة إلى أنه كان يتوكز على عصاه , و يمشي ببطء منحنيا , و لكنه حين استدار ليعود أدراجه , استدار و هو يقف , و كان ظهره سليما و لا تبدو عليه انحناءات , و كذلك لم يضع يده على ظهره بعدها و هذا هو المفترض إذا كان عجوزا حقا.
اتسعت عينا (ساكورا) من الرعب , و لمست بأطراف أصابع يدها اليسرى شفتها السفلى و هي فاتحة فمها من الخوف و تهتز من الفزع , و نظرت إلى (رانمارو) الذي كان يبدو هادئا و صاحت :
-ماذا سنفعل رانمارو؟!
-لا شيء , أنتي لن تفعلي شيئا الآن , أما أنا فسأخوض غمار التدريب مع معلمي الجديد طوال الليل , يجب ألا تنامي الليلة , أريدك أن تمسكي القوس و تدافعي عن نفسك إذا حدث شيئا , أما أنا فسأكون مخفيا عنهم , و إذا حدث شيء أول ما تفعلينه هو أن تنبهيني بخبطة على جسدي , أنت ستعرفين مكان تدريبي , و ستجلسين بجانبي , فإذا حدث شيئا نبهيني فقط و سأقطع التدريب لإنقذك.
-كلا , إذا تدربت سوف...
-وإذا لم أتدرب سوف نموت , ألم أقل لك أننا في مأزق , إذا لم أتدرب هناك خطر كبير أننا سنهاجم بواسطة من في هذه القرية و الأعداء خارجها الذين يبحثون عنا , وإذا تدربت فسوف نواجه مخاطر كبيرة , و لكن فلنواجهها و نحن أقوياء و لنا أمل في النجاة على أن نواجهها و نحن في هذه الحالة التي يرثى لها , و إلا فما رأيك؟!
صمتت (ساكورا) عن الكلام و هي لازالت تنظر محدقة إليه , ثم نظرت إلى أسفل و هي تقول في حزن :
-أنا أعلم أنني سأكون عقبة في طريقك , أنت تريد أن تتدرب و تصبح قويا , أما أنا فلا أملك سوى هذا القوس و أنا بشرية عادية , فعدني أنني إذا أصبحت عبئا علــ...
لم تكمل (ساكورا) , بل الأحرى أن نقول أن لسانها و عقلها و قلبها قد توقفا عن أي شيء كانت تريد أن تقوله , و تفكر فيه , و تشعر به , فلقد أصبحت فجأة في حضن (رانمارو) , لقد اجتذب يداها في منتصف حديثها إليه , استقرت في حضنه وصمتت و عيناها تمتلئ بالدموع , و هنا تحدث (رانمارو) :
-ألم أقل لك أيتها العنيدة أنني سأحميك إلى آخر قطرة في دمي ؟! كيف تقولين على نفسك ضعيفة و لا حول لك و أنتي التي استطعتي انقاذي من هذا الساحر ؟! أستصبحين عبئا علي ...يا للغباء ساكورا , طالما أنا بجوارك أنا الذي سأصبح عبئا عليكي , فلولاي لما كان لك دخل بأي حدث هنا , إنني لازلت ألوم نفسي على تعريضك للخطر بسببي.
-را...نما....رو!!!
قالتها (ساكورا) بصوت ضعيف رقيق جدا , ووجنتاها قد احمرتا خجلا , ثم أمسك (رانمارو) بكتفها و هو يبعدها عن حضنه ببطء و نظر في عينيها وقال:
-هل نبدأ الآن ما اتفقنا عليه ؟! أنتي ستجلسين هنا مكاني و أنا سأجلس بجوارك و أدخل إلى عالم التدريب , لا تقلقي عزيزتي طالما أنا موجود !
لم تدر ما تقول , لم تجد ما تفعله سوى أن تهز رأسها إيماءا بالموافقة , عقلها قد توقف عن التفكير , قلبها كان يدق بشدة و كأنه يريد الخروج من قفصها الصدري , جلست مكانه بدون أن تنطق بأي كلمة , أحضر لها القوس و الجعبة , ثم جلس هو بجانبها القرفصاء , ونظر إليها و قال :
-أراكي بعد التمرين , اعتني بنفسك .
استعد (رانمارو) للدخول إلى التدريب لأول مرة في حياته , جلس القرفصاء , وضع يديه في الوضع الخاص بالتدريب و أمسك بالعصا في موضعها السليم , ثم أخذ نفسا عميقا هدأ به نفسه المضطربة , و فرغ عقله من أي تفكير سوى تفكير واحد ...ضرورة التدريب حتى يكون قويا ...قويا إلى الدرجة التي تكفيه لإخراج (ساكورا) من هذا المأزق حية على الأقل إن لم يستطع أن ينقذ نفسه هو الآخر, أغمض عينيه, ثم قال :
-كايتـــــــــــــــــو!
حتى هذه اللحظة كان (رانمارو) يعتقد أنه بعد أن يقول هذه الكلمة سيفقد وعيه و سيتدرب مع الوحش و هو نائم , و لكنه كان مخطئ , بعدما قال التعويذة , وجد ضوء ساطع قد أحاط به , ساطع إلى الدرجة التي أغمض فيها عينيه ووضع ساعد يده اليمنى أمام عينه كاسرا الوضع الذي كان عليه , و لكن يبدو أنه لم يكن هناك تأثير على التعويذة حيث استمر الضوء في السطوع , ثم فجأة أحس (رانمارو) و كأنه في ظلام دامس , أغمض عينيه قليلا حتى تعتاد على الظلام ثم فتحهما , في البداية لم يرَ شيئا , ثم تدريجيا أخذت الصورة تتضح , هذا منخفض , و هذا تل , و هذه صخرة ضخمة , و هذا و هذه و ذاك و تلك , إلى أن استطاع رؤية كل شيء حوله , أيقن أنه في حلم , لقد كان خارج مكان أشبه ما يكون بكهف كبير تحت الأرض , و هو يقف في بداية طريق لولبي طويل مرتفع عن الأرض المظلمة لا يبدو له نهاية في هذا الظلام الدامس .
-رانمارو!
صدر هذا الصوت الرخيم الذي سمعه (رانمارو) من قبل , و لكنه لم يبد انفعاله السابق , كان يقف متماسكا و هو ينظر إلى الأمام من حيث سمع الصوت , حينها ظهر , كان تنينا هائلا جدا أكبر من الذي قد رآه من قبل , و لكنه كان يقف و كأنه في نهاية الكهف , كان وحشا لونه أحمرا , كانت النيران تصدر من كل جسمه , كان له جناحان هائلان , كانا مثنيان على ظهره , و لكنه لو كان فردهما على آخرهما لكان قد أسقط الكهف عليهما .
-أين أنا؟
تكلم (رانمارو) بحزم , كان لا يملك شيئا يخسره سوى الوقت الثمين , فعليه أن يدرك كيفية التدريب و يتدرب حتى يخرج من المأزق هذا.
-هل انعدم الاحترام من آخر فرد من عائلتي ؟!!
نظر (رانمارو) إليه و هو لا يرمش له جفن , سادت فترة من الصمت , أنهاها (رانمارو) عندما أحني ظهره , و هو يقول:
-آسف جدا سيدي على ما حدث مني , و أرجو أن تتقبل اعتذاري , فأنا كنت في حالة نفسية سيئة جدا.
صمت المكان مرة أخرى , و هنا تحدث الوحش بعد فترة قائلا :
-حسنا رانمارو ,إنني لأعرف ما تشعر به , فلا تنس كوني مرتبط بك عن طريق عصاتك , كما أعلم كل ظروفك , ولكني لن أدربك.
أحس (رانمارو) و كأن صاعقة قد سقطت عليه , لم يدر ماذا يقول , اعتدل من انحنائته , و نظر إلى الأرض و هو يقول :
-أتقول لي الآن أن أتركك و أرحل ؟! أبعد كل هذه المشقة تقول لي أن أرحل ؟! أبعد كم الأعداء في انتظاري تريدني أن أستسلم !
-لقد قلت كلمتي ,أنت ضعيف و أنا لا أحب الضعفاء , أنا لن أدر...
-اصمت !!!
صرخ (رانمارو) بأعلي صوته , و هو ينظر تجاه الوحش , لم تكن تلك عيني (رانمارو) , بل كانتا كقطعتين من نار , نظر الوحش إليهما و قال بغضب :
-احترم نفسك أيها الصبي الصغير واعرف مكانتك جيدا و إلا فستموت هنا أمامي , أنت لا تملك شيئا تفعله , إن قلت لن أدربك فلن أدربك!
هنا أحس (رانمارو) بأن كل خلية من جسده تشتعل , أحس أن قلبه مليء بنار الغضب , أحس بأن كراهيته لما حدث له قد اندمجتا مع إصراره على تحقيق برائته , تلفت حوله فوجد سيفا مرميا بجانب مدخل الكهف , انقض عليه و رفعه بيده اليمنى , كان يبدو أن السيف ثقيل , لكن (رانمارو) لم يشعر بوزنه , رفعه عاليا موجها إياه نحو الوحش و قال :
-إذا لم تكن تريد أن تتدربني بإراداتك أيها اللعين , فسوف أحملك على تدريبي !
قالها و اندفع تجاه الوحش , كان يبدو أحمقا , كيف سيحمل وحش أن يفعل ما يريده , كان يبدو مستحيلا , بعد لحظات قليلة كان (رانمارو) قد تخطى بوابة الكهف التي كان يقف خارجها , و عندما أصبح داخلها ,
-توقف , فسأقوم بتدريبك.
تكلم الوحش إلى (رانمارو) , قالها فجأة , توقف (رانمارو) و هو مندهش من سلوك الوحش الغريب , لم يستوعب ما حدث , فمنذ لحظات كان الوحش نفسه لا يريد أن يدربه , و الآن قرر فجأة أن يدربه , فصاح (رانمارو):
-أتمزح معي أم ماذا ؟!!
كان غاضبا جدا , و ما أحنقه أكثر هو ضحكة الوحش بصوت عال , كان يبدو أنه يريده أن يغضب أكثر و أكثر , جز (رانمارو) على أسنانه بقوة , ثم هدأ الوحش عن الضحك قليلا و قال :
-إن جنس البشر غير صبور على الاطلاق , كما توقعت تماما !
صمت الوحش و هو يتبادل النظرات مع (رانمارو) الغاضب , ثم أكمل :
-حسنا سأشرح لك ما حدث , أنت بالتأكيد تعلم مقدار قوتي , و تعلم إنني لست بوحش عادي قد تقابله و أنت تسير في الطرقات , أنا من أقوى الوحوش و مصنف في الفئة الأولى , إضافة إلى كوني وحش عائلتي النبيلة , ماحدث معك الآن لم يكن شيئا شخصي , إنه اختبار صغير , اختبار أعرف به من هو جدير بأن أمد له كل قوتي كاملة و من غير جدير بأن أمد له و لو قدر ضئيل منها.
كان يبدو على (رانمارو) عدم الفهم على الاطلاق , فتمتم:
-اختبار.....جدير و غير جدير .....قوتك الكاملة....أنا لا أفهم شيئا.
-أولا اجلس على الأرض فالوقت أمامنا طويل , نعم هكذا , و الآن سأشرح لك ما أعنيه , انظر رانمارو , ما الذي يميز شخص عن آخر في الرتب في العائلة ؟ إنها قوته , هل يكون سليما أن يكون الأشخاص كلهم بنفس القوة ؟! بالطبع شيء سخيف و غير طبيعي على الاطلاق , هذا هو اختباري , فأنا أمتلك القدرة على أن أجعل الشخص الذي أمامي قويا جدا أو ضعيفا , أنا لا أحمل ضغينة لأي شخص و لأي فرد من عائلتي , على النقيض تماما , أنا أريدهم أقوياء جدا , و لكني في الوقت نفسه أخاف عليهم , هل تتصور ماذا يمكن أن يحدث لو أن شخصا ضعيفا امتلك قوة هائلة تفوق قدراته ؟ ببساطة لن يستطيع أن يتحكم فيها هذا الشخص , بالعكس , سوف تتحكم القوة فيه إلى أن تدمره , أنا لا أريد هذا , أنا أريد جميع أفراد العائلة أقوياء و في نفس الوقت أصحاء , و لكن كيف سأفعل ذلك ؟ إنني لن أعطي طاقتي إلا لمن يستطيع أن يتغلب عليها , أنا لا أقصد طبعا القوة الجسدية لأنه من المحال أن يتفوق أي شخص و لو علي قدر ضئيل من قوتي أو قوة أي وحش آخر مهما بلغ ضعفه , و لكني قصدت قوته الروحية.
تمتم (رانمارو) و هو مأخوذ بكلام الوحش :
-قوته الروحية؟!!
-نعم رانمارو , قوته الروحية , انظر , أنا أعرف أنك لم تترب في مجتمع السحرة فربما ستجد هذا صعبا قليلا و لكن اسمعني جيدا , حتى يقوم الساحر بأي تعويذة يحتاج قوتان , قوتي أنا الوحش و يستمدها من العصا , و قوته الروحية , أما الأولى فأنا الذي أعطيها له و أحدد كميتها , و قوتها , و أما الأخرى فالذي يحددها هو قوة قلبه , فمثلا لو شخص بلا أي آمال أو طموحات , بلا أي انفعالات أو مشاعر قوية جياشة , هذا الشخص يصبح قلبه ضعيف , و تصبح قوته الروحية ضعيفة , أما من يملك الحافز و الدافع ,و من يملك الآمال و الطموحات , و من لديه عواطف قوية جياشة , هذا الشخص قوته الروحية قوية جدا , فبالنسبة إلى قوتي , أنا أريد شخصا قوته الروحيى تستطيع أن تتغلب علي , شخصا لديه المقدرة على أن يتحكم في قوتي الكبيرة المدمرة , و بهذا فإنني أقوم بهذا الاختبار البسيط في بداية تعارفي مع الشخص , فإذا جاء إلي الشخص يطلب مني تدريبه , فأقول له أني لا أريد ذلك , فإذا رجع عن طريقه أنادي عليه و أدربه و لكن أعطيه قوة ضئيلة من قوتي , ذلك لأن الشخص هذا قوته الروحية ضعيفة , و هذا جيد لسلامته , أما إذا تحداني الشخص فإنني أهدده بقوتي كما فعلت و أن صرخت فيك بأن تعرف مكانتك , و هنا جميع الأشخاص بلا استثناء يتجمدون من الخوف , و لكني أكون قد عرفت أن قوتهم الروحية قوية جدا فأعطيهم قدر كبير من قوتي , و لكن في حالتك أنت كان هناك شيء غريب , لم أجد شخصا طوال حياتي الطويلة السابقة قد اندفع يريد أن يرغمني على شيء لا أريده , لم أقابل شخصا لم يخف من قوتي و لا من تهديدي و اندفع إلي , لم أجد شخصا لديه القدرة على أن يفعل ذلك , كلا , بل لم تحدث مثل تلك الحادثة مع أي وحش آخر على الاطلاق من قبل , أنا لا أعلم كيف و لكن قوتك الروحية قوية جدا , أقوى قوة رأيتها في حياتي , و أقوى قوة سمعت بها طوال فترة معيشتي , إنني أعترف باندهاشي لما فعلته , فعلا أنت ولد غريب .
صمت (رانمارو) , و ابتسم , ابتسم لأنه شعر أنه فعلا قوي و لأول مرة في حياته , أحس أنه مميز جدا , نعم كان متفوق , نعم كان متميزا في أخلاقه و سلوكه , ولكنه لم يكن بمثل هذا التميز من قبل , أحس بشعور غريب , شعر أنه يقدر على فعل أي شيء الآن , لكن كانت هناك ملايين و ملايين من الاستفسارات في عقله يريد لها أجوبه , رفع رأسه لينظر إلى الوحش وسأله :
-ولكن ماذا تعني بقوتك الكاملة ؟! و ماذا تعني بأنك ستمدني بقوتك , أنا لا أفهم , هل يعني هذا أنني سأفعل التعاويذ القوية بسهولة؟
-كلا رانمارو , انظر , إن أي تعويذة من الممكن أن تكون مميتة و من الممكن أن تكون بلاي أي تأثير , سأضرب لك مثالا صغيرا حتى تفهمني , إذا جاء طفل صغير و لطمك على وجهك بيده , هل تؤثر فيك هذه الضربة ؟ فماذا لو جاء رجل كبير مفتول العضلات ؟ فماذا لو جئت أنا و ضربتك؟ أفهمت ما أعنيه , كل هذه لكمات , و لكن واحدة بلا أي تأثير , و الأخري تأثيرها أقوى , أما الأخيرة فستقتلك , هذا هو الحال مع التعاويذ , مبدأيا قوة التعويذة تتوقف على مقدار القوة الروحية و قوة الوحش , فإذا كبر إحداهما قويت التعويذة , أما في حالتك , فأنت تستطيع أن تمتلك قوتي كاملة بالقدر الذي يجعل أضعف التعاويذ أقواها على الاطلاق , و لكن هذا ليس كل شيء , إن ما أعنيه بأنني سأقدم قوتي أو بعض منها لتلاميذي من عائلتي , فهذا لا يقتصر على أداء التعاويذ فقط , هناك طريقة يمكن بها أن تستحضر كمية الطاقة التي تتحكم فيها من وحشك إلى الواقع , بمعنى كمية طاقة الوحش التي يمدها لك , بالطبع تتجسد الطاقة على شكل الوحش ذاته , فإذا كانت طاقتك الروحية ضعيفة فأنت تستطيع إحضار وحشك في صورة مصغرة جدا و ضعيفة , أما إذا كنت قوي فأنت تستطيع إحضار وحشك في صورة قوية و كبيرة , و كلما كبر وحشك كلما كانت قوتك الروحية أقوى , و لكن هنا معك يا رانمارو فأنت لن تستطيع أن تستحضر هذا الشكل مني فقط , بل تستطيع استحضاري كاملا إلى الواقع , عملية لم يفعل مثلها أي شخص على الاطلاق , ستكون الأول من نوعك في هذا , هذا إضافة إلى أن طبيعتي غير التي تراها , فهذه صورة أضعف قليلا من قوتي و ذلك حتى لا تؤثر قوتي الضخمة على أتباعي من عائلتي .
-ماذا؟!!
قالها (رانمارو) و هو مندهش جدا , لم يكن يتصور أن هذا الوحش إنما صورة أضعف من حقيقته , و أنه يستطيع أن يحضره بصورته الحقيقة إلى الأرض في أي وقت شاء .
-هل يمكنك أن تريني صورتك الحقيقية؟!
-بالطبع , فأنا لا أخاف عليك , و لكني لن أكون بها معك أبدا , سأستخدم صورتي الضعيفة في التدريب معك و ذلك حتى لا تؤثر عليك قوتي تأثيرا مزمنا لا يظهر إلا بعد فترة طويلة , و الآن فسأريك شكلي الحقيقي.
فجأة أضاء جسد التنين بضوء أحمر كبير , و هنا رأى (رانمارو) ما كان يعنيه الوحش بخوفه على حياة أتباعه , فأمامه تحول التنين إلى تنين يبلغ من الضخامة ثلاثة أمثال ما كان عليه , و ظهر له ثلاثة رؤوس , و ذيل كبير جدا و ضخم , و بدلا من جناحيه ظهر أربعة صفوف من الأجنحة متوازيين بالطول في كل جانب , يبدأ كل جناح من مكان ما خلف الرقبة و ينتهي إلى مكان عند مستوى الذيل أو أعلى منه بقليل , كانت الأربعة أجنحة مليئة بالريش الأحمر اللامع , و كأنها مصنوعة من البللور , أما عن جسمه فبدلا من النار التي كانت تظهر مشتعلة منه , كانت موجات النيران تندفع من جسمه إلى ماحوله في شكل دوائر تتسع تدريجيا و مع اتساع الدائرة تخمد النيران إلى أن تصل إلى مدى تنطفئ تماما , و لكن الريح الناتجة عن الدائرة تستمر في الاتساع , عندما كانت تصل أي حلقة منهم إلى (رانمارو) , كان يشعر و كأن يد قوية صفعته على وجهه و ألقته بعيدا , و لكنه أمسك بصخرة في الأرض و صرخ :
-يكفي هذا لقد فهمت ما تعنيه جيدا !
هدأ كل شيء حيث تحول الوحش إلى شكله الأول مرة أخرى , و هنا وقف (رانمارو) وهو ينهج من شدة التعب , لقد أحس وكأنه كان يُضرب بشدة , و أن هذه لكمات و ليس لفحات من الهواء , نظر تجاه الوحش و هو يجلس على الأرض و قال :
-هل تعني أنني أستطيع أن أستحضر هذه الصورة منك الآن ؟!
أجابه الوحش و هو يبتسم ابتسامة مكر و خبث:
-نعم و لا !
تعجب (رانمارو) من هذه الإجابة , و أحس في نفسه أن التعامل مع هذا الوحش لن يكون سهلا , فسأله:
-ماذا تعني؟!
- أعني أنك نعم تستطيع أن تستحضر هذه الصورة , و كلا لا تستطيع استحضارها الآن.
-ولم لا أستطيع الآن؟!
-نعم أنت لديك قوة روحية كبيرة , و لكنك لا تعلم بعد كيفية استخدامها , بل أنت لا تعلم ما هي استخداماتها أصلا .
-نعم؟!! إنني أستخدمها لأداء التعاويذ , أليس كذلك؟!
-نعم و لكن هذا استخدام واحد فقط , انظر , إنك عندما تستخدم طاقتك الروحية فأنت تحاول أن تستجمع أقوى مشاعرك , فبدل من أن تشعر بغليان في دمك كما يحدث مع الناس البشريين العاديين , فستشعر بوجود حرارة في قلبك , هذا يعني أن طاقتك الروحية موجودة , وجاهزة للاستخدام , اسمعني جيدا رانمارو , إن الأوعية التي تسير فيها الطاقة هي شرايينك و أوردتك الدموية , إن الطاقة تخرج من قلبك و تتجه إلى أنحاء الجسم ثم تعود مرة أخرى , هذا لكي تزداد طاقتك في قوتها , فالحركة تعطي طاقة , هذا هو القانون المعروف , و الآن أنت مؤكد تعرف أنه بجلدك توجد فتحات صغيرة دقيقة يخرج منها العرق إلى الخارج , هذه المسام الموجودة لديك و لدي أي ساحر أو جنس آخر بخلاف الجنس البشري العادي تستطيع الطاقة الروحية أن تخرج منها , لا تبدُ مندهشا هكذا , إن طاقتك تلف إلى جميع أنحاء الجسم مع الدم , و عندما تصل إلى الجلد فإنها تستطيع الخروج على هيئة قطرات غير محسوسة , أنت نفسك لا تدرك هذا , فعندما تكون واقف أو جالس أو مستريح , تخرج الطاقة الروحية باستمرار منك , و هنا تتخذ شكلا مميزا و لونا خاص بعائلتك فقط , و هو الطوق الذي يكون محيطا برأسك , و هو هالة على شكل دائرة تحيط برأس أي فرد من أجناس أخرى غير البشر العاديين , و هذا نتيجة إلى خروج طاقة الفرد الروحية باستمرار بدون أن يشعر الشخص بها و اتخاذها هذا الشكل المميز , و لكن على الرغم من هذا , فإن لهذا الأمر فوائد عظيمة , فمثلا تستطيع أن تحدد قوة شخص ما بكمية الطاقة التي يستطيع اطلاقها للخارج من جسمه , مثلا أنت تواجه أعدائك الآن , و أنت تريد أن تريهم مقدار قوتك , فأنت تخرج قوتك الروحية من فتحات جلدك عن طريق إرادتك , فتستطيع أن تخرج كمية كبيرة جدا , و الطاقة الروحية تظل متصلة بإراده صاحبها حتى و هي خارج جسمه , فأنت تستطيع أن توزع الطاقة في أي مكان و في أي اتجاه , فإذا كنت قوي فأنت ستخرج كمية هائلة من الطاقة , تحتاج هذه الطاقة إلى شغل حيز كبير من المكان الذي توجد فيه , فإذا أردت إثبات قوتك , فأنت ستخرج كمية كبيرة من الطاقة دفعة واحدة , و ستتحكم فيها بالقدر الذي يجعلها تضغط إلى أسفل , أي أن الطاقة الجديدة التي ستخرج من جسمك سوف تصعد إلى أعلى الغرفة مثلا و تقوم بالضغط على ما يوجد أسفلها و هكذا , فكلما أخرجت كمية أكبر من الطاقة , كلما ازدادت قوة الضغط على أعدائك , قوة قد تصل في بعض الأحيان إلى الدرجة التي لا يستطيع الشخص الحركة تحت وطئتها حتى وإن جرى بأقصى طاقته أو تصل للدرجة التي قد يختنق فيها الشخص من تأثير ضغط الطاقة على صدره و منعه من التنفس , و هنا يخر ساقطا و من الممكن أن يموت , ولكن إذا كان هناك من يمتلك طاقة روحية قوية هو الآخر فسيقوم بإخراج كمية كبيرة منها و يجعلها تحيط به في شكل كرة تحميه , و هنا لن يتأثر بتأثير طاقتك الروحية , و هنا تدرك أن هناك شخص مثير للإهتمام , و إذا كان هذا الشخص أقوى منك فربما عكس الوضع و تتغلب قوته الروحية على قواك و من الممكن أن يهزمك , أفهمت ما عنيته؟!!
-هذا يبدو معقدا تماما , و لكني قد فهمت مغزاه العام , و لكن ما علاقة هذا كله بكون عدم مقدرتي على إستحضارك بصورتك الكاملة الآن؟
ابتسم الوحش و قال :
-انظر رانمارو , لقد قلت لك مسبقا إنني أخاف على صحة أفراد عائلتي الأعزاء , فأنا لن أعطي لفرد قوة هو لا يستطيع التحكم فيها و هذا طبعا حتى لا تستولي القوة عليه و تدمره , الحال ينطبق عليك أنت أيضا , نعم أنت تمتلك قوة روحية كبيرة و لكنك لا تستخدم إلا قدر ضئيل منها , أنت لكي تستطيع أن تستحضرني كاملا يجب أن تكون قوتك الروحية مماثلة على أقل تقدير لقوتك عندما هممت بالهجوم علي هنا , أي هذا يعني أن شعورك يجب أن يكون مثل ما كان في هذه الفترة , أنت طبعا من الممكن أن تحضر مثل هذه القوة و لكن إلى أي فترة من الزمن تستطيع أن تجعل احساسك و شعورك و تركيزك و بالتالي قوتك الروحية تصمد في هذا المستوى ؟ ثانية ؟! ثانيتان ؟! كلا رانمارو , إن الشخص حتى يستطيع أن يتحكم بالقوة يجب أن تكون قوته مستمرة , أنت نعم لديك المقدرة على ذلك , لكنك يجب أن تتدرب حتى تقصر المدة المطلوبة لوصولك إلى قوتك الروحية القصوى , و كذلك إطالة المدة التي تبقى فيها محافظا على تلك القوة و لا تضعف , عندها فقط سوف تستطيع أن تستحضرني وقتما شئت , إن العبرة رانمارو ليست بمقدار القوة فقط , اعلم هذا جيدا , إنما أيضا بمقدار الزمن الذي يستطيع الشخص أن يحافظ على قوته بنفس المقدار دون أن تضعف , و لهذا فأنت تحتاج إلى كمية من التدريب قوية و كبيرة حتى تنمي قوتك الروحية .
-حسنا , و لكن قبل أن نبدا هل تقول لي كيف تعرف كمية الطاقة التي ستعطيها لأي شخص؟!
-هذا سهل جدا , فأنا أطلب من الشخص أن يخرج طاقته الروحية حوله على هيئة كرة نصف قطرها عشرة أمتار في جميع الإتجاهات , ثم أقوم بإخراج طاقتي الروحية في كل إتجاه , و أستمر بالضغط على طاقته , فإذا صمد أقوم بزيادة طاقتي , و أستمر هكذا حتى يصغر نصف قطر الكرة عن 5 أمتار , عندها أتوقف عن زيادة قوتي و الكمية التي استخدمتها هي التي سوف أمدها للشخص ليستخدمها و هكذا إذا زادت قوته الروحية تزداد معها أيضا قوتي الممنوحة إليه , و هكذا , أفهمت هذا واستوعبته جيدا ؟!
-نعم و لكن إذا استطاعت قوتك التغلب عليه إلى الحد الذي جعل الكرة الروحية المحيطة به يصغر حجمها إلى نصف حجمها الأصلي , ألا تُعتَبر هذه الطاقة كبيرة عليه نسبيا؟!!
-كلا , فأنت يجب ألا تستهين بقوة الإنسان الروحية , فهو في لحظة من الممكن أن يكون قويا جدا , أنت يجب أن تضع هذا في الحسبان , و من خبرتي الطويلة أستطيع أن أؤكد أنه لا يوجد شخص لا تقوى قوته الروحية مع كل صراع يخوضه ,و لهذا فأنا أستعد مسبقا بزيادة طاقتي إليه من الأساس حتى يستخدمها في قتاله , أفهمت ؟!
-نعم سيدي !
-حسنا , و الآن سنبدأ أول درس , كيفية التحكم في طاقتك الروحية , أأنت مستعد؟!!
-مستعد تماما يا سيدي !
-حسنا فلنبدأ إذا !
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع........ ...........
السلام عليكم أخوتي و أخواتي
السلام عليكم أحباء رانمارو
السلام عليكم جميعا
بداية أنا سعيد بمن قرأ روايتي و أعجب بها
لكن للأسف قررت اكمال الرواية في مكان واحد وسط عشرات الأماكن التي نشرت بها الرواية
وقد اخترت المكان الأكثر قراءا
لهذا و مع كل أسفي فأنا أضطر لعدم تكملة الرواية هنا
لكنني لن أترك محبي و عشاق رانمارو
فمن يرغب في تكملة الرواية و معرفة ماذا حدث فليراسلني على الرسائل الخاصة
بانتظار كل محبي و عشاق رانمارو
ولتلتمسوا لي الأعذار , فالرواية سوف يتم نشرها ,
تحيتي جميعا
الساحر.
[align=center]وعليكم السلام و الاكرام
اهلاً بك اخي أحمد من جديد
لقد غبت و غاب قلمك و سحر رواية رانمارو عن متابعيك هنا
لأسباب غير معروفة من قبلنا
لذلك ارجو متابعة النشر
و تتمة فصول الرواية
كوننا متابعين من البداية
ومن المؤكد نرغب الاحداث القادمة
بانتظار تتمة رواية رانمارو و بقلمك مباشرة اخي الفاضل
و يعطيك العافية [/align]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
أتعرفين شيئا
كانت لدي صديقة عاشقة لرانمارو حتى النخاع
أصابها يوم هوس , و أخذت تبحث في الانترنت عن الأماكن التي نشرت بها الرواية
فسألتني سؤالين
لماذا أنشر في منتديات لا يوجد بها إلا واحد فقط ؟!
أخبرتها أنني لقارئ واحد متابع سأنشر الرواية من أجله
لكني لن أنشرها لنفسي , فأنا أعرفها و أعرف أحداثها
فأخبرتني أن من وسط هذه المنتديات وجدت شخصية عاشقة لرانمارو مثلها
وقد أخبرتني عنكِ حقيقة
حسنا
دعيني أخبرك شيئا
لقد أصابني يوما الاحباط و الأسى , فوجدت عدم متبعة من الجميع بغتة , و هذه حقيقة , وهذا سبب انقطاعي
لكن هناك أمر آخر
رب كلمة تجعل من الهمة تدمر جبالا
ورب كلمة تجعل من العظيم فقير
حقيقة لقد جعلتيني أغير رأيي
هذه حقيقة
لهذا قررت ان أنشر بقية الفصول التي سبقتها و نشرتها بمكان آخر هنا
تحية و تقدير مني لشخص وقف ذات يوم بجاني و أنا على فوهة بركان أوشك على السقوط في حمم اليأس المظلمة
حسنا , منتظر رأيك عزيزتي المشرفة القديرة
فأنا سانشر الكثير اليوم
تعويضا عن غيابي
تحيتي
الساحر.
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصـــــل العاشــــــر
الطاقـــه الروحيـــه
- كما قلت سابقا فإن الطاقة الروحية هي أهم عامل في تحديد قوتك و قوة أعدائك , أنا أعرف أنك لم تستطع إستيعاب كل ما قلته لك , و لكن في المقابل أنا أدرك أنها شيء لا يمكن تعلمه بالكلمات وحدها , فهي مهما كانت تجربة تُكتسب بالخبرة في التعامل معها , و الآن فلبندأ , أريدك أن تتذكر شعورك في أكثر موقف أحزنك أو أغضبك أو أسعدك !
نظر (رانمارو) إلى أعلى و أصبعه السبابة الأيسر يلمس طرف شفته السفلى و هو يفكر , ثم قال للوحش :
- لا يوجد !
نظر الوحش إليه , و زفر من التعب منه , و قال :
- حسنا , ما هو أغلى شخص لديك الآن؟!
- صديقتي ساكورا !
- أليست تلك هي الفتاة التي أنقذتك ؟!
- نعم , هي بعينها.
- حسنا إذا.
قالها الوحش , ثم انبعثت من جسمه سحابة حمراء , طفت في الهواء قليلا حتى وصلت إلى مكان قريب من (رانمارو) , ثم نزلت على الأرض , عندما هبطت و انقشع السحاب كشف عن مفاجأة...
- انقذني رانمارو!!
كان ما أمام (رانمارو) محيرا جدا , فما كشفت عنه السحابة ما كان سوى شاب قوي لا يعرفه (رانمارو) يحيط عنق (ساكورا) بذراعه اليمنى و يخنقها , نعم (ساكورا) , هذا ما كان يحير (رانمارو) , ابتسم الوحش و قال :
- هل ستقف صامتا و من تحبها ستقتل.
نظر إليه (رانمارو) و هو غير مصدق , أفاقته صرخة عالية من (ساكورا) , التفت نحوها سريعا , وجد لون وجهها يصفر قليلا و يبدو شاحبا و بدت و كأنها ستفقد وعيها , لم يدرك (رانمارو) ما كان يشعر به , كل ما أحسه هو الغضب قد اشتعل بقلبه , و هنا امتدت إليه سحابةه حمراء قادمة من الوحش , عندما دخلت داخله شعر و كأن نار حقيقية مشتعلة بجسده كله , أمسك ببطنه و سقط على ركبتيه على الأرض و هو يصرخ من الألم , هنا اختفت (ساكورا) , و اختفى الشخص الغريب , واختفت أيضا سحابة الوحش من أمام (رانمارو) , حينئذ هدأ قليلا , التقط انفاسه و هو ينهج بشدة , أحس و كأنه كان فعلا يحترق , وقف بصعوبة على قدميه و هو يرتجف بشدة و لا يزال يمسك بطنه بيديه , هنا تحدث الوحش إليه و قال :
- كما توقعت , أنت لا تزال غير معتاد على طاقتك الروحية !
- لا تهزأ معي , هذه النار المشتعلة في جسدي هي طاقتي الروحية ؟!
نعم , هي كذلك , هذا التأثير ما جاء إلا نتيجة تجربتك الأولى , جسمك لا يعرف ماذا تعنيه تلك الطاقة , مجسات الإحساس داخل جسمك لا تعرف كيف تحس هذه الطاقة بعد , و لهذا فأنت تشعر بها على هيئة ألم , و نظرا لشدتها فأنت تحسها نار مشتعلة , سيستمر هذا الأمر قليلا حتى تعتاد على تلك الطاقة و يتكيف جسدك عليها.
- كم من الوقت يلزم حتى أعتاد عليها ؟!
- مممممممم , إذن في حالتك البائسة هذه سنتان على الأقل !
- ماذا؟!! أنا لا أملك كل هذا الوقت معي , أنا في مأزق كبير!
- أنا لا أستطيع أن أساعدك أنت الذي من يحدد هذه المدة , عليك فقط أن...
- انقذنيييييييييييييي رانمااااااااااااروووووووو!!!
دوت تلك الصرخة في جنبات هذا الكهف الضخم , دوت إلى الدرجة التي اهتزت فيها جدران الكهف...
- ساكورا !!!
تسمر (رانمارو) في مكانه , كان ذلك هو صوت (ساكورا) , هذا يعني أن شيئا سيئا قد حدث لهما الآن , و عليه أن يعود , لكنه لم يتعلم شيئا بعد .
- كلا ... علي أن أذهب لإنقاذها.
قالها ثم جرى راجعا عبر الطريق الذي جاء منه إلى خارج الكهف , و هو خارجه وجد أنه لم يكن على الطريق اللولبي الذي رآه من قبل داخل الكهف , بل كان في أسفل أرضية الكهف , لم يكن لديه الوقت للتساؤل , ف(ساكورا) هناك في خطر كبير.
- اتركيني أيتها اللعينة !
- هاهاهاها , هل تظني أنني سأتركك هكذا ؟! إذا كنت تريدينني أن أتركك فلتجبريني على ذلك.
- اتركيني أيتها المخلوقة البشعة , راااااااانماااااااااارووووو!!!
زادت (كاجومي) من قبضتها على معصمي (ساكورا) حتى تأوهت الأخيرة من الألم و قالت :
- مخلوقة بشعة ؟! من البشع أيتها البشرية القذرة ؟! هل تظنين أنني لم أكن أستطيع أن أمسك بهذا اللص؟! كلا و لكن نظرا لوجودكما فلم أستطع التحرك , و لكن الآن أنتِ بمفردك و قد تركك هذا الآخر , لقد اختار نهايته بنفسه , إنه سيواجه في الخارج أعدادا هائلة من جياع القرية سوف يجعلون نزهته بالخارج ممتعة...
- راااااااانمااااااااارووووو!!!
- هاهاهاها , اصرخي أكثر و أكثر فهذا يمتعني حقا.
فجأه ومض ضوء أبيض ساطع غمرالغرفة كلها , و كأن الشمس قد أشرقت هناك فقط , وضع من بالغرفة أيديهم على أعينهم , و هناك إثنان قد رقدوا على الأرض يرتجفون من الألم من جراء تعرضهم لهذا الضوء الشديد , ثم اختفى الضوء فجأة كما بدأ , هدأ جميع من بالغرفة...
- من هناك؟!
سألت (كاجومي) حيث أنها شعرت بوجود شخصا غريب هناك مكان الضوء الساطع...
- كككككاااااااييييييييي!
ظهر ضوء أحمر خفيف حول هذا الشخص , اتسعت عينا (كاجومي) و من بالغرفة , فهناك و على الفراش كان يقف (رانمارو) , كان يمسك بالعصا التي تحولت على هيئة فقاز غطى ربع جسده تقريبا , كانت عيناه تتقد نارا من الغضب عندما رأى (ساكورا) و هي ممسوكة هكذا.
-م م ماهذا ؟! أنت ساحر ؟! كيف ؟! لم تكن هناك تلك الهالة عندما رأيتك , من أنت أيها اللعين؟!!!
- أنا من سوف يجعل اليوم آخر أيامك !
قالها و نظر إلى الأسفل و تابع :
- من يلمس شعرة واحدة من ساكورا....
رفع عندها رأسه قليلا فلم يظهر في الظلام منها شيء , فتابع :
- سوف أقتله !
قالها و لمعت عيناه فجأة بنور أحمر غريب , تراجع كل من بالغرفة خطوة إلى الوراء فزعا , تراجعوا و كأنما عين (رانمارو) قد ضربت كل منهم بقوة , هنا صاحت (كاجومي) :
- اقتلوه لا تتركوه حيا , اهجموا عليه الآن .
قالتها و اندفع من بالغرفة و من خارجها يهاجمون (رانمارو) , كانوا عشرة أشخاص , لم يكن عددهم ما يهم (رانمارو) , ما كان يهمه فعلا هو كيف سينقذ (ساكورا) من هذا المأزق , هو لم يتعلم شيئا سوى مبادئ الطاقة الروحية , و لكن قلبه يشتعل نارا , ماذا سيفعل ؟!
((- انظر رانمارو , كلما كانت مشاعر الشخص قوية كلما قويت قوته الروحية , , كلما حافظ على تلك المشاعر أطول مدة ممكنة كلما احتفظ بهذه القوة أطول مدة .))
دوي صوت الوحش في عقله و تردد صداه أكثر من مرة , هنا أخذ نفسا عميقا , ثم صرخ بأعلي صوته :
- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
كان يمسك قبضتيه معا و كأنه يستجمع كل قواه , لم يكن يفكر سوى في شيء واحد , كيفية إنقاذ (ساكورا) , كان يتصور شكلها و هي مقتولة فتشتعل ناره أكثر , عندئذ أحس بتيار من النار ينتشر من يده الممسكة بالعصا , كاد أن يصرخ مرة ثانية من شدة الألم .
- راااااانماااااااارووووو !!
تلفت (رانمارو) و نظر إلى (ساكورا) , أحس أن الوقت يمشي ببطء شديد , سمع ضربات قلبه و هي تدق , كانت الأصوات من حوله تخفت , كانت الصور تهتز و تبهت , لم تثبت سوي صورة واحدة , لم يسمع سوى صرخة واحدة , كانت (ساكورا) فقط هي التي يراها و يسمع صرخاتها , لا يهم الآن أي ألم , لا يهم الآن أي تعب , أحس و كأن النار التي تسري في يده قد هدأ ألمها و خفت و كأنه قد استخدم مرطب أو ملطف لها , استمرت الطاقة تسري في جسده حتى وصلت إلى قلبه , هنا شعر باحساس غريب لم يشعر به من قبل , أحس بروحه و كأنها داخل جسمه تلف , كان يستطيع أن يري ما بداخل جسمه من أعضاء أو مناطق إذا أراد ذلك بالتركيز في المنطقة التي يريدها , هنا تردد صوت الوحش و هو يقول :
((- إن الطاقة الروحية تظل مرتبطة بصاحبها حتى و هي خارج جسمه , و بذلك أنت تستطيع أن تتحكم فيها و هي خارج جسمك و تجعلها تتخذ أي شكل أو تتوزع في أي إتجاه.))
لازال كل ما يحيط ب(رانمارو) يسير في بطء شديد , و لا يزال يسمع صرخات (ساكورا) تتردد بعنف في عقله , لم يكن هناك وقت يضيعه , لقد وصل إلى استخدامه الأول لطاقته الروحية...
- الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!!
قالها و هي يصرخ , ركز (رانمارو) كل تفكيره على المنطقة المحيطة به , و كما توقع اندفعت طاقته الروحية تحيط به في المنطقة التي حددها بعقله , بدا (رانمارو) و كأنه يشتعل لمن حوله , حيث اندفعت فجأة سحب حمراء اللون بسرعة و بقوة تحيط به على شكل هالة , كان أول شيء حدث بعدها هو اصطدام أول مهاجم بها , لكنه توقف عن اندفاعه لحظة اصطدامه بالسحابة هذه...
- أتظنون أنني بتلك السهولة أيها الملاعين ؟!
ركز (رانمارو) تفكيره بأن تتشكل قبضة تضرب الشخص إلى الوراء , وبالفعل تشكلت قبضة كما تخيلها من السحابة التي لازالت تخرج منه بكثرة , و في وسط دهشة المهاجم ضربه (رانمارو) بقوة فاندفع إلى الخلف بقوة هائلة اصطدم على إثرها بحائط المنزل و دمره و استمر في اندفاعه إلى الخلف لمسافة تقارب العشرة أمتار ثم سقط أرضا و هو يتدحرج , كان هذا كفيل بضرب جرس الإنذار لكل من حوله , لقد عرف من بالقرية وجود أشخاص غير مرغوب فيهم , شعر (رانمارو) بهذا أيضا , فأكمل ما كان يفعله بضرب باقي من بالغرفة بالقبضة فتطايرت الأجساد من الغرفة إلى خارجها في كل الإتجاهات , هنا كانت (كاجومي) لا تزال متسمرة في مكانها , كانت تنظر بعين واسعة محدقة في (رانمارو) و ما فعله للتو.
- أنت ...أنت تعرف كيف تستخدم قوتك الروحية , م م من أنت أيها اللعين ؟!
- لا شأن لك بمن أنا !
قالها و ارتفعت بعدها (كاجومي) في الهواء و كأن هناك شيء ما يمسكها , كانت يد (رانمارو) اليسرى ترتفع أيضا في الهواء بنفس المعدل , لقد كان بسيطا حيث أن (رانمارو) قد أمر قوته الروحية بالانتشار في جميع أرجاء الغرفة , أو الأحرى أن نقول أنه لم يأمرها , كل ما فعله هو أنه تخيل الغرفة كلها فانتشرت قوته فيها , لم يكن يعلم كيف و لكنه بدأ يفهم ما كان يعنيه الوحش من قوته الروحية و أنه لا يمكن أن يتعلمها إلا بالممارسة , ابتسم (رانمارو) قليلا بينما كانت (كاجومي) تصرخ و هي تتوعده :
- انزلني أيها اللعين , أتظن أنك ستخرج من هنا حيا , أنت ميت , ميت , استسلم , هيا انزلني ...
- اصمتي !
قالها (رانمارو) بلهجة آمرة , بعدها حرك يده ناحية اليسار بسرعة و فتح قبضته , فتحركت (كاجومي) إلى اليسار , اصطدمت بجدار البيت , دمرته , أكملت طريقها لمسافة أطول من أقرانها في الهواء ثم سقطت على الأرض تتدحرج , نظر (رانمارو) إليها لحظة , ثم اتجه إلى (ساكورا) , كانت (ساكورا) تنظر إليه نظرة غريبة , كانت تفكر :
((- كيف أصبح بهذه القوة ؟! أهذه هي قوة السحر ؟! أم أنها قوة العائلة ؟! أم أنه فعلا قوي جدا كما قال كايتو عندما نشط عصاه في البداية ؟!))
- هل أنتي بخير ؟
قالها (رانمارو) قاطعا حبل أفكارها , نظرت إليه وهلة تركز فيما قاله , ثم قالت بسرعة :
- نعم , نعم أنا بخير !
- أنا آسف جدا على تأخيري , إن كان قد حد...
- لا تكمل فأنا الآن بخير كما أنك قد أنقذتني.
قالتها (ساكورا) و هي تضع أطراف أصابع يدها اليمنى على فمه لمتنعه من الكلام , نظر إليها و هو متعجب من قولها , ثم ابتسم و قال:
- هذا لا يعفيني من المسئولية , فهذه المرة استطعت إنقاذك , و الله أعلم ماذا سيحدث المرة القادمة.
- لا تفرح كثيرا أيها الوغد فأنت لازلت معنا هنا .
تلفت (رانمارو) و نظر هو و (ساكورا) إلى المتحدث , و جد قرابه سبعون شخصا يمسكون هراوات غليظة واقفين على مقدمة المنزل , كان المتحدث هو نفسه العجوز (ساشيرو) , ولكنه كان أكثر شبابا , كان يبدو أنه في حوالي الأربعين تقريبا , نظر (رانمارو) إليه وقال :
- لقد كنت محقا بشأنك أيها اللعين , أنتم مصاصي دماء , أليس كذلك ؟!
كان (رانمارو) يرى الحلقة التي تحيط برأس كل فرد فيهم , كانت الحلقة عبارة عن هالة من الضوء الأزرق تحيط بكل فرد فيهم , و لكن حجمها و كثافة لونها كانت تختلف من فرد للآخر , استنتج (رانمارو) أنها لابد و أن تكون مرتبطة بقوة كل فرد الروحية , تحدث (ساشيرو) الذي كان يملك أكبر حلقة و أغمق لون فيهم قائلا:
- نعم أيها الساحر الماكر , أنا و كل من بالقرية مصاصي دماء , و قد استقبلناكما هنا حتى نتغذى عليكما و نطعمكما للصغار الجياع , و لكن لم أظن قط أنه يوجد من يستطيع أن يكتم قوته الروحية بينكما , هذا لشيء غريب , و لكنك الآن أمامي ها هنا , و صدقني أنت لن تخرج من هنا حيا أبدا !
ابتسم رانمارو , و شبك ساعده امام صدره في ثقه و اغمض عينيه , كان يجمع قوته الروحيه , احس رانمارو بشيء غريب , انه لم يحتاج الي الشعور بالغضب حتي يجمع قوته الروحيه , احس و كأن قوته الروحيه العاديه قد اكتسبت نفس قوتها السابقه عندما انقذ ساكورا بها , هذا عني له شيئا واحدا , ان قوته الروحيه بالفعل قوية جدا كما قال له الوحش , ابتسم رانمارو اكثر , احس بالثقه اكثر , عندها كانت قوته الروحيه قد بدات تتوزع في جميع الاتجاهات و بقوة , بدا رانمارو و كان دخان غليان احمر اللون بدا يظهر منه و يرتفع الي اعلي , كان رفيعا ثم اخذ في التضخم حتي اصبح يحيط به تماما , كان من يراه يشعر بانطباع و كان رانمارو حديد ساخن تم صب ماء بارد عليه فاصدر هذا الدخان , تراجع كل الاشخاص الاخرين للخلف , بالطبع شعروا بفارق القوة بينهم و بين رانمارو الا ساشيرو , اغمض عينيه هو الاخر و ابتسم , و صدر عنه نفس الشيء , دخان ازرق صعد منه و اخذ في التضخم , حتي احتواه كله , ابتسم ساشيرو و قال :
- هاهاهاها , هل تظن انك الوحيد القادر علي استخدام الطاقه الروحيه هنا ؟ انت مخطئ , انا ايضا و غيري كثيرين يستخدمونها , هذه لم تعد ورقتك المربحه بعد الان , هاهاها....
-اصمت.
قالها (رانمارو) بحزم و فتح عينه , و هنا تغير لون الهواء المحيط بالجميع بمن في الغرفة و خارجها , كانت قوى (رانمارو) الروحية قد انتشرت في المكان كله كما خطط لها , كان يتبع تعليمات الوحش بحذافريها , حيث تردد صوته عاليا في عقله و هو يقول :
((- عندما يتحكم الشخص بقوته الروحية خارج جسمه من الممكن أن يجعلها تذهب في أي إتجاه يريد , فممكن أن يجعلها تضغط و بقوة على كل ما يقع أسفلها من أشياء و أشخاص , قد تكون قوية فتمنع الأشخاص من الحركة مهما بذلوا من جهد , و قد تبلغ من القوة حدا يجعلها تمنع الأشخاص من التنفس بمنع حركة قفصهم الصدري , و بهذا يختنقوا و يموتوا أو يفقدوا الوعي على الأقل.))
تسمر كل شخص في مكانه , كان (رانمارو) ينظر بحزم نحو جميع من حوله , كان قد فهم الآن بعض ما قاله الوحش , كانت قوته لا تزال متقدة , كان يحافظ عليها بتفكيره الدائم فيما سيحدث إذا ماتت (ساكورا) و أنه المسئول , كان هذا التفكير وحده كفيلا بتحريك جسمه لو كان ميتا , وقع الآن إثنان من المصاصين فاقدي الوعي من عدم القدرة على التحمل , و بعدها الثلاثة الموجودين على باب المنزل , ثم هؤلاء السبعة , ثم , و ثم , حتى لم يتبقَ غير شخص واحد , نظر (رانمارو) نحو (ساشيرو) و تردد صدى الوحش و هو يقول:
((- سوف يتأثر الجميع بقوتك الروحية , إلا من يملك قوة روحية هو الآخر قوية فسوف يطلقها حوله في شكل هالة تحميه , و إذا كانت قوته أقوي منك فسوف ينقلب الأمر عليك و تنهزم بقوته الروحية .))
كان (ساشيرو) يحيط نفسه بهاله من اللون الأزرق , أغمض (رانمارو) عينيه , ثم صرخ :
- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
كان يستجمع قواه بهذه الصرخة , كان يفكر في شيء واحد :
((- ماذا إذا تفوق ساشيرو علي بقوته الروحية ؟! كلا , إنني أقوى منه في القوة الروحية و لهذا سأقهره.))
تردد صوت الوحش مرة أخرى بقوله:
((- تذكر هذا جيدا , ليس المهم هو قوة الفرد الروحية فقط , بل أيضا مقدار المدة التي يستطيع الحفاظ فيها على قوته الروحية بنفس المعدل.))
حدث (رانمارو) نفسه و هو يقول :
((- أيها الوحش اللعين , الآن فقط قد فهمت ما تعنيه , أنا أشعر بالضعف الشديد في جسمي , يبدو أن آثار القوة لم يعتد عليها جسمي بعد , إذا استمريت على هذا سأنهزم , أنا لا يمكن أن أخسر , سأقضي عليك ساشيرو في لحظة.))
أكمل (رانمارو) صرخته المدوية , ثم فجأة انفجرت منه طاقة روحية هائلة , ارتفعت الطاقة إلى أعلى بقوة كأنها انفجرت من بركان ثائر للتو , قابلت سقف المنزل فدمرته على الفور و تابعت طريقها إلى أعلى قليلا , ثم فتح (رانمارو) عينيه ونظر بكل صرامة نحو (ساشيرو) الذي رفع سيفه في الهواء و قفز ليضرب به (رانمارو) , يبدو أنه قد أحس بمدى قوة خصمه و قرر أن ينهي الصراع بأسرع ما يمكن , ابتسم (رانمارو) و قال له :
- أنت تريد إنهاء الليلة بسرعة , على الرحب و السعة .
قالها و اختفت فجأة السحابة التي تصاعدت منه, اتسعت عيني (ساشيرو) من الرعب كأنه يعلم ما سيحدث له , فجأة هوى (ساشيرو) على الأرض و هو في منتصف القفزة و أحاط بهالته الروحية لون أحمر غامق أخد يندفع نحوه مخترقا درع طاقته حتى وصل إلى جسمه و بدد طاقته كلها , هنا اخترقت الطاقة جلده , و أخذت تدمر جسده بين صراخ (ساشيرو) الدائم , ثم سكت عن الصراخ , و توقف عن الحركة السريعة التي كانت تنم عن ألم شديد , فاختفت الطاقة الحمراء الخاصة (برانمارو) , نظرت( ساكورا) و هي متسمرة في مكانها من المفاجأة , ثم قامت من مكانها تجري نحو (رانمارو) و هي تضحك و تصيح :
- لقد فعلتها رانمارو , كنت متأكدة من أنك ستفعلها , هذا أنت أيها البطـــ...!
توقفت (ساكورا) في منتصف جريتها , حيث قال (رانمارو) بوهن شديد :
- نعم ...لقد فعلتها و أنقذتك !
قالها و اهتز في وقفته و كأنه يفقد وعيه , ثم مال جسده إلى الخلف , ووقع نحو الوراء , فاندفعت (ساكورا) ناحيته و استطاعت أن تمسك بجسده في اللحظة الأخيرة قبيل إرتطامه بالأرض , كانت عيناها تمتلئ بالدموع ,لم تكن تفكر إلا في كيف ستخرج (رانمارو) و نفسها من هذا الموقف, و في وسط هذا كله سمعت صوتا يقول:
- ابحثوا عنهما , لا تتركوهما , اقتلوهما حيث وجدتموهما , احذروا من قوتهما القوية لقد تفوقوا على ساشيرو , ابحثوا عنهما في هذه المنطقة أولا, هيا !!!
نظرت (ساكورا) في إلتياع , و لا يوجد بعقلها سوى تفكير واحد , كيف ستخرج من هذا المأزق الرهيب؟!!!
يتبــــــــــــــــــــع................[/align]
التعديل الأخير تم بواسطة احمد خشبة ; 22-03-2007 الساعة 13:59
[align=center]الفصـــل الحادي عشــــــــــــر
ياكــــــــــــــــو
تلفتت (ساكورا) حولها , فلم تجد سوى القوس و الجعبة التي كانت معها , وضعت (رانمارو) بحرص شديد على الأرض تاركة رأسه ترتطم بهدوء بها و هي ممسكة بها بيدها , ثم اتجهت إلى القوس و الجعبة و هي تزحف على بطنها حتى لا يراها أي أحد من الأعداء , كانت لحظات عصيبة , أحستها و كأنها دهرا كاملا , و أخيرا وصلت إلى القوس و الجعبة , أخرجت سهمين من الجعبة ووضعتهما في القوس و شدت الوتر , ركزت على اثنين ممن كانوا يقتربون , كانت بطلة يتوقع لها الكثير , لكن تلك لم تكن قوتها الكاملة باستخدام القوس , كانت تستطيع إصابة أربعة أهداف مختلفة من ضربة واحدة , كانت ماهرة جدا , ركزت و أخذت نفسا عميقا ثم أطلقت يدها , اندفع السهمان بسرعة و بقوة نحو هدفيهما , أصابت كل منهما هدفه في مقتل , أمسكت بسهمين آخرين , لكن حدث ما لم تتوقعه , لقد قام الشخصان اللذين أصيبا بسهميها , أطلقت شهقة فزع , كانت قد أدركت الآن أنها لن تستطيع أن تقتلهما بمجرد سهم كما فعلت مع الساحر, قهقه الآخرون الموجودون بالخارج و قال أحدهم :
- يبدوا أننا سنستمتع الليلة بعرض فكاهي , هيا أطلقي علينا ما شئتي أيتها البشرية العنيدة فنحن خالدون و لن نموت بتلك الألعوبة الخشبية , هيا أرنا مهارتك في التصويب .
استمروا في الضحك و استمرت (ساكورا) في اطلاق سهامها نحوهم فلم تكن تملك سوى هذه الوسيلة للدفاع عن (رانمارو) و عن نفسها , كانت دموعها تسيل على وجنتبها و هي تطلق السهام في كل اتجاه , و كلما أصيب واحد منهم و يسقط , يقف بعدها و كأن شيء لم يحدث له , و فجأة وصلت (ساكورا) إلى آخر سهم لديها , فوضعته جانبا حتى إذا احتاجت إليه , هنا لم يعد لديها أي شيء معها , كان المصاصون الموجودون بالخارج لا يتحركون , كانوا يقفون كأهداف سهلة لها , و كأن الأمر يسليهم فعلا , عندما توقفت (ساكورا) عن اطلاق السهام , قال أحدهم :
- يبدوا أن فريستنا قد يأست و انتهت ذخيرتها , هيا فلنهجم عليها و نكمل استمتاعنا معها في مكان آخر.
اندفع كل المصاصون في اتجاه البيت المهدم معظمه من جراء معركة (رانمارو) معهم , صرخت (ساكورا) و هي تضم ركبتها إلى صدرها و تمسك يديها أمام وجهها من الخوف , اقترب المصاصون من المنزل , أصبح اثنان على مسافة متر واحد من الباب , نصف متر , عشرة سنتيمترات , داخـ...
- فوبوكي جامون !
هنا اندفعت رياح شديدة محملة بكرات من الثلج , كان الجو لا ينذر بهبوب كل هذه الثلوج , لكن الأمر أمام البيت الذي يتواجد فيه (ساكورا) و (رانمارو) كان مختلفا تماما , كانت الرياح شديدة حتى أنها هزت أرجاء البيت بقوة و عنف , تطاير المصاصون خارج البيت مع الرياح ثم هدأت العاصفة , و سكنت الرياح , و أصبح خارج البيت مغطى تماما بالثلج , نظرت (ساكورا) بخوف إلى الظل الذي خرج من بين الأشجار , تقدم الشخص حتى سقط ضوء القمر عليه , كان فتى يبلغ حوالي الثامنة عشر من عمره , كان يمسك بعصاة تحورت نهايتها لتشكل رأس نسر أو صقر , كان هذا الشخص القادم ساحر , أمسكت (ساكورا) بالسهم الأخير الذي خبأته , و وضعته في القوس و صوبته نحو القادم , توقف الفتى فجأة و هو على باب المنزل و و أشار بيديه الإثنتين إشارة النفي و هو يقول :
- كلا , أنا لست عدوا لكي , أنا جئت لأنقذك , اخفضي هذا السهم كي لا يسبب أي مشـ...
- ماذا ؟!!!
قالها الشخص الغريب عندما وقعت عيناه على (رانمارو) الفاقد للوعي .
- هذه الحلقة , و هذا اللون , هذا الفتى من عائلة اليوشاهارو , هل يكون...؟!
قالها ثم التفتت إلى (ساكورا) و أكملت ما كان يفكر فيه الشخص الغريب بقولها :
- رانمارو , نعم هذا هو رانمارو , و الآن هل تظن نفسك صديق بعد كل هذا أيضا ؟!
نظر الغريب غير مصدق إليها ثم نظر نحو (رانمارو) مرة أخرى و قال :
- أنا لا يمكن أن أخطأ في لون هذه العائلة العظيمة , و هذا الشخص بالذات أنا لا يمكن أن أخطأ في شأنه , و لكن هذا يجعلنا أكثر من أصدقاء , هذا يجعلنا حلفاء .
قالها و ابتسم (لساكورا) , تراخت يدي (ساكورا) عن القوس الذي تحمله و هي تردد قائلة :
- يجعلنا هذا حلفاء ؟! لم ؟! أليس رانمارو منبوذا من مجتمع السحرة كله؟!
ضيق الغريب عينيه و هو ينظر (لساكورا) و يقول :
- هذا أمر يحتاج إلى وقت طويل للنقاش , و لكني حقيقة مندهشا لكون رانمارو قد نشط قواه السحرية , أظن أنه قد تلقى معونة من شخص ما , الآن دعينا نغادر هذا المكان قبل أن يعثر علينا أي شخص آخر من هذه القرية المجنونة .
قالها ثم دخل إلى البيت دون أن ينتظر جواب (ساكورا) , رفع (رانمارو) بعصاه السحرية , فقد قال شيئا لم تسمعه (ساكورا) , كان كل تفكيرها ينصب في هل فعلا من السلامة خروجها معه من هنا أم ترفض ؟ كان الأمر أقل خطورة قليلا مع هذا الغريب , فحتى ولو كان من الأعداء ,و حتى ولو كان يضمر شرا (لرانمارو) , فبعد فترة سوف يستيقظ (رانمارو) و عندها ستختلف الأمور , و لكن الأهم الآن هو الخروج من هذا المأزق الرهيب , قامت (ساكورا) من الأرض و مشيت وراء الغريب الذي قادها في طريق ملتوي متعرج بين الأشجار حتى خرجوا من القرية , و ساروا نحو سهل كبير مشوا فيه و هي لا تعرف إلى ما نهايته .
*******************
- سيدتي هل طلبتيني؟
- نعم يا إيكويا , هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه , لقد وصلت أخبار جديدة الآن.
نظرت (إيكويا) إلى سيدتها , فهي رئيسة فريق الأخبار و التحريات الخاص بالمجموعة , و لكن هل هناك جاسوس ينقل الأخبار إلى سيدتها فقط و لا يخبرها إياها.
- لا تقلقي إيكويا , هذه ليست من قسمك , إنها شيء من معارفي و اتصالاتي الخاصة.
نظرت (إيكويا) إليها بشيء من الريبة , إذا لم يكن هناك شيء قد وصل إلى قسمها فهو إذا شيء غير مهم , لكن إذا كانت سيدتها قالت أنها شيء يهمها فهذا يعني أن قسمها به خلل , و لابد من تطويره.
- نعم إيكويا , قسمك يحتاج إلى التجديد بدماء جديةه فيبدو أنه قد تلف قليلا.
اتسعت عينا (إيكويا) في دهشة من مدى تعمق سيدتها في قراءة أفكارها إلى هذه الدرجة , ثم ابتسمت و قالت :
- شيء متوقع من سيدتي , ماذا هناك إذن ؟!
- لقد هوجمت قرية اليوشيكومو بشخص يعتقد أنه ساحر.
- ماذا تقصدين بأنه يعتقد أنه ساحر؟
- هذا هو المثير للإهتمام , أنت تعرفين عادات هذه القرية , فهناك يجتذبون أشخاص عاديين للعمل معهم , ثم يجعلونهم طعام لصغارهم حتى إذا هلك الأشخاص منهم يبحثون عن غيرهم و هكذا .
- نعم هذا أمر متوقع من هذه القرية , ماذا هناك إذن؟!
- هذا المساء استقدموا اثنين للعمل في القرية , ولد و فتاة , يقاربون السادسة عشر على الأكثر , عندما جائوا ليجعلونهم طعاما لأولادهم هاجمهم الفتى بقواه الروحية و قتل من كان يحاول أن يهجم عليهما.
- ماذا؟! ألم يستطيعوا التفرقة بين العادي و الساحر ؟! هذه بلاهة.
- كلا , لا تتسرعي في الحكم الآن , لقد قال لي جاسوسي هناك أنه قد رأى الشخصين , و كانا عاديين بلا أي هاله تحيط بأي فرد منهم.
- هل تعني أنه يوجد من يستطيع أن يخفي قوته الروحية منهما؟!
- ممكن , أو هناك من نشط طاقته السحرية .
- أنت لا تعنين...؟!!
نظرت (إيكويا) و هي تنظر بعينها في أي إتجاه بنظرات عشوائية حيث كانت تفكر في ما قالته للتو سيدتها , قاطعت سيدتها حبل أفكارها بقولها :
- نعم هذا ما أظنه , أظن أن الفتاة البشرية مع رانمارو الآن , كما أن رانمارو قد نشط بالفعل قواه السحرية.
صمت جميع من بالغرفة الآن , ظل الصمت موجودا فترة ثواني معدودة قتلته بعدها (إيكويا) بقولها بصوت صارم:
- وأين هما الآن ؟! في القرية ؟!
- لا أعرف , فالجاسوس ذهب إليهما حتى يوافيني بأحدث التطورات لكنه لم يرجع إلى الآن , و في أغلب الأحوال فقد مات.
رفعت (إيكويا) بصرها إلى سيدتها و قالت بدهشة:
- هل تعنين أن رانمارو هذا يملك قوة كبيرة إلى هذه الدرجة ؟!
- لا تستخفي بأي فرد من عائلة اليوشيهارو , بصفة خاصة رانمارو هذا , و إلا لن تفيقي إلا و أنت مقتولة على يديه.
بلعت (إيكويا) ريقها بصعوبة , لم تتذكر أن سيدتها حذرتها من شخص تخاف منه غير (جنتو) , فهل (رانمارو) هذا يصل إلى مستواه ؟ إنها تدرك جيدا مدى قوة سيدتها , هي لم تر (جنتو) هذا من قبل لكنها أخذت انطباع أنه أقوى بكثير من سيدتها , فهل (رانمارو) هذا قوي مثله , نظرت (إيكويا) إليها ثم قالت :
- حسنا , سأتذكر نصيحتك , و الآن أعذريني فسأذهب إلى القرية لأستكشف و أجمع المعلومات ففي أغلب الظنون لابد وأنهما قد تركا المكان الآن.
أومأت السيدة (لإيكويا) للذهاب , ثم بعدما ذهبت , قامت من مجلسها الرومانسي إلى النافذة , و تطلعت إلى ضوء القمر , فكرت , هل فعلا (رانمارو) قد نشط قوته أم أنه شخص آخر تصادف الحظ أن يكون هناك , هذا هو السؤال المحير و لن تجد له إجابة حتى رجوع (إيكويا) .
************************
- كايتو.
- نعم سيدي.
- يبدو أن صديقنا الصغير قد بدأ يظهر على الساحة.
- ماذا تعني بذلك؟ هل نشط قواه السحرية؟
- نعم , على ما أظن , لقد جاءني تقرير من قرية اليوشيكومو , لقد هوجمت القرية بفرد يعتقد أنه ساحر.
- أليست هذه هي القرية التي تستقدم أشخاص عاديين بدعوى العمل فيها ثم تجعلهم طعاما لصغارهم؟!
- نعم , إنهم أولئك الناس , و لكن عندما استقدموهم كانوا عاديين , لكن في الليل عندما جائوا ليطعموهم للصغار أصبح واحدا منهم فجأة ساحرا.
أمسك (كايتو) ذقنه بيده اليمنى معتمدا على اليسرى الموضوعة أمام صدره يفكر في هذا الأمر , ثم رفع رأسه و قال :
- لا خطأ في ذلك , إنه رانمارو بلا شك.
- هذا جيد إذا , و لكن نحتاج للتأكيد , انتظر التأكيد من الجاسوس , و هذا جيد إن كان رانمارو , فخطتنا تسير في طريقها السليم.
- نعم إن الخطة تسير كما نريد.
ضحك الإثنان ضحكة وحوش مفترسة وجدت فريستها بلا أي حراك , ضحكة مرعبة , ضحكة ترددت صداها في جنبات المقر السري .
********************
- ماهذا الظلام الذي يحيط بي؟! أين أنا ؟!
- هاهاها , أنت طفل صغير و سوف أقتلك ,هاهاها.
كان ذاك صوت (هاكو).
- أنت قتلت أبواك.
كان ذاك صوت (كايتو).
- أنت تأخرت في حمايتي و قتلني المصاصين.
كان ذاك صوت (ساكورا).
- أنت لا تستطيع أن تتحمل جزء من طاقتي , فكيف تستطيع أن تكون قويا إذن؟!
كان ذاك صوت الوحش.
ترددت صدى هذه الأصوات في وسط الظلام الدامس مع ظهور صورة كل فرد منهم أمام (رانمارو) و هو يحدثه , أمسك برأسه و سقط على ركبتيه و هو يصرخ:
- كلااااااا , هذا ليس بعيب في , أنا أريد أن أكون قويا , أنا أريد أن أحمي الجميع , أنا لم أقتل أبواي , كلاااااااااا !!!
فجأة فتح عينيه , كان جسمه كله مليء بالعرق , كان ينهج و كأنه كان في ماراثون للجري , نظر حوله فإذا هو في تجويف تحت الأرض تحت جذر شجرة كبيرة , تلفت فرأى (ساكورا) و هي تنظر إليه باشفاق , كانت عيناها تدمع , تنفس الصعداء عند رؤيتها سالمة.
- حمدا لله على سلامتك ساكورا.
- أخيرا قد رجعت لوعيك.
نظر (رانمارو) باتجاه محدثه ,كان فتى طويل و نحيف قليلا , كان تقريبا أكبر منه بعمر لا يتعدى الأربعة سنوات , كانت عيناه لون بؤبؤها أخضر صافي غريب , نظر إلى يده فوجد بها عصاة سحرية تغطي نصف ساعده بجلد أبيض سميك به خطوط رماديه خفيفة , و امتدت العصاة من يده اليمنى لتنتهي برأس نسر جارح , نظر (رانمارو) إلى محدثه وسأله:
- من أنت؟!!
- أنا ياكو , تشرفت بمعرفتك أيها العظيم رانمارو.
يتبــــــــــــــــــــــــــع.............. [/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصــــل الثانـــــي عشــــــــر
هارونــــــــــــــــــا
- كم أكره هذه الحياة.
قالتها (هارونا) و هي تنام على سريرها بقفزة تحتضن الفراش فيها بقوة , كان وجهها مقابلا للفراش , عدلت من وجهها و نظرت يسارا و هي لازالت تجلس عليه ببطنها و ترفع رجليها الإثنتين و تحركهما كطفلة صغيرة تلعب , كانت عابسة الوجه , رغم ذلك كانت جميلة أيضا , كانت عيناه أجمل مافيها بلونها الأزرق الصافي الغريب , فكرت (هارونا) و قالت في نفسها:
- هذه الحياة لم أعد أطيقها , والدتي لا تفكر سوى في مصلحتها , من المجنونة التي ترضى بهيكاشي هذا , نعم إنه ظريف قليلا , و لكن والده هذا أحمق كبير , من يظن نفسه بإعلانه أنه يتبع مبادئ كارا , هذا شيء غريب , الكل يعرف بالطبع مدى دموية عائلته البغيضة و لكن أن يصل به الحد إلى إعلانه عن تأييده لمبادئ كارا , هذا لا يطاق.
قامت من الفراش و جلست على مفعد هزاز يقابل مدفأة قديمة الطراز , كان يبدو أنها تعيش في جو من العصور الوسطى , أمسكت بكتاب تقرأ فيه , هنا اندفع قط إليها و جلس على قدمها و هو يموء بهدوء شديد , كان سياميا , و كان لونه بني , كانت أنثى , أغلقت (هارونا) الكتاب , و وضعته على رف بارز بالمدفأة و قالت للقطة و هي تداعبها :
- كم أنت مسلية , يبدو أن مالكك السابق كان يهتم بك كثيرا.
كانت (هارونا) قد وجدت القطة و هي ضعيفة منهكة أثناء سيرها في أحد الأيام من هذا الأسبوع , كانت تبدو عليها أنها لم تأكل ليومين على الأقل , أخذتها (هارونا) و أطعمتها , ثم أخذتها معها إلى البيت , و أدخلتها بدون علم والدتها , كانت والدتها تخاف من القطط , و إذا علمت بوجود قطة في المنزل ستطردها , أو ربما قتلتها , كانت (هارونا) تحب هذه القطة جدا , لم تعرف ما اسمها , إلا أنها أحست أنها كانت ملك لشخص عطوف , حيث أن القطة لم تتعرف عليها و تعتاد عليها إلا بعد فترة أطول من المعتاد و كانت لديها عادة جميلة , لا تنام إلا و هي في حضنها , أحست أنها عادة كان مالكها يتبعها مما أعطى انطباع أنه كان وحيد أو حزينا جدا.
- هارونا , هيا استيقظي.
أفاقت الخادمة سيدتها من النوم , تثائبت (هارونا) بكسل و هي في الفراش و قالت :
- كم الساعة الآن ؟!
- إنها الثامنة مساءا , سيدتي أبلغتني أن أوقظك حالا لأن اللورد ماكيتو و ابنه النبيل هيكاشي سيحضران بعد قليل.
- أوه ألا يملان من الحضور , حسنا اذهبي الآن و طمأني والدتي أنني استيقظت.
أكملت (هارونا) تثاؤبها و هي على فراشها وتابعت خروج الخادمة ببصرها , ثم تغير وجهها العادي إلى وجه أكثر عبوسا و هي تقول :
- هذا اللعين و ابنه , و أمي التي لازالت مصرة عليه , لابد و أن يعلما أنني أكرهما , و لكن لماذا يتابعان حضورهما هنا , أنا لا أزال لا أفهم ذلك .
قالتها و قامت من فراشها و مشت بتثاقل و بملل , دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا ثم خرجت , و لبست فستانا زمرديا لامعا , يغلب عليه الطابع الأسطوري , كانت تكرهه جدا لإنه قديم الطراز , و لهذا كانت تلبسه باعتياد عند حضور الضيفان الكريهان , تزينت (هارونا) بكامل زينتها , بدت أميرة في زيها الأسطوري هذا , نزلت السلالم الرخامية في تعالٍ أضاف إلى جمالها الكثير , ارتفعت عينا الضيفان إليها و هي تنزل , فلكز الأب الولد بكوعه و هو يداعبه بقوله :
- لقد اخترت جيدا يا ولدي , جمال و قوة عائلة , إنك محظوظ !
نظر الولد بخبث نحو أباه و قال :
- لا تقل هذا يا والدي العزيز بصوت عال حتى لا تضيع الصورة الوردية التي تظنها عني و يضيع مجهود سنتين سدى.
نظر الأب بفخر إلى ولده , كان ولده أكثر من أباه قوة في الشخصية و المكر على ما يبدو , نظر الأب إلى (هارونا) مرة أخرى , و هنا جاءت والدتها تحييهما قبيل وصول (هارونا) فقالت :
- آسفة جدا على التأخير حيث لم تنبهني الخادمة الحمقاء عند وصولكما.
- لا تأسفي يا راريسا , فهذا شيء عادي من أناس حقيرون مثل هؤلاء الخادمين.
قالها و طبع قبلة علي يد راريسا ثم جلسوا جميعا , فنظر الولد إلى (هارونا) التي أصبحت بالقرب منهم الآن و قال:
- لا تقل هذا يا أبي عنهم , فهم مثلنا مصاصي دماء و يجب ألا نفرق بين أحد تبعا لمقامه.
نظر الأب تجاه ابنه و هو يحاول إخفاء ابتسامته بصعوبة , حيث أن ابنه كان يلعب اللعبة صحيحا , أكمل الولد كلامه :
- أبي , أنا لا أتفق معك في آرائك تجاه الناس و طباعهم , أنت تنظر إليهم من أعلى , أنا أحب أن أراهم كأي شخص عادي.
- بني , انت لا تعلم من هم في الأساس , نحن من عائلات نبيلة إنما هم عائلات شاركت قواها مع أغراب.
- أنا لا أتفق معك في هذا يا لورد ماكيتو , أنا من رأي ابنك.
قالتها (هارونا) و هي تجلس بينهم , نظر إليها الأب و هو يبتسم في سره و قال :
- يبدو أن الجيل الجديد لا يعجبه أي شيء منا حتى وإن كان رأينا في الحياة.
- أنا يا أبتي لا أتفق معك أبدا , أنا أظن أنك تعيش في عالم و أنا في عالم آخر.
ابتسمت (راريسا) و قالت :
- يبدو أن ما قلته يا ماكيتو صحيح , فما عندك عندي , ابنتي أيضا تعاندني في معظم الأمور , و لكن نحن الكبار لابد و أن نأخذ الأمور بترو , حتى يكبروا و يدركوا حقيقة الواقع.
ضحك (ماكيتو) و ضحكت (راريسا) , بينما كانت عينا (هيكاشي) مثبتة على (هارونا) , كانت (هارونا) تتضايق كثيرا من عينا (هيكاشي) , كانت تكره الزيارات بسبب أنه كان لا يرفع بصره من عليها , كان يظن أنه بذلك يستطيع أن يأسر قلبها , على الرغم من أسلوبه اللطيف و آرائه التي تتوافق مع بعض آراءها إلا أنها أحست بأن شيئا غامضا فيه , شيئا لا يستريح له قلبها.
- سيدتي !
قالتها الخادمة و هي تقترب منهم , نظرت (هارونا) إليها و قالت :
- ماذا هناك؟
- انها سيدتي ناجامي تريدك , إنها عند الباب تقول إنها قد اتفقت معك على الخروج من قبل.
- أها , حسنا قولي لها أن هارونا لن تستـ....
- قولي لها أنني سأكون معها حالا.
نظر الجميع إليها كانت (هارونا) قد وقفت الآن , قالت بسرعة شديدة :
- أستمحيك عذرا يا لورد و هيكاشي , فقد وعدت ناجامي بالخروج معها في حفلة راقصة , إنها شيء من عدم التوافق بين الأجيال.
ضحك (ماكيتو) و قال :
- يبدو أن الفروق عندك يا راريسا مثلما يوجد عندي , فهيكاشي أيضا يحب الحفلات , هل يمكنه الحضور؟
- كلا للأسف لا يمكنه و ذلك لأن الحفلة للفتيات فقط .
قالتها و غمزت للورد فضحك و قال :
- يبدو أن المتعة لازالت موجودة في هذا الجيل أكثر من جيلنا , أليس كذلك يا راريسا؟
نظر نحو (راريسا) , كانت الأخيرة تنظر بغضب تجاه (هارونا) , التي سلمت على اللورد و (هيكاشي) بسرعة , و صعدت السلم و هي تجري و هي تقول :
- سوف أتأخر اليوم يا أمي , لا تنتظريني.
- حسنا و لكن اليوم يوم مميز لا تنسي هذا .
- توقفت و هي على ثاني درجة سلم و تلفتت إلى أمها و قالت :
- ولماذا هو مميز؟!!
- وذلك لأن اللورد طلب يدك إلى ابنه !
- ماذا؟!!!
نظرت (هارونا) بدهشة شديدة , في حين أكملت والدتها قائلة :
- وقد قلت له نعم , و أظن أنك لا تعارضيني في ذلك.
- و لكن ...
- ماذا ؟! ألديكي شيء تقولينه لي الآن ؟! لقد وعدتهم بالإجابة و أنت تعرفين أنه عندما نقول نعم يكون الأمر نعم , و إذا قلنا لا فهو إذن لا , هذا أمر غير قابل للمناقشة.
دمعت عينا (هارونا) , و لم يجعلها تصحو من حزنها هذا إلا صوت الخادمة تذكرها بسيدتها المنتظرة بفارغ الصبر , نظرت (هارونا) إلى الخادمة ثم نظرت نحو الأرض بأسى , صعدت السلم ببطء شديد , نظر اللورد إلى (راريسا) و قال :
- أظنك قسوتي عليها راريسا, كان لابد أن تأخذيها بالتدريج.
- كلا أيها اللورد , لا تتدخل من فضلك في تربيتي بابنتي , أنا أكثر من يعرفها و أعرف طباعها , لولا هذا لرفضت , والآن لن تستطيع أن تقول شيئا.
نظر اللورد إلى ابنه , ثم سكتوا جميعا , و هنا تحدث اللورد و قال :
- هل نترك الأمور الآن إلى ما ستصير إليه , ونتكلم عن مواضيعنا الخاصة؟
- نعم هيا ما أخبار كارا؟ و ما آخر الأوامر من القيادة؟!!
*************************
- ها أنتي هنا , لم هذا الحزن عزيزتي.
قصت (هارونا) على (ناجامي) كل شيء بالتفصيل , نظرت (ناجامي) إليها و قالت :
- لا أعلم لم تفعل أمك هكذا , إن اللورد هذا معروف بانتماءه الشديد لكارا , لابد وألا تسكتي , فهذا مستقبلك.
- نعم عزيزتي و لهذا فإنني قد أخذت كل أغراضي الأساسية , و سأهرب.
- ماذا؟!!
- نعم سأهرب , ستساعديني على ذلك.
- أنا؟!!
- نعم , أريد منك أن تغطي على غيابي ليوم او إثنين على ما تستطيعي...
- ولكن كيف سأفعل هذا , و كيف ستتمكني من العيـــ...
- انظري العيش لوحدي أفضل بكثير من العيش مع هذا المعتوه القاتل , أنا لا أريد لأبنائي أن يكونوا قتلة , أنا أريدهم أن يكونوا صالحين , أنا لا أحب الشر , أترين أنني مخطأه في هذا؟
نظرت (ناجامي) إلى صديقتها , ثم سكتت , كانت لا تستطيع أن تقول لها شيئا , وصلت إلى طريق مظلم و هدأت من سرعة السيارة , نزلت (هارونا) , وودعت صديقتها الغالية وسط دموعهما الحارة , ثم تركتها و ذهبت , عدلت (هارونا) من وضع حقيبة السفر على ظهرها و أخذت تسير نحو طريقها المظلم , طريقها إلى المجهول.
يتبع.......................[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث عشر
الواقع بصورته الكامله
- ياكو؟
قالها (رانمارو) بوهن و هو ينظر نحو الشخص الواقف على بوابة الكهف , عندما دقق النظر وجد هالة حول رأسه لونها أبيض ناصع , قال و هو متفاجئ:
- أنت لست ببشري عادي , أأنت ساحر؟!!
- نعم , أنا ساحر من عائلة البياكورا , أحد عائلات قرية الريح البيضاء قبل أن تتدمر.
- وما الذي جاء بفرد من هذه العائلة هنا ؟!
قالها (رانمارو) و هو يقف بمساعدة (ساكورا) و أسند يده إلى حائط الكهف , تبادل النظرات مع (ياكو) حتى تحدث الأخير قائلا :
- حسنا , أنا أعرف أنك تفكر الآن في كون عدو لك , و لكن يبدو أنك لم تعرف الحقيقة كاملة بعد...
نظر (رانمارو) بعين ضيقة و هو ينظر إلى (ياكو) ثم قال :
- حسنا قل ما عندك , و لكن..
قالها ثم أخرج عصاه و قال :
- كاي!
تحولت العصا إلى شكلها المعتاد , نظر إليه (ياكو) في فزع , أكمل (رانمارو) قائلا :
- و لكن إذا فكرت في خيانتنا فاعتبر نفسك ميت .
ابتسم (ياكو) ابتسامة خفيفة , و قال و هو يحك مؤخرة رأسه بيده اليسرى :
- أنا , لا تظن أنني سأفعل هذا , أنت فعلا صديق لي أو حليف بالمعني الأدق , و سيتضح لك السبب بعد ما أشرح لك حقيقة الوضع , هاهاها.
ضحك ضحكة بلهاء و هو يحاول لن يخفف من حدة الوضع بينهما , و لكن (رانمارو) لم يتغير شكله , بل قال:
- أتمنى أن يكون ما تقوله يستحق أن تذكره , و إلا فسوف أقتلك , هيا تكلم و قل ما عندك.
- رانمارو , لا تعامله هكذا لقد أنقذ حياتنا.
قالت (ساكورا) ذلك و هي تقف بين (رانمارو) و (ياكو) , نظر (رانمارو) إليها متفاجأ من موقفها الغريب , نظر إليها و قال :
- هل أنت متأكدة ساكورا من أنه الذي أنقذنا أم كانت لعبة ؟!
- لو كانت لعبة لكنا متنا و أنت نائم , فلماذا يتكبد شخص عبء إنقاذنا من أولئك الوحوش ثم ينتظر حتى تصحو و تستخدم قوتك ؟ أجنون هذا ؟!!
صمت (رانمارو) , كان يفكر فيما قالته (ساكورا) , نعم ما قالته كان يبدو سليما , كما أنني أشك في كلام (كايتو) إلى الآن و أريد أن أعرف ما كان غرضه الحقيقي , فلابد و أن أستمع إليه ,نظر (رانمارو) إلى (ياكو) و قال :
- حسنا ياكو , آسف على ما قلته و لكن إذا حاولت خيانتنا فأنت ميت لا محالة.
- لا تقل هذا , فنحن سنصبح أصدقاء , كما أني أقدر ما مررت به , فقد حكت لي ساكورا كل ما حدث لكما , لكنها رفضت الإفصاح عن شخصية الشخص الذي قال لك معلومات عن عالمك و جعلك تنشط قوتك , و مهما كان فهو عدو و ليس صديق.
قال جملته الأخيرة و هو يتقدم إلى داخل الكهف ليجلس بجوار (رانمارو) و (ساكورا) اللذان قد سبقوه بالجلوس على الأرض , ثم تابع بعد جلوسه معهما :
- أولا أحب أن أوضح بعض المعلومات التي لابد و أنت لا تعرفها بعد
نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) ثم نظر الاثنان إلى (ياكو) الذي تابع :
- حسنا , أولا أنت تعرف أنك من عائلة اليوشاهارو النبيلة أحد عائلات قبيلة الريح البيضاء , هذه القرية التي تدمرت منذ حوالي أربعة عشر عاما مضى , لكن الشيء الأهم هو اتهامك بقتل والديك , مهما كانت الحقيقة سواء أكنت قد قتلتهما أم هذا كذب فهذا قد حدث لمصلحة البشر و للجميع.
نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إليه , وقال :
- سواء كنت من قتلهما أم لا فهذا جاء في مصلحة الجميع , ماذا تقصد بهذا؟!
-حسنا , هناك في عالم الأجناس غير الطبيعية ثلاث مجموعات , الأولي تسمي كارا , و الثانية تسمي بوكاهاتسو , والثالثة موجودة للصراع ضد الإثنتين .
- كارا , بوكاهاتسو؟!!
- نعم , كارا أصلا تعني الفراغ , و هي ترمز إلى المكان الذي يشغله البشر العاديين الآن , فتلك المجموعة تنظر إلى البشر كنفايات , و أنهم يشغلون مساحات كبيرة بأعدادهم الضخمة عننا , و يستهلكون ثرواتنا , و إنهم لابد وأن يكونوا عبيد عندنا لا أن نخفي وجودنا عنهم كما نحن الآن , هذه المجموعة دموية جدا , و للأسف قوية جدا , و جميع أعضاءها قد بلغوا من القوة حدا إلى إعلان هويتهم إلى المجتمع العام لدينا , غير خائفين من أي رد فعل ضدهم .
- هل أصبحوا أقوياء بمشاركة قواهم مع سحرة آخرين؟
- ممم , ليس بالضبط , انظر رانمارو كقانون في تلك المجموعة يجب عليك أن تشارك قواك مع جميع الموجودين , هل تعرف ما يعنيه هذا ؟ هذا يعني أن الشخص الواحد منهم يمكن أن يكون لديه أكثر من سيد و أكثر من قوة , وهذا يعني قوة هائلة بالطبع.
- و لكن كل قوة لها آثارها الجانبية , وإن لم تكن قويا لتتحكم بالقوة فإنها سوف تتحكم بك.
نظر (ياكو) إلى (رانمارو) بدهشة , لقد كان يعرف ما كان يفوق ما توقعه من معلومات , ابتسم (رانمارو) و قال :
- لا تتفاجأ هكذا , هذه المعلومات جئت بها من الوحش الخاص بي .
- حسنا هذا يبدو منطقيا , نعم إن هناك الكثير منهم لا يستطيع أن يصمد أمام سيدين , سيده الأصلي و سيد الشخص الذي شاركه قواه , و لكن هناك قلة منهم من تستطيع أن تجمع بين ثلاثة أو أربعة أسياد في وقت واحد,ولكنه أمر غير مؤكد إلى الآن , حسنا فلنكمل , قرية الريح البيضاء كانت من أقوى القرى , و كانت تمتلئ بالكثير من العائلات النبيلة مما جعلها في أعلى أهداف هذه المجموعة , كانوا يرون أنه عندما يدمرون القرية فإنهم سوف يستولون على كل ما فيها من كنوز , و لكي يفعلوا ذلك كانوا يحتاجون إلى جاسوس , فرد قوي جدا لا يشك فيه فرد في القرية , يأتمنوه على أسراهم و أمنهم , و هنا يخونهم و يقودهم إلى هزيمة القرية.
نظر (رانمارو) إليه و عينيه متسعتين من الدهشة و هو يقول :
- لا تقل لي ...!!
أومأ (ياكو) برأسه موافقا و قال :
- نعم إنهم هما رانمار...!!!
- لا تقل ذلك , هذا مستحيل , لقد كان والداي من أقوى من في القرية و أفضلهما على الإطلاق , كانا أبطال.
صرخ (رانمارو) في وجه (ياكو) و عينيه تدمع , نظر (ياكو) إليه بشفقة و قال :
- أنا أعرف أن هذا أمر صعب عليك و لكن هذا شيء قد كشفه رئيس القرية قبيل الهجوم بساعتين , و عندما حاول أن يوقفه قتله أبواك , و هنا حاول أقوى من في القرية التصدي لوالديك و لكنهما فشلا , و لكن لسبب ما ماتا , و قال الشهود أنهم رئوك و أنت ترمي عليهم التعويذة , لا أحد يعلم كيف , كانت معجزة , أنت بقتلك لهما قد أتحت بعض الوقت لجعل الصغار يهربون , الصغار الذين كبروا ليصيروا كبار مثلي الآن.
نظر (رانمارو) نحوه و كأنه لا يصدق ما سمعه , نظر إلى (ساكورا) و قال :
- إنه يكذب , أنا لا أصدق ما قاله هذا كذب .
قالها و هو يصرخ , وقف بسرعة , ثم رفع عصاته السحرية إلى أعلى , ظهر ضوء أحمر قوي حوله و بدا و كأنه يشتعل , كان يبدو أنه يستخدم طاقته الروحية , نظر (ياكو) إليه في فزع , و رفع عصاته هو الآخر , فجأة قفزت (ساكورا) تمسك (برانمارو) , نظر إليها و هي تقول له :
- هل تكف عما تفعله الآن , أنا أعرف شعورك و لكن إذا كانت هذه الحقيقة فماذا بيدك أن تفعله , هذا شيء كان بيديهما و ليس بيدك.
قالت ذلك و هي تبكي , ارتمت في حضنه و هي تبكي , نظر إليها (رانمارو) , اختفى الضوء الأحمر حوله , و أخفض عصاته , و أنزل يده على ظهر (ساكورا) , و ضمها بقوة إليه و قال و هي يبكي :
- أنا لا أعرف ماذا أفعل , أحس و كأني ضللت الطريق , هل قتلي لوالدي صحيح أم أن شخصا آخر قتلهما , هل كانا بطلين أم كانا خائنين , أنا لا أعرف , ماذا أفعل ساكورا ؟!!
ابتعدت (ساكورا) عن حضنه , و مسحت دموعه بيديها , ثم نظرت إلى (ياكو) الحزين و قالت :
- لابد وأن هناك شيء خطأ , إذا كان والدي رانمارو خائنان , فلماذا إذا قد نبذ ؟!
أفاق كلام (ساكورا) (رانمارو) , فتوقف عن البكاء و رفع بصره إلى (ياكو) و قال له بسرعة:
- نعم هذا صحيح , إذا كنت بطلا بقتلي لهما فلماذا إذن أنا منبوذ ؟!
نظر إليهما (ياكو) و هو أكثر حزنا و قال :
- للأسف الذي عرف بهذا الموضوع هم قلة قليلة , و جميعهم قد قتلوا بأيدي والديك إلا شخص واحد فقط و هو نائب رئيس القرية , وهو الذي ساعدني أنا و ثلاثة معي على الفرار و أخبرنا بما حدث لأنه كان يشك في أنه سينجو , بالفعل قد قتل في هذه المعركة التي انتهت بتدمير قريتنا.
- هل تعني أن الحقيقة قد ظلت مخبأة إلى الآن ؟!
- نعم , أنا و ثلاثة آخرون فقط نعرف هذه الحقيقة.
- وكيف لي أن أتأكد إنكم لم تتفقوا على هذه الكذبة ؟!
- ولماذا نكلف أنفسنا عناء ذلك , و أنا كان بمقدوري قتلك و أنت مغمى عليك , ثم للأسف نحن الأربعة افترقنا بعد تدمير القرية حتى لا يتعرف علينا أحد , فكلما قل العدد كلما قل الخطر.
نظر (رانمارو) إليه و قال :
- هل تعني أنك لا تعرف أين باقي الثلاثة ؟
- أنا لا أعرف أن كان الثلاثة على قيد الحياة أصلا .
صمت الجميع , كان (رانمارو) يفكر , نعم إنه لو كان عدو لقتله على الفور , و لكنه أنقذه فعلا , و لم يؤذيه , ثم هذا الموضوع المتعلق بوالديه , يبدو أن موضوع والديه شائكا , و حتى الآن لم يعرف غرض (كايتو) الحقيقي من جراء مساعدته , فكر (رانمارو) , و توصل إلى قراره , فقال (لياكو):
- حسنا إذن , نحن سنبحث عن الباقي إن كانوا أحياء , و إذا أكدوا كلامك فعلا فسوف يكون هناك أشياء لابد من فعلها.
نظرت (ساكورا) إليه , و قالت:
- هل يعني ذلك إنك ستبحث عنهم ؟ و لكننا لا نعرف من هم و كيف نجدهم.
- أظن أن لدي خطة.
قالها (رانمارو) , فنظر إليه كل من (ياكو) و (ساكورا) , و سأله (ياكو) قائلا :
- ماذا تفكر رانمارو؟
نظر (رانمارو) إليهم بمكر و قال :
- أفكر في أن لكل عائلة لون مميز صحيح ؟
- نعم هذا صحيح !
حسنا , هذا ما سنفعله .
قالها ثم تحدث بصوت خفيض عن خطته , و بعد أن انتهى نظر إليه الآخران بتعجب ثم قال (ياكو) :
- أنت مجنون أتعرف ذلك !
- نعم رانمارو هذا لجنون أنك بهذا سوف تقول لأعدائنا أنك هنا أمامهم و تنتظرهم.
- ولكن هذا هو الحل الوحيد هل يوجد لديكم شيء آخر ؟!
نظر الآخران إليه و قال (ياكو) :
- لا للأسف , و لكن يجب أن نكون أقوياء مستعدين لأي شيء .
- نعم هذا ما سنفعله في الوقت القادم يجب أن نتدرب بشدة و نصبح أقوياء , و نعلم أنفسنا بأنفسنا و ذلك حتى نتغلب على أي عدو لنا.
- حسنا إذن.
قالها (ياكو) و هو ينهي الكلام , إلا أن (رانمارو) سأله :
- لقد قلت إن هناك ثلاث مجموعات و لم تتحدث إلا عن واحدة , فما هم الإثنان الآخران ؟
- أها , آسف فقد نسيت , إن المجموعة الثانية و هي اسمها بوكاهاتسو , و هي تعني الإنفجار , و هي جماعة ترى أن البشر نعم كائنات تشغل مكانا و أقل مكانة مننا , و لكن لها فوائد , فمصاصي الدماء مثلا يحتاجون إليهم , و لهذا فإن غالبيتها من مصاصي الدماء , و هي تهدف إلى جعل العالم كله من البشر الغير عاديون مثلنا , و حجز البشر العاديون في أماكن محددة , كما و كأننا نربي قطيع , عندما نحتاج منه ما نريد نستخدمهم و إذا انتهينا نعيدهم إلى حظيرتهم , إذا رأيت الأمر على خريطة قد رسموها للعالم قبل و بعد التوزيع , فإنك ستشعر بحدوث انفجار انتشرت بعدها مجموعات البشر الخارقون أمثالنا و انحسرت فيه مجموعات البشر العاديين مثل ساكورا , و لهذا فإنهم قد سموا أنفسهم الإنفجار.
- هذا بشع.
قالتها (ساكورا) و هي تتخيل ما قد يحدث إذا وضعت في مكان كحظيرة و منعت من التحرك , و كأنها سجينة لشيء لم تفعله.
- نعم هذا صحيح , إنه لعمل بشع حقا و غير إنساني على الإطلاق.
قالها (رانمارو) و هو ينظر نحو (ساكورا) , هنا تابع (ياكو) قائلا :
- حسنا أنا أتفق معك , و كذلك كثيرين , و لهذا فإن هناك المجموعة الثالثة , هذه ليست لها أي اسم , و لكن هدفها هي حماية البشر من طغيان المجموعتين المجنونتين , هذه المجموعة أعضاءها غير محددين , إن أي فرد ينقذ بشري من أي خطر يعتبر منها , و أنا أعتبر نفسي أنتمي إليها , إنني لأشعر بالفخر لكوني فردا منها , يكفيني فخرا أن جنتو عضوا فيها.
- جنتو ؟ من جنتو هذا ؟!
- ماذا؟!! ألا تعرف جنتو ؟! إنه أشهر مصاص دماء على الإطلاق.
- كلا للأسف , و لكن لم هو أشهر مصاص دماء ؟!
- أولا لأنه قديم جدا , البعض يقول إنه عاش حوالي ألف عام , و البعض يقول أكثر من ذلك , لا أحد يعرف بالضبط , كما أن لا أحد يعرف وجهه الحقيقي , لكنه أقوى مصاص دماء على الإطلاق , قوته الروحية رهيبة , كما يقال أنه قد شارك ساحر قواه , يقال إنها عائلة جينكيوكيتسكي , و هي عائلة مصاص الدماء الفضي المنقرضة , هذه العائلة التي اندثرت على الرغم من قوتها , بينما يعتقد البعض أن جنتو في الأصل آخر فرد من العائلة وتحول إلى مصاص دماء , لكن في النهاية جنتو هو أقوى مصاص دماء على وجه الأرض و لا يستطيع أن يقف في وجهه أي شخص , و هو لحسن الحظ في جانبنا.
- ولكن إذا اتحدت المجموعتان فهو هالك , أليس كذلك ؟!
- لحسن الحظ لم يهزم جنتو من قبل على الإطلاق , كما أن المجموعتان لحسن الحظ ليسوا على وفاق , فهم أعداء مريرين فيما بينهما , فلا أي واحد منهما يريد أن تنجح الأخرى في تحقيق أهدافها , هناك نوع من المنافسة و التعالي على بعضهما , و هذا ما يعطينا فرص كثيرة للتفوق عليهما.
- وهل تعمل بمفردك ؟
قالتها (ساكورا) (لياكو) الذي رد قائلا :
- نعم , فكما قلت لك أعضاء المجموعة الأخيرة لا يعرفون بعضهم , كما أنه لا يوجد أي تنسيق أو قائد , إن القاعدة الذهبية هي أنك إن وجدت بشريا في حاجه للمساعدة ساعده ولو على حساب حياتك , فأنت بهذا تنفذ قواعد و مبادئ المجموعة , هذا هو الحال هنا , و لهذا فعندما رأيت شخصان عاديان يدخلان القرية في عربة بها أناس بها حلقات حول رأسهم قررت أن أتجسس , ولهذا السبب دخلت القرية , فوجدتهم يهاجمونكما , فقررت أن أتدخل لإنقاذكما.
صمت الجميع مرة أخرى , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , فأومأت برأسها موافقة , يبدو أنهما كانا يفكران بنفس الفكرة , نظر (ياكو) اليهما مندهشا ثم قال رانمارو :
- حسنا نحن الآن في فريق المجموعة الثالثة , هل يوجد أي مانع لذلك ؟!
تبادل (ياكو) نظراته معهما , كان مندهشا , فهو كان يتوقع أنه سيواجه معاندة كبيرة منهما أو إنهما لن يرضيا بهذا , و لكن أن يوافقان على ذلك فهذا شيء جميل , ابتسم لهما ثم قال :
- حسنا إذن , سوف نكون فريق واحدا نحن الثلاثة.
قاطعه (رانمارو) بقوله :
- لا تضع حدا للفريق.
نظر إليه (ياكو) غير متفهما فأكمل :
- نعم , فإنني سأكون ليس فريق و لكن نواة , نواة لإعادة بناء قريتي , سأسمي فريقي هذا فريق الريح البيضاء , و سنبدأ بتجميع أعضاء القرية من أصدقائك أولا ثم من أي شخص يريد الإنضمام إلينا.
نظر (ياكو) إليه متعجبا , هذا ليس شخص عادي , إنه فعلا عظيم , إنه يستحق اللقب , العظيم رانمارو.
يتبــــــــــع..............[/align]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات