هو مثل متداول في الوطن العربي ، ويقال عادةً على من يؤتمن على أموال وأرواح الناس .
في زمننا هذا كثُر الحراميه ممن أؤتمنوا على اموال الشعب ومقدراته ، بل وزادوا غطرسةً وتبجح فيما يسرقون ، حيث أن البعض منهم ينادي عبر الوسائل المختلفة بحماية المال العام ومقدرات الامة.
طبعاً هذا المثل لا ينطبق فقط على حماة المال العام وسراقه بل ينطبق على كثيرٍ من مَن هم في موقع المسئوليه ويخالفون مسئولياتهم وأليكم أمثلة :
المسئول المالي المؤتمن على أموال الشعب ، وكلنا نعرف كيف تهدر تلك الاموال عن طريق الهبات وكسب الولاءات وزيادة المخصصات والمناقصات وغيرها من البدلات والمكافآت .
المسئول الامني ، ولا يخفى علينا كيف أن البعض منهم يستغل وظيفته في ظلم الناس وسلب حقوقهم وامتهان كرامتهم وسحق حريتهم .
المسئول الصحي ، ونعرف كيف تدار المشافي والمستوصفات وكيف يكون حالها عند مرض المسئول
ومرض المواطن ، كما نعرف من يبعث للعلاج في الخارج من أجل صداعٍ بسيط ، ومن يفرض عليه استوكات الادوية المنتهية من البسطاء الاشد مرضاً .
المسئول السياسي ، وهنا يجعل من سفاراتنا مكتباً له ولاسرته وبقية الشلة ليقوموا بتجهيز القصور والرحلات وغيرها دون ان يؤدوا واجباتهم الاساسية التي من اجلها وظّفوا ، أضف الى ذلك استغلالهم لمصالحهم الخاصة ، أيضاً توزيع الهبات لكسب الولاءات الخارجية .
المسئول التجاري ، وأتحدى أن يكون هذا المسئول قد وضع من أجل التجارة والاقتصاد الوطني بل هو من أجل مجموعة تكاد تعد على الاصابع هم من المتنفذين والتجار واصحاب البطون المتخمة باموال الامة .
المشكلة بأن هناك حلقةٌ مفقودة لدى " حاميها حراميها " تكمن في وعي وفهم الناس لمسئوليات تلك الحماة وواجباتهم لحماية اموال الشعب ومقدراتهم ، كما تكمن في فهم وأمانة الحماة أنفسهم
وكيفية المحافظة على تلك الامانة .
أعتقد بأن الاخ " حاميها " يعتقد بأن من وضعه على سدة المسئولية حاكمٌ كان أم حزب هو من يحق له مساءلته ومحاكمته وهو صاحب المال والمقدرات التي اؤتمن عليها لذلك يقوم بتسخيرها
حسب هذه الرؤية الضيقة متناسي حكم الله فيه .
وهنا لا ابخص حق المخلصين من المسئولين الذين يضعون مخافة الله وشعورهم بالمسئولية الوطنية والشعبية وهم انشاء الله عدد لا بأس به .
تقبلوا تحياتي
المفضلات