جميعنا نتعاطف ونتأثر لما حصل ويحصل للشعب العراقي ، الذي لا يختلف أثنان على أنه الضحية لكل تلك الحقبة الدموية التي مرّ بها .
ولو أردنا التحدث عن مآسي هذا الشعب الصابر لجفت الاقلام ونشفت الصحف دون أن نكمل معاناته
وما حصل له من قتل وترويع وتشريد وفقر وجوع وهدرٍ للكرامة والحرية وأمتهان لمعنى الأنسانية .
الشعب العراقي يعيش فوضى عارمة ، وحرب طاحنة ، وأقتتال طائفي بغيض ، وتصفية حسابات أقليمية ودولية ، وأحزاب تبحث عن السلطة والمال ، وزعاماتٍ تبحث عن الشهرة وحسن الحال ، وكل
ذلك على حساب الشعب المغلوب على أمره والفاقد لابسط مقومات الحياة .
كان الشعب العراقي بكل طوائفه يرزخ تحت ظلم وبطش حزبٍ واحد هو البعث الاشتراكي وما أن أسقط هذا الحزب بفعل الاحتلال حتى خرج عليه أحزابٌ هي أسوء ظلماً وبطشاً من الأول .
جاءهم الاحتلال بدعوى تخليصهم من ظلم وطغيان حزب واحد ، فأذا به يجلب معه عدة أحزاب أختزلت كل أنواع الظلم والطغيان لتمارسه على هذا الشعب .
جاءهم بوش وبلير لينشروا الديمقراطية وحقوق الانسان على أرض العراق فأذا بهم ينشرون القتل
والارهاب والسرقات وأمتهان حقوق الانسان .
جاءهم الاحتلال ليعطيهم حرية أختيار من يحكمهم فأذا به يفرض عليهم " حزب الثورة الاسلامية وحزب الدعوة والحزب الكردستاني ، وتنظيم القاعدة ، والرايات السود وغيرها ليقسموا العراق وشعبهم الى جمهوريات ودويلات .
جاءهم الاحتلال ليحررهم من أحتلال أوحد فأذا به يقيدهم بعدة أحتلالات ، فالاكراد منفصلون والإئتلاف يطالبون بالانفصال ، وتنظيم القاعدة يعلن عن أمارته في الانبار .
أرض العراق أصبحت ساحةٌ لاراقة الدماء البريئة أمام مرآى ومسمع العالم أجمع ، والشعب العراقي
يصفى ويقتل بدمٍ بارد وبشكل لم يشهده التاريخ الحديث ، والمحتل وحكومته وبقية الاحزاب المتناحرة " شيعية كانت أم سنية " منشغلون بالمحاصصة والسرقات .
جمهورية العراق أصبحت جمهوريات ، وأرض العراق باتت حارة كل من أيدُه إلُه ، والشعب العراقي أضحى وقوداً يحترق بنار من يزعمون بأنهم زعماء .
تقبلوا تحياتي
المفضلات