بالتأكيد لست أعني بأخلاقك إلا الأفضل منها أما السيئة فهذه ليست مرادة
باختصار ما كنت أعنيه هو أن مبدأ المعاملة بالمثل والذي استشرى في مجتمعنا بحجة ألا نقع ضحايا للسذاجة وفرائس سهلة للؤم الآخرين جعلنا نهوي بأخلاقنا إلى الحضيض
ففلان لايستحق إكرامي له لأنه لئيم معي ,, مع أن ذلك ليس إلا إكراماً لنفسي وليس فيه إهانةٌ أو صغار ٌلها
قد يكون في إكرامي للئيم تمرد له كما قال الشاعر لكن في حقيقة الأمر أن تمرده عليه ولن يضرني ,, وقد يحالفني الحظ فيكون في إكرامي له مايردعه عن لؤمه
حين جاء أحد الصحابة رضوان الله عليهم يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحمه الذين يصلهم ويقطعونه ويحسن إليهم ويسيئون إليه ويحلم عنهم ويجهلون عليه لم يجبه عليه الصلاة والسلام بأن يعاملهم بالمثل أو أن يتوقف عن الإحسان إليهم بل قال قولاً شفى به قلب السائل حين قال :
(( إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك ))
والمل هو الرماد الحار فكأنما هو يطعمهم من الرماد الحار لما يجدونه من ألم من إحسانه بهم وما يشعرون به من مرارة الخزي وحقارة أنفسهم
فلا إحسانك يضرك ولا إساءتهم تنقص من قدرك
وهذا ماجعلني أحاول التشبث بهذا المبدأ على الرغم من صعوبته أحياناً خصوصاً في مواجهة أصناف من البشر لاتعرف للأخلاق سبيلاً
أتمنى أن أكون قد أجبت على تساؤلاتك غاليتي
المفضلات