◦ ◦ ◦ ( لا تَقْرأ التَاَرِيخ ) ◦ ◦ ◦

[سيدة القـــــلم]

اختي سيدة القلم والله ليعز علينا ان اديبه نفسك تقع بعوالق الفرق الضاله بتشخيص اعلام السنه ومنهم هارون الرشيد
انتي عندنا ذو قيمه وان اخذنا بالخاطر من التعدي على القائد هارون الرشيد

بارك الله بك وتمنى ان نرى لاختنا الكريمه موضوع ادبي وشعري في امر بالمجتمع لان اسلوبك الادبي رائع

حِياَكَ ايُهَاَ الشَاَهِرِي..

يا أخِيْ .. ولله لَم ولَن أقَع بِـ عَوالِق الفِرَق الضَاَلَه ..
ولا أدْرِيْ لِمَ لا تَقْتَنِعُون بِـ أنَّ مَاَ جِئتُ بِهِ مِن كُتُيِنَاَ نَحْنُ السُنّه..
مِنْ مُجَلَد " ابن كَثِير " البِدايه والنِهَايه "
وجَمِيع مَاَ نَقَل عَنْهُم ابن كَثِيرْ مِنْ رِواَه أهل السُنّه والجَمَاَعَه ..

انتي عندنا ذو قيمه وان اخذنا بالخاطر من التعدي على القائد هارون الرشيد

عَزِيْزِيْ الشَاَهِرِيْ
ورَبِيْ حَزّ فِي نَفْسِيْ أن يَعْتَلِج بِـ خَاَطِرك شيءٍ مِنْ نَاَحِيتِيْ ..
والعُذر مٍنْ الله ثُمَّ مِنك..
وأسِفَه جِدَاً عَلَىَ إزْعَاَجِكُم..

مِثْلَمَاَ لَكُم الحَق ومُطْلَق الحُرِيه أن تَعْتَبِرونَه " عَظِيم "
إسمَحُواْ لِيْ بأن أراهُ كمَاَ يتَضِح لِيْ ..

بارك الله بك وتمنى ان نرى لاختنا الكريمه موضوع ادبي وشعري في امر بالمجتمع لان اسلوبك

عَلَىَ هـ " الخَشم "
وعَلَىَ العِينِ والرأس.. وقَريباً بِـ إذن الله سَـ تَقْرأ لِي مُوضُوعاً إجتِمَاعِياًً




مَرَة اُخْرَى أناَ أسِفَه عَلَى إزْعَاَجِكُ
والمَس لِـ اُختك العُذْرَ لِيْ

كُنْ بِخِيرْ

.

[سيدة القـــــلم]

بسم لله عليك وعلي موضوعك ,.,,
والله علي بالي كاتبته من زمان .












لي عوده ,,,أكيده ؟
لاني ما قريته برويه

أهْلاً مُغْتَرِبْ ..
هالمُوضُوع منزلتُوه.. اليُوم.. مو قَدِيم..

فتّح عِيونَك كويس



الإخُوه مَن تَعَدِيتَهُم بِـ الرَد..
أعتْتَذِر عَن التَعَدِي غِير المُبَرِر
وسأعُود لَكُم للمُنَاَقَشَه.. والرَد


مَرْة اُخْرَى أعْذُرونِيْ

كُونُواْ بِخِيرْ

.

[حزيمات تريترا]

الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على نبيه وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه ؛ وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد..

فإن المتأمل في تاريخنا الإسلامي يجده زاخرا بالوقائع المنيرة والحوادث المثيرة؛ والذكريات العطرة التي يستأنس بها المسلم على مر العصور.

هذا وإن الله سبحانه اختص أناسا بالفضل والإحسان والبركة؛ فكانوا في حياتهم نبراسا للخير ودعاة للهدى؛ وأعقبهم بعد وفاتهم بالثناء والذكر الحسن.

وإن من هؤلاء النفر ؛ الإمام الفاتح المجاهد الذي دانت له البلدان واندحرت أمامه الشجعان: أميرُ المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله؛ الذي كان يغزو عاما ويحج عاما؛ حتى قال فيه القائل :

فمن يطلـب لقـاءك أو يرده * * *فبالحرمين أو أقصـى الثغـور
ومـا حاز الثغور سـواك خلق * * * من المستخلَفين علـى الأمور

فقد خلّف ذكرا حسنا ، وتاريخا مجيدا هو بالحق مفخرة لكل مسلم.

كان من أحسن الناس سيرة؛ في نفسه ورعيته؛ فكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم؛ وكان سريع العطاء جزيله؛ يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم، لا يضيع لديه بر ولا معروف؛ وكان يصلى في كل يوم مائةَ ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا؛ إلاّ أن تعرض له علة، وإذا حج أحج معه مائةً من الفقهاء وأبنائهم، وإذالم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة؛ حتى قال فيه القائل:

ألم تر أن الشمس كانت سقيمة * * * فلما ولي هارونُ أشرق نورها

وكان شهما شجاعا حازما؛ جوادا ممدّحا؛ فيه دين وسنة.

فلما نقضت الروم الصلحَ الذي كان بينهم وبين المسلمين؛ وملّكوا عليهم النقفور وكان شجاعا؛ كتب نقفور إلى الرشيد كتابا؛ قال فيه: ( من نقفور ملك الروم إلى هارونَ ملكِ العرب؛ أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلى؛ حملت إليك من أموالها ما كنْت حقيقا بحمل أمثاله إليها؛ وذلك من ضعف النساء وحمقِهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلىّ ما حملتْه إليك من الأموال؛ وافتدِ نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك).

فلما قرأ هارون الرشيد كتابه؛ أخذه الغضبُ الشديدُ حتى لم يتمكنْ أحد أن ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبَتَه؛ وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بالقلم؛ وكتب على ظهر الكتاب : (بسم الله الرحمن الرحيم؛ من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور *** الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام ) .

ثم نهض من حينه وسار حتى نزل بباب هرقلة؛ ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من أموالهم شيئا كثيرا وخرب ديارهم.

وقد اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في عصره؛ حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها؛ وكانت الأموال تحمل من جميع الأقاليم- بعد تكفية الجيوش- إلى بيت المال على بعد المسافة، وكان يستلقي على قفاه وينظر إلى السحابة، فيقول: اذهبي إلى حيثُ شئت؛ خراجُك يأتيني يإذن الله.

وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم؛ ويتواضع لأهل العلم والدين ، ويحب مجالسةَ العلماءِ والصالحين..

قال أبو معاوية الضرير: استدعاني الرشيد إليه ليسمع مني الحديث؛ فما ذكرت عنده حديثا إلا قال: صلى الله عليه وسلم على سيدي؛ وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى؛ وأكلت عنده يوما ثم قمت لأغسل يديّ ، فصب الماء علىّ وأنا لا أراه ، ثم قال يا أبا معاوية: أتدري من يصب عليك الماء؟ قلت: لا. قال: يصب عليك أميرُ المؤمنين. قال: أبو معاوية فدعوت له.
فقال: إنما أردت تعظيم العلم.

وكان كثيرَ البكاء من خشية الله تعالى سريعَ الدمعة عند الذكر محباً للمواعظ؛ قال منصور بن عمار:* ما رأيت اغزرَ دمعا عند الذكر من ثلاثة؛ الفضيلِ بن عياض وأبي عبد الرحمن الزاهد وهارون الرشيد.

ودخل عليه الإمام الشافعي رحمه الله ؛ فقال له: عظني .
فقال: اعلم أن من أطال عنان الأمل في الغِرَّة طوى عنان الحذر في المهلة، ومن لم يعول على طريق النجاة خسر يوم القيامة إذا امتدت يدُ الندامة . فبكى هارون.

وقال الفضيل : قال لي هارون : عظني .
فقلت: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي.

وبعث هارون الرشيد إلى ابن السماك ، فدخل عليه وعنده يحيى بن خالد ، فقال يحيى: إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك وكثرة ذكرك لربك عز وجل ودعائك للعامة؛ فقال ابنُ السماك أما ما بلغ أميرَ المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا؛ فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلبٌ لنا على مودة ولا جرى لسانٌ لنا بمدحة؛ وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا وبمدح الناس مفتونا وإني لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما.

وطلب الرشيد ماء ليشرب ، ثم قال لابن السماك : عظني .
فقال له: بالله يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي، قال: لو مُنعت خروجَها بكم كنت تشتريه؟ قال بنصف ملكي الآخر ، فقال أن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه؛ فبكى هارون.

وقال له ابن السماك يوما: إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث منه وحدك ، فاحذر المقامَ بين يدي الله عز وجل والوقوفَ بين الجنة والنار؛ حين يؤخذ بالكَظَم ، وتزل القدم، ويقع الندم ، فلا توبةٌ تقبل ولا عثرةٌ تقال، ولا يقبل فداءٌ بمال.

فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته فقال يحيى بن خالد له: يا ابن السماك لقد شققت على أمير المؤمنين الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي.

قال الفضيل: استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منـزله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ثم استدعى أبا العتاهية ؛ فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم فقال :

عش ما بدا لك سالمـــــا* * * * في ظل شـاهقة القصور
تجري عليك بما اشتهيت* * * * من الرواح إلى البكــور
فإذا النفــوس تقعقعـــت* * * *عن ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلـــم موقنــــــا* * * * *ما كنت إلا في غــرور

قال فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا فقال له الفضل بن يحي: دعاك أمير المؤمنين لتسرَّه فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.
و قال ذات مرة لأبي العتاهية عظني بأبيات من الشعر وأوجز فقال :

لا تأمن الموتَ في طرف ولا نفس* * * ولو تمتعت بالحجاب والحـرس

واعلم بأن سهام المـوت صائـبةٌ* * * * لكل مدَّرعٍ منـها ومتـرس

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها* * * إن السفينة لا تجري على اليبس


فخر الرشيد مغشيا عليه.

ولما آذن هارون بالرحيل أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى نظر إليه ، فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي؛ وأمر أن يوسع عند صدره وأن يمد من عند رجليه، ثم جعل يقول: ما أغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ويبكي .

وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة ..

يا من لا يموت ارحم من يموت.

إن فضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا ، وإنما ذكرنا نموذجا من سيرته وطرفا من أخباره لتدل على مآثِره العظيمةِ؛ التي حفظها التاريخ وشكرها له كل مسلم صادق؛ فقد كان رجلا صالحا وليس كما ينشره عنه أهل الإفك والبهتان من أنه كان ذا لهو ولعب ومجون .

بل هو الحاج الغازي الإمام الورع العابد التقي ، وإنما لفق له هذه التهمَ أهلُ الأهواء والضلال الذين غاظهم بفتوحه ؛ وشدته على المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

فكم قمع الله به من فتنة وسد به من ثلمة .. حتى كان الفضيلُ بنُ عياض-أحد أئمة السلف- يقول: ليس موتُ أحدٍ أعزَّ علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمرِه من عمرى.

قالوا فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن والحوادث والاختلافات وظهر القول بخلق القرآن عرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك.

لا شك أن في مجتمعاتنا أناسا من المبطلين؛ وصورةً تتكرر في كل زمن ؛ كلما رأوا إماما من أئمة الدين؛ نصر الله به السنة ، وأعز به الأمة ، وأعلى به الكلمة؛ قاموا إليه بالكذب والتشويه وتلفيق التهم ؛ {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا} والله الموعد..* * * *

إلى ديان يوم الدين نمضي* * * وعند الله تجتمع الخصوم

وإنما هذا هو دأبهم في كل زمان..

فإياكم وتتبعِ كلام أهل الأهواء والملبّسين ومن في قلوبهم مرض ؛ فإنهم يريدون أن يمسخوا تاريخَنا العطر ؛ وأن يقطعوا صلتَنا برموزنا التي نفخر بها على مر الأزمان،

فلا تمكنوهم من ذلك وتقعوا في شركهم؛ فإنهم إن بلغوا منكم ذلك ألقوا إليكم بعقائدهم المردية وآرائهم الشاذة فغيروا عقيدتكم وتابعتموهم على باطلهم فتهلِكون مع الهالكين..

فانتبهوا لما تقرأون وتسمعون ، ولا تجعلوا آذانكم سماعةً لكل منكر ، وقلوبَكم متشربةً لكل شبهة. واعرفوا عمن تأخذون* ؛ والى من تسمعون ؛ واحذروا* تلك الكتبَ والمحاضراتِ التاريخيةَ التي لم تؤسس على علم وتقوى؛ بل أسست على شفا جُرُف هار ؛ فانهار بها في أودية الأهواء السحيقة ؛ والضلالات البعيدة ؛ فلا تتناول أسلافكم إلا بالسب ؛ ولا تذكرهم إلا بالقدح والعيب.

نسأل الله التوفيق والسداد؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛ وعلى آله وصحبه
__________________

قيل للامام أحمد: أحياك الله على الإسلام، قال: ( والسنه )



حزيمات تريترا

[حزيمات تريترا]

الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على نبيه وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه ؛ وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد..

فإن المتأمل في تاريخنا الإسلامي يجده زاخرا بالوقائع المنيرة والحوادث المثيرة؛ والذكريات العطرة التي يستأنس بها المسلم على مر العصور.

هذا وإن الله سبحانه اختص أناسا بالفضل والإحسان والبركة؛ فكانوا في حياتهم نبراسا للخير ودعاة للهدى؛ وأعقبهم بعد وفاتهم بالثناء والذكر الحسن.

وإن من هؤلاء النفر ؛ الإمام الفاتح المجاهد الذي دانت له البلدان واندحرت أمامه الشجعان: أميرُ المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله؛ الذي كان يغزو عاما ويحج عاما؛ حتى قال فيه القائل :

فمن يطلـب لقـاءك أو يرده * * *فبالحرمين أو أقصـى الثغـور
ومـا حاز الثغور سـواك خلق * * * من المستخلَفين علـى الأمور

فقد خلّف ذكرا حسنا ، وتاريخا مجيدا هو بالحق مفخرة لكل مسلم.

كان من أحسن الناس سيرة؛ في نفسه ورعيته؛ فكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم؛ وكان سريع العطاء جزيله؛ يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم، لا يضيع لديه بر ولا معروف؛ وكان يصلى في كل يوم مائةَ ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا؛ إلاّ أن تعرض له علة، وإذا حج أحج معه مائةً من الفقهاء وأبنائهم، وإذالم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة؛ حتى قال فيه القائل:

ألم تر أن الشمس كانت سقيمة * * * فلما ولي هارونُ أشرق نورها

وكان شهما شجاعا حازما؛ جوادا ممدّحا؛ فيه دين وسنة.

فلما نقضت الروم الصلحَ الذي كان بينهم وبين المسلمين؛ وملّكوا عليهم النقفور وكان شجاعا؛ كتب نقفور إلى الرشيد كتابا؛ قال فيه: ( من نقفور ملك الروم إلى هارونَ ملكِ العرب؛ أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلى؛ حملت إليك من أموالها ما كنْت حقيقا بحمل أمثاله إليها؛ وذلك من ضعف النساء وحمقِهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلىّ ما حملتْه إليك من الأموال؛ وافتدِ نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك).

فلما قرأ هارون الرشيد كتابه؛ أخذه الغضبُ الشديدُ حتى لم يتمكنْ أحد أن ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبَتَه؛ وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بالقلم؛ وكتب على ظهر الكتاب : (بسم الله الرحمن الرحيم؛ من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور *** الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام ) .

ثم نهض من حينه وسار حتى نزل بباب هرقلة؛ ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من أموالهم شيئا كثيرا وخرب ديارهم.

وقد اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في عصره؛ حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها؛ وكانت الأموال تحمل من جميع الأقاليم- بعد تكفية الجيوش- إلى بيت المال على بعد المسافة، وكان يستلقي على قفاه وينظر إلى السحابة، فيقول: اذهبي إلى حيثُ شئت؛ خراجُك يأتيني يإذن الله.

وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم؛ ويتواضع لأهل العلم والدين ، ويحب مجالسةَ العلماءِ والصالحين..

قال أبو معاوية الضرير: استدعاني الرشيد إليه ليسمع مني الحديث؛ فما ذكرت عنده حديثا إلا قال: صلى الله عليه وسلم على سيدي؛ وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى؛ وأكلت عنده يوما ثم قمت لأغسل يديّ ، فصب الماء علىّ وأنا لا أراه ، ثم قال يا أبا معاوية: أتدري من يصب عليك الماء؟ قلت: لا. قال: يصب عليك أميرُ المؤمنين. قال: أبو معاوية فدعوت له.
فقال: إنما أردت تعظيم العلم.

وكان كثيرَ البكاء من خشية الله تعالى سريعَ الدمعة عند الذكر محباً للمواعظ؛ قال منصور بن عمار:* ما رأيت اغزرَ دمعا عند الذكر من ثلاثة؛ الفضيلِ بن عياض وأبي عبد الرحمن الزاهد وهارون الرشيد.

ودخل عليه الإمام الشافعي رحمه الله ؛ فقال له: عظني .
فقال: اعلم أن من أطال عنان الأمل في الغِرَّة طوى عنان الحذر في المهلة، ومن لم يعول على طريق النجاة خسر يوم القيامة إذا امتدت يدُ الندامة . فبكى هارون.

وقال الفضيل : قال لي هارون : عظني .
فقلت: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي.

وبعث هارون الرشيد إلى ابن السماك ، فدخل عليه وعنده يحيى بن خالد ، فقال يحيى: إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك وكثرة ذكرك لربك عز وجل ودعائك للعامة؛ فقال ابنُ السماك أما ما بلغ أميرَ المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا؛ فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلبٌ لنا على مودة ولا جرى لسانٌ لنا بمدحة؛ وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا وبمدح الناس مفتونا وإني لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما.

وطلب الرشيد ماء ليشرب ، ثم قال لابن السماك : عظني .
فقال له: بالله يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي، قال: لو مُنعت خروجَها بكم كنت تشتريه؟ قال بنصف ملكي الآخر ، فقال أن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه؛ فبكى هارون.

وقال له ابن السماك يوما: إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث منه وحدك ، فاحذر المقامَ بين يدي الله عز وجل والوقوفَ بين الجنة والنار؛ حين يؤخذ بالكَظَم ، وتزل القدم، ويقع الندم ، فلا توبةٌ تقبل ولا عثرةٌ تقال، ولا يقبل فداءٌ بمال.

فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته فقال يحيى بن خالد له: يا ابن السماك لقد شققت على أمير المؤمنين الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي.

قال الفضيل: استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منـزله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ثم استدعى أبا العتاهية ؛ فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم فقال :

عش ما بدا لك سالمـــــا* * * * في ظل شـاهقة القصور
تجري عليك بما اشتهيت* * * * من الرواح إلى البكــور
فإذا النفــوس تقعقعـــت* * * *عن ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلـــم موقنــــــا* * * * *ما كنت إلا في غــرور

قال فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا فقال له الفضل بن يحي: دعاك أمير المؤمنين لتسرَّه فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.
و قال ذات مرة لأبي العتاهية عظني بأبيات من الشعر وأوجز فقال :

لا تأمن الموتَ في طرف ولا نفس* * * ولو تمتعت بالحجاب والحـرس

واعلم بأن سهام المـوت صائـبةٌ* * * * لكل مدَّرعٍ منـها ومتـرس

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها* * * إن السفينة لا تجري على اليبس


فخر الرشيد مغشيا عليه.

ولما آذن هارون بالرحيل أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى نظر إليه ، فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي؛ وأمر أن يوسع عند صدره وأن يمد من عند رجليه، ثم جعل يقول: ما أغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ويبكي .

وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة ..

يا من لا يموت ارحم من يموت.

إن فضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا ، وإنما ذكرنا نموذجا من سيرته وطرفا من أخباره لتدل على مآثِره العظيمةِ؛ التي حفظها التاريخ وشكرها له كل مسلم صادق؛ فقد كان رجلا صالحا وليس كما ينشره عنه أهل الإفك والبهتان من أنه كان ذا لهو ولعب ومجون .

بل هو الحاج الغازي الإمام الورع العابد التقي ، وإنما لفق له هذه التهمَ أهلُ الأهواء والضلال الذين غاظهم بفتوحه ؛ وشدته على المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

فكم قمع الله به من فتنة وسد به من ثلمة .. حتى كان الفضيلُ بنُ عياض-أحد أئمة السلف- يقول: ليس موتُ أحدٍ أعزَّ علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمرِه من عمرى.

قالوا فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن والحوادث والاختلافات وظهر القول بخلق القرآن عرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك.

لا شك أن في مجتمعاتنا أناسا من المبطلين؛ وصورةً تتكرر في كل زمن ؛ كلما رأوا إماما من أئمة الدين؛ نصر الله به السنة ، وأعز به الأمة ، وأعلى به الكلمة؛ قاموا إليه بالكذب والتشويه وتلفيق التهم ؛ {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا} والله الموعد..* * * *

إلى ديان يوم الدين نمضي* * * وعند الله تجتمع الخصوم

وإنما هذا هو دأبهم في كل زمان..

فإياكم وتتبعِ كلام أهل الأهواء والملبّسين ومن في قلوبهم مرض ؛ فإنهم يريدون أن يمسخوا تاريخَنا العطر ؛ وأن يقطعوا صلتَنا برموزنا التي نفخر بها على مر الأزمان،

فلا تمكنوهم من ذلك وتقعوا في شركهم؛ فإنهم إن بلغوا منكم ذلك ألقوا إليكم بعقائدهم المردية وآرائهم الشاذة فغيروا عقيدتكم وتابعتموهم على باطلهم فتهلِكون مع الهالكين..

فانتبهوا لما تقرأون وتسمعون ، ولا تجعلوا آذانكم سماعةً لكل منكر ، وقلوبَكم متشربةً لكل شبهة. واعرفوا عمن تأخذون* ؛ والى من تسمعون ؛ واحذروا* تلك الكتبَ والمحاضراتِ التاريخيةَ التي لم تؤسس على علم وتقوى؛ بل أسست على شفا جُرُف هار ؛ فانهار بها في أودية الأهواء السحيقة ؛ والضلالات البعيدة ؛ فلا تتناول أسلافكم إلا بالسب ؛ ولا تذكرهم إلا بالقدح والعيب.

نسأل الله التوفيق والسداد؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛ وعلى آله وصحبه
__________________

قيل للامام أحمد: أحياك الله على الإسلام، قال: ( والسنه )




حزيمات تريترا

[متعجب]

[mark=999999]

لا تَظلُمي التّاريخ

هنا,,

يبرأُ منكِ القلم يا سيّده




دمتِ سيّدة للقلم

[/mark]

[ريم شمر]

اختي الكريمه سيدة القلم //

يظل هذا رأيك الخاص (بك) ونظرتك الناتجه عن تأثير نوعية قراءتك
ونحترمه كما نحترمك ,,

كل مافي الامر انك طالبتنا بعدم قراءة التاريخ ...

وبدورنا طالبناك بقراءة التاريخ من مصادره ,,,

وماذكرتيه عن هارون الرشيد

لايعتبر قراءة منصفه للتاريخ كما تظنين !!


بل هو تهجم وقذف لخليفه مسلم مجاهد ,,,,

وصفحات تكاد تكون مقتطعه من الف ليله وليله

.
.

وبصراحه اختي الكريمه

لا أعلم مالهدف ومالغايه من ذلك ؟!!


ماهو المكسب من ماتعتقدين انه فضح للتاريخ الحقيقي ؟!!


حينما نكتب يكون امامنا غايه او هدف او مصلحه

فما مصلحتنا في كل هذا ؟!!

ولماذا كل هذا الجهد المبذول لمحاولة اقناعنا بزيف تاريخنا ؟!!

ولماذا ضيعتي كل هذا الوقت وبذلتي كل هذا الجهد

لكي تبيني للمخدوعين امثالنا بنظرك

ان هارون الرشيد مجرد فاسق صاحب جواري ؟!!

مالذي تستفيده امتنا من كل هذا ؟!


قطعا هناك هدف تسعين اليه ؟!!

.
.


عودتنا دااائما على شتم قومك وأمتك فـ مرة تتهمينهم بالسخف

ومرة بالقرف ومرة بالغباء ,,,وكل مصائب الدنيا سببها هذه الامه بنظرك ,,



ثم انتي الان تغوصين في التاريخ


لا لتبحثي عن الصفحات المشرقه

لتساهمي في دفع أمتك ( المقرفه والسخيفه والغبيه ) للافضل

بتذكيرها بما كانت عليه وماكان عليه أبطالها ,,


بل لتجمعي قصص (مختلقه) و( ضعيفه ) عن خليفه او حاكم او قائد مسلم

ثم تكتبين موضوعا مليئا بالشتم والاحتقار لرمز من هذه الرموز !!!

فقبل هارون الرشيد كان الضحيه الملك عبدالعزيز رحمه الله

فهو لم يسلم من الاتهام بنواياه ,,,,وباستغلاله للدين لتوسيع ملكه !!

وكانت مصادرك كتب المستشرقين ؟!!!


فهل تحلين هذا اللغز وتشرحين ماهدفك وماغايتك !!

ومالذي ترجين وتتوقعين ان تستفيد منه الامه !!!


حينما كتبتِ عن هارون الرشيد او غيره ماكتبتِ ,,,!!!


فعلا ياسيدة يستحوذ علي العجب والاستغراب

وبالفعل اتمنى ان افهم ؟!!!!

نعلم اننا لسنا ملائكه وهناك اخطاء ومع ان تاريخنا حافل بالروائع

لكن فيه بعض الشوائب ,,نعلم ذلك جيدا ,,وهذا امر طبيعي !!


فلما تتركين البياض وتبحثين بين الصفحات السوداء

لما لاتكونين وانتي الاديبه الاريبه سيدة القلم

كـ النحله فـ تقعين على الورود وتستخرجين لنا العسل

بدلا من هذااااااااا !!

.
.
.
.
اخي الفاضل والكريم ريال الفسحه

حقيقه تفخر مضايفنا بوجود امثالك ممن يملكون كل هذا الوعي

وهذا الادراك ,,,

بالنسبه لتعليقك على دور المشرفين ,,,

فيـ أخي الكريم ,,,لعل في ذلك خير ,,,

مواضيع مثل هذه قد تكون سببا لنبادر بالدفاع عن رموزنا ,,بدلا من هذا الصمت ,,

مسلسلات تافهه , وافلام مضلله ,,,لاتجد من يوقفها او يعترض عليها

فعلى الاقل هنا نستطيع ان نبين ونوضح ونساهم في ازالة هذا التشويه المتعمد

والذي له اهدافه وغايته مثل ماذكر اخونا الفاضل ( حزيمات تريترا ) في رده لافوض فوه ,,

.
.
.
عذرا اختي سيدة القلم للعوده وشكرا لك ,,,

.
.

[سيدة القـــــلم]

بل اعزهم واعزهم واعزهم....ولم يكن يوما كما افتريتي عليه او بالاصح افتروا
عليه هؤلاء الكتاب اللذين تقراين لهم.....رب كلمتن تقول لصاحبها دعني



ومن انتي حتى تضعي موضوعا للتجريح باحد اهم رموز الاسلام هاااااااااه
ابلغتي منزلته لكي تنتقديه يااختي؟؟؟؟

اترك لك الجوووووووووووووووووووووووواب<<وكلنا نعرف الجوااااب



اذا هارون كان غير سوي من هو السوي؟؟؟؟ هاااااااه

انا ام انتي ان لم يكن هارون سوي فعزي لحالتس.....

اتق الله


لم يزعجج شخصي ..بل غيره على حبيبنا هارون اللذي يحفظ
القران((االلي ماحفظتيه ولا انا؟؟؟؟)))

آهْلاً رِيال..

حِياَكَ الله..

ولم يكن يوما كما افتريتي عليه او بالاصح افتروا
عليه هؤلاء الكتاب اللذين تقراين لهم...

إنْ كَاَنَ هُنَاَك إفتِرَاَء كَمَاَ تَزْعُم ..
فَهُوَ لِيسَ مِنْي .. بَلْ مِنْ ابن كَثِير .. فَهوَ مَن أورَدَ القُصَص والأحْدَاَث ..
فَلا تُحَاَسِبُنِي وحَاَسِب صُنَاَع التَاَرِيخ.. والرِوَاَه .. والعُلمَاَء

ومن انتي حتى تضعي موضوعا للتجريح باحد اهم رموز الاسلام هاااااااااه
ابلغتي منزلته لكي تنتقديه يااختي؟؟؟؟

وهَلْ هُوَ نَبِيٍ مُرْسَل .. او مَلِك مِنْ المَلائِكَه حَتْىَ لا أنْتَقِدَة ..؟!!

لَكَ مُطْلَقْ الحُرِيه.. انْ تَرَاَهُ عَظِيم وقَاَئداً فَذّ ..
ولِيْ مُطْلَق الحُرِيه بِـ أن آراةُ إنسَاَن غِير سُويْ




شُكْرَاً لَك

كُنْ بِخِيرْ

.

[سيدة القـــــلم]

سيدة القلم

قراءة التاريخ والسير في سالف الأيام للآستفادة منها لأخذ العبر والمواعظ
والحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق بها ولنسترشد الصواب في حياتنا ونتجنب ماوقع فيه غيرنا من خطأ 0
أختنا هل تعلمين انه لامن بطل ولا من عظيم ولا من شهير حفظ التاريخ اسمه أو نال منصبا رفيعا وقدرا كبيرا الا ويحمل شخصية قوية ونفسية ساميه متماسكة 0
أرجعي الى تاريخ هؤلاء الرموز العظماء وأقرأي سيرهم وتأملي وجوههم في الصور بقيت سيرهم وأذكارهم كالشجرة القوية أصلها ثابت وفروعها في السماء تمتد جذورها الى أعماق الأرض حيث تزداد ثباتا كلما عصفت بها الرياح0 وأكبر شاهد على قولي هذا ماتعرض له هذا الرمز العربي صدام حسين أثناء المحاكمة الظالمة أنظري شخصيته وتأملي وجهه تشع منها نفسيه قوية متماسكة حتى عند اعلان نطق حكم الأعدام لم يتغير شيء منه بل زاد قوة وشجاعة 0
شيء مؤسف أن تصفين هذة الرموز بالدكتاتورية ليت هارون الرشيد عالجك من هذا الهوس العقلي حتى ولو بالحلم
ليت لي قلم مثل قلمك لأسخره لكتابة أروع القصص التاريخيه التي تحكي عن أمجادنا من علم وشجاعة وكرم وعفه وشرف ووفاء الى آخر عادتنا وتقاليدنا النبيلة الأصيلة

آهْلاً بِـ طَاَئِي الجَبَل

حِياَكَ الله ..

شيء مؤسف أن تصفين هذة الرموز بالدكتاتورية

حَاَكِم يَقْتُل قَبِيلَه كَاَمِلَه دُونَ وجه حَق..
ويسْفُك دَمَ هَذاَ .. ويَهبُر الأخَر كــَ نَعْجَه..
لا يَحْتَرِم حَتَىَ إنْسَاَنِيتهُم ..

مَاَذَاَ نُسَمِيه..؟!!!
صَاَحِب القَلب الرؤوف... مَثَلاً...؟!!

هَذِه حَقِيقَه فَـ لِمَاَذاَ نَرْفُضهَاَ.. ؟!!



شَاَكِرَة مَجِيئُك ايُهَاَ الشَاَمِخ

كُنْ بِخِير

.

[سيدة القـــــلم]

[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="backgrounds/17.gif" border="outset,thick,gray" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
(( وإمّا شِيطَاَنُك.. وجَدتُ هُوَ مَن يَسْتَعِيذُ مِنْكِ .. ))
صدق ابو نواس بكلامه عن شيطانكِ ياسيدة القلم
والحقيقة انكِ شجاعة من ظهر شجاع ....
وذلك لغوصكِ في غياهب تاريخنا الاسود والتجول بجوانبه المظلمه ...[/poem]

آهْلاً ابُو سَنَد ..

حِياَك الله ..


الحَقِيقَه بِـ أنِيْ لَسْتُ شُجَاَعَه..

ولا أتَشَجَع إلاّ عِنْدَمَاَ يتوفَر لَدِيْ الدَلِيل القَاَطِع الَذِي لا يُسَاَوِرَةُ شَك ..

ورُغْمَ تَوفّر الدَلِيل مِنْ مَصَاَدِرةِ المُوثُوقَه..

إلاّ إنَهُم لَم يُصَدِقُونِيْ ولَم يَزَل طَاَئِفَه مِنْهُم.. يتَهِمنِيْ بالكَذِب والإفْتِراَء



شُكْرَاً لَكَ سَلْمَاَن

كُنْ بِخِيرْ

.

[سيدة القـــــلم]

الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على نبيه وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه ؛ وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد..

فإن المتأمل في تاريخنا الإسلامي يجده زاخرا بالوقائع المنيرة والحوادث المثيرة؛ والذكريات العطرة التي يستأنس بها المسلم على مر العصور.

هذا وإن الله سبحانه اختص أناسا بالفضل والإحسان والبركة؛ فكانوا في حياتهم نبراسا للخير ودعاة للهدى؛ وأعقبهم بعد وفاتهم بالثناء والذكر الحسن.

وإن من هؤلاء النفر ؛ الإمام الفاتح المجاهد الذي دانت له البلدان واندحرت أمامه الشجعان: أميرُ المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله؛ الذي كان يغزو عاما ويحج عاما؛ حتى قال فيه القائل :

فمن يطلـب لقـاءك أو يرده * * *فبالحرمين أو أقصـى الثغـور
ومـا حاز الثغور سـواك خلق * * * من المستخلَفين علـى الأمور

فقد خلّف ذكرا حسنا ، وتاريخا مجيدا هو بالحق مفخرة لكل مسلم.

كان من أحسن الناس سيرة؛ في نفسه ورعيته؛ فكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم؛ وكان سريع العطاء جزيله؛ يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم، لا يضيع لديه بر ولا معروف؛ وكان يصلى في كل يوم مائةَ ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا؛ إلاّ أن تعرض له علة، وإذا حج أحج معه مائةً من الفقهاء وأبنائهم، وإذالم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة؛ حتى قال فيه القائل:

ألم تر أن الشمس كانت سقيمة * * * فلما ولي هارونُ أشرق نورها

وكان شهما شجاعا حازما؛ جوادا ممدّحا؛ فيه دين وسنة.

فلما نقضت الروم الصلحَ الذي كان بينهم وبين المسلمين؛ وملّكوا عليهم النقفور وكان شجاعا؛ كتب نقفور إلى الرشيد كتابا؛ قال فيه: ( من نقفور ملك الروم إلى هارونَ ملكِ العرب؛ أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلى؛ حملت إليك من أموالها ما كنْت حقيقا بحمل أمثاله إليها؛ وذلك من ضعف النساء وحمقِهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلىّ ما حملتْه إليك من الأموال؛ وافتدِ نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك).

فلما قرأ هارون الرشيد كتابه؛ أخذه الغضبُ الشديدُ حتى لم يتمكنْ أحد أن ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبَتَه؛ وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بالقلم؛ وكتب على ظهر الكتاب : (بسم الله الرحمن الرحيم؛ من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور *** الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام ) .

ثم نهض من حينه وسار حتى نزل بباب هرقلة؛ ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من أموالهم شيئا كثيرا وخرب ديارهم.

وقد اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في عصره؛ حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها؛ وكانت الأموال تحمل من جميع الأقاليم- بعد تكفية الجيوش- إلى بيت المال على بعد المسافة، وكان يستلقي على قفاه وينظر إلى السحابة، فيقول: اذهبي إلى حيثُ شئت؛ خراجُك يأتيني يإذن الله.

وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم؛ ويتواضع لأهل العلم والدين ، ويحب مجالسةَ العلماءِ والصالحين..

قال أبو معاوية الضرير: استدعاني الرشيد إليه ليسمع مني الحديث؛ فما ذكرت عنده حديثا إلا قال: صلى الله عليه وسلم على سيدي؛ وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى؛ وأكلت عنده يوما ثم قمت لأغسل يديّ ، فصب الماء علىّ وأنا لا أراه ، ثم قال يا أبا معاوية: أتدري من يصب عليك الماء؟ قلت: لا. قال: يصب عليك أميرُ المؤمنين. قال: أبو معاوية فدعوت له.
فقال: إنما أردت تعظيم العلم.

وكان كثيرَ البكاء من خشية الله تعالى سريعَ الدمعة عند الذكر محباً للمواعظ؛ قال منصور بن عمار:* ما رأيت اغزرَ دمعا عند الذكر من ثلاثة؛ الفضيلِ بن عياض وأبي عبد الرحمن الزاهد وهارون الرشيد.

ودخل عليه الإمام الشافعي رحمه الله ؛ فقال له: عظني .
فقال: اعلم أن من أطال عنان الأمل في الغِرَّة طوى عنان الحذر في المهلة، ومن لم يعول على طريق النجاة خسر يوم القيامة إذا امتدت يدُ الندامة . فبكى هارون.

وقال الفضيل : قال لي هارون : عظني .
فقلت: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي.

وبعث هارون الرشيد إلى ابن السماك ، فدخل عليه وعنده يحيى بن خالد ، فقال يحيى: إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك وكثرة ذكرك لربك عز وجل ودعائك للعامة؛ فقال ابنُ السماك أما ما بلغ أميرَ المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا؛ فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلبٌ لنا على مودة ولا جرى لسانٌ لنا بمدحة؛ وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا وبمدح الناس مفتونا وإني لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما.

وطلب الرشيد ماء ليشرب ، ثم قال لابن السماك : عظني .
فقال له: بالله يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي، قال: لو مُنعت خروجَها بكم كنت تشتريه؟ قال بنصف ملكي الآخر ، فقال أن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه؛ فبكى هارون.

وقال له ابن السماك يوما: إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث منه وحدك ، فاحذر المقامَ بين يدي الله عز وجل والوقوفَ بين الجنة والنار؛ حين يؤخذ بالكَظَم ، وتزل القدم، ويقع الندم ، فلا توبةٌ تقبل ولا عثرةٌ تقال، ولا يقبل فداءٌ بمال.

فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته فقال يحيى بن خالد له: يا ابن السماك لقد شققت على أمير المؤمنين الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي.

قال الفضيل: استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منـزله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ثم استدعى أبا العتاهية ؛ فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم فقال :

عش ما بدا لك سالمـــــا* * * * في ظل شـاهقة القصور
تجري عليك بما اشتهيت* * * * من الرواح إلى البكــور
فإذا النفــوس تقعقعـــت* * * *عن ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلـــم موقنــــــا* * * * *ما كنت إلا في غــرور

قال فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا فقال له الفضل بن يحي: دعاك أمير المؤمنين لتسرَّه فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.
و قال ذات مرة لأبي العتاهية عظني بأبيات من الشعر وأوجز فقال :

لا تأمن الموتَ في طرف ولا نفس* * * ولو تمتعت بالحجاب والحـرس

واعلم بأن سهام المـوت صائـبةٌ* * * * لكل مدَّرعٍ منـها ومتـرس

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها* * * إن السفينة لا تجري على اليبس


فخر الرشيد مغشيا عليه.

ولما آذن هارون بالرحيل أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى نظر إليه ، فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي؛ وأمر أن يوسع عند صدره وأن يمد من عند رجليه، ثم جعل يقول: ما أغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ويبكي .

وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة ..

يا من لا يموت ارحم من يموت.

إن فضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا ، وإنما ذكرنا نموذجا من سيرته وطرفا من أخباره لتدل على مآثِره العظيمةِ؛ التي حفظها التاريخ وشكرها له كل مسلم صادق؛ فقد كان رجلا صالحا وليس كما ينشره عنه أهل الإفك والبهتان من أنه كان ذا لهو ولعب ومجون .

بل هو الحاج الغازي الإمام الورع العابد التقي ، وإنما لفق له هذه التهمَ أهلُ الأهواء والضلال الذين غاظهم بفتوحه ؛ وشدته على المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

فكم قمع الله به من فتنة وسد به من ثلمة .. حتى كان الفضيلُ بنُ عياض-أحد أئمة السلف- يقول: ليس موتُ أحدٍ أعزَّ علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمرِه من عمرى.

قالوا فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن والحوادث والاختلافات وظهر القول بخلق القرآن عرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك.

لا شك أن في مجتمعاتنا أناسا من المبطلين؛ وصورةً تتكرر في كل زمن ؛ كلما رأوا إماما من أئمة الدين؛ نصر الله به السنة ، وأعز به الأمة ، وأعلى به الكلمة؛ قاموا إليه بالكذب والتشويه وتلفيق التهم ؛ {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا} والله الموعد..* * * *

إلى ديان يوم الدين نمضي* * * وعند الله تجتمع الخصوم

وإنما هذا هو دأبهم في كل زمان..

فإياكم وتتبعِ كلام أهل الأهواء والملبّسين ومن في قلوبهم مرض ؛ فإنهم يريدون أن يمسخوا تاريخَنا العطر ؛ وأن يقطعوا صلتَنا برموزنا التي نفخر بها على مر الأزمان،

فلا تمكنوهم من ذلك وتقعوا في شركهم؛ فإنهم إن بلغوا منكم ذلك ألقوا إليكم بعقائدهم المردية وآرائهم الشاذة فغيروا عقيدتكم وتابعتموهم على باطلهم فتهلِكون مع الهالكين..

فانتبهوا لما تقرأون وتسمعون ، ولا تجعلوا آذانكم سماعةً لكل منكر ، وقلوبَكم متشربةً لكل شبهة. واعرفوا عمن تأخذون* ؛ والى من تسمعون ؛ واحذروا* تلك الكتبَ والمحاضراتِ التاريخيةَ التي لم تؤسس على علم وتقوى؛ بل أسست على شفا جُرُف هار ؛ فانهار بها في أودية الأهواء السحيقة ؛ والضلالات البعيدة ؛ فلا تتناول أسلافكم إلا بالسب ؛ ولا تذكرهم إلا بالقدح والعيب.

نسأل الله التوفيق والسداد؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛ وعلى آله وصحبه
__________________

قيل للامام أحمد: أحياك الله على الإسلام، قال: ( والسنه )




حزيمات تريترا

أهْلاً..

وحِياَكِ الله..

كُونِيْ بِخِير

.