هى فصل بين وقتين ..أو وقت بين فصلين ..نتسلى فيه بلعبة الاحتمالات ..هذا البطل سيسقط من فوق حصانه ..أو سيمر عبر ثقب صنعته المعجزة أو النبوءة أو الصدفة ..ربما ..يحدث ..أو لايحدث ..أنا عن نفسى استسلمت تماما لفكرة أن العمر نفسه تجربة أداء ..لأداء ربما يأتى أو لايأتى ..ربما إذن أبلغ الحكمة عند نهاية البروفة ..ربما أجد نفسى عند ارتعاشة الموت ..اتمنى عند تلك اللحظة أن أنطق الشهادتين كضمان لقادم طالما أن الحاضر لم يكن والماضى لم يكن مضمونا ..لكن قبلها ..ربما تلمع عينى فى نشوة ..ليعلم من حضر اللحظة ..أننى أخيرا وجدت نفسى ..كان ذلك عند نهاية الممر..ربما يحن الموت قائلا ..ها قد وجدها ..ربما تعبر بى الروح عند إذن إلى جسد جديد أو أقل لك فلنجعلها روحا جديدة ..
ربما
هى وقت بين فصلين ..نتسلى فيه بالفشار والآيس كريم ووجوه البنات العابرات
أو فصل بين وقتين ..نقف فيه لنشاهد فرسا يتحرك ..درجن ..درجن..ربما يصل ..أو لايصل ..
ربما ..هى كل هذا التسمر عند اشتداد الحبكة وبلوغ الذروة ..الشهقة العالية
ربما
عاد اسماعيل ياسين على هيئة فارس القبيلة ..
ربما كان فارس القبيلة ..الذى عاد إلينا على هيئة اسماعيل ياسين
ربما كان طيبا إلى هذا الحد ..واستهلك روحه مرتين من أجل اسعاد شخوص لا تعبأ ..مرة فعلها ..فأضحكنا عليه ..وفى الأخرى ..أزهقها كى يحيا الآخرين
ربما كان فى المرتين صافيا هكذا ..فأعطوه روحا أخرى
لو كنت مكانه لاخترت فى الثالثة أن أكون عقربا فى ساعة حائط..أعض الوقت ..ولا يعضنى أبدا
ربما
ربما ..هى وقفة بين فصلين أو وبين وقتين
لو صار لرشدى أباظة روح اسماعيل ياسين ..لأجمع العالم على حبه ..حتى لو صار معشوقا ضئيلا ..يضحى بلحظة غزل من أجل أن يلقى نكتة ..
فى جسدى العادى ..روحان ..أحدهما لرشدى أباظة والآخر لاسماعيل ياسين ..ربما كانا بكل هذا الصفاء ..فقررا أن يعطيهما فرصة أخرى ..ربما كانت الأجساد مشغولة عن تلقى الرسائل ..فتقاسما جسدى ..الذى لا يحمل أى من ملامحهما ..
ربما هكذا ..صرت أفضل القاء نكتة على الغزل ..أو اعتبر النكتة غزلا ..أو الغزل نكتة ..اخترعتها من أجل اسعادك ..
وهكذا صار كل شىء غير مفهوم فلا البنت التى لاأحبها صدقت أنى لاأحبها ..وتوهمت غرورا أنى أحبها ..ولا البنت التى أحبها صدقت أنى أحبها ..وتوهمت غرورا أنى لاأحبها..فلا شىء يرضى سوى غزل صافى
ربما.. لكنى لو خيرت طبعا ..لما اخترت ملامح اسماعيل ياسين ..
فى الواقع ولا رشدى أباظة أيضا ..كنت سأختار روحهيما ..فقط ..لأنهما اختارانى فى حياتهما الأخرى
ربما يمكن أن أقول
أن أربعة وعشرين عاما
كافيين لاقناعك أن لاجسد يليق بك سوى جسدك ..ولا روح تليق بك إلا روحك ..
التى قالت عنى أنى وسيم لم أصدقها ..
والتى قالت أنى لست كذلك ..لم أصدقها
أحمل نظارة طيبة وعينين عسليتين وشعر مائل للشقرة ..وجسد لا بالقصيرجدا ولا بالطويل جدا..كبين بين عالق فى الأرض
لاهو بالوسيم ولا بالقبيح ..وجه عابر كطيف ..خفيف وطيب كهلال ينتظر اكتمالا
لكن لا أريد أن تنظرى إلى وجهى ..فمهما كان اكتماله أو نقصانه ..ستعلمك العادة أن الوجوه فى النهاية ..هى أشياء لانراها مع الوقت
لذا لا تتأملى فى وجهى هكذا طويلا ..أكره هذا ..حتى لو كنتى تحبينه
حتى وجهك الجميل ..لن أراه مع الوقت.. سيصير لاشىء كغرفتى التى أراها يوميا ..فم أعد أراها
وأنا أريدك أن ترينى دائما
أريد أن أريك روحا تحمل فارسا ومهرجا ..فتلك روحى
لكنى لم أصل بعد إلى كنها
لم تشاهدى فقط سوى ما لمسته من أجزاءها
لكن ..ربما أصل إلى كنها الكامل ..أو لا أصل
لذا ستظلى مثلى فى تأملها واكتشافها وقتا أطول ..ربما
فكما تعلمون
ربما ..هى وقت للمشاهدة والتأمل بين فصلين
أو فصل يمر عابرا ..بين وقتين ..
فالنزق أن تصير لاشىء هو نزق أصيل كى نمر إلى الموت
والطمع أن تصير كل شىء ..هو طمع أصيل كى نمر أيضا إلى الموت
فهم فى الأعالى لايفضلون الانتظار طويلا
وهكذا لايتشبث أحد بكل هذه التفاصيل التى مرقت بين الفصول
إلا عند اللحظة التى تنزع فيها الروح
ربما أنسى
أو لا أنسى
أن أنطق بالشهاديتن
فلا شىء مضمون ..حتى عند نهاية الممر
تحياتي
الموضوع(مسروق