بعد هزيمة العرب عام سبعة وستين وفي نشوة الإنتصار قال وزير دفاع العدو الأزلي للمسلمين
وفي تلك المرحلة المتأرجحة القناعات,قال لو قرأالعرب كتابي ــ لايحضرني عنوانه الآن ــ
لأدركوا وعرفوا مالذي سيحدث في المعركة ولفهموا كل السلبيات التي ادت الى هزيمتهم
ولربما انهم استطاعوا تلافيها بشكلِ او بآخر..ياللأسى حتى اعداونا يشمتوا بنا ويتندروا علينا
بسبب اننا شعب لايقرأ ,ولكن ماذا لو اننا قرأنا؟هل سنفهم ونعي وندرك ابعاد ما قرأنا وما الذي
يرمي اليه الكاتب؟باعتقادي ويقيني ان هذا لن يحدث ,لأنه لو كان يحدث لكناإستفدنا من الكتاب
المعجز ,المرسل الينا بلغتنا,والذي هو الآن بين ايدينا ,والذي يقرأه البعض منا بصورة شبه
يومية ,فما الذي عاد علينا نتيجة لتكرار القراءة,اننا نتجه افرادا وجماعات وبأحداث متسارعة
نحوالبحث عن السيئ والأسوء من قشور الحضارات,بل ان بعضا من ابناءنا قرأه او قرأ عليه
بصورة مشوهة , فلم يحاول ابدا فهمه بعيدا عن التلقين ,مما ساهم بتعزيزوتسارع خطوات هذ
الإنحدار الأخلاقي المأساوي الذي نكاد نعيشه الآن وهذه الأحداث السياسية المخجلة والمؤلمة
التي تظلنا ,وهذه الهزائم المتوالية الطاعنة في صميم النقاء, والتي تعددت اسماؤها ونتائجها
واحدة.. ما اثار هذه التداعيات في عقلي , كتاب فرغت من قرأته مؤخراً من تأليف د: مي
يماني وهو يحمل عنوان ( هويات متغيرة , تحدي الجيل الجديد في السعودية ),طبع في فبراير
عام( 2001) باللغةالإنجليزية,وترجمه مشكورا للعربيةــ سيدة لغات الكون ــ ابراهيم درويش..
لو اننا قرأنا هذا الكتاب , وناقشنا ببصيرة وعقل, لكنا عرفنا وادركنا ما يحاك لنا في السر
والعلانية, ولما تفاجئ البعض منا ووقف مدهوشا, مثلما بهت رئيس تحرير احدى المطبوعات
الخليجية , مما حدث في الحادي عشر من نوفمبر ,وماتلى تلك الأحداث من هجمات شرسة
بالسيف والقلم على اوطاننا واعراضنا وتاريخنا وعلى الثقافة الإسلامية ومؤيدوها بشكل عام,
وعلى المملكة العربية السعودية بصفة خاصة.. ولربما استطعنا الإستعداد ولو على الصعيد
النفسي لما حدث .. الكتاب حقيقة مؤلم و الأشد إيلاماً في الموضوع والمفاجئ ان مؤلفتة سيدة
r
تحمل الهوية(السعودية) والحقيقة انهم ارادوا ذلك ليكون الكلا م ابلغ على طريقة(وشهد شاهد
من اهلها) ولو ان في الكتاب فتحا مبينا او نصرا اعلاميا او إابتكارا علمياا, لكانوا اصروا
على منح كاتبته الجنسية(.........) كما يحدث مع الكثير من العقول المهاجرة من جنسيات العالم
الثالث والتي ما ان تبتكر ما يستفاد منه الا ويسارعون لمنح صاحبها جنسية البلد المقيم به..نعود
لعرض الكتاب ويكفي ان نقرأشكروتقدير كاتبته لكل من ساهم في اخراج هذاــ المعول ــ الكتاب
لنفهم وندرك الغرض من اصدارهفي ذلك التاريخ بالذات, واني لأتساءل : الى متى وبعضا
ممن هم محسوبون للأسف منا وعلينا ما يزالون في طغيانهم يعمهون,والكتاب عبارة عن بحث
على شكل اختراق لنفسيات فئة جيل الشباب السعودي من سن 15الى سن 35 وبه تستطلع ارآءهم
حول الدين الإسلامي و نظام الحكم والشريعة الإسلامية والحجاب واسلوب العيش والكثير من
الإفتراءآت المغرضة والعرجاء البين عرجها وكلها طبعا تنتقد الشريعة الإسلامية وتنعتها
بالتقليدية والرجعية.. ولنستمع الى ما تقوله في (شكر وتقدير) واترك الحكم لكم حيث تقول ما
n
نصه: ( اود التعبير عن عميق شكري لعدد من الأشخاص الذين لولاتشجيعهم ودعمهم اللامحدود
لما كان هذا الكتاب,ففكرة هذا المشروع الذي قاد الى هذا الكتاب بدأت عام 1997 في نقاش مع
الدكتورة روزماري هوليس ,مسئولة برنامج الشرق الأوسط في" تشام هاوس" فهي لم تقم فقط
بمساعدتي عبرعصف دماغي للأفكار ودفعها,ولكنها دعمت وثبتت المشروع بطاقتها اللامحدودة
, كما علي ان اعترف واقدر الدعم المالي لهذا المشروع من قبل برنامج الشرق الأوسط والذي
جعل المشروع ممكنا,كماان شكري يذهب ايضا لأولئك اباحثين الذين زودوني بآراء اكاديمية
ومهنية اثناء تنفيذ العمل,واخص البروفسور:غريغوريغوس والدكتور: مصطفى العاني,كذلك
الدكتور: توبي دودج من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية وزميلي في تشام هاوس اعطاني
اذناً صاغية ومتعاطفة وساهم في العمل من خلال تحديد افكاري ومدخلي ,كذلك اعبر عن امتناني
لراشكا ثاغور على الجهد الذي بذلته في اعادة طباعة مخطوطة الكتاب وكفاءتها الإدارية خلال
فترة الإعداد له طلال الفندي مساعد في البحث الذي عمل معي في بداية المشروع والذي ساعد
في تحديد لمواد القانونية وساعد فيما بعد بتنظيم مواد البحث الميداني,اخيرا اود ان اشكر
مارغريت مي,مسئولة دائرة النشر في تشام هاوس والدكتوركيم ميتشل اللذين قاما بتركيز اعينهما
المدققة والثاقبة في نص الكتاب قبل دفعه للمطبعة ولكن ديني العميق هو للشباب السعودي الذين
اعطوني ثقتهم وتعاونهم خلال المقابلات الطويلة معهم ,وكما وعدت كل واحدا منهم فإن اسمآئهم
وهوياتهم ستظل خافية,عدا شابتين قريبتين مني يمكن ان اذكر اسميهما وهما ابنتاي ــ زين
وفاطمة ــ اللتان قدمتا لي مدخلا الى عالم الشباب ع انهما لم تجر مقابلتهما في هذه
الدراسة,والكتاب في النهاية هو للشباب وآمل ان اكون قد وفقت في نقل رسالتهم وبشكل مخلص
,وفي النهاية فإنني اتحمل كامل مسئولية العمل,جملة وتفصيلا..) الحديث طويل عن سلبيات هذا
الإصدار وعمن يقف وراءه , والذي سوف يكون ــ الإصدار ــ سيفا يشهر في وجه كل من يحاول
القول اننا مجتمعات متماسكة قيادة وشعبا وراضية ولو جزئيا عن اسلوب عيشها ومقتنعة بثقافتها
بشتى الوانها واشكالها.. ايها الوطن كن صابرا فكلن يطعنك من جانب وبلا خجل يزعم انه يحبك..
................................................................................ .......................
لم اعرف الى اي قسم ينتمي هذا الموضوع فوضعته هنا واترك لكم تصنيفه..
المفضلات