أصيبت به اختي قبل ثلاث سنوات ونصف تقريباً واعراضه كانت بدايتها بالخمول وضهور التقرحات الجلدية الى ان توقفت عن المشي ..
اكتشفنا انها مصابة بذئبة " المفاصل" بعد خمسة وعشرون يوما من تنويمها بالمستشفى الجامعي بالرياض وبدأت تتلقى العلاج وهو عبارة عن جرعات عالية من الكورتزون وادوية اخرى تصل مجموع حباتها الى 16 حبة في اليوم الواحد بأمر من أخصائي لأمراض المفاصل والروماتيزم عند اكتشافه للحالة بعد ان طلب منا المستشفى اجراء زراعات على الكبد والكلى واعضاء اخرى وكنا نرفض التشخيص بهذا الشكل العشوائي ..
خرجت من المستشفى بعد هذه المندة المنقضية فيه على ان تقوم بالمراجعة بعد مضي كل اسبوعين وتغير الموعد ليكون شهري بعد المراجعة الثالثة وبعد اجراء مايقارب الخمس مراجعات مع المستشفى والمرض لاتزال آثاره بادية على المريضة بنوبات خمول خفيف يعاودها أحيانا وإستمرار بنزول الوزن فكرنا بالكشف عليها في مستشفى آخر وحدث ان نقلناها الى المستشفى العسكري بالمنطقة الشرقية ولكن العلاج هو نفس العلاج وآثار المرض لاتزال في ضهورها والمريضة تأمل التخلص منه بشكل تام ..
عرضت بنفس هذا الوقت على الدكتور خوجة - طب بديل - في جدة وخضعت لعدة كورسات علاجية معه بعد أن بعث فيها الأمل بالشفاء من المرض إذ انه كثيرا ماكان يتحدث عن حالات عديدة تماثلت للشفاء التام على يديه بعد الله وبعد مراجعات عدة له كان في كل واحدة منها يخفف العلاج بشكل تدريجي الى ان اعتقدت انها شفيت منه بشكل تام ولم تعد تستخدم الإدوية بإشراف منه عاودتها شدة المرض فجأة كما في البداية وأدخلت طوارئ المستشفى العسكري بأبها حيث كانت تقيم في تلك الفترة وضلت هناك فترة قصيرة من بعدها قامت بمراجعتهم لمرتين تقريباً ولاتحسن طرأ على الحالة ..
بعد هذا قمنا بالبحث عن دكتور افضل وذكر لنا مستشفى الملك فهد بجدة فبُعثت اليهم التقارير تمهيداً لإخضاعها للعلاج هناك وقامت بنفس الوقت بعدة زيارات للمستشفى الألماني لم تنتج باي تحسن غير أنها بعثت اليأس بنفس المريضة ولجأت للرقاة الشرعيين مع تناولها الأدوية الكيماوية واستمرت على هذه الحال إلى أن عرضت على أهل "الإحتراف" منهم واللذين كانو كالدكتور خوجة والألماني كثيراً مايتحدثون عن حالات شفيت تماماً وتعزز الأمل اللذي كانت كثرة المراجعات اللتي تعني طول ايام المرض تقلله شيئاً فشيئاً الى ان تصل لمرحلة الإحباط والتوتر النفسي لتقف عن تناول الأدوية وتعود اعراض المرض كما بدأت وأشد ولإنتقال عمل زوجها للمنطقة الشرقية عادت للمستشفى العسكري هناك ولم تكن على انتظام تام معهم في المراجعات و تناول العلاج...
بعد مضي سنة ونصف على هذه الحالة بين المستشفيات والعيادات الخاصة والرقاة الشرعيين ودفع مايقارب الخمسة وثمانون ألف ريال لم تنتج الا بالإحباطات اللتي أثرت نفسياً وبدنياً واجتماعياً على المريضة فكرنا بالسفر بها للخارج وبعثت تقارير مرضها الى جمهورية التشيك والمانيا والأردن حيث وجدت ان هذه الدول الأفضل في التعامل مع هذا المرض بأنواعه الثلاث الجلد والمفاصل والدم ولقرب الأردن كانت هي نقطة التوجه بالبداية ...
وفي الأردن كان هناك فرق في متابعة الحالة حيث كان يشرف على علاجها ثلاثة اخصائيين للكلى والكبد والمفاصل وبعد اجراء الفحوصات الشاملة على هذه الأجزاء اصدر تقرير المرض وكان مطابق تماما لتقرير الدكتور في المستشفى العسكري بالمنطقة الشرقية واستغربت دكتورة الكلى من حضورنا اليها وترك عيادة الدكتور (لايحضرني اسمه) في عسكري الشرقية حيث قالت انها زاملته اثناء الدراسة في كندا وكانت كثيراً ماتسأله عن بعض المسائل اللتي تستصعبها في فترة الدراسة وهنا أدركت ان المريضة تحتاج الى تثقيف عن المرض لاأكثر فباشرتها بالأسئلة عن مشوار العلاج وذكرت ان المرض مزمن وعلاجه يتم بالمركبات الكيمائية اللتي تعطى للأمراض اللتي لم يتعرف الطب على اسبابها بشكل واضح وانما يحاول تقليص حدود المرض بالكيماوي ومنع الحد من انتشاره وطالما انه كذلك لن تجد له العلاج التام ! .. وشددت على الإنتظام في تناول كميات الدواء والحضور للمراجعات اللتي تعني معرفة حدود المرض وانه وفق هذه الحدود تحدد كمية العلاج الى ان يستقر على درجة معينة فتتأقلم معه كما يتأقلم مريض السكر مع مرضه ويعود للحياة بشكل طبيعي جداً ..
عدنا وكانت صحتها أفضل بعد هذا التثقيف ولكن الأمل بألمانيا والتشيك كان يراودها احيانا ولما جائت الردود مطابقة تماما لتقارير الأردن والمستشفى العسكري تفهمت الريضة تماماً وجوب الإنتظام لدى دكتور واحد وأنه قدر لها التعايش مع هذا المرض وبدأت بالإنتظام على العلاج والمراجعات على اكمل وجه فبدأت صحتها بالتحسن وعادت للمجتمع كما كانت من قبل وأفضل لدرجة انها عادت لصفوف الكلية بعد انقطاع مضى عليه ثلاث سنوات وابشرك نجحت
ان مايحتاجه مريض الذئبة وخصوصاً المصاب بذئبة الدم او المفاصل هو التعايش مع هذا المرض وتقبله نفسياً ومن ثم الإنتظام بالعلاج وهذا وحده ماسيجعله يعود للحياة من جديد اما تتبع الحالات المصابة الأخرى بهذا المرض فهي تؤثر بنفسية المريض سلباً لأن مرضى الذئبة الجلدية يتماثلون للشفاء ومرضى المفاصل أو الدم منهم من يتقدر له الوفاة وهاؤلاء نجدهم غالبا لاينتظمون في العلاج أو يقعون ضحايا لإستغلال العيادات الخاصة ومنهم اليائس غير المتفائل واللذي لايؤمن بمشيئة الله وأن امكانية تقدم الطب في هذا المرض ممكنة بمشيئة الله .. هذه الأخطاء وقعنا فيها للأسف في البداية ولم يكن لها أي تأثير ايجابي على المريضة والمهم الآن هو ابعاد والدتك من الإحتاك مع المصابين بهذا المرض وإبعادها أيضاً من اجتهادات النسوة الخاطئة دائماً والإنتظام على العلاج ومراجعة الطبيب اللتي تكون في البداية متقاربة ولكنها تتباعد مع الإنتظام التام ..
اتمنى اني بهالتصوير المفصل تقريباً وصلتك لإستدلالات شافية ولأي استفسار انا حاضر اختي .. اسئل الله ان لايريكم مكروه
المفضلات