السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزّائي روّاد ومبدعين فيض المشاعر
دعوني أطرح لكم حكاية طفل
مشهدٌ أمام العين ... زلزل كياني
..................................
كنت في إحد الأسواق بـ ( جـدة ) ... وعندما خرجت
جائني طفلٌ صغير ... ( يبيع مياه )
هزّني حلم الطّفولة المقتول في صدره
تبادلت معه الحوار
ايش اسمك ؟؟..
اسمي محمد
كم عمرك ؟؟..
عمري 11سنة
انت من وين ؟؟..
أنا من فلسطين
أبوك يشتغل ؟؟..
بابا صدمته سيّارة ومات ( والدّمع وعينه في صراع )
طيب وين عايش ؟؟..
مع ماما وأخواتي
كم اخت عندك ؟؟..
عندي 6 اخوات أربعة أكبر مني واثنين اصغر مني
طيب ماعندك ولا أخ ؟؟..
إلاّ عندي أخو واحد
كم عمره ؟؟..
9سنوات
وينه ؟؟..
هناك عند الإشارة ... ( يبيع مياه )
طيب خذ ... (10ريال )
..................................
((( أنت تعلم ربي أنّني لاأقصد الإشهار بما أعطيت ... لكن مقصدي ان أظهر ردّة فعل هذا الطّفل )))
عشرة ريالاتٍ فقط ... جَعَلَته يركع ليّقبِّل قدمي
أقسم أنّني تمنّيت أن تُبتَر قدمي قبل أن يفعل ذلك الفعل
ذهبت لسيّارتي ... حاملاً الحزن بروح تلك الطّفولة
وماهي إلاّ لحظات ... أراها تأخذه سيّارة الجوازات
من تلك اللّحظة ... انفجر في صدري بركان
إليكم كلماتي بعنوان
v
v
v
((( أحـضـان الـشـوارع )))
أناسٌ وأناس
أنعمهم الله بنعمة المال
ملاييناً من أنواع الرّيال والدّولار
تتبعثر مابين قصورٍ وسيّارات
ومكياجٍ وكل أنواع الموضات
ونزهاتٍ وسفريّات
تتبعثر كالمطر تحت أقدام الرّاقصات
حقًّا ... مامِن مُلام ... في زمن اتّباع الملهيات
مامِن مُلام ... في مالٍ يصيب الأعين بالعماء
فــي ذاك الـمــكـان
طفلٌ يصارع الحياة ... باع حلم الطّفولة المقتول ... فقط لشراء طعام
أليس طفلاً كباقي الأطفال ؟؟..
أليس له حقٌّ في وقتٍ يعانق فيه الألعاب ؟؟..
أليس له حقٌّ بأن يحلم بدكتوراة ؟؟..
ماذنبه ؟؟.. أخبرني يازمن الأقوياء
ماذنب طفلٍ ؟؟.. على أرصفة الشّوارع ضاع
يجول من شروق الشّمس ... حاملاً انكسار حلم
يومه اليوم كالأمس ... يلهث عطشاً ... يصارع الظّلم
وبجبروت العطش في جسده ... بيديه يحمل مياه ... ويأبى الإرتواء
للحصول فقط على ( ريال )
أخــبــرنــــي
أخبرني يازمن الأقوياء
ماذنب طفل ؟؟.. ... يتحمّل أمٍّ وسبعة أخوات
وكأنّه شمعة ... تحلم أن تضيئ صحراء
أخبرني يازمن الأقوياء
أين أجد فيك إنسان ؟؟..
أين أجد حضناً لطفلٍ بين أضلعه ينام ؟؟..
أم أنّ أحضان الشّوارع أكثر منك حنان ؟؟..
أخبرني يازمن الأقوياء
أخــبــرنــــي
مــاذنـب الـضّـعـفــاء ؟؟..
حين تموت في صدرهم الأحلام
حين تضيع من عمرهم الأيّام
ماذنب طفلٍِ تفترسه الأحزان ؟؟.. في مجتمعٍ يطوي السّعادة تحت أقدام
ماذنب طفلٍ كل يومٍ في صيام ... في بيوتٍ تمتلك من الطّعام بستان
يـــكــــفــــــــي
يكفي نهشاً في حقوق إنسان
يكفي جوعاً من بطن شبعان
يكفي حقداً في جحيم بركان
... يكفي ... ويكفي ... ويكفي ... ويكفي ... ويكفي ...
يكفي خيراً من بين أيادي شيطان
لــحـــظــــة
اسمعني ... ياقلب إنسان
سأروي لك حكاية من بين ملايين حكايات الزّمان
مـحـمّـد ... طفلٌ كباقي الأطفال
لكن الفرق عنهم ... أنّه عاش طفولته حاملاً أحزان
عاش بين أمّه وأخٌ واحد وستّة أخوات
ترك تلك الأحضان ... ليعانق أحضان الشّوارع
ويجمع المال ... ليس ليزداد غناء ... بل ليحصل له ولأهله على طعام
وفي لحظةٍ واحدة ... رحل عن هذه الأوطان
ليعيش في المجهول ... بعيداً عن الأحضان
وتعيش أمّه وإخوته ... كلحماً داخل أقفاص الذّئاب
ترى أين المصير ؟؟.. وكيف يعود الأمل ؟؟..
المفضلات