منع التجول فـي بغداد والأمن الغائب!
منع التجول في بغداد يوم الجمعة، وتكثيف الاجراءات الامنية الى اقصى الحدود في البصرة، لا علاقة له باجراءات حكومة المالكي لفرض الامن والنظام في مدن العراق. فهناك قتال شوارع وجيش المهدي عاد ليأخذ اتجاها آخر.. وهو هذه المرة في مواجهة مع فيلق بدر اكثر مما هو في مواجهة مع الزرقاوي، او البعثيين.
نبعد المرمى اذا تصورنا ان ما يجري في بغداد والبصرة انما هو تلويح بالعصا الايرانية في وجه واشنطن وحلفائها. فهذه ليست طريقة «الملات» في التعامل مع الاميركيين.. ذلك ان المالكي هو المستهدف، والحكيم - ربما ما يزال في طهران - هو صاحب فكرة التفاوض الاميركي - الايراني حول العراق.. اي انه من جماعة التهدئة وليس المصادمة. وهذه حكومة نجح المالكي - نائب رئيس حزب الدعوة - في استقطاب السنة للدخول فيها. اذن كيف نفسر تصاعد «الفلتان الامني» - والغدر من التعبير الملطف - في بغداد والبصرة الى حد اعلان منع التجول من ظهر الجمعة الى صباح السبت؟؟
في البصرة اكتشف الجميع ان الصراع لم يكن صراعا سياسيا او طائفيا. وانما كان صراعا على سرقة النفط وتهريبه بين حزبين في الائتلاف الشيعي. وقد ذهب رئيس الوزراء شخصيا، واجتمع بالفرقاء.. وهدد.. وكانت النتيجة ارتفاع حرارة الانفجارات والتفجيرات وزيادة مستوى التهجير الطائفي. وظهور اصابع الانجليز.. وهي اصابع لا تخفى على العراقيين!!
سؤال آخر: هل وصلت واشنطن الى مرحلة اليأس من الديمقراطية العراقية، وهي بانتظار صفقة مع طهران، لتترك «الفوضى الخلاقة» تأخذ مجراها، وتشغل العراقيين والمنطقة بأنفسهم؟؟
كل احتمال جائز. والطريقة التي مارست فيها واشنطن الهرب من الصومال، او من فيتنام ليست بعيدة عن التصور لكن الوضع العراقي وضع له تعقيدات اقليمية نتمنى على الدول المجاورة فهمها والعمل على تخفيفها. وعلى طهران ان لا تنام على حرير التيار الشيعي.. فقد صار تيارات، ثم ان «مجاهدي خلق» و«جبهة تحرير عربستان» هما في العراق ايضا، ولهما امتداداتهما.. تماما مثلما ان حزب العمال الكردستاني التركي، والاحزاب الكردية السورية لها قواعدها العراقية..
لازال المحاربين الامريكيين في فيتنام يتذكرون الهروب من من وجه الفيتناميين ولازالت دلتا نهر الميكونق تذكرهم بقائد الثوار الفيتنامي ((جياب)) الاسطورة الذي اسكن شعبه تحت الادغال
بسراديب يصعب العثور عليها ويكفي لنا الرجوع الى البرامج الوثائقيه لنرى شجاعة ذلك الشعب
الذي دحر المحتلين وقفوا جميعا في شجاعة شهد لها العالم ونجحوا بطرد الغزاة ورغم محاولة الامريكان وضع حكومة مواليه لهم بالشق الاخر من فيتنام الا ان ارادة الشعب الفيتنامي صمدت وصبرت واخيرا ربحوا الحرب
فهل يتوحد العراقيين كما فعل شعب فيتنان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المفضلات